فايزة العماري.. قصة صعود والدة مبابي التي تلاعبت بريال مدريد وسان جيرمان

عندما أعلن كيليان مبابي في 2021 رغبته في الرحيل عن باريس سان جيرمان، وافقت والدته فايزة العماري على إجراء حوارا صحفيا لتوضيح الموقف.

كتب : رامي جمال

الأربعاء، 21 يونيو 2023 - 21:22
فايزة العماري - والدة كيليان مبابي

عندما أعلن كيليان مبابي في 2021 رغبته في الرحيل عن باريس سان جيرمان، وافقت والدته فايزة العماري على إجراء حوارا صحفيا لتوضيح الموقف.

أكدت فايزة العماري أن كيليان مازال يتفاوض مع سان جيرمان على إمكانية تجديد التعاقد وأنها تسير بشكل جيد، وذلك على الرغم من حلمه باللعب مع ريال مدريد فإنه يحقق أحلامه مع فريق العاصمة الفرنسية.

وعندما سُئلت عن حقيقة أن الانتقال لريال مدريد هو رغبتها أكثر من كون الأمر رغبة من كيليان، اكتفت بالضحك.

وقالت لصحيفة "لو باريسيان" الفرنسية: "والده يرغب في بقائه، أما أنا والمحامية نرغب في رحيله".

واستدركت "لكن لا أحد منا نحن الثلاثة يقرر، عندما يريد كيليان شيئا ما فيمكنك أن تحاول إقناعه لكنه سيفعل ما يريده في النهاية".

وأردفت "عرقه القبلي هو الذي يظهر عليه في النهاية".

ونشرت شبكة "ذا أثليتك" الأمريكية تقريرا مطولا عن قصة صعود فايزة العماري وكيف تتلاعب بأندية مثل ريال مدريد وسان جيرمان وتتفاوض بقوة دون تراجع من أجل مصلحة نجلها ويستعرضه FilGoal.com.

عندما فجر مبابي قنبلته الأخيرة بإرساله لخطاب لسان جيرمان بإعلانه رغبته عدم تمديد تعاقده حتى 2025 أصبح هو على خط النار وبالمثل من يديرون أعماله.

وبالتأكيد أول من أصبح في مرمى النيران هي والدته والتي أصبحت قوة عظمى في المفاوضات سواء مع سان جيرمان أو ريال مدريد.

في البداية مثل مبابي والديه بالاشتراك مع المحامية ديلفين فيرهايدن، اهتم والده، ويلفريد بالجانب الكروي، أما أمه فركزت على الجانب التجاري.

انفصل والد كيليان لاحقا وعلى الرغم من تميز العلاقة بينهما إلا أن فايزة العماري والمحامية ديلفين فيرهايدن أصبحتا أكثر نفوذا خاصة فيما يتعلق الأمر بالتفاوض مع الأندية.

هذا يجعلها ربما أقوى امرأة في عالم كرة القدم، الأم التي عُهد إليها بتوجيه وإدارة مسيرة اللاعب الذي يُنظر إليه على أنه أعظم موهبة في الجيل الذي تلى جيل ليونيل ميسي.

فايزة العماري صاحبة الـ48 عاما لا تخاف من إزعاج أي شخص طالما هذا يعطي نجلها في موقف قوة، لقد سمحت بانتهاء تعاقد مبابي مع سان جيرمان وعقدت محادثات مع ريال مدريد وظلت تتلاعب بالناديين لحين تجديد تعاقده مع نادي العاصمة الفرنسية مقابل 40 مليون يورو سنويا.

لو قام أي من وكلاء اللاعبين الخارقين مثل خورخي مينديز أو الراحل مينو رايولا بتلك الصفقة لكان تم وصفها صفقة من الطراز الرفيع.

