كتب : محمد مصطفى
تحدث مانويل جوزيه المدير الفني التاريخي للنادي الأهلي، عن فترته مع النادي الأحمر، وعلاقته بالجماهير.
كما كشف مانويل جوزيه في حوار مطول مع صحيفة maisfutebol البرتغالية، تفاصيل حضوره إلى مصر لتدريب الأهلي، و3 عروض تلقاها لتدريب الزمالك، وكذلك ذكرياته مع حادث بورسعيد المآساوي.
وكشف جوزيه عن طريقته لتغيير عقلية اللاعبين، وخلافه مع المدير الرياضي في الأهلي، وصعوبات السفر لإفريقيا، ورأيه في كأس العالم للأندية.
كل ما يلي جاء على لسان مانويل جوزيه في حواره مع الصحيفة البرتغالية:
الخطوة الأولى مع الأهلي
- لم أقم بتدريب أي فريق خارج البرتغال قبل عام 2001، أراد رجل أعمال عربي يمثلني بالخارج أن ينقلني للتدريب في دولة عربية، فقلت له "إذا وجدت ناد بطل يلعب للفوز بكأس العرب أو آسيا أو إفريقيا فقد أذهب"
- أحب المغامرة وقمت بالتدريب في مصر والسعودية وإيران، وانتهى بي الأمر مدربا للمنتخب الأنجولي حين نظموا كأس الأمم الإفريقية، زارتي رئيس الاتحاد والسفير أنجولي 3 مرات، وعندما وقعت العقد أردت الحصول على 50 % من المبلغ تحسبا لأي طارئ، وقد حدث.
- وصلت إلى مصر لتوقيع عقد تدريب الأهلي، وأخذوني لمشاهدة نهائي كأس مصر 2001 بين الأهلي والمحلة، كان هناك وقت إضافي، وكدت أنام خلاله، وكان الجو حارا جدًا
- قلت لنفسي عليك الهرب، ولكنني لست من يهرب، وأخبرت وكيل أعمالي بعد تلك المباراة أنني لن أستمر 3 أشهر مع هذا الفريق، لقد أوقعني في مشكلة، لأنني قطعت عهدا وأنا رجل أوفي بكلمتي.
- اللاعبون كانوا يركضون فقط عندما تكون الكرة بحوزتهم ولكن بدونها لا يتحرك أحدا، ولم تكن لديهم عقلية احترافية
- كنت أُقسّم 26 لاعبا إلى 3 مجموعات، وأشرح نوع التدريب الذي سنقوم به، ولكن بعد 10 دقائق كانوا يفعلون كل شيء بطريقتهم الخاصة، لأقرر إيقاف التدريب وأكرر الشرح مرة أخرى
- كان الأمر شاقا لقد غيرت عقلية اللاعبين تدريجيا، وجاء وقت أدركوا فيه أنه لا خيار آخر، إما أن ينفذوا أوامري، أو أن يكون الأمر متعبًا باستمرار، فأُخرجهم من الفريق
- لم أكن يومًا من هواة توقيع الغرامات، لكن العقوبة كانت عدم اللعب وبذل جهد مضاعف في التدريب، كانت الأساليب قاسية، لكنهم تعلموا ونجحت.
جوزيه .. إرحل
- حين وصلت الأهلي لم يكن قد فاز بالدوري لمدة 3 سنوات، ودوري أبطال إفريقيا لمدة 14 سنة، هذه مدة كبيرة بالنسبة لناد مثل الأهلي، لكن همهم كان الدوري، والغريب أننا لم نفز بالدوري بعدما خسرناه في الجولة الأخيرة بالخسارة أمام الزمالك 2-1 وكانت الجماهير تصريح "جوزيه.. إرحل"، ولكننا حققنا لقب دوري الأبطال بعد 14 عاما بعد الفوز على صنداونز 3-0، ورغم ذلك لم تقبل الجماهير وجودي.
