كأس العرب - فلسطين.. نلعب كرة القدم من أجل الحياة

على مر سنين طويلة وفلسطين تحت الاحتلال، إلا أن الشعب الفلسطيني ما زال يقاوم رغم الإمكانيات القليلة، بل ويحاول صنع السعادة بأبسط الطرق.

كتب : عبد الرحمن فوزي

السبت، 27 نوفمبر 2021 - 20:34
فلسطين.. نلعب كرة القدم من أجل الحياة

على مر سنين طويلة وفلسطين تحت الاحتلال، إلا أن الشعب الفلسطيني ما زال يقاوم رغم الإمكانيات القليلة، بل ويحاول صنع السعادة بأبسط الطرق.

إن كانت كرة القدم أفيون الشعوب كما يقال، فكرة القدم هي السلاح لدى الفلسطينيين العزل على مر السنين، حالهم كحال العرب في حربهم لنيل استقلالهم.

داخليا، تنتظم كرة القدم في فلسطين بشكل طبيعي على الرغم من الصعوبات، ونرى الأندية الفلسطينية ومنتخب فلسطين الذي يرفع العلم الفلسطيني في المحافل والبطولات الدولية، وهذا ما يعجز عنه في المقابل منتخب الاحتلال الذي لا يتأهل إلى أي بطولة بسبب تواضع مستواه على مدار السنين.

أما خارجيا، فنرى أشكال المقاومة الفلسطينية أيضا تتشكل في نادي بالستينو الذي يشارك في الدوري التشيلي، والمعروف أن الغرض من إنشائه هو دعم القضية الفلسطينية.

دعم الفريق التشيلي للقضية لا يتجلى فقط في اسمه المشتق من اسم فلسطين، ولكن أيضا في ألوان الشعار، الأبيض والأحمر والأخضر وهي نفسها ألوان علم فلسطين، كما تجده كذلك في الأرقام على زي النادي والتي تشكل خريطة فلسطين.

وفي كأس العرب التي ستقام على أرض قطر سيكون منتخب فلسطين أمام فرصة جديدة للظهور دوليا وتذكير العالم بالقضية الفلسطينية، خصوصا مع اعتماد البطولة رسميا من قبل "فيفا"، وإقامتها كبديل لكأس القارات للوقوف على استعدادات قطر لاستضافة كأس العالم 2022، لذلك ستكون جميع الأنظار متجهة نحو البطولة.

حكاية فلسطين مع كرة القدم تعود لأيام الانتداب البريطاني في أوائل العشرينيات من القرن الماضي، حينما كانت كرة القدم لعبة شعبية في فلسطين تمارس في الشوارع والنوادي والمدارس.

بعد الحرب العالمية الأولى ومع الانتداب البريطاني وفرض الاحتلال على فلسطين، جاءت ثقاقة كرة القدم إلى فلسطين مع البريطانيين وبدأت في الانتشار بين السكان، وفي عام 1920 تم إنشاء نادي القدس الرياضي والذي كانت كرة القدم فيه أحد الرياضات الأساسية. نادي أقدم من دولة إسرائيل ككل.

وبدأت السلطات البريطانية إرسال فرق كرة قدم كما بدأت الأندية الاجتماعية في الانتشار بـ فلسطين وخصوصا الأندية العربية التي بدأت في التأسيس وتخرج من الكنائس والجمعيات الخيرية إلى أن وصلت إلى 20 ناديا عربيا مع بداية الثلاثينيات.

وكان فريق كرة القدم العربي الأول بعد الانتداب البريطاني في فلسطين، هو فريق مدرسة العامرية الثانوية بـ يافا عام 1923.

تأسس النادي الإسلامي في يافا عام 1926 من قبل أعضاء المدينة وشكلوا مباريات ودية أمام الفريق الأرثوذوكسي، وكان من أبرز اللاعبين عبد الرحمن الحباب وداوود الحسيني، الذين شغل كل منهما منصب سكرتير الرياضة العربية الفلسطينية.

وبدأت الأندية تلعب دورا كبيرا في نشر الرياضة داخل فلسطين ونشر شعبية كرة القدم.

