كتب : مصطفى عصام | الإثنين، 27 مارس 2017 - 12:29

جوزيه الولاية الأولى.. حينما تكون تلميذا نجيبا

ولاية جوزيه الأولى

"سافرت للبرتغال لمراقبة مباراة للفريق الذي كان مانويل جوزيه يدربه وقتها، لم أكن أشاهد المباراة، بالطبع كامل تركيزي منصب على جوزيه، كيف يوجه اللاعبين، كيف يعيش المباراة، كان كل شئ يبدوممتازا، حتى حدثت لقطة خطفت عيني".

محمود الخطيب بعد رحلته للبرتغال عام 2001.

"بين شوطي اللقاء، دخل على جوزيه صحفيا ليجري معه حوارا صغير على ما يبدو، جوزيه أبعده بيده برفق، هدف جوزيه الكامل هوالتركيز في المباراة، هذا هورجلنا".

مانويل خوسيه دا سيلفا: لو كنت أخاف لاشتريت كلبا لحراستي

بدأ جوزيه في إطلاق قذائفه الصحفية الشهيرة فور قدومه إلى مصر دون أي انتظار، وقتها بتاريخ الكرة في مصر لم نجد مدربا أجنبيا يتحلى بروح الشجاعة والهجوم في وقت واحد عبر منبر الأعلام وقتما شاء، جوزيه فعل ذلك، كانت تلك من أكبر أخطائه التي اعترف بها فور قدومه للولاية الثانية، وبدأ في اتباع تكنيك حرب التصريحات النفسية.

فسر ذلك قديما الإيطالي إنزو بيرزوت مدرب إيطاليا الشهير عام 1982 بأن مباراتي صافرتها تطلق من قبل الملعب في المؤتمر الصحفي.

جاءت تصريحات جوزيه الأولى وقتها للأهرام الرياضي عند الأهرامات

"أنا سعيد بالحفاوة التي وجدتها من قبل جمهور الأهلي، ولكن لا تنس أن هذا الجمهور حال عدم تحقيق البطولات والنتائج الجيدة سيقذفني بالبيض والحجارة" وأشار وقتها ضاحكا نحو الأهرامات.

"وافقت على الأهلي لتاريخه الحافل، وأردت خوض مغامرة جديدة بطموح جديد خارج البرتغال ولم أجد مشروعا أكثر طموحا مثل الذي عرضه علي السيد محمود الخطيب".

"مازلت أكون فكرة عامة عن الكرة المصرية، عند متابعتي لمنتخب مصر في أمم أفريقيا 2000 بنيجيريا وغانا، الأنطباع العام بأن اللاعب المصري قابل للتعلم، ولكنه يحتاج عمل على أوسع نطاق لتغيير عقليته نحو الفوز، لاحظت تراخِ كبير في أداءه وهبوط منحناه عند اطمئنانه للفوز، أريد الأداء والفوز فقط ليس إلا".

"الأهلي هو نادي القرن في أفريقيا حسبما علمت، إذا هو مثله مثل ريال مدريد في أوروبا، ناد صاحب جماهيرية وشعبية طاغية بمصر وأفريقيا، لاعبيه يكونون العمود الفقري للمنتخب الأول والأوليمبي في مصر، سيخدمون أهدافي وأنا مطمئن".

الفقرات السابقة، لا تعني سوى أمرا واحدا، هذا الرجل لم يأت من أجل حفنة من الدولارات، يعي المهمة جيدا، مشكلته فقط أن طموحه وقتها أعلى من اللاعبين وإمكانياتهم، طموحه لا يناطحه سوى طموح الإدارة والجمهور، الفوز بكل شئ ممكن ليس إلا.

مانويل جوزيه قال كلمته من معسكر البرتغال عن ريال مدريد

"نواجه أفضل فريق في العالم.. ولكن سنكون أقوياء".

استهل جوزيه حديثه عن مباراة ريال مدريد بذلك القول، بالطبع هى المفتاح رقم واحد الذي أعطى جوزيه تأشيرة عبور قلوب جماهير الأهلي.