لكن في المقابل لا تحصل فايزة العماري على نفس الوصف، فدائما يتم تصويرها على أنها صعبة وهو ما يستدعي وصف لرئيسة وزراء إنجلترا السابقة تيريزا ماي على أنها "امرأة صعبة المراس".

هناك توقعات في مجال إدارة الأعمال وخاصة في مجال كرة القدم أن النساء لا يُسمح لها بأن تكون صعبة.

لكن والدة كيليان ليس لديها أي اختيارات سوى الدفاع عن مصالح نجلها بكل ما أوتيت من قوة حتى لو كان نهجها ليس به هوادة للتفوق على رجال مثل ناصر الخليفي مالك سان جيرمان أو فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد.

أو حتى للرد على الصحفيين أو المشجعين الذين يتحدثون عن كيليان بشكل غير جيد، أو حتى والدة زميله في المنتخب أدريان رابيو وذلك بعد إهدار مبابي لركلة ترجيح ضد سويسرا في دور الـ16 من يورو 2020.

فايزة العماري - والدة كيليان مبابي

وعلقت فايزة العماري على إهدار نجلها للركلة آنذاك لصحيفة "لو باريسيان" الفرنسية قائلة: "لقد أصبح هو الشخص الذي يتم رميه بالرصاص في ميدان عام".

وواصلت "هو يبلغ من العمر 22 عاما وسوف يرتكب الأخطاء لكنه لا يستحق كل ما حدث له، لذلك في هذه الحالة أخرج أواجه العلن مثل الذئب".

وهنا هي وصفت نفسها أن العرق القبلي الجزائري يتحكم فيها بقوة.

وُلدت فايزة العماري في بوندي على أطراف العاصمة الفرنسية باريس، أما والديها فهما من البربر من منطقة القبائل التي تقع في أقصى شمال الجزائر.

شكل الجانب القبائلي جزءا كبيرا من شخصية فايزة العماري خاصة مع لعبها لفريق بوندي لكرة اليد في أواخر التسعينيات من القرن الماضي.

وقال جيان لويس كيمون الرئيس السابق لبوندي لصحيفة "لو باريسيان" في عام 2017: "لقد كانت فايزة شخصية رمزية للنادي، لقد نشأت أمام قاعة اللعب لدينا والعديد من أشقائها لعبوا للنادي، داخل الملعب كانت مقاتلة وأحيانا كانت الأمور تصبح صعبة أمام الخصوم الذين يتذكرون اللعب أمامها جيدا".

يستطيع ناصر الخليفي وفلورنتينو بيريز تأكيد مدى صلابة فايزة في المفاوضات، خاصة رئيس ريال مدريد والرئيس التنفيذي للنادي جوزيه أنخيل سانشيز بعدما أصيبا بالصدمة العام الماضي حينما رفض مبابي الانضام للفريق الملكي وجدد تعاقده بعد حصولهما على قدر كبير من الأمل في قدومه.

طوال المفاوضات مع ريال مدريد قيل إن فايزة كانت تتصف بالكثير من الاحترام، لكنها لم تهاود في أي شيء.

بغض النظر عن عدد التنازلات التي فازت بها من أكبر ناد في العالم، ورغم استعداد الفريق الملكي التنازل عن الحقوق التجارية لصور مبابي من أجل الحصول على توقيعه، احتفظت فايزة دائما خلال المفاوضات بوجه عابس للمفاوضين الأكثر خبرة في العالم.

وقال مصدر من النادي الإسباني رفض الكشف عن اسمه عن رأيه فيها خلال المفاوضات: "إنها عنيدة لغاية، تقول لا ولا تترك لك أي شبر بل تريد المزيد".

في صيف عام 2011 ومع بلوغ مبابي عامه الـ12 وحينما كان يلعب في فريق بوندي أرسل له تشيلسي دعوة لخوض تجربة أداء.

أوصى دانييل بوجا كشاف تشيلسي آنذاك بضرورة رؤية كيليان.

