هوجو بروس.. المدرب الذي خلق ليعترض على كل شيء

رحل عن تدريب أحد الفرق، لا مشكلة سوف ينتقد هذه التجربة. لاعب صغير في فريقه أخطأ، سوف ينتقده بشده ويسخر منه أمام الجميع، حتى الاتحاد الدولي لكرة القدم لم يسلم من تصريحاته.

كتب : عمرو عبد المنعم

الأربعاء، 17 ديسمبر 2025 - 20:21
هوجو بروس - مدرب جنوب إفريقيا

رحل عن تدريب أحد الفرق، لا مشكلة سوف ينتقد هذه التجربة. لاعب صغير في فريقه أخطأ، سوف ينتقده بشده ويسخر منه أمام الجميع، حتى الاتحاد الدولي لكرة القدم لم يسلم من تصريحاته.

هوجو بروس.. المدرب البلجيكي، هو بطل هذا التقرير.

البلجيكي العجوز الذي يتولى تدريب جنوب إفريقيا، يستعد لقيادة البافانا بافانا في كأس الأمم الإفريقية التي تنطلق بعد أيام قليلة في المغرب.

وسيكون فيها منافسا لمصر في دور المجموعات.

بروس الذي تولى تدريب جنوب إفريقيا في عام 2021 كانت معظم تصريحاته منذ هذه الفترة مثيرة للجدل، إما بسبب هجومه على بعض الأشخاص أو المؤسسات، أو حتى سخريته من بعض الأمور التي واجهته.

لكنه في الوقت ذاته قاد منتخب جنوب إفريقيا لأكبر إنجاز منذ الفوز بلقب كأس الأمم في 1996، وهو الحصول على المركز الثالث في بطولة 2023.

وقدم منتخب جنوب إفريقيا مستوى مميز في البطولة وتغلب على المغرب، قبل أن يخسر في نصف النهائي أمام نيجيريا بركلات الترجيح.

ويحسم المركز الثالث والميدالية البرونزية بركلات الترجيح أيضا أمام الكونغو الديمقراطية.

مسيرة طويلة مع التدريبت بدأت في 1988، لكن عندما وضع هوجو بروس قدمه لأول مرة في قارة إفريقيا بدأت الإثارة.

البداية من الجزائر

بعد نهاية رحلته في أوروبا توجه هوجو بروس إلى إفريقيا، بالتحديد من الجزائر عندما تولى تدريب فريق شبيبة القبائل في عام 2014، بعدها تولى تدريب فريق نصر حسين داي في 2015، وذلك في تجربتين قصيرتين.

الأمر لم ينل إعجاب هوجو بروس وخرج بعدها وانتقد التجربتين قائلا:

"ندمت على تجربتي التدريبية التي قضيتها في الجزائر، كنت عاطلا عن العمل، ولم تكن لدي عروض، وكنت أريد الحصول على وظيفة بشدة، وتحت هذا الضغط، اتخذت خيارات سيئة".

"خضت تجربتين تدريبيتين في الجزائر عام 2014، أشرفت على تدريب نادي شبيبة القبائل وبعدها عام 2015، دربت نادي نصر حسين داي".

"كنت في طرابزون سبور، ولم يكن من المفترض أن أذهب إلى الجزائر أبدا. لقد كانت خيارات سيئة للغاية".

بطل أمم إفريقيا بالصدفة

رحل هوجو بروس عن الجزائر لكنه ظل عاطلا عن العمل في عام2016، الأمر الذي جعله يتجه إلى أحد تطبيقات البحث عن الوظائف الجديدة وقتها وهو "لينكد إن"، من أجل البحث عن فرصة عمل.

وأثناء تصفح التطبيق وجد بروس أن منتخب الكاميرون يبحث عن مدير فني جديد، وبالفعل تقدم لهذه الوظيفة وتم قبوله فيها.

وكانت المفاجأة أن بروس قاد منتخب الكاميرون لتحقيق لقب أمم إفريقيا في 2017 بالفوز على مصر في النهائي.

ورحل عن الكاميرون وعاد إلى بلجيكا في تجربة قصيرة مع أحد الفرق هناك.

وعاد مجددا إلى قارة إفريقيا، وهذه المرة مع جنوب إفريقيا.

لكن يبدو أن هوجو بروس عاد إلى إفريقيا وهو أكثر عصبية من السابق، بسبب تصريحاته الهجومية والعدائية والساخرة في بعض الأحيان من كل شيء.

فمثلا تحدث بروس بطريقة غريبة عن بيرسي تاو نجم منتخب جنوب إفريقيا، مؤكدا أنه ليس محمد صلاح ولا يجب أن تكون معاملته كذلك.

وقال بروس:

"بيرسي تاو لاعب جيد ولكن جماهير جنوب إفريقيا تعتقد أنه شخص يتحكم في مصير المباراة ولكنه ليس كذلك، وعندما يلعب بثقة كاملة يرتفع أداء المنتخب لأنه لاعب جيد".

"بيرسي تاو لن يكون أبدا اللاعب الذي يتحكم في مصير المباراة لأنه على سبيل المثال ليس محمد صلاح أو فيكتور أوسيمين، هو ليس ذلك النوع من اللاعبين".