"سأعتمد على لاعبي الأهلي من منتخب الشباب، سيكونون عماد الفريق، فرضوا علي القرار بأنفسهم وبإخلاصهم في التدريب".

" نجحت في تغيير عقليات 80% من اللاعبين، سترون أهلي جديدا، هذا فقط حدث في أسبوعين، الأمر أشبه بالمعجزة!".

"لن أخرج بمباراة ريال مدريد عن إطارها المحدد، هى مباراة مهمة في حياتي لإثبات ذاتي، ولكنها لن تكون أهم من مباراة بترو أتليتكو في لواندا في افتتاح مشوارنا بدوري أبطال افريقيا".

بداية رحلة التلميذ النجيب

بعد كل ما سبق من مقدمات مثالية ورومانسية، بدأت مراحل الجد، جوزيه وقع في أخطاء مثله مثل جميع المدربين، أما مزاياه فقتلها الجميع بحثا.

رحلة جوزيه بالولاية الأولى كانت مجرد كراسة ناصعة البياض، يتلقى المسألة فيجرب مرة واثنين وثلاث، قد يخطئ وقد يصيب، ولكنه تلميذ نجيب، بعد أن يقع في الامتحان، يبرز مسودة جانبية يدون بها الأخطاء وكيفية العلاج والتصحيح، لعل يواجه الموقف مثله مرة أخرى.

الخطأ الأول.. لا تدخل موسم للمنافسة بقائمة تفتقر طموح البطولة

البعض يشبه الفوز ببطولة دوري أبطال أفريقيا بالمعجزة، هذا صحيح، قائمة من نجوم شباب يخوض بهم المغامرة مثل، أحمد السيد، حسام غالي، رضا شحاتة، أحمد أبو مسلم، أحمد بلال، أمير عبد الحميد، إبراهيم سعيد، عادل مصطفى، وائل رياض "شيتوس"، نجوم بدأت في فقد ظلها مثل هادي خشبة، هشام حنفي، سيد عبد الحفيظ، علي ماهر، ياسر ريان بفعل الإصابات، مهاجم مثل محمد فاروق مازال يبحث عن نفسه بعد رجوعه من الإحتراف بتركيا، أومهاجم يفعل كل شئ مستحيل بالكرة ثم يضيعها مثل علاء إبراهيم، والأفارقة مثل تشيرنو وصنداي ليسوا على المستوى المأمول.

أما اللغز الأكبر فكان خالد بيبو، فكما شبهه جوزيه في تقريره الختامي الشهير، خالد بيبو لاعب طيب، مباراة ممتازة وعشرة مختفي، فتارة يصبح عملاقا يفعل كل شئ، وتارة يستسلم لشخصيته الطيبة وبالتالي للمدافعين.

فحينما جوزيه يمر في مشواره الأفريقي إما بإنتصارات واسعة المدي، مثل ثلاثية خارج الديار أمام بيترو أتليتكو أوالفوز أمام شباب بلوزداد بالقاهرة، إلا إن بداية الدوري بالنسبة له حملت بدايات متواضعة في مشواره بالدوري بالخسارة المفاجئة أمام غزل السويس ببلد الغريب بهدفي أميدو كريم ومحمود النادي.

استعاد بعدها الأهلي نغمة الانتصارات مجددا ببطولة الدوري، سلسلة من الفوز المتتالي على الاتحاد والمنصورة والقناة باستاد هيئة السويس، أحد المباريات الصعبة دوما طوال الموسم للأهلي على مر تاريخه بالدوري الممتاز، ثم البلدية ثم التعادل سلبا مع المصري في بورسعيد.

لك أن تعلم في جملة الإنطلاقة في الإنتصارات المحلية، حتى وإن كان الأداء غير مرضي، خسر الأهلي أهم مباراتين له بدوري الأبطال أمام أسيك الإيفواري بأبيدجان وفوز باهت بالقاهرة، ثم خسارة قاسية بالقاهرة برباعية مقابل هدفين، بعد أن أشارت شاشة استاد القاهرة في الدقيقة 76 بتقدم بيترو أتليتكو برباعية دون مقابل.