وقال بوجا: "في البداية كنت أتحدث مع والد كيليان، لكن بعد ذلك جاءت أمه وهنا بدأت أشعر بأنها هي من تتحكم في كل شيء، كانت هي الشخص الذي يتحدث لتشيلسي".

وواصل "لم يتحدث الأب كثيرا إنه هادئ ومرتاح للغاية، أما فايزة فكانت مثل النار".

وأردف "خلال تجرب الأداء لم يقل ويلفريد لنجله مرر أو أركض ربما كان يقول له ذلك بعد نهاية التجربة، لكن الأم كانت بجوار الملعب وتصرخ وتقول له: كيليان خذ الكرة، كيليان اركض، كيليان راوغه".

لكن ما حدث تاليا مع تشيلسي هو أكثر ما يتذكره بوجا.

قرر جيم فريزر الذي يتولى الآن مسؤولية إدارة تطوير الناشئين في تشيلسي أنه انبهر بمستوى كيليان ولكنهم يريدون رؤيته في تجربة أخرى.

وقال بوجا: "فريزر قال لهم نريد رؤيته مرة أخرى، ونريد أن نراه أكثر مع الكرة".

وواصل بوجا "كنت أقوم بدور المترجم وفوجئت بوالدة كيليان تقول: لا لن نعود مرة أخرى، قل له إن كان يريد توقيعه فعليه ضمه الآن، وبعد خمس سنوات ستعود إلينا لتحاول ضمه مقابل 50 مليون جنيه إسترليني".

وأردف "وأنهت فايزة حديثها وقالت لي: ترجم له ذلك".

وأكمل بوجا "لم أستطع ترجمة ذلك الحديث، كان من الغطرسة أن أقول شيئا ما مثل ذلك لذا لم أترجم تلك الجزئية فقط قلت له لا أعتقد أنهم سيعودون لنا، لذا عليك اتخاذ قرارك الآن".

لا تحب الأندية تلقي إنذارات نهائية من أي ممثلي اللاعبين، ناهيك لو كان ذلك الممثل هي أم للاعب يبلغ من العمر 12 عاما، إن هذا النوع من النهج لا يمكن تحمله ما لم يكن اللاعب شديد الموهبة، وكان هذا هو الحال مع مبابي.

واستكمل بوجا كشاف تشيلسي آنذاك حديثه "كانت فايزة واثقة للغاية أن نجلها سيصل للقمة، لا أعرف كيف ولكنها عرفت ما ينتظر كيليان، كانت تشعر بالراحة الشديدة وفي كل مرة تقول لي: دانييل لا تقلق، نجلي سوف يصل".

وأردف "لم تكن تعرف إلى أي مدى سيصل كيليان، لكن من المؤكد هي كانت تثق في قدرته على الوصول للقمة".

في الكوميك بوك "اسمي كيليان" والتي أصدرها مبابي في سنة 2021 كان يتميز والده بكونه حنون ويعيش حلما من خلال نجله.

أما والدته فتم تصويرها بشكل مختلف، هي كانت مصدر تشجيع دائم مع واجباته المدرسية ودروسه الموسيقية، لكنها بخلاف ذلك كانت تنزعج من نظرة زوجها ونجلها البسيطة للعالم.

في أحد الفصول من القصة طلبت فايزة مقابلة لويس كامبوس المدير الرياضي لموناكو آنذاك والحالي لسان جيرمان بعد توصية من نجلها لأنه يشعر بالملل من نظامه التدريبي مع مدربه تحت 17 عاما برونو إيرليس.

وانتهى الأمر بالسماح لكيليان بالتدرب بشكل منفصل وبعد أن شق كيليان طريقه قالت فايزة لكامبوس: "لا تنسى أن كيليان قوي ذهنيا، وعلى عكس بعض أقرانه في موناكو، لديه والديه معه".

