الأردن 2004 – الإعجاز الجوهري في تحويل حفنة من الشجعان إلى أبطال مخلدين

القصة الكاملة لإنجاز الأردن في كأس آسيا 2004 تحت قيادة الجوهري

كتب : زكي السعيد

الأربعاء، 20 فبراير 2019 - 14:57
رسمة: شروق عز

في 4 فبراير 2002، فشل المنتخب المصري في الفوز على الكاميرون في مدينة سيكاسو المالية ليفرّط رسميا في فرصة الوصول إلى نصف نهائي كأس أمم إفريقيا.

مباراة مصر والكاميرون على ملعب بابميبا تراوري، كانت نقطة الختام في علاقة محمود الجوهري التدريبية بكرة القدم المصرية إلى الأبد.

الجوهري الذي فشل في تكرار إنجاز 1990 بالتأهل لكأس العالم وإنجاز 1998 في التتويج بكأس الأمم مرة أخرى، أتمّ حينها أغلب فصول مسيرته الخارقة بالفعل، ولكنه كان أيضا على وشك القفز في مغامرة أخيرة محفوفة بالمخاطر.. الأردن!

قبل ذلك بعامين، في عمّان، نُصِب الأمير علي بن الحسين رئيسا للاتحاد الأردني لكرة القدم، وعمره لم يتخط حينها 23 عاما.

الأمير علي انتفض بكرة القدم الأردنية، وأسس في العام التالي -2000- اتحاد دول غرب آسيا لكرة القدم، قبل أن يتّخذ قراره الأبرز في 2002: التعاقد مع الجوهري لتدريب المنتخب الأردني، وإعطائه كامل الصلاحيات.

بالعودة إلى القاهرة، وبعد الانفصال عن الاتحاد المصري لكرة القدم، ترقّب علاء نبيل الخطوة المقبلة للجوهري لبعض الوقت.

علاء نبيل كان الذراع الأيمن للجوهري في السنوات السابقة، وعلاقته بالجنرال لم تنقطع في الأيام التالية للرحيل عن تدريب مصر.

يتحدّث علاء نبيل إلى Filgoal.com في شهادته المطوّلة عن تلك الفترة المحورية من مسيرة الجوهري: "بعد الرحيل عن منتخب مصر، كنت أتواصل مع كابتن الجوهري مرتين أو 3 يوميا، وفجأة في أحد الأيام، حاولت الاتصال به أكثر من مرة، صوت الجرس غريب وهو لا يرد، هاتفت زوجته، لم ترد بدورها، تملكني القلق".

"كنت جالسا في أحد المقاهي رفقة مجموعة من أصدقائي، وأمامنا قناة الجزيرة، لأتفاجأ بالجوهري أمامي في التلفاز ممسكا بقميص الأردن".

ليس خفيا الصدمة التي تملّكت علاء نبيل، لعله شعر بطعنة في ظهره، وبدأت الأفكار تراوده: هل يتخلى عنه الجوهري في رحلته التدريبية التالية؟ حسنًا، الجوهري لم يترك مجالا واسعا لمثل هذه الأفكار حتى تتملّك من رأس مساعده الأمين.

يواصل علاء نبيل: "لم يمر أكثر من نصف ساعة، ووصلني اتصال من كابتن الجوهري.

الجوهري: ايه يا علوة...

علاء نبيل: علوة ايه بقى يا كابتن؟!

الجوهري: أنا جي بكرة وعاوزك ضروري".

كان ذلك تلميحا كافيا لـ علاء نبيل حتى يفهم أنه سيقيم لبعض الوقت في المملكة الأردنية الهاشمية، ولكنه لم يكن كافيا لإحلال الراحة على نفسه.. لقد شكّك في الاختيار، واحتار في سبب تفضيل الجوهري الإشراف على منتخب دون أي إنجازات تذكَر.