الزمالك، يحرز أربع أهداف يستقبل ثلاثة، يتعادل بثلاثية مع سوهاج، يفوز بخماسية مقابل هدفين على الترسانة، يخرج من أمام الإفريقي التونسي بكأس الكؤوس بثلاثية مقابل هدف، الأهلي يعاني من الثغرات الدفاعية، رباعية بيترو كشفت كل شئ.

جوزيه لم يسقط بإختبار العناد

السؤال الأول للتلميذ النجيب ولأوتيفيستر، بعد رسوب كلاهما في امتحان القدرات الدفاعية، وجهته لهم جريدة الأهرام بتاريخ 2-11-2001، قبل القمة بثلاث أسابيع، وقبل اللقاء المرتقب للأهلي في نصف النهائي أمام الترجي التونسي بعبع إفريقيا وقتها.

مستر جوزيه، مستر أوتوفيتسر: هل في مصر أزمة مدافعين؟

أوتوفيستر: لا أعاني من أزمة بدفاعي، لدي أفضل دفاع بمصر أمثال مدحت عبد الهادي وبشير التابعي وحسام عبد المنعم ووائل القباني وهيثم فاروق، لاتقلقوا، بطولة الدوري في جيبنا، أثق في دفاع فريقي.

جوزيه: أعاني بالطبع من أخطاء دفاعية أعكف على إصلاحها، لدي عناصر شابة واعدة مثل وائل جمعة وشادي محمد في طور التعليم من أجل تثبيت خط دفاعي يعيش مع الأهلي لسنوات، كنا نعاني من خلل هجومي فأصلحناه، والأن نعاني من خطأ دفاعي وسأصلحه.

سنلعب على الفوز خارج الديار

بالطبع نتذكر مغامرات الفرق المصرية في إفريقيا بالسبعينات والثمانينات وأوائل التسعينات، السفر في طائرة عسكرية، الحديث عن افتراش الأرض في المطار لبضع ساعات، تأثير الصيام على اللاعبين، الخنازير المذبوحة والملقاة بأرضية الملعب، السحر الملقى على غرف الملابس، أعمال شغب الجمهور.

كلها كانت أعذار من أجل الغفران عند الخسارة خارج الأرض بهدف أوهدفين، بل قد يصل الأمر لغفران هزائم بالأربعة أو الخمسة.

جوزيه قبل لقاء الأهلي وشباب بلوزداد على ملعبه بالجزائر، لا بديل سوى الفوز من أجل التأهل، صحيح أن شباب بلوزداد فقد آماله تماما في الصعود، ولكن الأهلي لازال متمسكا بتلابيب الأمل، هدف في الدقيقة 6 من تسديدة صاروخية لإبراهيم سعيد، ثم يفرض جوزيه اللعب التكتيكي غير الممتع، الثلاث نقاط ليس إلا من أجل الصعود، حجز الأهلي التذكرة للعبور لنصف النهائي لأول مرة من الجزائر.

الأهلي بملعب القاهرة الدولي أمام الترجي، يفعل كل شئ ممكن فعله بكرة القدم من سيطرة واستحواذ، حتى عند ترجمة عنوان عام للقاء لن نجد سوى تلك الفرصة الأغرب ربما في تاريخ بطولات أفريقيا.

تسديدة من إبراهيم سعيد في العارضة، تشيرنو يقابلها في جسد الزوابي، ثم مجددا يسددها في القائم، ثم وائل رياض مجددا في القائم، ثم يتابعها صنداي للركنية.

الأنطباع الأول، الأهلي خارج البطولة، سيخرج بالتأكيد في المنزة، الترجي فريق كبير وصل لنهائي البطولة مرتين عامي 1997 و1999، قوامه تقريبا يمثل أغلب النجوم الشابة التي مثلت منتخب تونس في تحقيق كأس أمم إفريقيا الوحيدة عام 2004 مستقبلا.

