الباليه والهروب من شبح كرويف أعادا اكتشاف فان باستن لذاته

في مثل هذا اليوم، ولد ماركو فان باستن عام 1964، ويحتفل - ونحتفل معه - بعيد ميلاده الـ54.

كتب : خالد وهبة

الأربعاء، 31 أكتوبر 2018 - 11:18
فان باستن

يستيقظ أحد مشجعي ميلان في صباح الثامن عشر من أغسطس عام 1995، يذهب إلى المقهى ليتناول قهوته الصباحية بينما تدور عيناه بين أغلفة الصحف.

تقع عيناه على هذا العنوان على الصفحة الرئيسية لـ"جازيتا ديللو سبورت".

"أين سنجد لاعبا آخر مثله؟".

لقد أعلن ماركو فان باستن اعتزاله في الليلة السابقة بعد استسلامه للإصابة.

في مثل هذا اليوم، ولد ماركو فان باستن عام 1964، ويحتفل - ونحتفل معه - بعيد ميلاده الـ54.

هناك اعتقاد سائد بأن اللاعبين طوال القامة لا يمكنهم أن يكونوا أكثر مهارة. علميا، يبدو الأمر صحيحا نوعا ما، لكن كرة القدم علمتنا أن هناك دوما من سيأتون ليكسروا كل ما هو متعارف عليه.

ماركو فان باستن مثلا وصل طوله لـ189 سم، ومع سراويل الثمانينات القصيرة، يبدو عند دخوله أرض الملعب بأقدامه الطويلة كزرافة صغيرة.

الخليط الذي كان عليه فان باستن: الطول الفارع والمرونة والمهارة الفائقة، يبدو لي كل ذلك وكأنه لاعب غشاش يلعب ألعاب الفيديو مستخدما شيفرة ما.

ربما يصيغ كين شولمان الأمر بطريقة أكثر دقة وبراعة، وهو صحفي معروف، فيقول:

"تماما كتحركات تيد ويليامز (لاعب بيسبول) على الصحن وكريم عبدالجبار (لاعب كرة سلة) على الدائرة، تحركات فان باستن حول وداخل منطقة الجزاء عبارة عن رقصة باليه رفيعة وسامية جدا، رقصة مصممة من أقواس وزوايا متكاملة".

هناك أيضا تلك المفارقة، والدة ماركو كانت راقصة باليه شهيرة في مدينة أوتريخت وهولندا بأسرها.

هل تنتقل مثل هذه الأمور عن طريق الجينات أيضا؟ في حالة فان باستن، ربما.

يان ووترس أرسل كرة عرضية نحو فان باستن، وكان يدرك أنه ما عليه إلا التمرير وفان باستن سيتصرف على طريقته.

الكرة في الهواء والجميع ينتظر لقطة إبداعية جديدة من فان باستن. ربما يستلم الكرة ويراوغ المدافع ليسدد أو يمرر الكرة لأحد المهاجمين.

فان باستن لم يفعل ذلك، فقد اخترع قانونا جديدا بالكرة.

فان باستن سدد مباشرة وأحنى جسده كما لو أنه مازال طفلا يتمرن مع والدته على رقص الباليه.

أن تحكم السيطرة على كلا من دقة التسديدة والطريقة التي سددت بها، ربما كانت هذه أنسب لقطة لشرح التقنية في تاريخ كرة القدم.

"فان باستن هو أفضل مهاجم دربته في حياتي، إنه كالبجعة يركض بسرعة ويتحرك برشاقة" هكذا وصف فابيو كابيلو ماركو فان باستن، وربما أنه وجد الوصف الأنسب.

عندما سُئل دييجو مارادونا عن أفضل لاعب شاهده في الملعب قال: "الأمر معلق بين روماريو وفان باستن".

لقد كان اعتزاله "مصيبة" كما قال كابيلو، مصيبة لفان باستن، لكرة القدم، ولميلان.

ودّع ماركو الملاعب قبل أن يتم عامه الـ29 حتى بسبب الإصابات والعنف الذي عانى منه على يد مدافعي الدوري الإيطالي.

في حياة أخرى، كان فان باستن ليصبح مهندسا بارعا.

اقرأ أيضا:

أبو ريدة: لا أفهم سبب أزمة استاد بورسعيد.. تخيلت أن المصري يواجه الجزيرة بالبطولة العربية

أحمد حسن لـ في الجول: البدري لم يستقيل من بيراميدز.. كنا نستقبل الجهاز الفني الجديد

شوبير: أزمة صلاح من أسهل ملفات اتحاد الكرة.. ولهذا السبب تغير موقفي تجاه برزنتيشن

أبو ريدة: أجهزة الدولة عملت على حل أزمة السوبر المصري السعودي

الاتحاد البلجيكي يحدد شرط الاستغناء عن مارتينيز إلى ريال مدريد

حسام حسن: تركي آل الشيخ قال لي طلباتك أوامر.. وهذا ما أخبرني به البدري