هناك مشهد آخر في القصة يحلم فيه مبابي ووالده بالمجد والثرة في سان جيرمان، فيما قالت فايزة له: "كيليان أنت عبقري في كرة القدم، ألن تشعر بالملل في الدوري الفرنسي؟".

إن لم تكن فايزة العماري مقتنعة بانتقال كيليان إلى سان جيرمان بعمر الـ18 فهي كانت مقتنعة بأنه يجب أن ينتقل الموسم الماضي مجانا.

قال أحد وكلاء اللاعبين الذي رفض الكشف عن اسمه: "لقد تعلمت أن اللاعب يكون له قوة كبيرة للغاية حينما يصبح حرا أو في السنة الأخيرة من تعاقده".

وأضاف "هم يعرفون أنه عكس ذلك فإن السيناريو لن يدر الكثير من المال لهم".

عندما انفجر مبابي مع موناكو في موسم 2016-2017 وتوج بالدوري الفرنسي بعمر الـ18 مسجلا 26 هدفا في كل البطولات من بينهم ستة في الطريق نحو نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، كل ذلك أصبح كبيرا خلال وقت قليل.

وقالت لصحيفة "لو باريسيان" عن الأمر: "كنت أتساءل ماذا يحدث؟ لقد أصبح جاستن بيبر –مغني شهير- وهذا جعلني أشعر بالخوف".

وواصلت "بين مباراتي مانشستر سيتي وانتقاله إلى سان جيرمان في نهاية الموسم ازداد وزني 24 كجم، في البداية الأمر كان صعبا للغاية لأنه لم نكن مستعدين لكل ذلك".

ما ساهم في تكوين شخصية فايزة العماري القوية في عالم الكرة هي مشاركتها مع زوجها ويلفريد رحلة نجلهما بالتبني جيريس كيمبو إيكوكو صاحب الـ35 عاما الذي لعب لاستاد رين وأندية في الإمارات وقطر وتركيا.

تلك الرحلة جعلت فايزة تدرك المخاطر التي تحدث في عالم الكرة.

لكن موهبة وإمكانيات كيليان جعلت الأمر أكثر صعوبة لعائلة متواضعة، والده كان مدربا في كرة القدم، أما والدته فكانت منسقة في قسم الترفيه في منطقة بوندي.

وقالت فايزة العماري في حوار لموقع "تريبيون دي جينيف" الفرنسي قبل أسبوع: "لقد التقيت في البداية بخمسة محاميين من أصحاب الأسماء اللامعة في عالم الكرة، لفهم موقفهم بشكل أفضل لم أخبرهم أنني والدة كيليان، وصلت للاجتماع دون تلبية معاييرهم".

وأوضحت "لقد كان وزني ازداد أكثر من 30 كجم وكنت أرتدي ملابس متواضعة".

وأردفت "كان الأمر يتعلق بالمال والعمولات، قالوا لي: لا تقلقي أنت لن تدفعين أي شيء سندفع لأنفسنا من خلال العقد الذي تم التفاوض عليه مع النادي".

وشددت "هذا الأمر أزعجني".

لذا في المقابل ذهبت عائلة مبابي إلى المحامية ديلفين فيرهايدين التي لم تكن مهتمة بكرة القدم وكانت ستحصل على أجرها مقابل عدد الساعات التي ستعمل فيها معهم.

وتابعت العماري حديثها "كان من المهم أن نحصل على شخص ينصحنا دون أن يكون منجذبا فقط للمال".

وأردفت "أخبرت كيليان بضرورة مقابلتها ووافق وأخبرته بأن يرى الجانب الجيد من الأشياء إنه لو أصبح بطلا فسوف تعتني به امرأتان بالإضافة لوالده، كان هذا ازدراء لعالم الذكور وهو عالم الكرة".

عندما التقى ريمي دوبري الصحفي بجريدة "لو موند" الفرنسية بكيليان خلال تواجد الأخير بأكاديمية كليرفونتين الشهيرة قال: "كان لدي انطباع بأن من يدير الأمور هو ويلفريد، لكن بمرور الوقت تضخم تأثير فايزة".