العاشرة ليلا بتوقيت القاهرة بدأ اللقاء بعد إفطار وتراويح رمضان، في العاشرة ودقيقتين إديلتون يهز شباك الحضري، يأس الجمهور من ضغط وخنق حصار الترجي للأهلي بمنتصف ملعبه، ما هي إلا دقائق وسيخرج الأهلي من البطولة.

أبومسلم يخرج ويدخل سيد عبد الحفيظ، هادي خشبة يخرج ويدخل بيبو.

صُدمت جماهير الأهلي بالتغييرين، جوزيه يلعب اللعبة الأخطر في الروليت لا كرة القدم، ويبدأ المغامرة.

بالطبع لم يكن هناك سيناريوأفضل لعبور الترجي على ملعبه إلا بهدف سيد عبد الحفيظ "المجنون" ، وتصديات الحضري الأعجازية بذلك اللقاء كمثل المشهدين بالأسفل.

استدرج جوزيه مجددا للخطأ الأول الذي وقع فيه بالقائمة الغير مكتملة، خسر أول قمة له فور عودته ببطاقة التأهل من قلب المنزه، الزمالك يفوز بهدفين لهدف، أما الأهلي فدخل في دوامة التأجيلات للدور الثاني، وعاد لميزته الأولى.. فعاد بتعادلا ثمينا من قلب صن داونز وقت آذان المغرب في رمضان بالقاهرة بهدف سيد عبد الحفيظ، رغم كالعادة تقدم صن داونز بهدف بعد 25 دقيقة من بداية اللقاء بصاروخ لم يراه الحضري إلا بإصطدامه في القائم ودخوله مرماه.

ذهاب النهائي، لم يخل من مفاجأت جوزيه كالمعتاد، أصيب إبراهيم سعيد قبل اللقاء، غياب بيبوو وائل جمعة ورياض بالأنذار الثاني، وشادي محمد يلعب مصابا بشرخ إجهادي في شظية القدم اليمنى، فلعب اللقاء هادي خشبة والصاعد أحمد السيد وأبومسلم وأبوالمجد، وكذلك اشترك علي ماهر وهشام حنفي البعيدين عن الصورة منذ بداية الموسم.

توج الأهلي الدور الأول المنتهي بمتاعب محلية بالتتويج الأفريقي الأول له أمام صن داونز بالقاهرة، تعلم وقتها التلميذ النجيب من محاولات مجاراة اللعب مع الأولاد بجنوب أفريقيا والتي كاد الأهلي أن يمنى مرماه بهدفين أنقذهما العارضة، استفاد وطبق طريقة لعب جديدة.

ترك الكرة لهم في منتصف الملعب يفعلون ما يشائون، وخطف هدفين لبيبو في الشوط الأول، وقبل نهاية اللقاء بثلث ساعة أنزل الموهوب وليد صلاح الدين بعد أن فتح صن داونز خطوطه، فأعطى انفرادا لبيبو أحرز به الثالث.

ليفوز الأهلي بأول نسخة له من دوري الأبطال بنسخته الجديدة.

مهمة صعبة، العودة للأجواء المحلية

بدأ الأهلي في العودة لمؤجلاته المحلية بسبب مشواره الأفريقي، الفوز ليس إلا ولا تسأل عن الأداء، فحصد تسع نقاط كاملة من الفوز على سوهاج والمحلة والمقاولون، وتبقى له لقاء الإسماعيلي بالإسماعيلية، فتعادل فيه إيجابيا بهدف لكل شبكة، سيطر جوزيه على الشوط الأول، وسيطر محسن صالح على الشوط الثاني.