في عام 1928 تم إنشاء الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في القدس، وضم أعضاء من اليهود وعضو واحد عربي، وتكون الاتحاد من أندية عربية وأندية يهودية ونادي الشرطة البريطاني.

وفي العام التالي، وافق الاتحاد الدولي لكرة القدم" فيفا" على ضم الاتحاد الفلسطيني ليكون أحد أوائل الاتحادات العربية المنضمة لـ فيفا.

وشارك منتخب فلسطين في تصفيات كأس العالم للمرة الأولى عام 1934 عندما واجه منتخب مصر في مباراة فاصلة، انتهت بفوز المنتخب المصري، ووصوله لنهائيات كأس العالم.

وشارك منتخب فلسطين مرة أخرى في تصفيات كأس العالم 1938 ولكن لم يحالفه الحظ مرة أخرى في التأهل، ولكن الإنجاز الأكبر هو أن منتخب فلسطين هو أول منتخب عربي آسيوي يشارك في تصفيات كأس العالم.

بدأ منتخب فلسطين في الازدهار فترة نهاية الثلاثينات والأربعينات، ولكن أحداث 1948 أدت إلى تشتيت اللاعبين الفلسطينيين مع تهجير الشعب من أراضيه.

بعد الحرب، قامت إسرائيل بالاستيلاء على الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وأعادت تسميته بالاتحاد الإسرائيلي وهو ما اعترف به الاتحاد الدولي متجاهلا تاريخ فلسطين طوال الأعوام التي سبقت 1948. ومن المضحك الآن أن ترى بأن تاريخ تأسيس الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم على الإنترنت، يسبق تاريخ قيام دولة الاحتلال من الأساس.

حاول بعض اللاعبين النازحين من المدن الفلسطينية الرئيسية استعادة عافية كرة القدم مرة أخرى، وشارك منتخب فلسطين لأول مرة في الدورة العربية في الإسكندرية عام 1953 رغم الصعوبات والاحتلال.

وفي فترة الستينيات كانت كرة القدم الفلسطينية قد تعافت بشكل كبير وأصبح لفلسطين دوري وكأس منتظمين، وكانت فرق الضفة الغربية تشارك في الدوري الأردني.

وفي عام 1964 حقق منتخب فلسطين الإنجاز الأبرز له في ذلك التوقيت في البطولة العربية بالوصول إلى المربع الذهبي.

ولكن مرة أخرى وبسبب الاحتلال توقفت الرياضة بشكل كامل في فلسطين حتى عام 1973، عندما بدأت الفرق الفلسطينية التي تكونت خارج البلاد في العودة للملاعب تحت رعاية المجلس الفلسطيني الأعلى للشباب.

في عام 1994 ومع عودة السلطة الوطنية الفلسطينية، بدأ إعادة إنشاء الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ومحاولة عودة عضويته للاتحادين الآسيوي والدولي مرة أخرى، وهو ما تحقق في عام 1998، حينما اعترف فيفا بالاتحاد الفلسطيني لكرة القدم المستقل الجديد، والذي يحمل هوية فلسطين ويحمل اسم الدولة التاريخي دوليا حول العالم.

وفي نفس العام انتظمت المسابقات الرسمية الفلسطينية وعادت الأندية والمنتخبات للمشاركة في البطولات القارية مرة أخرى، وكانت المشاركة القارية الأولى في تصفيات كأس العرب والتي أقيمت في لبنان.

وشارك منتخب فلسطين في الدورة العربية التي أقيمت في الأردن عام 1999 وتمكن من الحصول على الميدالية البرونزية، في أفضل مشاركاته بكأس العرب.

وعلى الرغم من الاحتلال والمضايقات، إلا أن منتخب فلسطين وكرة القدم الفلسطينية ما زالت داخل المنافسة وما زالت تكافح من أجل تحقيق ولو جزء بسيط من سعادة الشعب الفلسطيني.