- مازالت الجماهير تحتفل بالفوز أمام الزمالك 6-1 في مباراة شهدها 100 ألف متفرج داخل الملعب، ومازلت أتلقى رسائل من الجماهير، كثير منها باللغة العربية، لا أفهمها
- كان لدي معلم يعلمني اللغة العربية، ولكن الأمر كان معقدا في نطق الكلمات، وكان من الأسهل إيجاد مترجم
- اشتريت بعض كتب قواعد اللغة البرتغالية وأعطيتها للمترجم الذي كان مرشدا سياحيا يجيد الأساسيات وقليل من الأشياء الأخرى.
- كنت دائما أقول للمترجمين، مهما كان الأمر، عليكم أن تترجموا كلامي بكامله، إذا اكتشفت أنكم تغيرون كلامي فسأطردكم
- عند وصولي إلى القاهرة لم يكن هناك أحدا يعرفني، أما بعد ذلك فكان من المستحيل أن أمشي في شوارع القاهرة، إنها مدينة يبلغ سكانها 22 مليون نسمة معظمهم مشجعي النادي الأهلي والجزء الأخر يدعمون الزمالك، وخاصة بعد الفوز 6-1 على الزمالك.
- فزت بـ21 لقبا في 8 سنوات مع النادي الأهلي.
غضب من المدير الرياضي
- غادرت في المرة الأولى لأنني غضبت من المدير الرياضي وقتها الذي كان لاعبا في الأهلي سابقا، وظن نفسه مدربا أيضا، تدخل ولم يكن أهلا للثقة
- كانت علاقتي بالمدير الرياضي سيئة للغاية، ولكن عندما غضبت منه ولم أعد أتحدث إليه، قال ذات مرة شيئا غريبا، علنا: "جوزيه سيكون أفضل مدرب في تاريخ الأهلي"، كانت لديه الشجاعة ليقول ذلك الوقت، ولكن ذلك لم يجد نفعا، وقلت: "إذا أقالوه، فسأبقى، وإن لم يفعلوا سأرحل".
- الأهلي جاء لضمي مجددا بسبب ضغط الجماهير، كانت الأمور تسير بشكل سيء، والفريق خرج من دوري الأبطال، دفع الأهلي لـ بيلينينسش البرتغالي لأعود، ولو كان نفس الشخص موجودا لما عدت، ولا حتى لأكون أفضل مدرب في تاريخ الأهلي.
وحكى علاء عبد الصادق مدير الكرة الأسبق في الأهلي سر خلافه مع مانويل جوزيه.. عبد الصادق يحكي - سبب الأزمة مع جوزيه في 2001
حوادث مرور بسبب جوزيه
- كان من المستحيل السير في شوارع القاهرة بعد العودة من جديد، كان وقتها بدأ انتشار الهواتف المحمولة "صورة جوزيه.. صورة جوزيه"، كان هناك شباب في سياراتهم يحاولون التقاط الصور، وكثافة الحركة المرورية في القاهرة مذهلة للغاية، كانت زوجتي تقولي لي "التقط الصورة، وإلا سيحطم سيارته".
- كان هناك 8 أو 9 أشخاص حطموا سياراتهم، بسبب تشتت الانتباه، ينظر أحدهم إلى الأمام والآخر إلى الخلف.
عرض الزمالك والسفر لإفريقيا
- تلقيت عرضا من الزمالك لتدريب الفريق 3 مرات
- كان السفر في إفريقيا باستثناء تونس والمغرب والجزائر وجنوب إفريقيا، أشبه بالسفر في حافلة، فلم تكن هناك رحلات جوية مباشرة
- السفر إلى السنغال ودول أخرى يستغرق 22 أو 24 ساعة، وكنا نلعب كل 3 أيام
- كان التدريب إذا كانت لدينا مباراة خارج أرضنا، يعتمد كليا على الاستشفاء والعمل التكتيكي دون بذل مجهود بدني كبير
- من أسوأ الدول على الإطلاق كانت زيمبابوي في عهد الرئيس الراحل روبرت موجابي، ذهبت إلى هناك مرتين وكان الأمر مريعا
- كانت فوضى عارمة في زيمبابوي، وفي السودان كنا نلعب في الثامنة مساءً في درجات حرارة تتراوح بين 40 إلى 45 درجة، الشيء الوحيد الأسوأ الذي مررت به في السعودية عندما كنت مدربا للاتحاد، لم أتقاض راتبا لمدة 5 أشهر، ولكنني دائما كنت أتقاضى 50 % مقدما في الخارج، إما هذا أو لا أذهب.