KEWJF هذه اسم الشركة التي تدير أعمال كيليان التجارية والحروف ترمز إلى أسماء جميع افراد العائلة وهم كالتالي:

كيليان

إيثان (شقيق كيليان الأصغر)

ويلفريد (والد كيليان)

جيريس (شقيق كيليان بالتبني)

فايزة (والدة كيليان)

تضم الشركة الآن مجموعة من المستشارين ومسؤولي الدعايا والإعلان وكان دخلها في 2021 هو 12 مليون و200 ألف يورو مقارنة بـ11 مليون و600 ألف يورو عن عام 2020.

ورغم أن حرف الـF الخاص بفايزة يأتي في نهاية اسم الشركة لكنها هي من تديرها.

مع حلول ربيع عام 2022 كان فلورنتينو بيريز مقتنعا أنه حصل على توقيع هدفه الأبرز في انتقالات ريال مدريد، وهو الأمر الذي بدا مقنعا حتى لفايزة العماري وأن نجلها يجب أن ينتقل.

لكن استمرت المفاوضات مع سان جيرمان في الوقت ذاته.

قال أحد الأشخاص في إدارة سان جيرمان إن عائلة كيليان كانت لها استراتيجية خاصة في المفاوضات، ويلفريد يجلس مع ناصر الخليفي في مقصورته الخاصة بملعب حديقة الأمراء ليتحدث معه بلطف، فيما كانت فايزة في الوقت ذاته تجتمع مع بيريز للانتقال لريال مدريد.

بالنسبة للآخرين فإن ذلك الأمر لم يوحي بكونه استراتيجية فضلا عن عكسه لدرجة من الفوضى بين الوالدين بعد انفصالهما.

كان باريس سان جيرمان ينحني للخلف لصالح مبابي ولم يقدم فقط أجرا ضخما ورسوما للتوقيع بل أصبح لكيليان دورا في التخطيط لمستقبل النادي، كل ذلك بسبب خوف النادي من خسارت مجانا.

التجديد لعام 2024 مع وضع إمكانية مد التعاقد لـ2025 في يد مبابي يوضح مدى صعوبة موقف سان جيرمان سابقا ومستقبلا في الحفاظ على كيليان.

وقال الصحفي الفرنسي ريمي دوبري: "كيليان هو من يتخذ كل القرارات سواء البقاء أو الرحيل عن سان جيرمان في عام 2022، بوضوح هناك الكثير من الضغط الملقى عليه ضغط سياسي ورياضي وإعلاني، لكن هل هو من يقرر؟ نعم أعتقد أنه يقوم بذلك".

واستدرك "لكن عائلته لديها تأثيرا قويا، هو لن يتخذ تلك القرارات دون استشارة والديه ومحاميته".

انتشرت بعض الأنباء أن الخطاب الذي أرسله كيليان لسان جيرمان يخبرهم فيه بعدم رغبته في تمديد التعاقد كان مؤرخ بتاريخ 15 يوليو 2022 أي بعد أقل من شهرين فقط على تجديد تعاقده وظهوره في ملعب حديقة الأمراء بقميص كُتب عليه "مبابي 2025".

تختلف الآراء حول إن كان مبابي قد تفوق بشكل واضح على سان جيرمان وحصل على عقد قصير الأمد تقريبا وفقا لشروطه مما يعني احتفاظه بالنفوذ والاستمرار في تحقيق حلمه بالانضمام لريال مدريد عاجلا أم آجلا، أو إذا ما كان وضع نفسه في عقدة تتمثل في هذا العقد الضخم لتبديده سريعا في خلال أسابيع قليلة.

