صانعة النجوم من هنري إلى مبابي.. السر الحقيقي لقوة الكرة الفرنسية

ما هي أكثر أكاديميات كرة القدم إنتاجًا في فرنسا؟

كتب : زاك لوي

الجمعة، 01 أغسطس 2025 - 20:38
مبابي - فرنسا

ما هي أكثر أكاديميات كرة القدم إنتاجًا في فرنسا؟

هناك عدد من الأندية التي تزعم بأحقيتها بهذا اللقب مثل باريس سان جيرمان، موناكو، وليون. ومع ذلك، يمكن القول إنّ أكثر أكاديميات الشباب إنتاجًا في فرنسا لا تتبع أي نادٍ على الإطلاق: إنها "كليرفونتين" (INF Clairefontaine).

اليوم، تُعد فرنسا واحدة من القوى الكروية الكبرى على مستوى العالم. لكن في أواخر القرن العشرين، كانت تُعتبر من المنتخبات الصغيرة في عالم الكرة.

وعلى عكس الدول المجاورة مثل إيطاليا، إنجلترا، ألمانيا أو إسبانيا، لم يسبق لفرنسا أن بلغت أي نهائي كبير، ناهيك عن الفوز بأي لقب.

ولهذا قرروا إنشاء أكاديمية وطنية خاصة بهم. وفي نهاية المطاف، وفي عام 1984، انتهى انتظار فرنسا للقب كبير، بعد أن فاز "الزرق" ببطولة كأس الأمم الأوروبية بالإضافة إلى الميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية الصيفية.

في نفس العام، اختار الاتحاد الفرنسي لكرة القدم مدينة "كليرفونتين أون إيفلين" كموقع للمركز، واستغرقت أعمال البناء قرابة ثلاث سنوات قبل أن تفتح الأكاديمية أبوابها أخيرًا في يناير 1988.

وبعد عقد من الزمن، استضافت المنشأة المنتخب الفرنسي، حيث تُوّج "الزرق" بأول لقب كأس عالم لهم على الإطلاق (1998).

واستمرت فرنسا منذ ذلك الحين في ترسيخ مكانتها كقوة كروية عالمية، ببلوغ نهائي كأس العالم عامي 2006 و2022، ونهائي اليورو عام 2016، بالإضافة إلى فوزها بكأس العالم ويورو عامي 2018 و2000 على التوالي.

وقد تحقق ذلك بفضل "كليرفونتين" بدرجة كبيرة، حيث استقبلت أفضل اللاعبين الشباب من منطقة إيل-دو-فرانس (والتي تعد باريس عاصمتها).

وتمتد منشآت الأكاديمية على مساحة 56 هكتارًا، وتضم 66,000 متر مربع من الملاعب المعشبة، وتقع في وادي شفرور في قلب غابة رامبوييه، وتحتوي على ملاعب تدريب متعددة، وملعب رئيسي، وملعب داخلي من العشب الصناعي، بالإضافة إلى مركز طبي، وصالة رياضية، وغرفة للياقة البدنية، ومطعم، وكافيتيريا، وثلاثة ملاعب تنس.

يُختار الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عامًا للعب والتدريب من الاثنين إلى الجمعة في المرافق، ثم يُمنحون عطلة نهاية الأسبوع لزيارة عائلاتهم والتدرب واللعب مع أنديتهم الأم.

كما يُطلب من هؤلاء اللاعبين الحضور في كلية "كاثرين دو فيفون دو رامبوييه" واستيفاء متطلبات التحصيل الأكاديمي، قبل الانتقال إلى الدراسة الثانوية في "ثانوية لويس باسكان دو رامبوييه" للحصول على شهادة البكالوريا.

من نيكولا أنيلكا إلى لويس ساها، ومن بليز ماتويدي إلى تييري هنري، شهدنا العديد من خريجي "كليرفونتين" الذين لعبوا أدوارًا قيادية مع المنتخب الفرنسي الأول، ولكن أيضًا برز عدد كبير من الخريجين الذين حققوا النجاح مع منتخبات وطنية أخرى مثل المهدي بن عطية مع المغرب، وويلي بولي مع كوت ديفوار، ورافاييل غيريرو، الذي قاد البرتغال للفوز على فرنسا في نهائي يورو 2016.

وعلى عكس الأكاديميات الأخرى حول العالم، التي تسعى لتلقين نهج كروي معين ونظام تكتيكي محدد، تركز "كليرفونتين" بدلاً من ذلك على ترسيخ مجموعة من السمات لدى طلابها، مثل تحسين تحركاتهم، التعاون مع الزملاء، واستخدام القدم الضعيفة.

لم تقتصر إسهامات "كليرفونتين" على توفير منصة مستقرة لشباب باريس فقط، حيث تُموّل دراستهم وتدريباتهم بالكامل من قبل الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، مما يمكّنهم من التركيز على دراستهم وتطورهم الكروي مع تجنّب الملهيات.

علاوة على ذلك، ومن خلال استضافة لاعبي فرنسا في البطولات الكبرى، توفر الأكاديمية ملاذًا ضروريًا من ضجيج الإعلام الفرنسي، مما يسمح لهم ببناء الانسجام والتركيز على المهمة المقبلة.

بين كيليان مبابي لاعب ريال مدريد، وبيير إيكواه لاعب سندرلاند، ومانو كونيه لاعب روما، وماتيس أموغو لاعب سانت إيتيان، نشهد المزيد من خريجي "كليرفونتين" الذين يقتحمون الساحة ويصنعون لأنفسهم اسمًا في أعلى مستويات اللعبة.

وطالما واصلت "كليرفونتين" إنتاج المواهب الشابة، توقع أن يواصل المنتخب الفرنسي التنافس على أكبر الجوائز في كرة القدم العالمية.