هل كان رحيل مصطفى محمد فقط؟ أين تقع مشكلة هجوم الزمالك

ما المشكلة التي يعاني منها الزمالك في الفترة الأخيرة؟ هل هي هجومية؟ هل رحيل مصطفى محمد له أثر كبير؟ ما الذي يمر به الفريق في المباريات التي تعادل بها أو خسرها تحديدا؟

كتب : إسلام مجدي

الأربعاء، 03 مارس 2021 - 15:17
مشكلة هجوم الزمالك

ما المشكلة التي يعاني منها الزمالك في الفترة الأخيرة؟ هل هي هجومية؟ هل رحيل مصطفى محمد له أثر كبير؟ ما الذي يمر به الفريق في المباريات التي تعادل بها أو خسرها تحديدا؟

أولا يجب أن نعرف بعض الأرقام، الزمالك سجل 21 هدفا في 13 مباراة بالدوري واستقبل 6 أهداف. في دور المجموعات من دوري أبطال إفريقيا تعادل الزمالك سلبيا في مباراتين.

ضد وادي دجلة ظهرت مشكلة تكررت مع الزمالك على مدار الموسم الجاري سواء ضد أسوان أو ضد غزل المحلة أو حتى في مباراة مصر للمقاصة التي فاز الفريق خلالها برباعية، فما تلك المشكلة؟

أولا سنراجع سويا بعض الحالات من تلك المباريات المذكورة، مع بعض القرارات التي اتخذت فعليا في الثلث الهجومي وأثناء عمليات التحول وبين القرارات التي كان يجب أن يتخذها الفريق.

الحالة الأولى هنا مباراة أسوان، فرصة في الدقيقة 79، الكرة في حوزة الزمالك تسلمها إمام عاشور، بدلا من التمرير قرر التسديد. في نفس الوقت تمركز اللاعبين أنفسهم دائما بدون الكرة في الثلث الهجومي لا يتضمن الكثير من التحرك بل الوقوف والانتظار.

هنا تسلم إمام الكرة بشكل رائع مع تحرك ثنائي الهجوم، لم يتم التمرير بل التسديد بعيدا عن المرمى.

هذه الحالة أيضا مع شيكابالا في نفس المباراة، الكرة في حوزته مر بمهارة رائعة وعوضا عن التمرير لزملائه كان القرار بالتسديد على الرغم من وجود خيارات متاحة كانت ستسمح بوجود زيادة عددية أثناء التحول خاصة مع مراوغات نجم الزمالك الناجحة.

شيكابالا دخل إلى المنطقة في تلك اللقطة إلى منطقة الجزاء وسدد فور دخوله، في حين أن لمسة واحدة إضافية وتمريرة على حافة المنطقة لزميليه كانت كفيلة بتشكيل خطورة أكبر.

هنا موقف آخر يوضح أن لاعبي الزمالك بحاجة للتفكير أكثر خلال تواجدهم في الثلث الهجومي، هذه الصورة تشهد هجمة أخرى حتى لا يختلط عليكم الأمر، شيكابالا مرر الكرة إلى زميله على الطرف، لاعب أسوان أخطأ واتجه لإغلاق مجال العرضية، ترك شيكابالا وحيدا. لا يوجد لو في كرة القدم، لكن ماذا لو أرسلت الكرة مجددا إلى شيكابالا؟ سيكون لديه خياران، إما التسديد بقدمه اليسرى أو تواجد موقف 4-4.

هنا موقف آخر ضد أسوان، تمريرة بينية من شيكابالا بين لاعبي أسوان وصلت إلى إمام عاشور الذي قرر التسديد عوضا عن تمرير بينية خاصة وأن لاعب أسوان عوضا عن التمركز قرر الضغط عليه ليترك أوباما وحيدا، لاعب الزمالك كان أمامه خيارين للتمرير عوضا عن التسديد بعيدا عن المرمى.

هنا موقف آخر، ضد مصر للمقاصة، خيارات التمرير هنا محدودة لكنها ستمنح الفريق فرصة أفضل في الهجمة، فعوضا عن تسديد فرجاني ساسي للكرة كان يمكن تمريرها بينية ومن ثم وضع فريقه في موقف أفضل.

موقف آخر خلال مواجهة غزل المحلة في الشوط الثاني والنتيجة 1-1، عملية تحول هجومية في موقف رائع كزيادة عددية وخيارات عديدة.

مرتدة بزيادة عددية قرر اللاعب تمريرها إلى إمام عاشور الذي لم يتسلم الكرة وقرر التسديد مباشرة رغم وصول الكرة بشكل مثالي له، وتواجد خيارات أفضل من التسديد بشكل مباشر.

هنا فرصة أخرى لطارق حامد وصلت على حافة منطقة الجزاء، بدلا من تمريرها قرر التسديد. رغم امتلاك خيارين جيدين للغاية.

قرار آخر بالتصويب برأسية رغم امتلاكه فرصة للتمرير أو كما يقال "سند الكرة" لزميليه على حافة منطقة الجزاء.