"وصلتنا عروض لتولي تدريب تونس وجنوب إفريقيا، منتخبات وصلت إلى كأس العالم 2002، كنت قلقا بصراحة من تجربة الأردن، قلت له: "الأردن يا كابتن؟!"، فأخبرني جملة بترن في ودني لحد دلوقتي، قالي: شغلنا في البلاد دي يبان".. يستفيض علاء نبيل.

Filgoal.com تواصَل أيضا بشكل منفصل مع فكري صالح، مدرب حراس المرمى الأشهر في تاريخ مصر، الرجل الذي أشرف على تدريب حماة عرين فرق ومنتخبات الجوهري لسنوات طويلة، وما كان ملموسا في حديثه، أنه شارك علاء نبيل اندهاشه من اختيار الأردن.

يقول فكري صالح: "وصلتنا عروض للتدريب في كأس العالم 2002، وعندما اجتمع معنا كابتن الجوهري، قلنا له: "أردن ايه يا كابتن؟ الأردن لم يسبق له أن تأهل حتى لبطولة آسيا".

ولكن الجوهري أجاب وفقا لشهادة فكري صالح: "عاوز نروح مكان مايكونش عمل حاجة، عشان نعمل احنا حاجة".

أما السر في قبول عرض الأردن، فكان الدعم اللانهائي الذي لمسه الجوهري عندما وصله العرض، الأمير علي سلّمه صلاحيات كاملة ربما فشل الجوهري في الحصول على مثلها لسنوات طويلة في بلده مصر، والجنرال أحب فكرة أن يكون الآمر الناهي في عالم كرة القدم بتلك الدولة الآسيوية القابعة في التصنيف الدولي رقم 105 بنهاية عام 2000.

في الطرف الآخر من الرواية، عرف لاعبو المنتخب الأردني أن مدربهم القادم سيكون محمود الجوهري، هل تملّكهم الترقب؟ التوجس؟ الفرحة؟ أسئلة يجيبون هم عليها لـFilgoal.com.

فيصل إبراهيم، الظهير الأيمن التاريخي لنادي الوحدات، والذي وضع قميص المنتخب الأردني على جسده لقرابة الـ14 عاما، يخبرنا كيف كان وقع تولي الجوهري على نفسه وعلى زملائه.

يقول فيصل: "تملّكتنا السعادة عندما عرفنا أن كابتن الجوهري هو من سيتولى تدريب الأردن، لقد وصل بمصر إلى كأس العالم، وأدركنا أنه سيضعنا على الطريق الصحيح، إنه موسوعة رياضية، والمدرب العربي أدرى بأحوال الكرة العربية".

يشدد فيصل إبراهيم على الدعم السيادي الذي حظي به الجوهري: "لقي كل المساندة من الأمير علي ومن الملك عبد الله. لقد تمكّن من تأسيس منظومة الاحتراف في الأردن، ووضع منهجا سارت عليه الكرة الأردنية لسنوات".

الأيام الأولى

دون أي خلفية تُذكر عن الكرة الأردنية، بدأ الجهاز الفني المصري في مطالعة شرائط الفيديو ومشاهدة مباريات منتخب النشامى قبل أيام من السفر إلى الأردن وبدء المهمة بشكل رسمي.

يذكُر علاء نبيل أنه قابل سكرتير الاتحاد الأردني، والأخير عرض عليه قائمة بأسماء قوام المنتخب في السنوات الماضية، الأمر الذي رفضه نجم المقاولون العرب السابق، ورد عليه قائلا: "مش عاوز أسماء، احنا هنتفرج على ماتشات الدوري ونشوف".

في الأسابيع التالية، شهدت الملاعب الأردنية حضورا مكثفا من الأفراد المصريين، حتى يكّونوا رأيا حقيقيا عن مستويات اللاعبين دون الالتفات إلى أعمارهم أو مستوياتهم السابقة.