علاء إبراهيم =17 نقطة، أحمد بلال 13 هدف في 14 مباراة

أبرز اكتشافين لجوزيه بالدور الثاني، علاء إبراهيم البديل والمهاجم الشاب أحمد بلال، مانشيتات الصحف مع بداية الدور الثاني لم تتوقف عن العناوين التالية حتى قبل لقاء القمة بين الأهلي والزمالك.

علاء إبراهيم يخطف فوزا متأخرا من أمام غزل السويس بالقاهرة بهدفين.. أحمد بلال يحرز أول أهدافه ويحسم مباراة الاتحاد بالإسكندرية.. علاء إبراهيم في الدقيقة 94 يخطف فوزا للأهلي على المنصورة بالمنصورة، الزمالك يسقط أمام الترسانة في فخ التعادل ثم أمام الإسماعيلي برباعية مقابل ثلاثة.. الأهلي بالمركز الثاني.. الزمالك يسقط بالتعادل في سوهاج مجددا 3-3.. علاء إبراهيم ينقذ الأهلي من فخ الهزيمة أمام القناة بالقاهرة ويفوز الأهلي بهدفين لهدف.. بلال يحرز هدف الفوز الوحيد أمام البلدية.. الأهلي يفوز على المصري بالقاهرة بهدف أحمد بلال في أولى دقائق اللقاء.

قبل القمة حقق جوزيه فوزين مريحين على الترسانة وجولدي بخماسية وبثنائية على الترتيب، الأهلي مع جوزيه محليا هو أقوى فريق يقدم عروض بالدور الثاني مناصفة مع الإسماعيلي.

الأهلي يعود لأفريقيا مجددا.. التلميذ النجيب لا يزال يعاني من خطأه

حاول جوزيه تصحيح خطأ بداية الموسم، استقدم جيلبرتو وإفيلينومن بترو اتليتكو، افيلينو استقدمه بالخطأ بدلا من فلافيو، وقع بالخطأ الثاني عند تصحيح الخطأ الأول، التعاقد مع الصفقة الخطأ، لم يلعب إفيلينو بعهد جوزيه كثيرا، ثم استغنى الأهلي عنه فيما بعد متهما إياه بإصابته بالسل.

عاد الأهلي للأدوار التمهيدية، كالعادة لم يبرم صفقات ناجحة في نهاية الدور الأول من الخارج، تخطى فاستاك الكيني بصعوبة في القاهرة بعد أن تأخر بهدف، وتعادل بكينيا، انتصر على المريخ بالقاهرة بهدفين، وخسر بثلاثية مقابل هدف بالسودان. وصرح شادي محمد أن لو امتدت المباراة لدقيقتين فقط لخرج الأهلي بسهولة.

ولكن هذا لا يمنع حضور من ظهور ميزة أخرى لجوزيه بعيدا عن الفوز خارج الديار، حاضر دوما في المناسبات الكبيرة، انتصر برباعية مقابل هدف على كايزر تشيفز بالسوبر الإفريقي بالقاهرة، دخلت بطولة جديدة لخزائن النادي لأول مرة، عكر صفو الأحتفالية فقط وقتها انفعال جوزيه على وائل جمعة لتوبيخه زميله حسام غالي بشدة بعد هدف التعادل للفريق الجنوب إفريقي.

أن تخوض أفضل مبارتين في حياتك في ظرف 4 أيام

قبل لقاء المحلة بعد أن عبر جوزيه لقائي الزمالك والأسماعيلي بالدور الثاني، بسؤال لمراسل النيل للرياضة لجوزيه، ماذا تقول بعد السداسية والرباعية.

أجاب جوزيه "بالطبع أفضل مبارتين في حياتي، لوخسرت الدوري سأكون تعيسا جدا".

بعدها فقط بـ90 دقيقة بدأ جوزيه يضطرب.

قبل لقاء الزمالك، خرج أوتوفيستر بتصريح أنه سيفوز على الأهلي برباعية مقابل هدف، لم يمهله جوزيه لتحقيق ما يريد، نزل بتشكيل متوازن يخلو من المفاجآت، أحرز به سداسية وأضاع مثلها، لم يغامر بعمارة المنضم حديثا بالفريق ودفع به في الشوط الثاني فقط، ودفع الزمالك مغامرة رضا سيكا.