- سئمت من العمل، لم يكن لدي وقت لأقضيه مع ابني أو زوجي، وأردت أن يكون هناك وقت لهواياتي قراءة الكتب وصيد الأسماك، واشتريت سيارة خاصة لأتمكن من القيادة على الرمال
حادث بورسعيد
- عدت للأهلي فترة ثالثة وكنت سعيدا جدا، ولكنها كانت الفترة الأكثر اضطرابا لأنه بعد أسابيع من وصولي سقط نظام الرئيس حسني مبارك وتم تعليق البطولة
- هل شعرت بعدم الأمان؟ كنتُ إلهًا لكل هؤلاء الرجال، من ناديي ومن الآخرين، لذا لم يُحدث ذلك فرقًا بالنسبة لي، ومع ذلك كإجراء احترازي، أتينا إلى البرتغال، مكثنا هناك أسبوعًا تقريبًا، ثم اتصلوا بي ليخبروني أن الأمور هدأت وعدتُ، لكنني عدت وحدي.
- حادث بورسعيد، كان الموقف الأكثر حساسية في حياتي، مازلت أتذكر جيدا، أوقف الحكم المباراة 3 مرات، إحداها لمدة 20 دقيقة بسبب اقتحام الملعب، ويعيد استئنافها مجددا، ولكن ما كان ينبغي له ذلك، لأن الأجواء كانت متوترة للغاية
- بعد إطلاق الحكم صافرة النهاية، ركض الجميع بجنون، أنا معروف بالصلابة هنا، ولم أكن خائفا، رافقني رجلان ولكن رغم ذلك تلقيت لكمات في رأسي وساقي،
- لم يكن الخوف هو ما أنقذني، لم أستطع دخول غرفة تبديل الملابس، عدت فأخذوني إلى غرفة الصحافة، حيث كان مدير النادي ومديرو الاتحاد، وجميع الصحفيين.
- بعد حوالي 20 دقيقة من وجودي هناك، أخبرتُ رئيس النادي أنني سأعود إلى غرفة الملابس، وتكرر الأمر نفسه: تلقيتُ المزيد من الركلات واللكمات في رأسي، ولم أستطع دخول غرفة الملابس مرة أخرى.
- انتقلت بعدها في سيارة واقتادوني إلى ثكنة عسكرية، بعد حوالي ساعتين، وضعوني في سيارة أخرى واقتادوني مباشرةً إلى المطار، وعند وصول لاعبي الأهلي أخبرني الأطباء أنهم عالجوا 50 شخصا في غرف الملابس، تعرضوا لاعتداءات، ولقى 3 أو 4 أشخاص حتفهم في غرف الملابس، ولكنني رأيت أشخاصا يُقذفون من أعلى المدرجات إلى خارج الملعب.
- لم أفكر يوما في إنهاء مسيرتي بعد حادث بورسعيد كنت في حالة بدنية ممتازة، ولكن بعدها فكرت بأنه لا جدوى من الاستمرار وبدأت أشعر بالتعب
كأس العالم للأندية
- مباراة الأهلي وبورتو؟ لم أتابع الأهلي
- بورتو تعاقد مع أفضل لاعبين لديه في يناير، باستثناء حارس المرمى، وبدلا من أن يقول مدرب بورتو إنه كان ذاهبا بنية الفوز بكأس العالم، كان عليه أن يقول إنه ذهاب بنية الفوز بالمباراة الأولى
- بورتو سيكون بعيدا عن المراحل النهائية، إذا لم يتم إقصائه مبكرًا، بورتو العظيم ينتمي إلى الماضي
- كأس العالم للأندية؟ بمثابة عقاب للاعبين، خاصة في بلد لا تولى اهتمام حقيقي بكرة القدم