أحمد عز الدين

ما بعد برادلي - إذا ماكنش النهاردة يبقى بكرة

ضياء الميرغني لعادل إمام في فيلم النوم في العسل: "مراتي طرطشت بكلام زي السم، قالتلي خلاص إذا ماكناش النهاردة يبقى بكرة".
الأربعاء، 16 أكتوبر 2013 - 07:04
ضياء الميرغني لعادل إمام في فيلم النوم في العسل: "مراتي طرطشت بكلام زي السم، قالتلي خلاص إذا ماكناش النهاردة يبقى بكرة".

--

في محاولة 1994.. كانت مرحلة مجموعات، لعبنا مع زيمبابوي 3 مرات.. الأولى هناك وخسرنا 2-1 ثم فزنا في القاهرة، وبعد ذلك جاءت الإعادة بسبب الطوبة في مدينة ليون.

في المباراة التي خسرناها على أرض زيمبابوي، لعبنا بثلاثي ارتكاز أسامة عرابي وإسماعيل يوسف وهادي خشبة.. وكان الدرس أن فلسفة الجوهري في 90 لم تكن صالحة لمباراة في ديسمبر 1992.

--

وفي محاولة 2014.. لعب بوب برادلي بثلاثي ارتكاز من محمد النني وحسام عاشور وحسام غالي، كان ذلك منطقيا في ظل عدم تعافي حسني عبد ربه.

لكن ترتيب هذا المثلث كان سيئا، بوجود حسام عاشور أمام الدفاع، وليس حسام غالي.

عاشور لا يجيد التمرير للأمام، ومنتخب غانا في بداية اللقاء وضعنا تحت ضغط غير عادي، ولم يكن يمنح دفاعنا فرصة بناء هجمة.

يبحث دفاعنا عن لاعب ينقذهم من الضغط، فيجدون عاشور، يمنحوه الكرة، فيخسرها طبعا.

مع مرور الوقت، عدل برادلي ذلك وعاد غالي للعب أمام الدفاع، فانخفض معدل فقد منتخب مصر للكرة ودخلنا أجواء اللقاء، على الأقل هجوميا، لكن بعد التأخر بهدف.

يظهر هنا إحصائية فقدان مصر للكرة بمعدل كل ربع ساعة.. يظهر أن بداية اللقاء كانت كارثية لنا، وكيف تحسنا مع الوقت قبل الانهيار مجددا في الشوط الثاني:

--

وفي محاولة 1998.. كان المركب المصري بقائدين، لكل منهما رأيه الذي يحاول فرضه على الأخر، هذا ما حدث في ظل وجود فاروق جعفر ومحمود الخطيب معا.

100 رأي، خطة في الشوط الأول وأخرى مع الشوط الثاني.. فكان طبيعيا ألا يدرك اللاعبون المطلوب منهم، وجاء العرض الفاشل أمام تونس والذي كتب بداية نهاية رحلتنا نحو فرنسا 98.

--

وفي محاولة 2014، غير برادلي الخطة تماما بين شوطي المباراة، أعاد غالي لمركز الليبرو وخرج عاشور واشترك شيكا متقدما مع صلاح وتريكة، وتولى وليد سليمان الجبهة اليسرى والمحمدي يمينا.

طبعا في غياب غالي عن الوسط، أصبحت مسؤولية نقل الهجمة من الدفاع للهجوم على عاتق النني، كذلك تأمين ظهيري الجنب على النني، وكأن النني أصلا يستطيع أن يقوم بدور واحد منهما.

بات أمل مصر في أن يركض شيكابالا أو صلاح بالكرة مسافات طويلة، طبعا لم نتحسن هجوميا، بل ولا دفاعيا إذ استقبل شباكنا 3 أهداف أيضا.

الإحصائية التالية تظهر كيف قضينا نصف ساعة من 45 دقيقة في الشوط الثاني دون أن نسدد كرة واحدة تجاه نصف ملعب غانا.

--

في 2002.. الجوهري غير فكره الدفاع، لعب بخطة هجومية تماما.. إبراهيم حسن وعمارة وعبد الستار صبري وحازم وأحمد حسن وحسام وميدو في تشكيل واحد.

لكن الجوهري الهجومي لم يجد بحكم الظروف سوى رضا سيكا ليحمي ظهره، والنتيجة معروفة.

--

و2013، فلتنزع نجيب وتضع فتح الله ولتتخيل نتيجة أخرى للمباراة. لا، لا تقولها بصوت عال.

لكن برادلي يلام في أنه ترك نجيب خططيا عاريا في الملعب أثناء دوره في حماية أحمد شديد قناوي الظهير الأيسر.. ركزوا معي:

هناك جناح تقليدي مثل نافاس يلعب بقدمه اليمنى فقط، ولذلك لا يملك سوى حيلة واحدة، وهي الركض بسرعة على الخط.

هذا الجناح التعامل معه سهل، ظهير يقف أمامه وقلب دفاع يتراجع خطوة حتى يكون كغطاء على الظهير.

وهناك جناح مثل روبن، جناح أعسر يلعب ناحية اليمين.. يملك القدرة على الاندفاع على الخط مثل نافاس، أو دخول العمق.

ولو دخل روبن للعمق، هنا يكون على قلب الدفاع أن يتقدم خطوة ليواجهه مباشرة ويضغط عليه مع الظهير.

محمد نجيب كان أمامه أندريه أيو، جناح عكسي من عينة روبن.

كان واضحا أن نجيب لا يدرك متى يلجأ للضغط أو للتغطية، والنتيجة أنه دوما يظهر متأخرا بخطوة عن منافسه، وهنا يدوي قلم جديد على وجه المنتخب.

--

وفي محاولة 2010.. لم يدرس المعلم منتخب الجزائر ظنا منه أن علينا أن "نلعب لعبنا".. ترك جناح الخضرا كريم مطمور يطيح في دفاعنا لينتهي اللقاء بخسارتنا 3-1.

--

وفي محاولة 2014، كان جليا لمن شاهد مباراتين فقط لغانا خلال تلك التصفيات أن مهاجم الفريق واريس، يتحرك بين قلب الدفاع والظهير الأيمن.

فتحي لم يكن يعلم ذلك، او يعلم ولا يملك خطة لمواجهته، والنتيجة أن واريس صنع 3 انفرادات لفريقه في اللقاء.

--

في تجربة 2006.. تعلمت أنه لا يجب أن نجرب حظنا مع مدرب بلا تاريخ في التدريب حتى لو كان اسمه كلاعب بشهرة ماركو تارديللي.

--

وفي محاولة 2018، علينا ألا نختار مدربا لمجرد اسمه الشهير.. بل علينا أولا أن نرسم احتياجاتنا، نريد مدربا يعمل في ظروف صعبة...

نريد مدربا يحقق نتائجا سريعة لأن الإخفاقات أصبحت أصعب من أن تجد منا صبرا، بالتالي مدرب لديه خبرة بالكرة هنا واللاعبين والخطط المستخدمة في الأندية، سواء كان المدرب مصريا أو أجنبيا.

FilGoal.com سيقدم سلسلة تحليلات للأسماء المرشحة بحكم الظروف لتدريب المنتخب في مرحلة ما بعد برادلي، لماذا هذا الترشيح، ما مميزاته وعيوبه وما قد ينتظره من تحديات، فانتظرونا.

للتواصل عبر تويتر، اضغط هنا..