برشلونة 1986 - شجاعة أوروتي التي جففت دمع كاراسكو

1 يوليو 1978.. جوسيب يويس نونيز بات رسميا الرجل الأول في نادي برشلونة. 7 سنوات كانت أقصى صمود لأي رئيس سبقه.. نونيز سيظل على عرش كتالونيا 22 عاما.

كتب : زكي السعيد

الخميس، 29 نوفمبر 2018 - 17:36
برشلونة 1986

1 يوليو 1978.. جوسيب يويس نونيز بات رسميا الرجل الأول في نادي برشلونة. 7 سنوات كانت أقصى صمود لأي رئيس سبقه.. نونيز سيظل على عرش كتالونيا 22 عاما.

في ذكرى تأسيس نادي برشلونة، دعونا نتذكّر واحدة من أكثر حقبه التاريخية إثارة في ثمانينيات القرن الماضي

في ذلك الصيف رحل يوهان كرويف عن صفوف الفريق، ورغم بعض اللحظات الثورية التي صنعها المايسترو رقم 14 في برشلونة، إلا أن حصاد السبعينات لم يكن مجزيا.

ولأجل الدخول إلى عقد الثنانينيات بشخصية أقوى، قام نونيز باستقدام إنريكي كاسترو "كيني" من سبورتنج خيخون، هداف الدوري الإسباني 3 مرات سابقة حاول الانضمام إلى برشلونة لسنوات طوال أمام مقاومة شرسة من فريقه سبورتنج خيخون.. أخيرا وفي عمر الـ31 كيني حقق حلمه وبات لاعبا لبرشلونة.

نونيز استغل الجيل الذهبي لبوروسيا مونشنجلادبخ في السبعينيات واستفاد منه بالصورة القصوى، أحضر نجمه الدنماركي آلان سيمونسن، وأغرى مدربه الماكر أودو لاتيك بالحضور وترميم برشلونة في 1981 بعد سنوات من الضياع، فمنذ رحيل هيلينيو هيريرا عام 1960، لم يتوج برشلونة بالدوري الإسباني سوى مرة واحدة.

هيريرا نفسه كان قد عاد وقاد برشلونة لمسيرة كادت تنجح في دوري الموسم السابق -1980\1981-، الفريق وصل إلى المركز الثاني بحلول الجولة 24 بعد انطلاقة بطيئة، وبات متاخما لأتليتكو مدريد المتصدر في انتظار تعثره لاقتلاع الصدارة.

في الجولة 26 وقبل جولة واحدة على مواجهة أتليتكو المرتقبة لخطف قمة الجدول، سحق برشلونة نظيره إيركوليز بسداسية نظيفة، وأثناء مغادرة الهداف كيني –الذي سجل هدفين- لملعب كامب نو بعد المباراة، تم اختطافه بواسطة مجهولين طلبوا فدية في وقت لاحق.

كيني قبع في أسره شهرا إلا 5 أيام، وحين تم تحريره بواسطة الشرطة في الخامس والعشرين من مارس 1981، خرج ليطالع جدول الترتيب ويُدهَش دهشة أهل الكهف بعد أن أفاقوا من سباتهم.

برشلونة وفي غياب هدافه الأبرز خسر أمام المنافس المباشر أتليتكو مدريد، خسر أمام سالامانكا، تعادل أمام سرقسطة، وبعد ظهور كيني بيومين خسر الكتلان بثلاثية نظيفة أمام ريال مدريد.

كيني سجل مرتين فقط حتى نهاية الموسم، لكنه تمكن من تتويج نفسه هدافا لليجا للمرة الرابعة في مسيرته برصيد 20 هدفا، متفوقا على خوانيتو لاعب ريال مدريد صاحب الـ19 هدفا.

بالعودة للألماني لاتيك، فيجدر القول أنه كان رجلا خبيرا، جلب لبايرن ميونيخ دوري الأبطال الأولى في تاريخهم عام 1974، وامتلك في فريقه الجديد مجموعة مواهب مميزة، كمواطنه بيرند شوستر، فيكتور مونيوز الذي لا يكف عن الركض في خط الوسط، فرانثيسكو كاراسكو المراوغ الذي لا يعرف الرحمة، وفي الخلف يقف الباسكي الرائع خوسيه رامون أليسانكو وإلى جانبه المخضرم ميجيلي أحد رموز الدفاع في كتالونيا.

أما الصفقة التي لم تشغل الكثيرين، فكانت استقدام خافيير أوروتيكويتشيا حارس مرمى إسبانيول، أوروتي صاحب الـ182 سم بدأ مسيرته في ريال سوسيداد ولم يقدر على منافسة لويس أركونادا، فشق طريقه بمقاطعة كتالونيا.

إلا أن لاتيك تلقى نبأ مؤلما بعد 26 دقيقة من مباراة سان ماميس أمام أتليتك بلباو في فترة الأعياد لعام 1981، بيرند شوستر يخرج برباط صليبي مقطوع بعد تدخل اعتيادي من الجزار أندوني جويكوتشيا. الكتلان سيجبَرون على إكمال موسمهم دون موهبة الوسط الألمانية.

بحلول الجولة 28 (قبل 6 جولات على النهاية) بدا أن برشلونة في طريق مفتوح لاستعادة لقب الدوري الغائب، قبل أن تقع الكارثة، الفريق خسر 4 مرات وتعادل مرتين في الجولات الست المتبقية، وأهدى لقب الدوري لسوسيداد على طبق من ذهب.

ورغم الإحباط المحلي، لملم لاتيك جراح فريقه وقادهم للفوز بكأس الكؤوس الأوروبية في مايو 1982 على حساب ستاندر دو لييج البلجيكي، المباراة الغريبة التي انتهت 2-1 عرفت حدثين بارزين، الأول هو هدف الانتصار بواسطة كيني والذي لم تلتقطه الكاميرات بعد أن نفذ الكتلان ركلة حرة مباشرة بشكل سريع أمام دهشة المدافعين البلجيك. والحدث الثاني هو مشهد إهدار الوقت السريالي الذي نسجه كاراسكو إلى جانب الراية الركنية.

كاراسكو حرم لاعبي الخصم من الكرة لعدة دقائق ودفع فالتر ميوس للخروج مقصيا بالبطاقة الحمراء بعد أن فقد البقية الباقية من صبره.

انتهت.