كتب : أحمد ماهر | الخميس، 14 ديسمبر 2006 - 03:50

هزيمة بطعم الفوز!

كافح الأهلي كثيرا في مباراته أمام إنترناسيونال البرازيلي في نصف نهائي كأس العالم للأندية ، وتفوق في أوقات كثيرة على منافسه الأكثر خبرة في المنافسات الدولية القوية .. ولم يقدم إنترناسيونال ما يستحق عليه الفوز ، وسانده الحظ كثيرا.

لكن هل أداء الأهلي لمباراة قوية رسمية أمام فريق برازيلي مهما كان مستواه وظهوره كند قوي في أولى الاختبارات العالمية التي يتعرض لها عبر تاريخه بشكل رسمي مبررا لأن يخرج البعض ليهنئ لاعبي الأهلي على الهزيمة ، أو أن يقول أحدهم إنها هزيمة بطعم الفوز؟

لا شك أن الأهلي ومشجعيه يملكون حق الفخر بالفريق الأحمر الذي قدم أداءً راقيا وناطح كبار العالم ، لكن في نفس الوقت الهزيمة يجب أن تلقي بعض الحزن - حتى لو جاءت والأهلي متفوق بشكل كبير أمام منافسه البرازيلي الذي يتميز بالقوة والسرعة - في قلوب الجماهير والمسئولين أولا حتى لا يتوقف سقف طموحات أعرق الأندية المصرية عند تقديم أداء مشرف أمام فريق برازيلي.

ولعل البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي كان محقا عندما أشار في تصريحاته عقب المباراة إلى أن الفارق بين الأهلي وإنترناسيونال في المباراة كان بين الإحتراف وشبه الإحتراف ، فلاعبي الأهلي يمررون كثيرا إلى الخلف ، في حين يصل إنترناسيونال لمرمى الحضري بثلاث تمريرات أو بكرات ثابتة بغاية السهولة.

حملت تصريحات جوزيه معاني كثيرة يجب التوقف عندها جيدا ، فنحن مازال أمامنا الكثير لكي نقدم تلك الكرة التي يقدمونها هناك في أوروبا أو أمريكا الجنوبية ، ولا يجب التوقف عند أداء قوي للأهلي أمام فريق برازيلي .. من حق الجماهير الحمراء أن تفخر بفريقها ، لكن ذلك لا يعني نسيان الفوارق الموجودة.

كان الأهلي في حاجة لهذا الاختبار لاكتساب خبرات جديدة تخرجه من عباءة المحلية ، فعلى الرغم من السيطرة وإضاعة الفرص تباعا خسر الأهلي بهدفين في غاية السهولة .. لماذا؟

لم يخض الأهلي طوال تاريخه مباراة - محلية أو قارية - ولم يكن مرشحا للفوز بها أو كانت له أفضلية كبيرة على منافسه ، لكنه عندما واجه منافسا جاء من بلاد كرة القدم في مباراة رسمية ، أصيب لاعبوه بالارتباك وأعادوا الكرة كثيرا للخلف بسبب عدم تعرضهم من قبل لضغوط من اللاعبين المحليين مثلما تعرضوا لها أمام إنترناسيونال ، فدفاع الأهلي أعاد الكرة لعصام الحضري عدد مرات قد تفوق كل المرات التي وصلته فيه كرات من زملائه منذ بداية الموسم.

لكن الأهلي في ذات الوقت لم يكن منافسا سهل المنال ، بل إنه كانت له اليد العليا في أغلب الفترات ، وكافح وناضل بقوة ، وسدد لاعبوه من جميع الاتجاهات واشتعلت أجنحته بانطلاقات ناجحة ، وجاءت خسارته بأخطاء دفاعية سهلة.

إضاعة الفوائد التي جناها الأهلي بالتهنئة بالفوز وأقوال مثل "هزيمة بطعم الفوز" قد تعيد الفريق مرة أخرى إلى "قوقعته" المحلية والأفريقية ، ويصير مجرد الأداء بشكل جيد أمام الفرق العالمية هو أقصى الآمال ، دون النظر إلى الاستفادة من خبرات ذلك الاحتكاك المفيد ليأتي الأهلي في الأعوام القادمة وهو مرشح لنيل اللقب.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات