أمم إفريقيا - نيجيريا.. إضرابات تاريخية وسيناريو بيسيرو المكرر مع كيروش

كل العجب يحدث في قارة إفريقيا عندما تتعلق بتصرفات مسؤولي بعض الاتحادات.

كتب : محمد رؤوف

الخميس، 18 ديسمبر 2025 - 00:43
تقرير إضرابات النجوم

كل العجب يحدث في قارة إفريقيا عندما تتعلق بتصرفات مسؤولي بعض الاتحادات.

وعندما يتمحور الأمر حول الغرابة والأمور المتعاكسة، فتأتي نيجيريا في المقدمة، المنتخب الذي يعتبر من الأنجح والأكثر وصولا إلى الأدوار النهائية في كأس أمم إفريقيا يعاني من مشاكل بدائية لا تليق بما حققه تاريخيا.

لكن عندما ظهر الأمل تم اقتطاعه بدون حل المشكلة من جذورها.

مباريات هامة؟ لنضرب عن اللعب

الخبر المتكرر في قبل أي نسخة من بطولة كأس أمم إفريقيا أو مباريات هامة هو إضراب نجوم منتخب نيجيريا عن اللعب بسبب عدم الحصول على المستحقات والمكافآت.

الأمر ليس جديدا بل الاتحاد النيجيري لكرة القدم عليه مستحقات متأخرة للاعبين منذ 2019.

هذه الظروف التي استمرت حتى قبل مباراة الكونغو الديمقراطية في نهائي الملحق الإفريقي لخوض مباراة الملحق العالمي المؤهل لكأس العالم 2026.

وبحسب صحيفة بريميوم تايمز النيجيرية، فإن اللاعبين رفضوا التدريب قبل المباراة بسبب تأخر المستحقات والوعود الكاذبة من الاتحاد النيجيري لحل الأزمة.

ولذلك قرر الفريق بقيادة ويليام تروست إيكونج عدم التدريب والإضراب.

اللجنة الرياضية الوطنية النيجيرية المسؤولة عن تمويل الاتحاد النيجيري أخبرت الفريق أنه تم تحويل أموال للاتحاد النيجيري لصرف جزء من المستحقات ولذلك عاد الفريق مرة أخرى للتدريب وخوض المباراة قبل خسارتها.

حل القوام الرئيسي لعدم الدفع

روى صنداي أوليسيه اللاعب السابق لنيجيريا ويوفنتوس قصة قد تلخص ما يفكر فيه الاتحاد النيجيري على مر العقود.

وقال أوليسيه خلال بودكاست Home Turf: "اتفقنا مع اتحاد الكرة على تقسيم مكافأة التأهل لكأس العالم 2002 بالتساوي بين القائمة المشاركة في التصفيات المكونة من 30 لاعبا والاتحاد".

وأضاف "المكافأة كانت تبلغ مليون دولار لذلك سيحصل الاتحاد على نصف مليون دولار والفريق على النصف الآخر، كان سيحصل كل لاعب على حوالي 18 ألف دولار، الطريقة الوحيدة لضمان توزيع الأموال بشكل عادل هو تواجدي أنا بصفتي قائد للفريق".

وكشف "الاتحاد النيجيري قرر استبعاد الكثير من اللاعبين من الفريق بعد ضمان التأهل لكأس العالم وتم استبعادي وكذلك فينيدي جورج".

وشدد "80% من اللاعبين المشاركين في كأس العالم لم يلعبوا في التصفيات وهذا يعني أن اتحاد الكرة لم يكن مؤهلا لدفع تلك الأموال، أو دفعت لمن لا يستحق".

الوعود الكاذبة

وفقا للصحفي النيجيري أوساسو أوبايوانا فإن الاتحاد النيجيري مدين بمكافآت 20 مباراة للاعبين ومع ذلك وعدهم شفهيا في بداية العام الحالي بمكافأة خاصة حال التأهل لكأس العالم 2026.

الوعد كان شفهيا ولم يفعل الاتفاق بشكل رسمي واستمر اتحاد الكرة في الصمت ولم يتحدث مع اللاعبين حتى انفجروا قبل انتهاء العام بأيام.

