بيرسي تاو.. من البكاء لأجل كرة القدم إلى المجد رفقة صنداونز وقصة لم تكتمل مع برايتون

وُلد بيرسي تاو بعد فجر الديمقراطية الجديدة عام 1994، بعد تولي نيلسون مانديلا أول رئيس أسود البشرة لـ جنوب إفريقيا وخطى تاو خطوات جيدة في كرة القدم في ذاك العصر الجديد،

كتب : محمود عزت

السبت، 28 أغسطس 2021 - 13:00
بيرسي تاو - الأهلي

وُلد بيرسي تاو بعد فجر الديمقراطية الجديدة عام 1994، بعد تولي نيلسون مانديلا أول رئيس أسود البشرة لـ جنوب إفريقيا وخطى تاو خطوات جيدة في كرة القدم في ذاك العصر الجديد، ومن البدايات المتواضعة مرورا بمعانقة المجد مع صنداونز بالتتويج بالأميرة السمراء إلى الدوري الأقوى في العالم، هذه هي قصة صعود بيرسي تاو.

في السنوات الأخيرة، تعرض المنتخب الجنوب إفريقي لانتقادات لاذعة لعدم وجود أسماء لامعة بالخارج، لكن تاو من بين لاعبين آخرين تركوا شواطئ جنوب إفريقيا وتوجهوا إلى القارة العجوز لمحاولة صناعة بيني ماكارثي آخر -المهاجم التاريخي لـ بافانا بافانا- ولما لا.

ويستعرض Filgoal.com قصة بيرسي تاو لاعب الأهلي الجديد قادما من برايتون الإنجليزي.

رُصد تاو في البداية من قبل كشافة صنداونز في عام 2010 أثناء اللعب في ثانوية فاهاما في راند فونتين -بلدة صغيرة في جوهانسبرج- لكن لم يتم التعاقد مع اللاعب حينها من قبل النادي.

ومع ذلك، استمر تاو في التألق قبل أن يلاحظ صنداونز موهبته بعد ذلك بعامين في كأس متروبوليتان، لينضم أخيرا إلى أكاديمية صنداونز في عام 2012.

وبعد ذلك بفترة وجيزة، تم اختياره للعب مع منتخب جنوب إفريقيا تحت 20 عام، عندما وصل تاو إلى الفريق الملقب بـ "برازيليانز"، أصبح رولاني موكوينا معلمه وعمل على تطوير اللاعب حتى انتقل إلى الدوري الإنجليزي الممتاز.

يؤمن بيرسي تاو أن رولاني موكوينا صاحب التأثير الضخم عليه كلاعب، المدرب الذي آمن بموهبة تاو حتى الرمق الأخير.

يقول بيرسي تاو في تصريحات لموقع ناديه الأسبق "حينما بدأت في أكاديمية النادي كنت أتعلم كل يوم وأعمل على تطوير موهبتي وأصبح لاعب أفضل، لقد تعلمت كيف أتعامل مع الناس من حولي، ولم يعد الأمر عنك وحدك بل الفريق بأكمله".

وأضاف "تعلمت العديد من الأشياء من موكوينا، من وجهة نظري هو أحد أفضل المدربين الذين عملت معهم".

وتابع "علمني كيفية اللعب في المساحات الضيقة، وتعلمت كيف أن أصبح جناح يفهم واجبات مركزه وكيف ألعب في مركز صانع الألعاب، وعلمني بعض الصفات الشخصية مثل التواضع".

ويرد رولاني موكوينا على تلميذه النجيب قائلا: "من الناحية التقنية هو يملك قدم يسرى رائعة، يمكنه صناعة الأهداف وتسجيلها، يمتلك القدرة على كسر الخطوط بتحركاته بالكرة وهو ما لا تجده في العديد من لاعبي جنوب إفريقيا في الوقت الراهن".

وأردف "الثقة والوعي التكتيكي الذي يتمتع به اللاعب، القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة، متي يركض بالكرة ومتي يمرر".

via GIPHY

ولعب بديلا في مباراة ليدز يونايتد، وشارك في 3 مباريات بكأس الاتحاد الإنجليزي لكنه لم يصنع أو يسجل.

ابتعد تاو عن المشاركة مع برايتون منذ فبراير من العام الحالي قبل أن يعود في مايو بتمريرة حاسمة أمام وست هام في الجولة 36 في مباراة انتهت بهدف لكل فريق، رغم دخوله المباراة قبل 17 دقيقة على نهاية المباراة.

كان لديه 12 لمسة في اللقاء، وأكمل 7 تمريرات، وخلق فرصتين، وتمكن من صناعة هدف التعادل لـ داني ويلبيك.

أشاد جراهام بوتر مدرب برايتون حينها بـ تاو، لكنه لم يشارك في آخر مباراتين أمام مانشستر سيتي وآرسنال من الموسم الماضي.

وسجل تاو الهدف الأول في تحضيرات برايتون للموسم الجديد في انتصارهم 3-1 على لوتون تاون في مباراة ودية قبل أن يفاوض الأهلي اللاعب ولم يشارك بعدها في ودية خيتافي قبل أن يعود إلى جنوب إفريقيا لإنهاء بعض المتعلقات من أجل الانضمام إلى الأهلي.

العودة إلى أدغال إفريقيا

عاد تاو إلى القارة السمراء، وقد أثبت صحة وجهة نظر كليف باركر مدرب جنوب إفريقيا السابق الذي علق قبل انتقال اللاعب إلى برايتون الإنجليزي، حيث قال "يجب على بيرسي أولا وقبل كل شيء الانضمام إلى فريق ليلعب باستمرار، المكان الوحيد الذي تطور فيه مهاراتك كلاعب كرة قدم هو الملعب".

وتابع "ربما كان عليه شق طريقه عبر دوريات أضعف في أوروبا كما فعل بيني مكارثي من قبل، أنا لا أقارن لأنني أعتقد أن بيني لاعب أفضل".

وأتم "آخر مرة حصل فيها منتخب بافانا على منتخب يمتلك العديد من المواهب بالخارج عام 2002، كان هناك لاعبون في مانشستر يونايتد وأياكس أمستردام وليدز يونايتد وبورتو من بين أفضل أندية أوروبا".

ربما كان تاو يحتاج إلى مزيد من الوقت للتأقلم على الكرة الإنجليزية خاصة أنه قضى 6 شهور فقط، فلئن اختار إنهاء تلك المغامرة بالعودة إلى النادي الأكثر تتويجًا بالبطولات في إفريقيا ليبدأ صفحة جديدة في مسيرته، فعليه التتويج بالبطولات قبل العودة إلى أوروبا مرة أخرى إن سنحت الفرصة.

في النهاية، موسيماني نجح في إقناع تاو بترك الدوري الإنجليزي والعودة إلى أدغال القارة مرة أخرى، وأشاد باللاعب كلما تحدث عنه، حيث قال "تاو مثل ميسي، لديه الكثير ليظهره لك في كل مباراة، لذلك يجب أن نمنحه الفرصة ليظهر مهاراته، أريد التعاقد مع تاو إذا وافق برايتون على بيعه وإذا استطعنا دفع راتبه الضخم".

دعونا ننتظر تجربة بيرسي تاو مع الأهلي، وسرعان ما سنعرف إذا كان تاو يمثل إضافة حقيقية لخط هجوم المارد الأحمر أم لا.