كأس العرب - سوريا.. مذاق كرة القدم الأصيل

10 سنوات من الحرب، ساهمت في أن تصدر سوريا الكثير من الأشياء للعالم أبرزها المأكولات السورية الشهية.

كتب : عمرو عبد المنعم

الخميس، 25 نوفمبر 2021 - 11:11
منتخب سوريا

10 سنوات من الحرب، ساهمت في أن تصدر سوريا الكثير من الأشياء للعالم أبرزها المأكولات السورية الشهية.

إنهم موهوبون بالفطرة في صناعة المأكولات الشهية وليس بالضروري لأي شاب من سوريا أن يحتاج عدة سنوات ليصبح طاهيا ماهرا، لأنه بالفعل منذ أن يولد يكتسب موهبة في صناعة أشهى المأكولات السورية.

وهي الموهبة التي تتوارث بين جميع أفراد الشعب السوري المتميز في صناعة الطعام، وبسبب الحرب في سوريا وهجرة أعداد كبيرة من الشعب السوري إلى جميع دول العالم، أصبحت مطاعم المأكولات السورية من أشهر المطاعم في الوطن العربي خلال السنوات الماضية وكذلك في الكثير من دول العالم.

ورغم الموهبة التي يتمتع بها الشعب السوري في صناعة الأكلات الشهية، إلا أن هناك موهبة أخرى سارت في طريق متوازي مع موهبة صناعة الطعام الشهي بين أفراد السوريين.

وهي موهبة الشعب السوري في لعب كرة القدم.

مواهب كثيرة في كرة القدم السورية، منها من وجد طريقه نحو التألق والنجومية، ومنها من أنهت الازمات مسيرته في بدايتها أو قبل أن تبدأ من الأساس.

لتكون الأزمات التي لم تفارق كرة القدم السورية إلا في سنوات قليلة، سببا رئيسيا في ضياع الكثير من مواهب كرة القدم، أو إنهاء مسيرتها.

وكما يولد في سوريا الكثير من الطهاة الماهرين، يولد أيضا الكثير لاعبي كرة القدم أصحاب المهارات والذين أصبحوا بعد ذلك من أساطير الكرة في سوريا.

إن كنت من متابعي كرة القدم العربية في ثمانينيات القرن الماضي، فستعرف جيدا أن محمود الخطيب كان النجم الأول لكرة القدم المصرية، وهناك في تونس كان يتألق طارق دياب.

وفي الجزائر كان الثنائي رابح ماجر ولخضر بلومي يكتب الكثير من الصفحات في كتاب إنجازات كرة القدم الجزائرية.

وإذا أكملت السير على ساحل البحر المتوسط حتى تصل إلى المغرب ستجد أن الثمانينيات كان اسم محمد التيمومي هو الأبرز في سماء كرة القدم المغربية.

ولكن إذا ذهبت إلى بداية البحر الأبيض المتوسط من ناحية الشرق بالتحديد في سوريا، ستجد أن شهرة عبد القادر كردغلي لن تقل عن شهرة الخطيب في مصر ولا رابح ماجر في الجزائر.

عبد القادر كردغلي أو كما اشتهر في سوريا والوطن العربي بـ"عبودي" كان النجم الأول لكرة القدم السورية خلال فترة الثمانينات، وحمل على عاتقه مهمة إشهار منتخب سوريا وكرة القدم في بلاده بشكل أكبر في الوطن العربي.

وبسبب ما يملكه من مهارة وما كان يقدمه في ملاعب كرة القدم سواء مع الأندية السورية أو مع منتخب بلاده، أطلق عليه لقب "ملك كرة القدم في سوريا".

مهارة الكردغلي وشهرته الواسعة ساهمت بشكل كبير في زيادة شعبية كرة القدم في سوريا، وكانت هذه الفترة بداية توقف الحرب في سوريا مما جعل من الكردغلي أسطورة لشعبه في كرة القدم.

الكردغلي لعب مع منتخب سوريا في 102 مباراة دولية، وكان قائد المنتخب خلال فترة الثمانينيات بالكامل والنجم الأول في الفريق.

ولأن هذه الفترة شهدت ازدهارا في منتخب سوريا بفضل عبد القادر كردغلي أو عبودي، ساهم كردغلي في تحقيق منتخب سوريا أكبر الإنجازات في تاريخه.

وساهم كردغلي في تحقيق منتخب سوريا للمركز الثاني في كأس العرب عام 1988، وأيضا التأهل للملحق النهائي من تصفيات قارة آسيا المؤهلة لكأس العالم 1986 في المكسيك، قبل أن يخسر أمام العراق.

