قبل تجربة نيوكاسل.. كيف غيّر إيدي هاو بورنموث في 8 سنوات

بعمر 31 عاما تولى إيدي هاو تدريب بورنموث لأول مرة في يناير 2009 في الدرجة الرابعة الإنجليزية.

كتب : إسلام أحمد

الثلاثاء، 09 نوفمبر 2021 - 18:16
إيدي هاو - نيوكاسل

بعمر 31 عاما تولى إيدي هاو تدريب بورنموث لأول مرة في يناير 2009 في الدرجة الرابعة الإنجليزية.

النادي بدأ موسم 2008-09 مخصوما منه 17 نقطة، وعلى بُعد 10 نقاط من مقاعد الأمان والأخير في جدول الدرجة الثانية الإنجليزية.

ورغم مشاكل النادي المادية وعدم تقاضي اللاعبين لرواتبهم، كان الفريق على شفير الهبوط لدوريات الهواة.

تفادى الفريق الهبوط، رحل هاو وعاد مرة أخرى بعد عامين، وبعد 8 سنوات أنهى بورنموث موسم 2016-17 في الدوري الإنجليزي بالمركز التاسع، وفي أغسطس 2020 رحل هاو عن تدريب الفريق.

تواجد اسم هاو سابقا ضمن الأسماء المرشحة لتدريب ليفربول وأرسنال وتوتنام وإيفرتون ووست هام، والآن أصبح المدير الفني لـ نيوكاسل في تجربته الجديدة كليا تحت قيادة صندوق الاستثمار السعودي.

هاو ظهر أخيرا بعدما ارتبط اسم النادي مع أوناي إيمري مدرب فياريال وباولو فونسيكا مدرب روما السابق، ومن قبلهما أنطونيو كونتي وزين الدين زيدان، لكن الفرصة أتت له على طبق من ذهب.

"ذا أثليتك" نشرت تقرير مطولا عما أبرز ما تميز به إيدي هاو مع بورنموث وقد تتوقع أن نراه في نيوكاسل في تجربته الجديدة.

--

يصل إيدي هاو في السادسة والنصف صباحا ليشاهد المباريات والحصص التدريبية السابقة ويحللها ليشرح للاعبيه، وهو أيضا من يُعدل فيديوهات اللاعبين المنفردة، يكتب نقاطا لتحسين الحصص التدريبية المقبلة في كتيب بألوان مختلفة، حتى أنه وصف في أحد المرات بأن "قلبه مُحطم" لنسيان المذكرة.

حتى عندما يتدرب لاعبوه تحت قيادة مدرب آخر، على سبيل المثال الرباعي الدفاعي أو رباعي الوسط، يشاهد هاو لقطات المجموعة التي لم يراها سواء الجيدة أو السيئة، ويخبر بها اللاعبين ليظلوا دائما مستعدين.

سيمون فرانسيس الذي خاض قرابة 300 مباراة تحت قيادة هاو قال عن مدربه لشبكة "ذا أثليتك": "إيدي يتطور سريعا مثلما تتطور اللعبة بحق".

وأضاف "في غرفة الاجتماعات أحيانا يعقد مع اللاعبين لقاءات منفردة في الصباح، يتحدث في كل شيء. استخدمنا كل تلك الأنواع من الأساليب العلمية التي تقدمت على مدى السنوات القليلة الماضية، خاصة بعد تأهلنا إلى الدوري الإنجليزي الممتاز".

أندرو سورمان لعب مع هاو ثم تدرب تحت قيادته فقال: "دائما ما كنت ألعب على الناحية اليسرى أو اليمنى، لكن شعرت أن المركز الأفضل هو الوسط، عندما انضممت أخبرني هاو أنظر اعتقد أنك لاعب وسط، وعمل معي بشكل منفرد على ذلك، وهكذا أصبحت لاعب وسط".

ويسرد سورمان طريقة إيدي هاو في التدريبات قائلا: "يصور كل لقطات التدريب بمفردها، وبمساعدة المحللين، يجلس مع كل لاعب ويشغل اللقطات الخاصة به، اعتقد أنه يريد تحسين اللاعبين وأن يصبحوا جائعين وأفضل، استمتعت بذلك وشعرت بأنني أريد القدوم إلى التدريب حتى أتعلم".