فكري صالح الذي أشرف سابقا على تدريب: إكرامي، عادل المأمور، ثابت البطل، أحمد شوبير، نادر السيد، عصام الحضري، وغيرهم من حراس مرمى مصر العظماء، لم يكن على دراية أن فترة عمله في الأردن ستحمل له تجربة خاصة للغاية: عامر شفيع.

أما شفيع، فلم يكن حارسا للوحدات أو الفيصلي، بل نادٍ يدعى اليرموك، بدوري القسم الثاني الأردني، حارس شاب في العشرين من عمره، رصدته العين الخبيرة.

يقول فكري صالح: "مثلما كان الحضري حالة خاصة، فإن عامر شفيع أيضا حالة خاصة لي، إنه واحد من علاماتي المضيئة، ابن وُلد على يدي".

ويعترف صالح أن سياسته في الاعتماد على الحراس الشبان، قد أثارت الشك في نفس الجوهري: "عندما وضعنا قائمتنا المشاركة في البطولة العربية، وقَع اختياري على 3 حراس شباب، ومن ضمنهم عامر شفيع بالطبع. كابتن الجوهري توجّه إلى الاتحاد لتسليم القائمة وعاد إليَ 3 مرات، وفي كل مرة يسألني: طب ناخد عامر ومعاه حراس كبار؟ فين الخبرة؟ وأنا أقوله يبقى معملناش حاجة، أنا مش هضيّع تاريخي وتاريخك، توكّل على الله يا كابتن".

بعد حوالي عقدين، يستعد عامر شفيع (36 عاما) لحراسة مرمى الأردن في كأس آسيا 2019، وفي رصيده 139 مباراة دولية كالأكثر تمثيلا لمنتخب الأردن على الإطلاق.

شفيع لن يكون الحارس المخضرم الوحيد في قائمة الأردن للتنافس على أرض الإمارات، بل معتز ياسين (36 عاما) بدوره، وهو أحد منتجات فكري صالح مطلع الألفية.

من جانبه، لا يعتقد علاء نبيل أن الأردن عانى من نقص في المواهب بالمقارنة مع الكرة المصرية، بل عدّد أسماء أفراد ذلك الجيل الذهبي الأردني: "امتلكنا حاتم عقل وبشار بني ياسين في الدفاع، فيصل إبراهيم كان لاعبا مميزا على الجهة اليمنى، وعامر شفيع كان في عزه".

أما ما تميّز به هذا الجيل في نظر علاء نبيل، فكان التنوع: "كان عندنا مدارس مختلفة في فريق واحد: حسونة الشيخ مثلا، كابتن الجوهري كان يحبه جدا، لاعب صاحب مجهود عالٍ في خط الوسط، يضغط في كل مكان بالملعب، يفتك الكرات. كما أنه تمتع بشخصية قيادية داخل الملعب، لمّا يكشّر في زميله يبقى خلاص. امتلكنا كذلك مؤيد سليم، كان فنانا، كان لاعيب كورة".

على ذِكر مؤيد سليم "الفنان" كما لقّبه علاء نبيل، فيجدر القول أنه لم يقتصد في كلمات الثناء بحق الجوهري عندما تواصل معه Filgoal.com.

يقول مؤيد أحد رموز نادي الفيصلي: "سيطر علينا الحماس بمجرد معرفتنا أن الجوهري سيتولى تدريب المنتخب، الجوهري ترك بصمته في كل مكان ذهب إليه، عرفنا الاحتراف على يده. بعد توليه المهمة، اجتمع مع كل لاعب على انفراد، وأشعرنا جميعا أننا مهمين بالنسبة له، سنواته كانت مليئة بالنجاحات، وحتى الآن ندرك في الأردن بصمته".

خارج الملعب

كان الجوهري مدربا تكتيكيا محنكا، يهتم بأدق التفاصيل، يستغل أقل المواقف خطورة ويصنع منها جملا متفق عليها للوصول إلى المرمى من أقصر الطرق.

