كتب : وكالات
وقع هذا الانقسام الحاد في الليجا منذ تسعة مواسم، حين كان فالنسيا آخر فريق توج باللقب قبل بدء عصر الاحتكار (ستة ألقاب للبرسا وثلاثة للريال)، إذ اتسعت الفجوة بشكل هائل بين الغريمين وباقي فرق البطولة بسبب تنامي قوتهما الاقتصادية، فيما عانى غيرهما من ويلات الأزمات المالية والضرائب المتراكمة.
ورغم ذلك لم تفقد الليجا متعتها بشكل عام، وظلت تحقق نسب مشاهدة عالية وحضورا جماهيريا كبيرا، كما احتفظت بعض فرقها بشئ من القوة والندية أظهرتها في البطولات الأوروبية وكأس الملك، لكن ظل الحال كما هو عليه في الليجا، وقبل انطلاق كل موسم يتكرر نفس السؤال: من سيتوج باللقب، برشلونة أم ريال مدريد؟ ويترقب عشاق الليجا من داخل وخارج إسبانيا قبل بداية كل موسم تغييرا في خارطة البطولة، بدخول منافس جديد على اللقب، حتى وإن لم يحصده، أن يقاتل حتى الجولات الأخيرة على أقل تقدير، إذ بات معتادا أن ينهي الريال والبرسا الدوري بفارق هائل من النقاط عن صاحب المركز الثالث، الذي يتوج باللقب الشرفي "بطل الدوري الآخر".
المدير الفني لمنتخب إسبانيا، بطل أوروبا والعالم، فيسنتي ديل بوسكي أظهر مخاوفه من استمرار تلك الظاهرة، موضحا أنه قبل عهد قريب كانت الليجا في متناول الجميع، وكان بإمكان فرق مثل فالنسيا وديبورتيفو لاكورونيا وأتلتيكو الفوز بها، متمنيا أن ينتهي عصر هيمنة ممثلي العاصمة مدريد وإقليم كتالونيا.
وبعيدا عن المنافسة الثنائية المعتادة، فإن طموح باقي الفرق أصبح مرهونا بثلاثة أهداف: فرق تسعى لدخول المربع الذهبي والتأهل لدوري أبطال أوروبا، وفرق المنتصف التي تكتفي بالبقاء في المنطقة الدافئة وتسعى لنيل تذكرة مؤهلة للدوري الأوروبي، وفرق أخرى تكافح من أجل البقاء في دوري الأضواء والشهرة وتجنب شبح الهبوط.
وبتسليط الضوء على الموسم الجديد (2013-2014)، فإن الفرق المتوقع أن تشكل إزعاجا للريال والبرسا في رحلة الليجا تنحصر بين أتلتيكو مدريد وفالنسيا ومالاجا، وبنسبة أقل سيفيليا وأثلتيك بلباو وريال سوسييداد وريال بيتيس، وحظوظ المنافسة تعتمد على قدرة كل فريق على الاستمرار في معركة "النفس الطويل".
وبالنظر إلى فرس الرهان الأكبر، فهو فريق العاصمة الثاني أتلتيكو مدريد الذي يعيش أياما مجيدة تحت قيادة المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني، المتوج بثلاثة ألقاب خلال عام ونصف العام: الدوري الأوروبي والسوبر الأوروبي 2012 وكأس الملك 2013 ، كما أعاد الـ"روخي بلانكوس" للمشاركة في التشامبيونز ليج ببطاقة مباشرة بعد طول غياب.
حقق سيميوني في النسخة الماضية من الليجا أفضل مركز لأتلتيكو منذ آخر مرة توج فيها باللقب موسم 1995-1996 ، حيث نال المركز الثالث خلف القطبين، بعد أن مكث بالوصافة فترة جيدة.
يملك أتلتيكو في الموسم الجديد مشروعا طموحا، بعد أن طعّم تشكيلته الأساسية ببعض الصفقات الهامة، أبرزها على الإطلاق الهداف التاريخي لمنتخب إسبانيا ديفيد فيا بعد رحيله عن برشلونة، بجانب المدافع الأرجنتيني المخضرم مارتن ديميكيليس من مالاجا، والبرازيلي ليو بابتيستاو مهاجم رايو فايكانو السابق، والمدافع الأوروجوائي الصاعد خوسيه ماريا خيمينيز.
قبل انطلاق الليجا يملك أتلتيكو سيميوني فرصة لرفع المعنويات ببدء الموسم بلقب السوبر المحلي، لكن يتعين عليه تخطي عقبة برشلونة في مباراتي ذهاب وإياب يومي 21 و28 أغسطس.
لكن طموح الفريق المدريدي في المنافسة على لقب الليجا متوقف على قدرته على التوفيق بينها وبين دوري الأبطال، إذ تستنزف البطولة القارية جهدا كبيرا، لذا يحتاج لكتيبة قوية من البدلاء تدعمه في المشوار الصعب.
ويفتقد أتلتيكو هذا الموسم لجهود نجمه الأبرز وهدافه الأول الكولومبي راداميل فالكاو الذي كان سببا رئيسيا في نجاحاته الأخيرة، وذلك بعد أن قرر خوض مغامرة اللعب لفريق موناكو، الصاعد حديثا للدرجة الأولى في فرنسا، مقابل 60 مليون يورو.
لكن إدارة إنريكي سيريزو عوضت رحيل "النمر" بمهاجم من العيار الثقيل انخفضت أسهمه بعض الشئ مع البرسا والماتادور مؤخرا، وهو ديفيد فيا، المتعطش لإثبات الذات واستعادة تألقه وحاسته التهديفية قبل عام على مونديال البرازيل 2014.
واطمأنت جماهير أتلتيكو على بقاء حارس المرمى البلجيكي الواعد تيبو كورتوا لموسم آخر، رغم أنه لا يزال على ذمة تشيلسي الإنجليزي.
وتبدو التشكيلة عامرة بالأسماء الهامة مثل جواو ميراندا، دييجو جودين، فيليبي لويس، خوانفران توريس، جابي فرنانديز، كوكي، أردا توران، دييجو كوستا، أدريان لوبيز، والصاعد بقوة أوليفر توريس.