ويوافقه فرانسيس الرأي إذ قال: "لقد أخرج أفضل ما فيّ، لقد تحسنت من التطور ووصلت لمستويات لم أفكر أنني قد أصل لها، هذا هو أكبر وسام يمكنني منحه له، حقا. لقد أراد فقط تحسين كل لاعب يعمل معه".

ليام فيني لعب تحت قيادة هاو بين 2009 و2011 قال للشبكة الموثوقة أيضا: "لم يترك هاو شيئا للصدفة، ربما يكون أحد المدربين الوحيدين الذين كنت تدربت تحت قيادتهم الذي يصطحبك قبل التدريب، للعمل على الأشياء. سيكون هناك على أرض التدريب لفترة طويلة، والعمل على أجزاء فردية شعر أنه بحاجة إلى تحسينها في لعبك، أو كنت ترغب في تحسينها. لم يكن هناك شك في أنه سيبقى بالخارج. وأخذ الوقت للقيام بذلك مع الجميع، سواء كنت في الفريق أو خارج الفريق".

وأوضح "كنت أسجل لأنني جناح أيمن، وكنت سريعا بعض الشيء واعتدت أن ألعب على الخط بعض الشيء، أرادني أن أدخل إلى العمق والتسجيل بقدمي اليسرى، ظللت أسابيع وأسابيع أتدرب أمام تمثال حتى اعتدت على الطريقة، أن أدخل للعمق وأسدد في أقصى الزاوية".

وواصل "وفي نفس الموسم سجلت هدفا أمام روتشديل وكان هدفي الأول مع بورنموث في مباراة فزنا بها برباعية، كان هذا بمثابة طريقة لي بأنه إذا عملت على أشياء، قد تحدث. حدث هذا معي".

سورمان عاد وتحدث عن اهتمام هاو باللاعبين الشباب قائلا: "هو جائع لضم لاعبين صغار في السن، وتحويلهم للاعبين أفضل، وتطويعهم ليلعبوا بالأسلوب الذي يريده، عدد كبير من اللاعبين انضم ورحل إلى نادي أكبر".

قد يبدو أن دومينيك سولانكي وجوردان إيبي ثنائي ليفربول الذي انضم للنادي تحت إمرة هاو ضمن الأسماء البارزة التي لم تتطور مثلما أشار سورمان.

لكن بالنظر إلى أسماء أخرى، كالوم ويسلون انضم من كوفينتري سيتي مقابل 3 مليون جنيه إسترليني في 2014 وأصبح مهاجما دوليا ورحل وصوب نيوكاسل يونايتد.

ناثان أكي انضم من تشيلسي مقابل 20 مليون جنيه إسترليني في 2017 ورحل بضعف القيمة لمانشستر سيتي الصيف قبل الماضي.

أرون رامسديل من 800 ألف جنيه إسترليني لحارس أرسنال الأول مقابل 18.5 مليون في ظرف 3 مواسم ونصف.

* قائمة صفقات بورنموث تحت قيادة إيدي هاو

هناك أسماء أخرى تستحق النظر ومنها جوشوا كينج وراين فرايز وديفيد بروكس كأمثلة، وهناك أيضا البعض مثل ستيف كوك وتومي إليفيك وتشارلي دانيلز وسورمان الذين أصبحوا لاعبي دوري ممتاز بعد سنوات من اللعب في الدرجات الأدنى.

فرانسيس قال بهذا الصدد: "في كل مرة يضم النادي صفقة جديد ربما يفكر حسنا الوافد الجديد لقد ضموا لاعب يلعب في الدوري الإنجليزي أو أندية قمة الدرجة الأولى، نحاول أن نُظهر لهم كيف يمكن للجدد أن يدركوا ماهية كرة القدم والعمل يوم تلو الآخر".

وواصل "تعاقدنا مع جلين موراي في صيف 2015، أعتقد أنه كان من الأيام الأولى في فترة ما قبل الموسم، مررنا بيوم صعب. كنت أتجول معه بعد ذلك، وسألني هل يتدرب مثل هذا كل يوم؟ إنه مكثف. فقلت له نحن نتدرب كما نلعب. لقد كان مذهولا حقا. ولكن هذا ما كان عليه الأمر بالضبط".

جون تيندال مساعد إيدي هاو أوضح أن المدرب يفكر في احتمالية الفوز بكل طريقة، أعاد تهيئة أفكار الفريق مع الركلات الثابتة، حتى أنه غيّر الموسيقى التي تُلعب قبل بداية المباراة لمساعدة اللاعبين ذهنيا، وكذلك غيّر لون شباك الملعب لمساعدة اللاعبين أمام المرمى.