--

قرار التمرير لا يعتمد على حامل الكرة فقط، بل أيضا على من يتسلمها ومن يتحركون من حوله، على سبيل المثال، هذا الموقف، ما الذي تتوقع أن يكون قد حدث؟

هنا بدلا من التمرير على الطرف الأيمن أو الأيسر أو الاعتماد على الدعم من وسط الملعب، قرر أشرف بنشرقي تسديد الكرة بعيدا عن المرمى تماما.

هنا كرة أخرى لعُبت مباشرة من إمام عاشور تجاه المرمى رغم أنه كان من الممكن أن يوقف الكرة لزميله "سند الكرة".

فرصة أخرى توضح أن باتشيكو بحاجة لمناقشة اللاعبين في قرارات الثلث الأخير، فرصة في الدقيقة 93 ضد وادي دجلة لعبد الله جمعة.

عوضا عن التحرك سريعا أو إرسال كرة عرضية أو التمرير إلى القادم من الخلف، فضل عبد الله التسديد لتخرج الكرة تماما.

موقف آخر، الكرة ممرة بطريقة رائعة إلى لاعب الزمالك الذي تسلمها بشكل جيد لكن قرر أن يلتف ويسدد مباشرة على المرمى، بدلا من إسناد الكرة إلى زميله الواقف وحيدا بجواره.

هذا يفسر امتلاك النادي لـ131 تمريرة مفتاحية ساهمت في تشكيل خطورة وفي المقابل صناعة 15 هدفا فقط، ما يجعل دقة خطورة الفريق على المرمى من المحاولات 39%، الفريق يمتلك متوسط 13.9 محاولة ينجح منها 5.5 في المباراة الواحدة.

لكن على الجانب الآخر الزمالك بحاجة لـ8.6 محاولات بشكل عام لكي يسجل على المرمى و3.4 محاولة ناجحة لكي يسجل هدفا.

أمثلة

أولا يجب أن ننظر لإحصائية مهمة، الزمالك خلال الموسم الجاري سجل 4 أهداف في الربع ساعة الأولى و3 في الربع الثاني وهدفين في الربع الثالث كل ذلك خلال الشوط الأول.

أما في الشوط الثاني فالزمالك سجل 4 أهداف في كل ربع بمعدل 12 هدفا في المجموع.

ما الذي تعنيه تلك الصورة؟

على سبيل المثال امتلك الزمالك ضد غزل المحلة نسبة 2.43 أهداف تقديرية من محاولاته، رغم أنه حاول 21 محاولة وصل منها 5 إلى المرمى، وبالنظر للهجمات التي شاهدناها سابقا من المباراة فالسبب واضح.

هنا توزيع هجمات الزمالك على مدار المباراة ضد المحلة، في الربع الأول من الشوط الأول كانت هناك محاولة على المرمى، وفي الشوط الثاني الذي من المفترض أن الزمالك يقدم فيه نسبة تسجيل أفضل، لم يصل إلى مرمى المحلة سوى 4 محاولات من أصل 15 محاولة كما سجل الفريق هدفا.

وتلك مناطق محاولات الزمالك ضد المحلة

مثال آخر، في مواجهة وادي دجلة. 18 محاولة منها 8 محاولات صحيحة، نسبة الأهداف المقدرة 4.68 ما يعني أن جودة محاولات الزمالك كانت جيدة للغاية.

مثل المحلة، لم يختلف الأمر كثيرا، محاولات مهدرة، خاصة في الشوط الثاني الذي يصل خلاله الزمالك لأقوى أشكاله الهجومية بالنظر للأرقام سواء كتسجيل أهداف أو محاولات.

الزمالك حاول 12 محاولة في الشوط الثاني منها 5 ناجحة، معدل الأهداف المقدرة كان 3.43 هدفا.

ماذا عن الموسم الماضي؟

في الموسم الماضي خاض الزمالك 34 مباراة بالدوري سجل خلالها 50 هدفا واستقبل 27.

في نفس الوقت من الموسم الماضي بعدما خاض 13 جولة سجل الزمالك 17 هدفا واستقبل 11 هدفا.

الزمالك في الموسم الماضي كان يحتاج إلى 8.3 محاولات لكي يسجل هدفا ويحتاج إلى 3.2 محاولة ناجحة لكي يسجل من خلالها هدفا.

نسبة ربما زادت قليلا لكنها توضح لنا أمرا جليا، مشكلة الفريق ليست فقط في مركز المهاجم ومن يشغله، لكن في الثلث الأمامي وطريقة تصرفه مع المحاولات.

لنراجع سويا أرقام بعض محاولات الموسم الماضي، الزمالك امتلك 416 محاولة في الدوري، لنقارنه مع أندية المربع الذهبي، الأهلي امتلك 480 محاولة وبيراميدز 491 والمقاولون 372.

معدل المحاولات الناجحة للزمالك كان 159 مقارنة بـ198 للأهلي و174 لبيراميدز و138 للمقاولون.

لنرتب الجدول وفقا لنسبة المحاولات الناجحة للفرق الأربعة:

  1. الأهلي 41%
  2. الزمالك 38%
  3. المقاولون 37%
  4. بيراميدز 35%

الزمالك كان بحاجة لـ8 محاولات ليسجل هدفا، الأهلي احتاج إلى 7، بيراميدز إلى 9 والمقاولون إلى 8.