الجوهري العسكري الصارم، ملامحه جادة وانفعالاته لا تُذكَر، يجيد الحفاظ على رباطة جأشه في أصعب اللحظات، ويطلق العنان لغضبه على لاعبيه في الغرف المغلقة.

فاز بكل شيء في مسيرته التدريبية، جلب الألقاب لقطبي الكرة المصرية، وعندما سخر البعض من عدم كفاءة منتخبه قبل كأس الأمم الإفريقية 1998، خرج عليهم من طائرة العودة حاملا الكأس.

لقّبوه بالمدرب الدفاعي، لأنه قتل كرة القدم في مواجهة أيرلندا بثاني مباريات مونديال 90. وعلى النقيض، يرى الكثيرون أنهم شاهدوا منتخب مصر في ثوبه الهجومي الأفضل تحت قيادته في ولايته الأخيرة.

لعله كان براجماتيًا، وبالتأكيد كان عبقريًا. أما ما هو في حكم الحتمية، أنه كان إنسانًا..

يقول خالد سعد لاعب الفيصلي والزمالك السابق، والظهير الأيسر الطائر للكرة الأردنية، في حديثه إلى Filgoal.com: "لم يكن مدربا فقط، بل تعامل معنا كوالد وصديق، كان مقرّبا من جميع اللاعبين، وتمكّن من كسب ثقتنا. في حياتنا الشخصية كان حاضرا، يكون أول المتواجدين في أفراحنا وأحزاننا. إن واجهتنا مشاكل في الدراسة مع الجامعات، كان يتدخّل بنفسه للحل".

"أجريتُ جراحة في الغضروف ذات مرة، وبعد خروجي من العمليات ودخولي غرفتي، بدأت في الاستفاقة من أثر المخدّر، لأجد أول شخص أمامي هو كابتن الجوهري، هذا بالتأكيد ليس مجرد مدرب، إنه والد وأخ كبير، رجل خبير في كل نواحي الحياة".

فيصل إبراهيم، وعندما سألناه عن الجوهري بعيدا عن كرة القدم، تحدّث بكلمات مشابهة لسلفه، ولكن من المهم أن نعرضها للتوثيق: "الجو الأسري كان مسيطرا على معسكرات المنتخب، كابتن الجوهري كان الأب الروحي لنا، والكباتن علاء نبيل وفكري صالح كانا أخين كبيرين، المنظومة كانت مليئة بالتعاطف والمساعدة، المشاكل كانت نادرة، وإن حدثت كانت تُحَل داخليا".

بالعودة إلى مؤيد سليم، فيجدر القول إن صوته امتلأ بالمشاعر منذ البداية عندما عرَف أن السائل سيحاوره عن محمود الجوهري.

مؤيد سليم الذي أجاد اتخاذ القرارات في منطقة جزاء الخصم وما حولها، أجاد أيضا انتقاء الكلمات في تلخيص الحالة التي تملّكت منتخب الأردن في سنوات الجوهري: "كان أبا وأخا وصديقا لكل اللاعبين، عرف كل تفاصيل حياتي، شجعني كثيرا، كان أبي وأخي وصديقي وصاحبي، كان يسهّل الصعب، تشرّفنا بوجوده، اعتبَرنا أولاده، وعرف كيف يخلق داخلنا الحافز. في الأوقات التالية لرحيله، وكلما جلست مع زملائي اللاعبين، نتذكّر اللحظات والمواقف التي جمعتنا به، الله يرحمه".

مؤيد وعلى قدر إعجابه المفرط بشخصية الجوهري، إلا أنه لم يفوّت فرصة الإشادة برفيقيه: "كابتن علاء وكابتن فكري كانا من أعمدة الجهاز الفني، تأقلمنا معهما سريعا، ولمستهما كانت حاضرة. كابتن فكري صنع لنا عامر شفيع أفضل حارس في الأردن، وكابتن علاء بصمته كانت كبيرة، رابطة الأخوة جمعتنا، مزحنا وضحكنا كثيرا".