قالت فايزة العماري إنها تتفاوض دائما لتمثل مصالح نجلها، ولكن القرار النهائي سيكون دائما ملقى على عاتق اللاعب وكذلك سيكون الأمر مع نجلها الثاني إيثان والذي يلعب في أكاديمية سان جيرمان تحت 16 سنة.

عاد الحديث لدانييل بوجا الكشاف السابق لتشيلسي ووكيل اللاعبين حاليا وقال: "هل يمكنك أن تتخيل ما حدث؟ لقد وقع على عقد لعامين مع خيار لمده لموسم آخر والخيار هو بيد اللاعب، لا أعرف كيف قبل النادي بهذا".

وأكمل "بعد سنة واحدة فقط أصبح النادي أمام خيار قديم بإمكانية خسارة اللاعب مجانا أو بيعه حاليا أو التجديد له وإعطائه 100 مليون يورو أخرى".

لكن يؤمن بوجا أن تلك الطريقة في المفاوضات لن تأتي بالسلب على كيليان لأن لاعب من طراز رفيع حيث أنه مع تمثيل لاعبا مثله فإن قواعد المفاوضات العادية لا تنطبق عليه.

وقال مصدر آخر حضر مفاوضات تجديد مبابي: "فايزة واحدة من أقوى الشخصيات في عالم الكرة، لديها منتج لا يمكن هزمه".

وأكمل "هي ذكية للغاية وتفهمت كل شيء، ليس لديها خلفية كوكيلة لاعبين ولكنها ذكية في الحياة تستمع وتتفهم اعتراض الشخص الآخر أمامها وتحترمهم ولديها محاملة تشرح لها كل شيء وهي تضع الاستراتيجية".

وأردف "لقد لعبت مع اثنين من أقوى الأندية في العالم للحصول على أفضل صفقة لنجلها، إنها عائلتها ومالها، هي تعيش من أجل ذلك، إنها تدافع عن ابنها كثيرا لذلك لا أستطيع توبيخها على أي شيء".

في حوار مع موقع "باريس ماتش" الفرنسي قبل كأس العالم 2018 ألقى مبابي الضوء على علاقته مع والدته وقال: "أخبرها بكل شيء، حتى عن صديقاتي، هي تعرف عن كل شيء، هي كاتمة أسراري".

كما أكد أنها مازالت تشتري له الملابس وقال: "لدينا نفس الذوق، تلتقط صور لبعض الملابس وترسلها لي، لكنها أحيانا تشتري لي بعض الأشياء دون أن تسألني عن رأيي وهي لا تخطئ، فلدينا رابطة قوية في الذوق".

وكشف مبابي عن تباين علاقته مع والده عن والدته وقال إنه يتحدث مع ويلفريد عن الكرة أما فايزة فهي التي يحب قضاء معها الرحلات في السيارات والاستماع للأغاني.

لكن لا تخجل فايزة العماري من تذكير نجلها بمكانتها وتقول له أحيانا: "لا تعتقد أنك أطول مني".

وعندما سمعت صحفيين يشيدون به فقالت لهم: "إنه لاعب كرة قدم لم يخترع لقاح داء الكلب وهو ليس آبي بيير (القس الذي كان مرادفا لحركة المقاومة الفرنسية لمساعدة الفقراء والمشردين)".

في صيف عام 2021 وفي حوار كذلك مع موقع "باريس ماتش" اعترفت فايزة العماري بشعور العائلة بعدم الارتياح بعد انضمام كيليان لسان جيرمان معارا في البداية ورؤية راتبه يتخطى أقصى أحلامهم.

وقالت: "لثلاث سنوات لم نلمس المال، كان لدينا متلازمة الرجل الفقير، كنت أخشى أن يوقظوني ويقولون أعيدوا المال، لقد بدأنا الاستثمار منذ عام".

وواصلت "علاقة كيليان بالمال فريدة، هو ليس لديه بطاقة ائتمانية أو مال، أحياجا أقول له ألا تأخذ 200 يورو معك؟ فيرد علي قائلا: "لا أنا فقط سأذهب للعب كرة القدم، هو ليس منفقا كبيرا".