ورفضت الأزمات أن تبتعد عن مسيرة كردغلي الناجحة مع منتخب سوريا، لتدخل وتنهيها مبكرا وهو لا يزال في الثامنة والعشرين من عمره.

وكاد كردغلي أن يصبح أحد نجوم سوريا المحترفين في الملاعب الأوروبية، وكادت مسيرته أن تصل لنقطة أبعد إلا أن الاتحاد السوري لكرة القدم قابل عرضا من أحد الأندية اليونانية للتعاقد معه بالرفض، بحجة عدم وجود احتراف في سوريا وأن النجوم مثل كردغلي يجب أن يستمروا في الملاعب المحلية هناك.

ليتم إبعاد كردغلي عن منتخب سوريا بشكل مفاجئ من قبل مسؤولي الكرة السورية بحجة تقدمه في السن وعدم قدرته على العطاء، رغم أن عمره وقتها كان 28 عاما فقط.

ورغم ذلك يظل عبد القادر كردغلي الاسم الأبرز في تاريخ منتخب سوريا والأكثر تحقيقا للإنجازات.

انتهت مسيرة عبد القادر كردغلي مع كرة القدم منتصف التسعينات، لكن سوريا لم تتوقف عن إنجاب المواهب الكروية المتألقة في الملاعب العربية حتى يومنا هذا.

مواهب سوريا الكروية مستمرة

من كردغلي أو "ملك كرة القدم" إلى نزار محروس إلى الحارس الشهير في فترة الثمانينيات والتسعينيات مالك شكوحي إلى سنحاريب ملكي الذي صال وجال في الملاعب الأوروبية ومع منتخب سوريا أيضا. لم تتوقف سوريا عن إنجاب المواهب الكروية.

وجاء الدور على فراس الخطيب المهاجم الأسطوري والتاريخي لمنتخب سوريا الذي بدأ تألقه مع نسور قاسيون وهو لقب منتخب سوريا مطلع الألفية الثالثة.

واستمر المهاجم المميز في قيادة هجوم منتخب سوريا قرابة العشرين عاما، حقق خلالها العديد من الإنجازات. سواء مع الجيل الحالي أو السابق.

حقبة العقيد

لا تحتاج لأن تكون متابعا جيدا لكرة القدم العربية لتعرف اسم عمر السومة، فهو النجم الأول والأكثر تألقا في سماء الكرة السورية منذ عبد القادر كردغلي.

السومة أو كما يُطلق عليه لقب "العقيد" وصل لمستوى من التألق والشهرة لم يصل له أي لاعب سوري آخر، وربما سيكون صعبا على أي لاعب في المستقبل تحقيق ما حققه السومة في مسيرته الكروية المستمرة حتى الآن مع أهلي جدة السعودي.

لن نتكلم كثيرا عن بدايات عمر السومة مع كرة القدم ولكن بمجرد انضمامه لصفوف الأهلي السعودي عام 2014 كتب سطورا من ذهب في مسيرته الكروية وحقق الكثير والكثير من الإنجازات للنادي الأخضر.

وبسبب الأحداث السياسية الصعبة التي عاشتها سوريا في السنوات العشر الأخيرة، لم ينضم عمر السومة لمنتخب سوريا.

لتنتهي الأزمة بين عمر السومة ومنتخب سوريا ويشارك مع المنتخب في الفترة التي سبقت تصفيات كأس العالم 2018 وخلال التصفيات.

ونجح السومة في تسجيل 17 هدفا خلال أقل من 30 مباراة مع منتخب سوريا.

وقاد السومة منتخب سوريا للوصول لملحق تصفيات قارة آسيا المؤهلة لكأس العالم 2018 قبل أن يخسر أمام أستراليا في مباراتي الذهاب والعودة.

ووقتها خاض منتخب سوريا مباراة الذهاب في ماليزيا بسبب عدم اللعب في بلاده لظروف الحرب هناك.

وخسر منتخب سوريا بنتيجة 3-2 وكان قريبا للغاية من تحقيق الانتصار والتأهل للمرحلة النهائية من ملحق التصفيات.

أزمات ليس لها نهاية

ليس بالجديد على كرة القدم السورية أن تعيش في الأزمات حتى في وقت استقرار البلاد فظهرت الأزمات.

مثلا عندما قرر الاتحاد السوري لكرة القدم معاقبة أسطورة المنتخب عبد القادر كردغلي بالحرمان من ممارسة كرة القدم بشكل نهائي وذلك بعدما تأخر عن موعد الانضمام لمعسكر المنتخب، ليتم بعدها إبعاده عن المنتخب بحجة تقدمه في العمر كما ذكرنا سابقا.

ومع نشوب الحرب قبل أكثر من 10 سنوات، دخلت كرة القدم السورية في حالة من الفوضى وهذا أمر طبيعي بسبب الظروف التي عاشتها البلاد.

