دربي مانشستر – كيف خلق بيب جوارديولا خطا دفاعيا أكثر فاعلية

ولكن الشئ الأكثر لمعانا في توليفة مانشستر سيتي هذا الموسم هو الصلابة الدفاعية.

كتب : علي أبو طبل

الأحد، 11 نوفمبر 2018 - 11:08
أيمريك لابورت - جون ستونز

بعد مرور 11 جولة من عمر الدوري الإنجليزي الممتاز، يقدم حامل اللقب مانشستر سيتي مستويات رائعة تضعه على قمة جدول ترتيب المسابقة بفارق نقطتين عن أقرب المنافسين.

ليس هذا فحسب، حيث نجحت كتيبة بيب جوارديولا في التسجيل في 33 مناسبة خلال مبارياتهم الـ11، كأكثر نادي مسجل من بين الأندية المتنافسة في المسابقة.

أمور تبدو ممتدة من الموسم الماضي.

ولكن الشئ الأكثر لمعانا في توليفة مانشستر سيتي هذا الموسم هو الصلابة الدفاعية.

خلال 11 مباراة، اهتزت شباك إديرسون في 4 مناسبات فقط وخرج الفريق بشباك نظيفة في 7 مباريات.

في الأسبوع الماضي، تفوق مانشستر سيتي بنتيجة 6-1 على ضيفه ساوثامبتون.

سجل للضيوف داني إنجز من علامة الجزاء، وكان ذلك الهدف هو أول ما يهز شباك مانشستر سيتي بعد ما قارب 10 ساعات متواصلة من اللعب في مباريات متتالية من الدوري الممتاز.

بالوصول للنقطة الحالية في طريق المنافسة، تستقبل شباك مانشستر سيتي العدد الأقل من الأهداف مقارنة بالمنافسين، مع عدد أقل من الفرص التي يتلقاها مرمى الفريق حسبما تشير الإحصائيات.

حطم الفريق الأرقام التهديفية في الموسم السابق بشكل رائع، فهل يكرر الأمر هذا الموسم فيما يخص الأرقام الدفاعية؟

الرقم القياسي يحمله تشيلسي الذي اهتزت شباكه بـ15 هدفا فقط خلال موسم 2004/2005، ولكن بالمعدل الحالي لمانشستر سيتي فإن ذلك الرقم معرض للتحطيم بسهولة.

كل تلك الإحصائيات الدفاعية الرائعة تعود لشراكة شابة مميزة في قلب الدفاع يعتمد عليها جوارديولا هذا الموسم، متمثلة في الفرنسي آيمريك لابورت، وزميله الإنجليزي جون ستونز الذي وصل لدرجة كبيرة من النضج في موسمه الثالث مع الفريق.

هذا الثنائي بدأ أساسيا في آخر 6 مباريات خاضها الفريق ما بين الدوري الممتاز ودوري أبطال أوروبا، بما فيها المباراة الأوروبية الأخيرة ضد شاختار دوينتسك والتي تفوق فيها سيتي بسداسية نظيفة.

بعد مباراة شاختار دونيتسك الأوروبية الأخيرة، أعرب لابورت عن سعادته بالشراكة الدفاعية مع ستونز: "إننا نتدرب سويا ونعمل بشكل مستمر كل يوم. علينا أن نخوض المزيد من المباريات الكبرى من أجل اكتساب المزيد من الخبرات".

مستويات يقدمها الثنائي، دفعت المدير الفني الإسباني لتنحية الثنائي الأكثر خبرة، قائد الفريق البلجيكي فينسنت كومباني وزميله الأرجنتيني نيكولاس أوتامندي.

"نعم، هذا هو المغزى. نريد أن نبرهن أن هذان الشابان يمثلان مستقبلا طويل المدى للفريق"

يوضح بيب جوارديولا اختياراته التي لا تنتظر التبرير في تصريح تبرزه شبكة "سكاي سبورتس".

وهنا يأتي السؤال الأول .. ما هي أهمية لابورت في توليفة جوارديولا؟

يوضح بيب: "إنه يمنحنا حلا بديلا مثاليا وأكثر سرعة في بناء هجماتنا من الخلف. عندما يتسلم الكرة بقدمه يمنى فإنه يمنحها لقدمه اليسرى ثم ينفذ تمريرة طولية باتجاه ليروي ساني. يتم الأمر هنا بصورة أسرع مما قد يفعله لاعب آخر يعتمد على قدمه اليمنى".

هذه هي الأهمية هنا. لابورت لاعب مدافع أعسر وذلك ما يحتاجه حقا بيب في توليفته التي تحمل العديد من التفاصيل.

المدافع الفرنسي ذو الـ24 عاما انضم في انتقالات شهر يناير الأخير من صفوف أتليتك بلباو مقابل 57 مليون جنيه إسترليني، ليبدأ في 13 مباراة من أصل 20 تبقت خلال مجريات الموسم السابق منذ إنضمامه.

ولكن في الموسم الجاري، تطور دوره بشكل أكبر وصار مفتاحا أساسيا في طريق لعب الفريق.

لابورت هو اللاعب الوحيد من قائمة الفريق الذي لعب كل الدقائق الممكنة في مباريات الدوري الممتاز حتى الآن.