وأردفت "نحن محظوظون للغاية لامتلاكنا المال لكنها ليست غاية في حد ذاتها، كيليان لا يلعب كرة القدم مقابل المال، إن فعل ذلك فلن ينجح في كل ما يفعله".

ترعى مؤسسة مبابي الخيرية 49 فتى و49 فتاة من خلفيات اجتماعية متنوعة لمساعدتهم على اكتساب التعليم والمهارات اللازمة لبناء مستقبل مهني مع الالتزام بنقل تلك الدروس للآخرين في المستقبل.

لقد استثمر في العديد من المبادرات الاجتماعية الأخرى وه يصر على استخدام ثروته وشهرته كقوة للخير.

في مقابلة مع موقع "تريبيون دي جينيف" قالت العماري: "حياته كرجل أهم من حياته كلاعب كرة، لديه القدرة على إسعاد الناس وخلق العواطف، أكثر ما أفتخر فيه سيكون ما يحققه كرجل".

ومع ذلك سيكون من التقليل القول إن مبابي وممثله لا سيما والدته يعرفن قيمته ومصممون على تعظيمها.

وبعيدا عن الفشل المتكرر في دوري أبطال أوروبا وعلاقته مع ليونيل ميسي ونيمار لكن أحد أكبر مشاكل محيط مبابي هي أن الجزء الأكبر من حقوق الصور الخاصة به مملوكة للنادي.

في شهر أبريل الماضي لجأ مبابي إلى حسابه في "إنستجرام" للتعبير عن استيائه بعد استخدام ما أسماه "مقابلة أساسية في يوم تسويق النادي" بعد ظهور صورته في مقطع فيديو للترويج للتذاكر الموسمية لموسم 2023-2024.

وقال: "لهذا السبب أناضل من أجل حقوق الصور الفردية، باريس سان جيرمان نادي كبير وعائلة كبيرة لكنه بالتأكيد ليس كيليان سان جيرمان".

لم تكن هذه أول مرة يحدث ذلك الخلاف بشأن حقوق الصور ففي شهر ممارس من العام الماضي قاد مبابي مقاطعة مع بعض زملائه من منتخب فرنسا لعدم الترويج لبعض المنتجات قبل كأس العالم، واختار عدم المشاركة في جلسة تصوير بسبب خلاف تم حله سريعا حول ترتيبات حقوق الصورة للفريق.

يعرف مبابي قيمته جيدا ووالدته تحرص على تأكيد ذلك، ويرى الصحفي ريمي دوبري أن قوة مبابي أصبحت تتخطى كرة القدم وقال: "هو علامة تجارية وشيء سياسي وملصق إعلاني وسفير للضواحي، النموذج لعائلته هو مايكل جوردان".

يشعر دوبري بالبهجة حينما يرى إلى أين وصل مبابي بعدما رآه كفتى صغير في أكاديمية كليرفونتين قبل عقد من الزمن لكنه في الوقت ذاته يتساءل عن الضغط الذي يواجهه ليكون العلامة التجارية متعددة الأشكال الذي يطلبه منه الشعب الفرنسي.

وقال: "هو ليس فقط لاعب كرة القدم، لكن في الوقت ذاته هو يبلغ من العمر 24 عاما وهو مجرد لاعب كرة قدم، أنت لا تريد المبالغة في بعض الأمور، من الواضح أنه وضع غريب بالنسبة للعائلة".

إنه ومن الواضح أن هناك مخاطر من حيث السمعة والعلامة التجارية وبالطبع شخصيا في محاولة فرض انتقال من ناد كبير وقوي مثل سان جيرمان.

لكن كما قالت فايزة العماري قبل عامين، عندما يريد مبابي شيئا ما فهو دائما يشق طريقه، ربما هو شيء ما في الجينات.