كتب : FilGoal
قبل أن يشتهر جوزيه مورينيو بانفجاراته في المؤتمرات الصحفية، كان النجم المصري عبد الستار صبري هو بطل الانفجار الأول للمدير الفني البرتغالي الصاعد آنذاك.
مورينيو الذي أتى قبل انتخابات رئاسية بوقت قصير عام 2000، يأتي الآن قبل الانتخابات الرئاسية لبنفيكا بشهر واحد..
التجربة الأولى استمرت لأقل من 3 أشهر.. فماذا عن الثانية؟ لنرى ما حدث في الأولى أولا.
تقرير صحيفة أبولا البرتغالية نقل إلينا أجواء ما حدث في تجربة مورينيو الأولى على الإطلاق كمدير فني، قبل 25 عاما..
في 20 سبتمبر 2000، قُدِّم جوزيه مورينيو كمدرب لبنفيكا. كانت تلك أول تجربة له كمدرب رئيسي في مسيرته، وقوبل بكثير من الشكوك من الجماهير. استمرت التجربة شهرين ونصف فقط، إذ دخل النادي الانتخابات وغيّر رئيسه. والباقي أصبح تاريخًا.
هل يبدو الفيلم مألوفًا؟ نعم. الظروف التي قد تعيد المدرب إلى "ملعب النور" الآن متشابهة جدًا مع مروره الأول قبل 25 عامًا. الفارق الأكبر يكمن ربما في مسيرة المدرب، فقد قاد بورتو وإنتر للفوز بدوري الأبطال، وتشيلسي لأول دوري إنجليزي منذ 50 عاما، وريال مدريد لتحطيم أرقام قياسية في عدد النقاط والانتصارات والأهداف في موسم واحد بالدوري الإسباني، ولا يبدو من الوارد أن يكرر كل ذلك.
ما بعد انفجار هاينكس
بدأ بنفيكا موسم 2000/2001 مع يوب هاينكس على مقاعد البدلاء، رغم الموسم المخيب الذي قدمه المدرب الألماني، الذي كان قد توّج بدوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد قبل عام من وصوله إلى ملعب النور.
تعاقد معه الرئيس فالي أيزيدو في مايو 1999 خلفًا لجرايم سونيس، الذي أُقيل في نهاية الموسم السابق. أنهى هاينكس الدوري في المركز الثالث موسم 1999/2000، خلف سبورتينج (البطل بعد 18 عامًا) وبورتو. حقق في الدوري 21 فوزًا و6 تعادلات و7 هزائم. أما في الكأس فأُقصي على أرضه أمام سبورتينج، لكن الإهانة الكبرى كانت في كأس الاتحاد الأوروبي بالخسارة أمام سيلتا فيجو 7-0.
رغم ذلك بدأ الألماني الموسم الجديد. خسر أمام بورتو في الجولة الافتتاحية. بعد ذلك تعادل مع لييريا وخسر أمام هالمستاد السويدي، ليصبح موقفه صعبا بعد فوز واحد فقط في أربع مباريات. في 18 سبتمبر، أمام إشتوريل أمارا، تلقى صافرات استهجان ورفعت ضده المناديل البيضاء، قبل وبعد ثنائية فان هويدونك (في الدقيقتين 88 و89) التي منحت الفريق الفوز.
بعد المباراة اتهم هاينكس الإعلام بالتلاعب بالرأي العام وقال: "هكذا سأرحل، لا أحتمل هذا". وبالفعل رحل. في اليوم التالي اجتمع فالي أيزيدو مع توني لكنه لم يقنعه، فأعلن مفاجأة التعاقد مع مورينيو.
مساعد برشلونة السابق
كان مورينيو قد عمل مساعدًا لبوبي روبسون ولويس فان خال في برشلونة، لكنه لم يمتلك أي خبرة كمدير فني، مما أحاطه بالشكوك. على الجانب الآخر وما أشبه الليلة بالبارحة، كانت الانتخابات على الأبواب، مع إعلان مانويل فيلارينيو ترشحه.
البداية لم تكن جيدة: خسر أمام بوافيستا (الذي أصبح بطلًا لاحقًا) 0-1 في 23 سبتمبر. بعد خمسة أيام تعادل في أول مباراة له على ملعب النور ضد هالمستاد (2-2) وخرج من كأس الاتحاد الأوروبي.
احتاج مورينيو أربع مباريات ليحقق أول فوز له (1-0 على بيلينينسش)، بين تعادلين أمام براجا وباكوش دي فيريرا. وبعد الفوز على كامبوميارينسي، خسر في ماديرا أمام ماريتيمو 0-3. في أول سبع مباريات له، حقق فوزين وثلاثة تعادلات وهزيمتين، مع الكثير من الجدل.
لم يظهر عبد الستار صبري وبوبورسكي نجما الفريق بانتظام في التشكيلة الأساسية.. وهنا كان صبري محورًا لإحدى أكثر مؤتمرات مورينيو الصحفية إثارة للجدل، وأولها من هذه النوعية.