"اتحاد الكرة فاشل"

هاجم جون أوبي ميكيل لاعب منتخب نيجيريا السابق اتحاد الكرة ووصفه بالفاشل.

وقال أوبي ميكيل في تصريحات نقلها موقع ديلي سبورتس: "عدم التأهل لكأس العالم فشل وأمر مخيب للآمال، انتصرنا على الجابون ولم نتمكن من الفوز على الكونغو الديمقراطية".

وشدد "كل شيء سلبي، أشعر بخيبة أمل تجاه اتحاد الكرة فهم ليسوا الأشخاص المناسبين لتحفيز وقيادة هؤلاء اللاعبين".

يبدو أن الجميع في نيجيريا يعرف البوصلة تجاه المقصر في التخطيط لكرة القدم رغم تواجد العديد من النجوم في المنتخب على المستوى الفردي.

ففاز فيكتور أوسيمين لاعب جالاتاسراي الحالي بجائزة أفضل لاعب إفريقي في 2023 ثم حصل عليها أديمولا لوكمان لاعب أتالانتا عام 2024 أي لمدة عامين على التوالي فاز ثنائي نيجيري بالجائزة.

ومن هنا ننتقل إلى نقطة أخرى.

ضوء في نهاية النفق؟

عندما تمتلك قائمة لاعبين مكونة من أوسيمين ولوكمان وصامويل تشوكويزي وموسيس سيمون وويلفريد نديدي وغيرهم فبالتأكيد هناك ضوء في نهاية النفق، ولكن بالظروف الإدارية تصعب تحقيق الإنجازات.

منتخب نيجيريا حصل على المركز الثاني في البطولة 5 مرات وهو أكثر فريق حصل على الوصافة بالتساوي مع غانا ولم يحصل على اللقب منذ 2013.

لكن مع المشاكل المالية التي يعاني منها الاتحاد النيجيري تؤدي إلى عدم وجود هؤلاء النجوم بالمستوى المعهود والطبيعي لها مثل أنديتها، ومع ذلك تمكن جوزيه بيسيرو من النجاح مع السوبر إيجلز ولكن حدث معه سيناريو معروف للجميع.

الكرة المملة وفشل التأهل للمونديال

في النسخة الماضية من بطولة كأس أمم إفريقيا قدم الفريق تحت قيادة البرتغالي جوزيه بيسيرو المعروف للجميع في مصر، اعترضت الجماهير النيجيرية على نوعية الكرة التي كان يقدمها المنتخب.

الفريق كان يلعب كرة دفاعية للغاية واعتمد على اللعب بـ 5 مدافعين والفوز بهدف دون رد أو هدفين.

المباراة الوحيدة التي فاز بها بأكثر من هدفين كانت ضد جنوب إفريقيا في نصف النهائي إذ انتصر 4-2.

ووصل بيسيرو إلى النهائي بالدفاع الأقوى وخسر من أصحاب الأرض كوت ديفوار 2-1.

لكن تعالت الأصوات من بعد البطولة بالاعتراض على الكرة الدفاعية نظرا لما يمتلك المنتخب من لاعبين أقوياء، ولذلك رحل بيسيرو.

ومن بعد رحيل بيسيرو لم ير المنتخب النتائج الأفضل إذ زادت المشاكل في الفريق للأسباب المالية أو التواصل مع النجوم.

إذ هاجم فينيدي جورج مدرب نيجيريا السابق لاعبه أوسيمين بسبب اعتقاده أنه يتهرب من الانضمام للمنتخب وادعاء الإصابة قبل أن يخرج أوسيمين بنفسه ليقدم دليل إصابته.

السيناريو هذا تكرر مع مواطنه كارلوس كيروش وقت تدريبه مصر في أمم إفريقيا 2022 والوصول للنهائي والخسارة من السنغال قبل أن يخسر من المنتخب ذاته في صراع التأهل لكأس العالم 2022.

وبعد إقالته دخل المنتخب في سلسلة من النتائج السيئة حتى تأهل إلى كأس العالم 2026 وسنرى ما سيحققه في أمم إفريقيا التي ستقام في المغرب.