"بيرسي لاعب جيد جدا للفريق وقدم مباراتين جيدتين ضد ناميبيا والمغرب وأتيحت له فرص لم يسجلها لذلك لا تجعلوه الرجل الذي سيحقق الفوز لجنوب إفريقيا في المباريات هذا ليس صحيحا".

ولم تكن هذه هي المرة الوحيدة التي تحدث فيها بروس عن تاو بشكل غريب.

فبعدما قرر استبعاده أحد المرات من منتخب جنوب إفريقيا خرج وتحدث عنه وطالبه بالرحيل عن الأهلي من أجل العودة إلى المنتخب.

وليس بيرسي تاو فقط الذي طالته تصريحات بروس الغريبة، لكن اللاعب مبكيزيلي مبوكازي نال النصيب الأكبر من الهجوم والسخرية والانتقادات الحادة.

وكل ذلك لأن اللاعب الشاب تأخر في الانضمام لمعسكر جنوب إفريقيا مع بروس.

وقال عنه بروس:

"لقد وصل مبوكازي للتو، لم أرغب في الحديث عن الأمر، لكن من حقكم معرفة أنني غير راضٍ عمّا حدث".

"سبق أن تحدثت عن غياب الاحترافية لدى بعض اللاعبين في جنوب إفريقيا، وها هو مثال جديد".

"تلقيت من إدارة أورلاندو بايرتس تبريرات غير مقبولة حول سبب تأخره، ولن أخوض في تفاصيلها. المشكلة الأكبر أن النادي يحمي اللاعب رغم تصرفه غير المهني، وهذا أمر مؤسف".

"عندما تكون لاعبًا يبلغ 19 عامًا وتُستدعى للمشاركة في كأس الأمم الإفريقية، ويمنحك المدرب يومين إضافيين من الراحة، فمن المفترض أن تكون منضبطا وتلتحق بالمعسكر في الموعد نفسه كبقية اللاعبين".

"أنا غاضب جدًا من تصرفه. أصبح يظن نفسه نجمًا، وهذا انعكس على سلوكه. هذا أمر لا يمكن قبوله".

الأمر الذي أثار غضب الإعلام في جنوب إفريقيا من شدة تصريحات هوجو بروس ضد اللاعب الشاب، ليتراجع المدرب البلجيكي ويعتذر للاعب قائلا:

"عندما وصل مبكيزيلي مبوكازي متأخرا إلى المعسكر كنت غاضبا جدا".

"رأيت أن الأمور قد تسير في الاتجاه الخاطئ وسيكون من المؤسف أن يضيع مستقبل اللاعب بسبب نقص التوجيه الصحيح".

"أعترف أن اختياري للكلمات لم يكن مناسبا وأعتذر عن ذلك، لكنني لم أكن أريد التعليق بشكل عنصري أو متحيز ضد النساء".

وقبل كأس الأمم الإفريقية التي تنطلق بعد أيام، انتقد بروس قرار فيفا باستمرار اللاعبين مع أنديتهم حتى يوم 15 ديسمبر.

وقال بروس:

"ماذا عن منتخبات مثل كوت ديفوار والسنغال ومالي التي تضم لاعبين ينشطون بالكامل في الخارج؟ لن يحصلوا على لاعبيهم سوى يوم 15، بينما يخوض المنتخب المغربي مباراته الافتتاحية بعد 6 أيام فقط".

"هذا يوضح مجدداً كيف تنظر فيفا إلى كاف وإلى إفريقيا. من الواضح أن ضغط الأندية الأوروبية لعب دوراً في تغيير الموعد".

"أنا سعيد لأن أغلب لاعبي المنتخب محليون، وإلا لما تمكنا من بدء المعسكر في هذا التوقيت. لا أعتقد أن زملائي مدربي المنتخبات الإفريقية الأخرى سعداء بالوضع الحالي".

ولكن كان التصريح الأغرب من بروس أن كل منتخبات إفريقيا ستحاول الفوز على جنوب إفريقيا في كأس الأمم بسبب الحصول على برونزية النسخة الماضية.

وقال بروس:

"التحدي في 2025 سيكون أكبر وعلينا إقناع اللاعبين بأن هذه المرة ستكون أصعب، لأن جميع الفرق ستسعى للتغلب علينا بعد تحقيقنا الميدالية البرونزية. لكننا قادرون على تقديم الأفضل".

****

بروس البالغ من العمر 73 عاما سيكون على موعد مع أحد أهم التحديات في مسيرته التدريبية عندما يقود جنوب إفريقيا في كأس الأمم.

يمتلك منتخب جنوب إفريقيا جيلا يعتبره الجمهور أنه "جيل ذهبي" وذلك بسبب تواجد مجموعة مميزة من اللاعبين الذين يلعبون في ماميلودي صنداونز وأورلاندو بايرتس وكايزر تشيفز.

وهي الأندية المتألقة في بطولات إفريقيا للأندية في السنوات الأخيرة.

فهل يستطيع هوجو بروس تكرار إنجاز النسخة الماضية في الأمم الإفريقية والتأهل لنصف النهائي، أو تحقيق الأفضل بالوصول للنهائي أو حتى الفوز باللقب.

أم يستمر تركيزه على التصريحات الغريبة وإطلاق الانتقادات لكل شيء ويكون تركيزه خارج الملعب.