ما بين صعوبة إقامة المباريات في سوريا وهروب الكثير والكثير من اللاعبين خارج البلاد، وابتعاد الأكثر عن كرة القدم والبحث عن أي أعمال أخرى من أجل جني الأموال، تراجعت كرة القدم السورية في السنوات العشرة الماضية ورغم ذلك ظل المنتخب متماسكا.

ووصلت أزمات كرة القدم السورية إلى قمتها في عام 2015 عندما سافر منتخب الناشئين تحت 17 عاما للمشاركة في كأس العالم المقامة في تشيلي.

في هذه البطولة تم ضبط أكثر من لاعب لمنتخب سوريا وهم يدخنون داخل المعسكر ولم يتم اتخاذ أي عقوبة ضدهم، كما أن رئيس بعثة المنتخب كان لاعبا سابق لكرة السلة ولم يمارس كرة القدم مطلقا.

بنهاية الأمر لجأ ما يقرب من 20 لاعبا من هذا المنتخب للهجرة خارج سوريا لتخسرهم كرة القدم السورية بشكل نهائي.

أزمة أخرى تعتبر من الكوميديا السوداء والتي تدل على حالة التخبط التي تعيشها كرة القدم السورية، عندما كانت بعثة منتخب شباب سوريا في عام 2015 عائدة من الصين بعد المشاركة في بطولة ودية.

أثناء العودة من الصين توقفت بعثة منتخب سوريا للشباب في مصر للترانزيت، واستغل مدرب اللياقة البدنية لمنتخب سوريا فرصة التوقف في مطار القاهرة ليشتري 120 عبوة من "المعسل" لبيعه مرة أخرى في سوريا.

وحتى يتهرب من الجمارك وزع مدرب الأحمال العلب على حقائق جميع اللاعبين للمرور بها في سوريا دون أن يعترضه أحد.

كل ذلك بخلاف الأزمات المالية التي تضرب المنتخب الأول والتي تسببت في رحيل المدرب التونسي نبيل معلول عن منصبه كمدير فني للمنتخب بسبب عدم الحصول على مستحقاته المالية، وذلك قبل انطلاق تصفيات كأس العالم في قطر.

قائمة سوريا في البطولة العربية

بالتأكيد يعد الاسم الأبرز في قائمة منتخب سوريا المشاركة في بطولة كأس العرب هو النجم عمر السومة.

بينما لم يسمح نادي الوحدة الإماراتي لنجم المنتخب الثاني عمر خربين للمشاركة في البطولة، رغم أنه سمح لبعض لاعبيه الانضمام لمنتخب الإمارات بشكل طبيعي.

وجاءت قائمة منتخب سوريا كالآتي:

حراسة المرمى: إبراهيم العالمة – طه موسى – خالد الحجي عثمان.

الدفاع: سعد أحمد – مؤيد الخولي – خالد كارداوغلي – يوسف محمد.

الوسط: ثائر كروما - عمرو جنيات – ضياء الحق محمد – محمد العنز – محمد المرمور – محمد المواس – محمد الحلاق – محمد ريحانية – محمد عثمان – كامل حميشة – ورد السلامة – فهد اليوسف.

الهجوم: محمود البحر – فارس أرناؤوط – أوليفر قاسكو – عمر السومة.

وتتواجد سوريا في المجموعة الثانية رفقة تونس والإمارات وموريتانيا.

ولن يجد منتخب سوريا منافسة سهلة في مجموعته نظرا لوجود الثنائي تونس والإمارات، وأيضا منتخب موريتانيا الذي يقدم نتائج ومستوى جيد في إفريقيا.

المدير الفني

تولى الروماني تيتا فاليريو تدريب منتخب سوريا حديثا، وسيقود المنتخب خلال كأس العرب، وذلك للتحضير لاستكمال التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 في قطر.

في التصفيات موقف منتخب سوريا صعب للغاية، حيث يحتل المركز الأخير في مجموعته بعد مرور 6 جولات وحصد نقطتين فقط.

ويعد التشكيل الأقرب لمنتخب سوريا في مباريات البطولة والذي اعتمد عليه المدرب في المباريات الماضية كالآتي:

المرمى: خالد الحجي عثمان.

الدفاع: مؤيد الخولي – ثائر كورما – عمرو الميداني – خالد كاردغلي.

الوسط: محمد العنز – محمد المرمور – عمرو جينات – فهد اليوسف.

الهجوم: عمر السومة – فارس أرناؤوط.

تعرف على موعد مباريات منتخب سوريا في كأس العرب من هنا.

المصادر

من هنا

من هنا

من هنا

من هنا