صبري أجرى مقابلة مع "أبولا" انتقد فيها مورينيو علنا، ليرد عليه بتصريحه الشهير:
"ليس من السهل على مدرب أن يحب لاعبًا لديه معدل تسلل غير منطقي في كل مباراة ولا يعرف كيف يتمركز أو يهرب من الضغط في المباريات خارج ملعبنا. في المباريات الأخيرة كان منفردا بحارس المرمى 3 مرات ولم يسجل هدفًا واحدًا، وفي فترة الاستراحة بين الشوطين، عندما أكون أكثر حدة، يذهب إلى الإداري ليشتكي ويقول إنه خائف مني. ليس من السهل على مدرب أن يحب لاعبًا كهذا".
"يقول إنني لا أتحدث معه أبدًا وإن العلاقة ليست صحيحة. لدي دفتر صغير أدون فيه اجتماعاتي الفردية مع اللاعبين، كل شيء مسجل هناك. مع صبري، الذي يقول إنني لا أتحدث معه أبدًا، عقدت 7 اجتماعات فردية. ليس اجتماعًا واحدًا، ولا اثنين، بل سبعة. ومن بين هذه الاجتماعات السبعة، ثلاثة منها كانت خلال الأيام الأربعة الماضية فقط. تحدثت معه، لكنه لا يحب ما أقوله له".
"يقول إن اللعب 20 دقيقة فقط في مباراة وقت قليل بالنسبة له. حسنًا، المرة الوحيدة التي لعب فيها 20 دقيقة فقط كانت ضد باكوش دي فيريرا، عندما استغرق 8 دقائق فقط لربط حذائه قبل الدخول".
"صبري وجّه لي رسالة عبر الإعلام، لذلك أشعر بارتياح تام أن أوجّه له رسالة عبر الإعلام أيضًا. لذا أود أن أوجه رسالة إلى صبري والجماهير: هذا بنفيكا، وليس باوك سالونيكا (ناديه السابق)".
صبري لم يكن الضحية الوحيدة.. فهناك كالدادو أيضا الذي فقد شارة القيادة، وداني الذي خضع لإجراء تأديبي رغم معارضة المدرب. باولو ماديرا ورونالدو خرجا من الحسابات، بينما أصبح فيرناندو ميرا ودييجو لويس (الذي استدعاه من الفريق الرديف) أساسيين. كما اعتمد على شباب مثل ميجيل وكارليتوس ومانيشي.
وفي المباراة الثامنة بدأت الانتصارات تصل أخيرا. تغلب على فارينسي، فيتوريا جيمارايش وكامبوميارينسي (في الكأس)، قبل مواجهة الديربي ضد سبورتينج على في الديار، والتي انتهت بفوز بنفيكا 3-0.
الانتخابات تكتب النهاية
بينما كان يفترض بهذا الفوز أن يكون بداية جيدة، إلا أن الانتصار على سبورتينج كان نهاية رحلة مورينيو بعد قرابة شهرين فقط من تعيينه.
في 27 أكتوبر، قبل الإقالة، وفي وقت تخبط النتائج، مع فوز واحد فقط في خمس مباريات، فاز مانويل فيلارينيو بالانتخابات، مطيحًا بفالي أيزيدو.
في حملته، كان الرئيس الجديد قد وعد بعودة توني للنادي. ومع ذلك أبقى مورينيو لفترة قصيرة.
لكن بعد الفوز في الديربي، وهو الرابع على التوالي، طالب مورينيو بتجديد عقده، الذي كان ينتهي بنهاية الموسم، وذلك بسبب ظل توني الذي ظل حاضرًا فوق رأسه رغم تحسن النتائج.
اعتبرت الإدارة الجديدة ضغطه غير مقبول، فرد المدرب: "عليّ التفكير في خيارات أخرى".
في اليوم التالي، 5 ديسمبر 2000، أُقيل أوجوستو إيناسيو -هو.. مدرب الزمالك السابق- من تدريب سبورتينج، ففسخ مورينيو عقده مع بنفيكا استعدادا للذهاب بدلا منه، ولكن لويس دوكي رئيس النادي آنذاك تراجع بسبب ضغط الجماهير.
إجمالا، حقق مورينيو 6 انتصارات و3 تعادلات و2 هزيمة. استلم الفريق في المركز السابع وتركه في السادس (بعد أن تراجع حتى المركز العاشر)، وهو المركز الذي أنهى فيه الموسم مع توني الذي خلف مورينيو بالفعل، كأسوأ ترتيب في تاريخه.
بعد أسابيع قليلة من رحيله عن بنفيكا، وإغلاق باب سبورتينج في وجهه، تولى مورينيو تدريب أونياو ليريا. وبعدها بورتو، والبقية للتاريخ.