أبرز الإنجازات

أبرز إنجازات المنتخب الفلسطيني كانت الوصول لكأس آسيا 2015، بعد الفوز في نهائي كأس التحدي الآسيوي على الفلبين بهدف دون مقابل، كما عاد مرة أخرى للمشاركة في البطولة في نسخة 2019 وفي المناسبتين أقصي من دور المجموعات.

وفي فبراير 2018 وصل منتخب فلسطين لأعلى تصنيف دولي في الفيفا، عندما جاء في المركز الـ 73 لشهر فبراير 2018.

وعلى مستوى كأس العرب، فإن منتخب فلسطين قد شارك في البطولة في أربع مرات كان آخرها في 2012، ولكن لم يتمكن من عبور الدور الأول ولا مرة.

منتخب فلسطين في المرحلة الماضية حل في المركز الثالث بالمجموعة الرابعة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم خلف السعودية وأوزبكستان وهو ما لم يؤهله للمرحلة النهائية من التصفيات.

في النسخة الحالية من كأس العرب، تأهل منتخب فلسطين لدور المجموعات بعد الفوز في الدور التمهيدي على جٌزر القٌمر بخمسة أهداف مقابل واحد، في المباراة التي أقيمت في دولة قطر التي ستسضيف النهائيات.

وأوقعت القرعة فلسطين في المجموعة الثالثة بجانب كلا من المغرب، والسعودية، والأردن.

التأهل سيكون صعبا نظريا مع وجود منتخبي المغرب والسعودية الذين يعتبرا من أفضل المنتخبات العربية في الوقت حالي، بالإضافة لـ الأردن المنتخب القوي أيضا، ولكن على أرض الواقع فالتأهل ليس مستحيلا أيضا خصوصا مع مشاركة منتخب المغرب بدون اللاعبين المحترفين خارج الدوريات العربية والذين يشكلون أكثر من 90% من قوامه الأساسي، ومشاركة السعودية بمنتخب الشباب.

منتخب فلسطين يمتلك العديد من العناصر المميزة بين صفوفه مثل رامي حمادة حارس المرمى الذي يلعب بين صفوف شباب الخليل.

المهاجم تامر صيام أيضا لاعب شباب الخليل يعد من العناصر الجيدة في منتخب فلسطين.

منتخب فلسطين أيضا سيكون مدعما بعدد من العناصر التي تلعب في الدوري المصري والذين سيكون مسموحا لهم بالمشاركة بشكل طبيعي في البطولة مثل مصعب البطاط لاعب سيراميكا كليوباترا، ومحمد صالح لاعب القناة الحالي بالدرجة الثانية، والمصري السابق.

ويغيب عن قائمة فلسطين النهائية كل من محمود وادي لاعب بيراميدز ومحمد بلح لاعب المصري.

منتخب فلسطين لا يمتلك الإمكانيات الكبيرة، ولكن كما هو لقبه "الفدائي" فإن لاعبيه أيضا كذلك، لهذا فهو منتخب مكافح ضد الصعاب وقلة الإمكانيات وفي تطور مستمر دائما، فحتى مع عدم توقع الكثيرين تأهل منتخب فلسطين لدور ربع النهائي، إلا أنه من غير المستبعد أن يتحقق الإنجاز بالتأهل وتقديم بطولة كبيرة.

المدرب

يقود منتخب فلسطين المدرب التونسي مكرم دبوب بداية من شهر إبريل الماضي بعد ما كان أحد أفراد الجهاز النفسي المساعد للمدرب السابق نور الدين ولد علي.

وخاض دبوب مع منتخب فلسطين خمس مباريات حتى الآن بين الودية والرسمية وتمكن من تحقيق الفوز في أربع مباريات من ضمنها مباراة جرز القمر في الدور التمهيدي لكأس العرب، بينما تلقى الهزيمة في مباراة واحدة ودية أمام كيرجزستان.

التشكيل المتوقع

الحارس: رامي حمادة

الدفاع: محمد خليل – ياسر حمد – عبد اللطيف البهداري – مصعب البطاط

الوسط: محمد يامين – محمد باسم – محمود أبو وردة

الهجوم: علي عدي – تامر صيام – ليث خروب