نادر عيد

الحقيقة القبيحة

في 1997 منح فيفا وويفا اللاعب روبي فاولر جائزة اللعب النظيف بعد محاولته إثناء الحكم عن احتساب ركلة جزاء له في مباراة أرسنال وليفربول.
الإثنين، 05 نوفمبر 2018 - 11:50
مهدي عبيد

في 1997 منح فيفا وويفا اللاعب روبي فاولر جائزة اللعب النظيف بعد محاولته إثناء الحكم عن احتساب ركلة جزاء له في مباراة أرسنال وليفربول.

"اللاعبون الآن يحدثون أنفسهم، إن لم أفعلها، سيفعلها آخر. المال والجوائز خلقا عقلية الفوز بأي وسيلة في كرة القدم الحالية" جيمي ريدناب لاعب ليفربول وإنجلترا السابق ومحلل شبكة سكاي سبورتس.

الحكم ظالم أم مظلوم؟

مهما تناقشنا وتجادلنا بشأن مباراة الأهلي والترجي سينتهي بنا المطاف إلى الإجماع بأن كرة القدم ليست لعبة عادلة بعيدا عن اللقاء في حد ذاته.

فحتى مشجع الأهلي الذي يرى أن فريقه استفاد من أخطاء الحكم سيتذكر مباشرة "يد إينرامو" على سبيل المثال، وله الحق.

هل في عالم كرة القدم الآن صار التبرير "العين بالعين؟".

وبالأساس كيف أفلت إينرامو؟ كيف احتسب علي بن ناصر هدف دييجو مارادونا باليد؟ كيف منح الحكم هدفا لإنجلترا رغم أن الكرة لم تتجاوز خط مرمى ألمانيا؟

كيف وكيف وكيف..

أي قانون وضعه بنو آدم حتما به نواقص، أي دستور كتبوه يقينا مليء بالثغرات.

حتى مع VAR يختلف الحكام وينشب الجدل ويستمر الظلم، ولنا في المونديال الأخير عبرة!

حتى مع VAR قد يحرم حكم مساعد مهاجما من تسجيل هدف حاسم برفعه راية خاطئة بداعي التسلل، إذا رأى حكم الساحة الراية وأطلق صافرته قبل أن تدخل الكرة الشباك!

إقرار VAR كان لتنبيه الحكم إلى شيء لم يتفطن إليه ليراجع قراره، لكن ماذا عن قانون كرة القدم نفسه؟

هل عالج ضرر فريق من إهدار منافسه للوقت بادعاء لاعب الإصابة؟

حتى اللحظة نختلف في لمسة اليد، متعمدة أم لا، مسافة قريبة أم بعيدة، هل وضع يده طبيعي أم حاول منع الكرة؟

حتى قضاة الملاعب أنفسهم يختلفون، وإلا لما عاد مهدي عبيد لمشاهدة الواقعتين في التلفاز.

اللاعبون معذورون؟

في عصر الرأسمالية والبطولات ذات الجوائز الخيالية ورواتب اللاعبين الجنونية أصبح الفوز بمباراة ليس أملا وإنما أمرا.

وإلا سيعاقب اللاعب وينخفض سعره وتقل قيمته ويخسر ناديه المال الوفير ويبتعد عن منصات التتويج ويصنفه التاريخ في خانة المهزومين.

يتذكر الجميع فوز ألمانيا الغربية بمونديال 1954 لكن ينسوا هدف فيرينس بوشكاش الملغي في النهائي، ويصنف التاريخ أسطورة المجر أنه لم يفز بكأس العالم!

يتذكر الجميع إنجاز كوريا الجنوبية التاريخي في كأس العالم 2002 لكن ينسوا كيف فازت الأخيرة على إيطاليا وإسبانيا.

يتذكر الجميع هدف أندريس إنييستا التاريخي في تشيلسي لكن ينسوا كيف ظلم الأخير، ثم يصبح النقاش عن "تيكي-تاكا" بيب جوارديولا وينسى الكل كيف ذبح الحكم الفريق الإنجليزي.

العديد والعديد من البطولات المقدرة قيمتها بملايين الدولارات ذهبت أدراج الرياح بسبب أخطاء الحكام.

لذلك أتفق مع نظرية ريدناب التي يرى فيها أن اللاعبين الآن يريدون الفوز أيا كانت الوسيلة مستخدمين مبدأ "أفضل أن أكون ظالما وليس مظلوما".

لم يعد هناك فاولر ودستور الكرة لا يجعل الحكم معصوما.

هذه هي الحقيقة القبيحة.

ناقشني

Tweet to @NaderMEid