الزمالك كان بحاجة لـ3 محاولات ناجحة ليسجل هدفا بالتساوي مع الأهلي وبيراميدز والمقاولون.

في المقابل سجل الزمالك 50 هدفا وبيراميدز 54 والأهلي 72 والمقاولون 45.

لم يظهر إلى الآن تطورا في أداء الزمالك الهجومي عن الموسم الماضي، والهجوم كمنظومة وليس فردا بعينه.

حتى الآن المشاكل التي تواجه الزمالك تتركز في التالي:

هنا سيتطلب منا الأمر مقارنة مصطفى محمد ببديليه سيف الدين الجزيري ومروان حمدي.

لنقارن الثلاثي معا (في الدوري المصري فقط)

أولا مصطفى محمد

اللاعب الذي يقدم أداء رائعا مع جالاتاسراي، تألق خلال الموسم الماضي مع الزمالك بدوره.

مصطفى كان يقع في مصيدة التسلل 0.72 مرة في المباراة الواحدة، ويسجل 0.42 هدفا في المباراة الواحدة.

نسبة الأهداف المقدرة الخاصة به 0.6 ونسبة تسجيله للأهداف برأسه في المباراة 0.15 ونسبة تسجيله بالقدم اليمنى في المباراة 0.19 ونسبة تسجيله باليسرى 0.08.

مصطفى يمتلك 0.95 محاولة ناجحة على المرمى في المباراة الواحدة، ونسبة دقة محاولاته على المرمى 33%، ويحاول بشكل عام خلال المباراة بنسبة 2.9 محاولة على المنافس.

يحتاج مهاجم الزمالك المعار لجالاتاسراي لـ6.91 محاولة ليسجل هدفا، و2.27 محاولة ناجحة ليسجل.

ويرسل في المباراة الواحدة 0.5 تمريرة مفتاحية.

مصطفى يمتلك 0.88 مراوغة في المباراة ينجح منها 0.5.

يتسلم 21.05 كرة في المباراة وينجح في 20.56 منها. معدل فقدانه للكرة في المباراة يقدر بـ5.07 مرة.

ماذا عن سيف الدين الجزيري؟

سجل 11 هدفا خلال الموسم الماضي، بمعدل 0.42 هدف، نسبة الأهداف المقدرة له في المباراة 0.38، معدل تسجيله الأهداف بالرأس في المباراة الواحدة 0.11 وبالقدم اليمنى 0.26 وباليسرى 0.04.

يحاول سيف في المباراة الواحدة على المنافس 1.78 محاولات ينجح في 0.72 ونسبة دقة محاولاته 40% ويحتاج 4.27 محاولة لكي يسجل و1.73 محاولة ناجحة للتسجيل.

قد تبدو إحصائياته مشابهة هنا لمصطفى محمد ولكن، مصطفى أفضل في جانب المحاولات الناجحة خلال المباراة.

يمتلك سيف نسبة 1.1 تمريرة مفتاحية خلال المباراة ويمكنه صناعة 1.28 فرصة للتهديف خلال المواجهة.

ونسبة مراوغاته الناجحة في المباراة 1.25 من أصل 2.61 مرواغة يقوم بها خلال المواجهة.

ماذا عن مروان حمدي؟

نسبة الأهداف المقدرة له خلال المباراة 0.5 ونسبة تسجيله خلال المواجهة 0.33 هدف أقل من الثنائي مصطفى وسيف.

يسجل بالقدم اليمنى 0.28 وباليسرى 0.06 خلال المباراة، لم يسجل خلال الموسم الماضي بالرأس.

يحاول مروان على المنافس خلال المباراة 2.32 في أكثر من سيف. ونسبة محاولاته الناجحة خلال المواجهة 1.11 أكثر من الثنائي.

يحتاج مروان إلى 7 محاولات ليسجل هدفا و3.33 محاولة ناجحة ليسجل.

يخلق مروان خلال المباراة 0.39 فرصة ونسبة صناعته للأهداف في المباراة الواحدة 0.06، وتمريراته المفتاحية خلال المباراة 0.33.

كما يمتلك 2.265 مراوغة، منها 1.66 مراوغة ناجحة.

كتوضيح لتلك المقارنة، سيف الدين الجزيري اقترب كثيرا من دور وأرقام مصطفى محمد، عكس مروان حمدي.

لكن مجددا هل أزمة الزمالك مهاجم فقط؟

لم يكن الأمر منوط بالمهاجم للتفكير في الفرص السابق عرضها، خاصة وأن الأداء الهجومي لم يتطور عن الموسم الماضي بالنظر للأرقام، في حين أن هناك مواقف بعينها تتكرر في الملعب فيما يخص القرارات والفرص.

مدرب الزمالك بحاجة لمراجعة قرارات فريقه في الثلث الأخير من الملعب، وطريقة انتشارهم نوعا ما لتحسين جودة المحاولات.

** الأرقام والإحصائيات مقدمة من موقع Korastats.