أصبح وجوده بمثابة مفتاح الأمان لدفاعات مانشستر سيتي، حيث حقق عددا أكبر من زملائه في عدد التشتيتات الناجحة لمحاولات المنافسين من مناطق الخطورة بواقع 13 محاولة ناجحة بينما يأتي ثانيا في اعتراض تمريرات الخصم بشكل ناجح بواقع 14 محاولة ناجحة، ويحل ثانيا أيضا في الالتحامات الهوائية الناجحة مقارنة بزملائه في الفريق بواقع 26 التحاما ناجحا.

العديد من الإحصائيات الدفاعية الرائعة التي يمكن أن نبرزها لقلب الدفاع الفرنسي هذا الموسم، ولكن التفصيلة الأكثر أهمية والتي تمنحه الأفضلية على أقرانه هي كونه مدافعا أعسر، وقد أوضح جوارديولا أهمية ذلك كما ذكرنا سلفا.

يتابع بيب معددا مزايا مدافعه في بناء الهجمات: "يمكنه أيضا أن يتقدم في العمق ثم ينفذ تمريرات طولية باتجاه محرز وستيرلنج بشكل دقيق. فبالتالي هو يمنحنا طريقتين إضافيتين لبناء الهجمات من الخلف بشكل أسرع".

ويختتم: "من الرائع أن يكون لديك قلب دفاع يجيد اللعب بقدمه اليسرى. وهو رائع ولائق ويتدرب بشكل يومي".

المزايا التي عددها مدربه يمكن التدليل عليها من خلال إحصائيات نستقطبها هنا من شبكة Squawka.

البرازيلي جورجينيو يقع على قائمة لاعبي الدوري المنفذين للتمريرات بشكل دقيق، وخلفه مباشرة يأتي لابورتي الذي نفذ 885 تمريرة بشكل سليم.

من بين هذه التمريرات تأتي 48 تمريرة سليمة بشكل طولي إلى الأمام، حيث يبلغ متوسط مسافات تمريراته خلال 11 جولة مسافة تقدر بـ 17.18 متر.

إن تم تحويل تمريراته السليمة إلى نسبة مئوية من حيث النجاح، فإنه يقع ضمن أفضل 5 ممرين للكرات في المسابقة بنسبة نجاح بلغت 92.2%.

مساهماته الهجومية لا تتوقف هنا، حيث يساهم في استغلال الفريق للضربات الثابتة ويمتلك في رصيده هدفا وحيدا خلال منافسات الدوري، بجانب هدف آخر في المنافسات الأوروبية.

مستويات لابورت المتميزة لم تكن لتصل إلى هذا التوهج دون شراكة ناجحة في قلب الدفاع، وهنا يأتي الدور للحديث عن جون ستونز.

السؤال الأبرز.. إلى أي درجة من النضج وصل ستونز هذا الموسم؟

ربما يتفوق لابورت في عدد التمريرات السليمة، ولكن يتفوق ستونز في دقتها حسب النسبة المئوية، ليس فقط على قرينه، ولكن على حساب كافة لاعبي الدوري، حيث أتم 549 تمريرة سليمة من أصل 582 محاولة بنسبة بلغت 94.3%.

قبل 3 سنوات، صمم جوارديولا على التعاقد مع ستونز من إيفرتون لأنه يتميز في هذه الجزئية تحديدا والتي تساهم في بناء الهجمات من الخلف.

ولكن عند الحديث عن النضج، فعلينا ذكر نقاط عديدة أخرى تطور فيها المدافع الإنجليزي الدولي الشاب، كانت محل انتقاد دائم خلال المواسم السابقة.

العديد من الأخطاء المباشرة وفقدان الكرات التي أدت إلى أهداف، تلك كانت الخطيئة الكبرى التي يقع فيها ستونز على الدوام وكلفت فريقه العديد من الأهداف.

ما بين موسم 2013/2014، وهو موسمه الأول في صفوف إيفرتون، وموسم 2016/2017 حيث كان موسمه الأول في مدينة مانشستر، لا يوجد لاعب ارتكب أخطاء أدت إلى أهداف في الدوري الممتاز أكثر من ستونز.

الأمور لم تكن أفضل في إحصائية أخرى تبرزها شبكة "سكاي سبورتس" عن أخطاء مباشرة أدت إلى فرص محققة على المرمى خلال نفس الفترة، حيث يتفوق عليه فقط في تلك الإحصائية زميله السابق في إيفرتون فيل جاييلكا.

الأمور أصبحت أسوأ عندما تلقى إصابة قوية في نوفمبر من العام الماضي تسببت في غيابه عن غالبية أشهر الموسم، ومع عودته من الإصابة احتاج لوقت طويل من أجل استعادة مستواه المعتاد والعودة إلى التشكيلة الأساسية.

النضج يتضح هنا من خلال عودته المميزة، بجانب ثقة بيب في إمكانياته، مع إصراره على التخلص من أخطائه.

توضح إحصائيات "أوبتا" أن معدل الأخطاء المباشرة التي تؤدي إلى أهداف لدى ستونز قد قلت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، وأنه لم يرتكب خطأ مماثلا منذ المواجهة الأخيرة في الدوري ضد إيفرتون قبل 3 أشهر من الآن.

جميعها أمور تحمل أنباء سارة لبيب جوارديولا الذي يؤكد أن لكومباني وأوتاميندي أدوار هامة لكي يلعباها على مدار الموسم.

ولكن مع المعطيات الحالية، تبدو فكرة تغيير الحرس الدفاعي والاستقرار كما هو عليه الآن أمرا بديهيا. حيث أنه يرى في الثنائي الحالي أسسا قوية من أجل النجاح على مدار موسم ينبئ بالكثير.

اختر تشكيل سيتي ضد يونايتد