مواجهة تتجدد في أنفيلد.. "سبايسي بويز" يعوضون نكبة باريس بـ ليلة رائعة

"ليلة رائعة في أنفيلد". تلك كانت عناوين الصحف بعد انتصار ليفربول بأداء رائع ضد باريس سان جيرمان بنتيجة 2-0 في نصف نهائي كأس الأندية أبطال الكؤوس.

كتب : إسلام مجدي

الإثنين، 17 سبتمبر 2018 - 15:35
ليفربول

"ليلة رائعة في أنفيلد". تلك كانت عناوين الصحف بعد انتصار ليفربول بأداء رائع ضد باريس سان جيرمان بنتيجة 2-0 في نصف نهائي كأس الأندية أبطال الكؤوس.

هل كانت ليلة رائعة حقا؟ المباراة تسببت في إقصاء الحمر من نصف النهائي نظرا لأنهم خسروا في باريس بنتيجة 3-0، لكن روبي فاولر ورفاقه قاتلوا حتى اللحظة الأخيرة.

المباراة الوحيدة منذ 21 عاما التي جمعت النادي الفرنسي بنظيره الإنجليزي على ملعب أنفيلد شهدت قتالا من الحمر حتى اللحظة الأخيرة بتشكيل ضم ستان كوليمور وديفيد جيمس ومارك رايت وفاولر وجيمي ريدنادب وغيرهم.

في منتصف التسعينيات كان فريق ليفربول جذاب ويلعب بطريقة جعلته يشتهر بلقب "سبايسي بويز" تحت قيادة روي إيفانز.

ذلك الوقت كان يعد ازدهارا للكرة الإنجليزية بعد تغيير شكل الدوري الإنجليزي عام 1992 وتغيير عقود البث ليصبح الحمر لديهم ما يكفي من نجوم. هؤلاء النجوم ضمهم للفريق جرامي سونيس الرجل الذي سبق إيفانز لكي يبني جيلا شابا للنادي من أجل المنافسة.

فور استقالة سونيس تولى إيفانز المهمة، وظهر مصطلح "سبايسي بويز"، تشكيل إيفانز كان عماده الشباب، وفي تلك الحقبة أصبح الفريق يركز أكثر على تسويق لاعبيه كنجوم مجتمع، ليوقع بعضهم مع شركات أرماني وهيد أند شولدرز للإعلانات في وقت كانت تلك النوعية من العقود محصورة على نجوم بعينهم مثل ديفيد بيكام أو غيره.

فريق ليفربول وصف خارج الملعب بـ"الجنة المرسومة". أما في الملعب فكان واحدا من أمتع الفرق في أوروبا ويلعب بطريقة هجومية وبطريقة 3-5-2.

لمع في تشكيل الحمر خلال تلك الحقبة ستيف ماكمانمان وكان أشبه بأيقونة الـ"سبايسي بويز"، وفي تلك الفترة وتحديدا قبل عام من مواجهة باريس سان جيرمان ضد الحمر في أبريل 1996 خاض الفريقان مواجهة تم وصفها بواحدة من أعظم المباريات في تاريخ إنجلترا. كانت ضد نيوكاسل يونايتد في الدوري وانتهت بفوز ليفربول بنتيجة 4-3.

خرج إيفانز بعد تلك المباراة ليقول :"دفاعنا كاميكازي". كلمة كاميكازي لها أكثر من معنى لكن أبرزها هو الهجمات الانتحارية التي قام بها الطيارون اليابانيون ضد سفن الحلفاء في الجزء الأخير من حملة المحيط الهادي إبان الحرب العالمية الثانية.

وفي نفس العام 1996، كان على ليفربول مواجهة مانشستر يونايتد في كأس الاتحاد الإنجليزي، وتلك الحقبة شهدت سيطرة الشياطين الحمر.

ليفربول حضروا إلى المباراة وجميع اللاعبين يرتدون بدلة بيضاء دليل على الرفاهية والأناقة في ذلك الوقت.

وصرح إيفانز قبل المباراة :"إن فزنا، فحتما سأضع صورة تلك البدلة البيضاء على جدار غرفة معيشتي".

لكن إريك كانتونا ورفاقه أبوا إلا أن يخرجوا من هذه المباراة وهم أبطالا لكأس الاتحاد، وبسبب وصافة تلك الكأس شارك الحمر في بطولة الأندية أبطال الكؤوس الأوروبية عام 1996.

في الجولة الأولى تخطى الحمر فريق مايبا الفنلندي بمجموع 4-1، وفي الثانية فاز بنتيجة 8-4 ضد سيون السويسري، وفي ربع النهائي فاز بنتيجة 4-1 ضد بران النرويجي. وجاء وقت مواجهة باريس سان جيرمان في نصف النهائي.

باريس سان جيرمان لم يكن تاريخه كبيرا، النادي تأسس فعليا عام 1970، وفترة التسعينيات كانت الحقبة الذهبية بالنسبة لهم، بدأ الأمر بشراء "كانال بلس" للنادي عام 1991، وفي عقد من الزمان لعب للنادي لاعبين مثل جورج ويا وفالدو فيلو وليوناردو أراوخو ويوري جوركاييف ونيكولاس أنيلكا غيرهم. وهؤلاء كانوا أفضل من لعب على الإطلاق في تلك الحقبة للنادي.