لو سجّل الأردن ركلته الرابعة أو الخامسة أو السادسة، لدخل في مواجهة متكافئة مع البحرين في نصف النهائي. ولأن لو حرف امتناع الجواب لامتناع الشرط؛ فقد كانت اليابان من مَر إلى مواجهة البحرين، ثم مواجهة الصين في النهائي، والفوز والاحتفاظ باللقب.

لهزيمة الأردن جانب مُر لاذع، خسارة تستدعي الكثير من الندم والحسرة، سقوط ينسج أحلام يقظة لم ولن تتحقق.

ولكن ما قرأته في الدقائق الماضية، والذي يتخطى مجموعه 5000 كلمة، لا يهدف إلى تبجيل ما حدث في 2004 وما قبلها. فعلى الرغم من أن التقرير يتناول وصف ما حدث خلال تلك السنوات، إلا أن حال الكرة الأردنية في لاحق السنوات لا يحتمل تجاهلا.

في السنوات التالية، تأهل المنتخب الأردني إلى 3 من أصل 4 نسخ لكأس آسيا، وفي 2005، فاز الفيصلي بكأس الاتحاد الآسيوي، اللقب الذي احتفظ به في العام التالي، كما حل وصيفا لدوري أبطال العرب 2007.

أما الوحدات، القطب الآخر للكرة الأردنية، فنال نصيبه من كعكة الانتفاض الكروي، ولعب نصف نهائي كأس الاتحاد الآسيوي عامي 2006 و2007، وكررها مرتين إضافتين في أعوام لاحقة، بالإضافة إلى الوصول لنصف نهائي دوري أبطال العرب 2006.

صحيح أن ركلة جزائية واحدة صحيح في الصين كانت ستحمل مذاقا أكثر نشوة من كل هذه الإنجازات، ولكن عزاء الأردنيين أن إنجاز 2004 لم يكن صدفة.

تحت قيادة الجوهري، قفز منتخب الأردن إلى التصنيف 37 عالميا، إنجاز لم يتكرر لمنتخب النشامى حتى يومنا هذا.

الجوهري الذي استعد لدخول حرب مجهولة المصير وقتما وقّع على عقد الأردن عام 2001، أنهى مغامرته بطلا مظفرا، وأثبت صحة اختياره.

الجوهري الذي لو تولى أي منصب إداري في أيٍ من مجالات الحياة لنجح على الأرجح، لم يترك لنا سيرة تعج بالألقاب والقرارات الفنية الحاسمة فحسب، بل خلّد ذكراه إنسانيًا بعيدًا عن العشب الأخضر، سيرته تفتح سيلا من كلمات الخير والثناء الصادق.

على أرض الأردن، أثبت الجوهري للمرة الأخيرة، أن الكرة المصرية استفادت منه بالحد الأدنى.

في ذكرى محمود نصير يوسف الجوهري

(20 فبراير 1938، القاهرة، المملكة المصرية – 3 سبتمبر 2012، عمّان، المملكة الأردنية)

النشامى: لفظ بدوي يعني الفرسان ذوي النخوة والشجاعة.

قائمة منتخب الأردن في كأس آسيا 2004:

1- عامر شفيع

2- مصطفى شهادة

3- خالد سعد

4- راتب العوضات

5- علاء مطالقة

6- بشار بني ياسين

8- حسونة الشيخ

9- محمود شلباية

10- مؤيد سليم

11- أنس الزبون

12- فراس طالب

13- قصي أبو عالية

14- هيثم الشبول

16- فيصل إبراهيم

17- حاتم عقل

18- عبد الله أبو زمع

19- حسن عبد الفتاح

20- بدران الشقران

21- عبد الهادي المحارمة

22- عيسى محاد

23- عامر ذيب

24- عوض راغب