كتب : FilGoal
تُعد الإصابات أحد أكثر الكوابيس التي يواجهها أي مدرب جديد، إذ لا يمر وقت طويل على توليه المهمة حتى يجد نفسه مضطرًا للتعامل مع غياب لاعب أساسي بسبب الإصابة. لكن هل يمكن تجنّب هذا السيناريو؟ هذا ما يرصده تقرير سايمون كاسون عبر "بي بي سي".
رغم أن الهدف الأبرز لأي مدرب هو الفوز بالمباريات، فإن الحفاظ على جاهزية الفريق البدنية لا يقل أهمية. ومع ذلك، تشير دراسات وخبراء إلى أن تعيين مدرب جديد غالبًا ما يؤدي إلى زيادة مؤقتة في عدد الإصابات داخل الفريق.
من الرغبة ما قتل
يقول بن واربورتون، أخصائي العلاج الطبيعي وشقيق نجم الرجبي الويلزي سام واربورتون، إن هذه الظاهرة معروفة في الأوساط الطبية: "عندما يأتي مدرب جديد، يحاول اللاعبون إثبات أنفسهم أمامه، فيتجاهلون بعض الآلام البسيطة ويواصلون التدريب رغم الإرهاق، ما قد يؤدي إلى إصابات حقيقية".
ويرى واربورتون أن تغيير نوعية التدريبات أيضًا قد يلعب دورًا مهمًا، موضحًا: "إذا ركّز المدرب الجديد مثلًا على تدريبات القوة في الصالة الرياضية أكثر من المعتاد، يمكن أن يسبب ذلك مشكلات عضلية للاعبين غير المعتادين على هذا النمط".
عوامل رئيسية
من جانبه، يوضح بن دينيري، مؤسس موقع Premier Injuries المتخصص في بيانات الإصابات، أن عوامل كثيرة تتداخل في هذه الظاهرة:
1- المدرب الجديد لا يعرف التاريخ الطبي الدقيق لكل لاعب.
2- يسعى المدرب للحصول على أقصى مجهود ممكن من اللاعبين في فترة قصيرة.
3- اللاعبون أنفسهم يعملون بجهد زائد لإقناعه بقدراتهم.
كل ذلك، بحسب دينيري، يؤدي إلى ارتفاع احتمالية الإصابات في الأسابيع الأولى بعد التغيير الفني.
الدليل: يورجن كلوب
عندما تولّى يورجن كلوب تدريب ليفربول عام 2015، اشتهر بأسلوبه القائم على الضغط العالي، لكن ذلك كلف الفريق أكثر من 20 إصابة مختلفة في أول ثلاثة أشهر فقط.
المدرب الهولندي ريموند فيرهاين اتهم كلوب لاحقًا بأنه "تسبب في 20 إصابة عضلية خلال 10 أشهر"، بينما رد الألماني بأن "كثافة المباريات في إنجلترا" كانت السبب الرئيسي.
رأي العلم
دراسة صادرة عن الاتحاد الأوروبي (يويفا) عام 2023، شملت 14 ناديًا من النخبة، وجدت أن الفرق التي استبدلت مدربيها الفنيين أو مدربي اللياقة سجّلت زيادة بمقدار ثلاثة أضعاف في إصابات العضلة الخلفية.
كما أظهرت دراسة تركية عام 2020 أن عدد الإصابات تضاعف في أول أسبوعين بعد تغيير الجهاز الفني في أندية الدوري الممتاز هناك.
ثورة البيانات
الأندية الكبرى تعتمد اليوم على أجهزة GPS لمراقبة أداء اللاعبين في التدريبات والمباريات.
لكن واربورتون يحذّر من الاعتماد الأعمى على الأرقام: "بعض المدربين يقللون الحمل التدريبي أكثر من اللازم، فيفقد اللاعبون جاهزيتهم للمباريات. آخرون يرفعونه كثيرًا فينهار اللاعبون بدنيًا. التوازن هو المفتاح."
كذلك يقول دينيري إن مقارنة معدلات الإصابات بين الأندية ليست سهلة: "فريق يلعب 60 مباراة في الموسم بسبب مشاركاته الأوروبية يختلف تمامًا عن نادٍ يخوض 35 مباراة فقط. عدد الإصابات، ونوعها، وطريقة حدوثها، ومدتها كلها عوامل يجب النظر إليها معًا".
التغيير ليس دائمًا الحل
يؤكد واربورتون أن التدرج في التغيير هو الحل:"ينبغي للمدرب الجديد أن يحلل بيانات كل لاعب خلال آخر 4 إلى 6 أسابيع، وأن يحافظ على جدول تدريب ثابت نسبيًا في البداية لتجنّب زيادة الحمل."
ويضيف: "المفتاح هو ألا تغيّر كثيرًا في وقت قصير. استقرار البرنامج التدريبي في الأسابيع الأولى يمنح الجسم وقتًا للتكيّف."
في النهاية، لا توجد "وصفة سحرية" تمنع الإصابات بعد تغيير المدرب، لكن الوعي بالمخاطر والتدرّج في تطبيق الأسلوب الجديد قد يكونان أفضل وسيلة لتفادي بداية كارثية.