خلال موسم 1995-1996 امتلك سان جيرمان نيكولاس أنيلكا ويوري جوركاييف وجمال بلماضي وبيرنارد ألو.

مدربهم كان الفرنسي لويس فيرنانديز، الذي نجح في المنافسة بقوة خلال ذلك الموسم، قاد الفريق للفوز بالكأس، لكنه حصد المركز الثاني في الدوري والإنجاز الأبرز؟ كان الفوز ببطولة أبطال الكؤوس عام 1996 ليصبح أول مدرب فرنسي يفوز بلقب أوروبي كبير.

رحل فيرنانديز وتولى ريكاردو جوميز المهمة. والذي كان في الـ32 من عمره. وتأهل بدوره إلى كأس الكؤوس 1996-1997.

في الجولة الأولى تخطى نظيره فادوز بنتيجة 7-0، وفي الثانية تفوق بنتيجة 6-4 ضد جالاتاسراي، وفي ربع النهائي فاز بنتيجة 3-0 ضد آيك أثينا.

10 أبريل 1997

هيمن باريس سان جيرمان على ملعبه حديقة الأمراء على ضيفه الإنجليزي، سجل ليوناردو الهدف الأول في الدقيقة 11، ثم بينو كو الهدف الثاني في الدقيقة 43، وأخيرا جيروم ليروي في الدقيقة 83.

الغضب اجتاح روي إيفانز مدرب الحمر، خاصة وأن تلك كانت أفضل مسيرة لليفربول في بطولة أوروبية منذ عودته للمنافسة.

"افتقرنا للشغف والكبرياء، لم نهاجم ولم ندافع كنا ضعفاء للغاية".

فيما اكتفى جوميز بـ"لا أعرف كيف حدث ذلك، ولا لماذا، لكنه حدث بالفعل فزنا".

الجانب الأكبر من اللوم وقع على ديفيد جيمس حارس مرمى ليفربول، الإعلام الإنجليزي هاجم الحارس بعد غلطتين فادحتين.

فيما قال كاو مسجل الهدف الثاني :"لن أقول إنهم كانوا خائفين مننا، لكننا تقدمنا بهدفين وشعرنا أنهم لا يعتقدون أنهم لن يعودوا في المباراة، لم يتمكنوا من تغيير أي شيء".

24 أبريل 1997

قال روي إيفانز :"كنا نخسر الكرة سريعا وبسهولة في الدفاع والهجوم، لا يمكنك أن تفعل ذلك".

وواصل :"نحتاج للبحث عن روحنا بشكل فردي، لأنه لا أحد من اللاعبين استحق الثناء أو ذكر اسمه بعد مباراة باريس".

مجلة "فور فور تو" اختارت المباراة ضمن أفضل 10 مباريات لعبها ليفربول في تاريخه على ملعب أنفيلد.

روبي فاولر استغل تمريرة ومثابرة من ستان كوليمور ليسجل هدفا رائعا في البداية، ثم من رأسية قوية لمارك رايت قبل نهاية المباراة بـ11 دقيقة أشعلت المباراة. لكنها لم تكن كافية. تخطى سان جيرمان نظيره ليفربول لكنه خسر النهائي من برشلونة.

ليفربول لم يكن ينافس في أوروبا لمدة 6 سنوات بسبب حادثة استاد هيسيل في مايو 1985، والأندية الإنجليزية تعرضت لعقوبات.

وكانت تلك أفضل مسيرة له في أي مسابقة أوروبية منذ عودته للمنافسة فيها.

ريكاردو مدرب باريس سان جيرمان وصف المباراة بـ"الأطول والأصعب في حياتي".

كاد ديفيد جيمس أن يسجل الهدف الثالث لليفربول في الثواني الأخيرة من المباراة من ركنية.

جيسون ماكتير لاعب ليفربول قال :"النتيجة لم تكن رائعة، لكنها كانت واحدة من أروع الليالي في أنفيلد، فيما يخص الجماهير والأجواء، لن أنساها أبدا، لكنني سأتذكر الإحباط، كان نصف نهائي جديد خسرناه".

"الخسارة في نهائي الكأس من مانشستر يونايتد، والدوري أيضا، أصبح الأمر أشبه بنمط نسير عليه، الخسارة في اللحظات الهامة".

لكن اللمحة الأهم كانت في المؤتمر الصحفي حينما سأل أحد المتواجدين روي إيفانز قائلا :"هل يعني ذلك عودة الأندية الإنجليزية إلى المنافسة على الألقاب الأوروبية بعد غياب؟".

ليرد إيفانز :"حتما وبكل تأكيد، إننا نسير بخطوات ثابتة نحو العودة".

طوال الوقت وكلما تذكر أي من لاعبي "سبايسي بويز" المباراة إلا ووصفها بـ"الرائعة" و"الليلة التي لا تنسى". فهل يمنحنا ليفربول وسان جيرمان مباراة مماثلة حينما يتواجهان مجددا في أنفيلد؟