أسامة عرابي: حطم جوزيه الكرسي مع صافرة الحكم، بيبو كان منفردا وسيحرز السابع، طوال اللقاء كان غاضبا، وجه تعليمات شديدة اللهجة لوليد صلاح وسيد عبد الحفيظ ألا يعيدا الكرة بالخلف، بعد إحراز الرابع دفع بفاروق وأصبح يلعب بثلاث مهاجمين وخلفهم سيد عبد الحفيظ ووليد صلاح الدين، افترس أوتوفيستر.

جوزيه صرخ في وجه ابراهيم سعيد وحزن كثيرا مع إنذار بيبو الثاني، بالرغم من أنه أراد المزيد في شباك الزمالك، يعرف بالتأكيد أنه فائز بالثلاث نقاط، لا يريد خسارة مجهودات أي لاعب بالفريق، طرد ابراهيم سعيد بعد اشتباك مع تامر عبد الحميد مع تمتمة كلمات وائل جمعة (خسرناك في ماتش الإسماعيلي)، إنذار ثاني لخالد بيبوسيغيب عن لقاء الإسماعيلي.

صرح جوزيه حول مباراة الإسماعيلي لاحقا في يوليو2002 "أجمل مباراة بعمري، شد وجذب، بهدف بركات بعد الدوري، بلال أعادنا ثانية، الهدف الثاني عشت معه حزن عميق لإحساسي بالظلم من تعدي المدافع رقم 2 على محمد فاروق، احسست برد كرامتي مع تعادل فاروق نفسه، رد الإسماعيلي بالثالث، كالعادة وثقت بعلاء إبراهيم ولم يخذلني، صنع الثالث وأحرز الرابع، صفقت له بالرغم من أنه أضاع الخامس، فرد الأسماعيلي بالتعادل والهدف الرابع".

بدأ لقاء المحلة بحسين أمين (خطأه الأكبر طيلة الموسم مضطرا بعد إصابة أحمد السيد وطرد شادي محمد).

وقع جوزيه في خطأ الغرور وكذلك أغلب نجوم الفريق، رغم تقدمه بهدف نظيف لرضا شحاتة، إلا أن الأداء كان متراخيا بشكل كبير، استسلم بيبو لشخصيته الطيبة.

جوزيه مكملا حديثه في يوليو 2002 "أخرجت حسين أمين وأعطيت تعليمات لحسام غالي للعودة بالخلف، حسام لا يلعب دور المساك، كنت مضطرا بسبب الإصابات، سوء الرقابة جعل المحلة يتعادل بهدف العتراوي بالدقيقة 80، فبعد أن تساوينا بالقمة مع الأسماعيلي، فاز الإسماعيلي على القناة وتصدر بفارق نقطتين".

كر وفر.. وفي النهاية رحيل

استمر الصراع أملا في سقوط الإسماعيلي، ولكنه مازال يفوز، وصلا لخط النهاية، الأهلي فاز على المقاولون بثلاثية وحتى الدقيقة 84 عينه على الدوري، ولكن عمرو فهيم حول مسار الدرع للأسماعيلية.

ليقرر الأهلي رحيل جوزيه.. أم يقرر جوزيه الرحيل من نفسه؟

حسن حمدي في حديث للمصور الرياضي يونيو 2002 "جوزيه كان يطلب العودة كثيرا لبلده في منتصف الموسم، أراد دوما الرحيل، ولذلك كنا قد قررنا منذ فترة إنهاء عقده مع الفريق، الأمر ليس بالمفاجأة".

انتهت الولاية الأولى لجوزيه، لأول وهلة قد تعتقد أنها صفحة انطوت، ولكن هيهات، فالتلميذ النجيب لا يبعثر أوراقه. سيعود حتما ويستفيد بوريقاته لتصحيح الأخطاء.

التعليقات