*نتائج إيدي هاو في مسيرته التدريبية من سكاي سبورتس.

سورمان يكشف: "أهم شيء عمل عليه هاو هو عقلية الانتصار، عندما أقف أمام الباب أفكر فقط في الفوز، ليس فقط يوم السبت لكن في كل تمرين وتدريب، كان هناك حافز للفوز في التدريب، وضع نقاطا لتدريب الإنهاء على مدار الموسم وكذلك حصة الاحتفاظ بالكرة من يفوز يحصد نقاط أكثر ويمتد الأمر حتى نهاية الموسم، وأشياء من هذا القبيل".

وأكمل "كان يشدد على ذلك كل يوم، عليك أن تأتي وتتحدى نفسك، أنت تريد ذلك، ربما يبدو أنه أمر صغير، لكن يضع لذلك حافز أكبر".

وأضاف فرانسيس "كان هناك خطط وأفكار نمر بها كل يوم ولم تكن مملة، تدربت تحت يد الكثير وكنا نفعل نفس الشيء كل يوم، ونفعل ذلك في المباراة لكن دون متعة، لكن الأمر مختلف مع إيدي كان هناك جائزة صغيرة في نهاية التدريب أو نقاط ويتم احتساب الأفضل بجائزة في الشهر، معه أصبح الأمر ممتعا".

سورمان عاد "اعتقد هذا سبب نجاحنا، التأهل من الدرجة الرابعة للدوري الممتاز بسبب العقلية الانتصارية، ولم نكن نتقبل الهزيمة وإذا خسرنا كنا نحلل كثيرا المباراة بعدما تنتهي وقبل التدريب".

يتعامل هاو مع اللاعبين الشباب كأب وهو ما فعله مع راين فريزر –لاعب نيوكاسل الحالي- الذي انضم من أبردين التي تبعد 600 ميل عن بورنموث.

فرانسيس يقول: "لم ينته مشوار فريزر معنا بشكل جيد كما أراد، لكنه كان أب حقيقي له لأنه كان يعلم مدة بعد المسافة عن مدينته وكان لاعبا صغيرا وشعر بعد الراحة للأجواء المحيطة ولن يرتاح، حاولنا أن نشغله ببعض الأشياء مثل الجولف وكذلك اشترى كلبا وصار يخرج مع ناثان أكي بشكل يومي لينزه الكلب".

بنى النادي مقرا تدريبيا جديدا كلفه 35 مليون جنيه إسترليني وكتب هاو على مدخله للاعبين "اجعل كل يوم تحفة خاصة بك"، وهي كلمة شهيرة لـ جون وودن لاعب السلة الأمريكي.

كان هذا أسلوب عمل إيد هاو العمل الجاد وروح الفريق والموهبة الطبيعية التي تخلق شيئا جميلا وتستمر وهو ما حدث في بورنموث وسيسعى لتكراره في نيوكاسل.

يهتم هاو بتحفيز لاعبيه بطرق مختلفة فقال شون جلال حارس مرمى بورنموث سابقا لـ "ذا أثليتك" أيضا: "أتذكر أن داريل فلاهافان عاد من إصابة في الكتف وتصدى في التدريبات لكل الكرات الممكنة، هاو سحبني من التدريب وقالي لي، لماذا يتصدى أكثر منك؟ فهو عائد من إصابة، هل بإمكانك إخباري كيف؟ لم يكن الأمر انتقادا بل كان يتحداني، هل ستتركه يتخطاك".

وأكمل "هو يعرف متى يضغط عليك، حتى ولو بطريقة قاسية، يفعل ذلك لأنه يريد أن يُخرج أفضل ما فيك".

فرانسيس ذكر موقف مر به مع هاو عندما انضم آدم سميث من توتنام في 2014 فقال: "قبل بداية الحصة التدريبية في الصيف كان يقول لي أنظر له أنه يلاحقك، ظل يدفعني طيلة الموسم جعلني ذلك أصل لمستويات أعلى، لم يكن مجرد تقديم أداء أفضل عن الموسم الماضي بل خطوة أكبر".

نيوكاسل الفريق الوحيد الذي لم يحقق الفوز، ثاني أضعف دفاع بعد نورويتش سيتي وثالث أضعف هجوم.