إنجلترا ضد كرواتيا.. هل تنجح كرة السلة في تدمير ملوك الشطرنج؟

إن أردت التغلب على كرواتيا فأهم شيء إيقاف نقطة قوتهم والمتمثلة في وسط ملعب الفريق وبالتحديد في الثنائي لوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش.

كتب : رامي جمال

الأربعاء، 11 يوليه 2018 - 01:59
إنجلترا - كرواتيا

إن أردت التغلب على كرواتيا فأهم شيء إيقاف نقطة قوتهم والمتمثلة في وسط ملعب الفريق وبالتحديد في الثنائي لوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش.

وإن لم تنجح فلا تلومن إلا نفسك وحينها كأس العالم لن يعود إلى المنزل يا إنجلترا للمرة الثانية في التاريخ.

لكن ربما أسلوب كرة السلة ينجح مرة أخرى ويجعلك تعانق المجد في الـ15 من شهر يوليو الجاري.

وفي تمام الثامنة من مساء اليوم الأربعاء سوف يلتقي المنتخب الإنجليزي مع منافسه الكرواتي في ملعب لوجنيكي في العاصمة الروسية موسكو في إطار نصف النهائي الثاني لكأس العالم 2018.

وسوف يلتقي الفائز من الفريقين مع منتخب فرنسا يوم الأحد في الملعب ذاته من أجل اللعب على أعظم ألقاب كرة القدم.

أما الخاسر فسوف يواجه بلجيكا السبت المقبل في ملعب كريستوفسكي في سان بطرسبرج لتحديد المركزين الثالث والرابع.

كرة السلة

حتى الآن اعتماد منتخب إنجلترا الأبرز كان على نقطة قوته التاريخية وهي الكرات الثابتة والعرضيات وما زاد من قوتها هو مدرب الفريق جاريث ساوثجيت.

ساوثجيت زار أمريكا في شهر فبراير الماضي وحضر لقاء في الـNBA كما قام بحضور لقاء في كرة القدم الأمريكية والسبب هو التعرف على بعض الجمل الفنية عن أقرب.

ففي لقاء كرة السلة أراد المدرب الإنجليزي أن يعرف كيف يقوم خمسة لاعبية ضد خمسة بخلق مساحات لأنفسهم للحصول على النقاط.

وهو ما طبقه بالتحديد في الكرات العرضية لإنجلترا التي سجل منها الأسود الثلاثة أكثر من نصف أهدافهم في المونديال الجاري.

الفكرة تعتمد على محاولة اللاعبين خلق مساحة لأحد زملائهم عن طريق مضايقة الخصم وإشغاله بهم وبالتالي خلق مساحة له للتسديد والصورة التالية دليل على ذلك.

كل لاعب من إنجلترا قام بسحب مدافع معه وشغل لاعب بنما الذي كان يراقب جون ستونز قبل أن يسجل الأخير هدفا من رأسية.

أما في كرة القدم الأمريكية فقام ساوثجيت بمعرفة كيف يقوم المدربون بشحن لاعبيهم معنويا بطريقة جيدة وجعلهم يفتخرون بارتداء قميص منتخب بلادهم.

فهو خلال توليه مسؤولية إنجلترا عهد إلى النجوم القدامى للتحدث مع اللاعبين في غرفة خلع الملابس ومن يرتدي قميص الفريق لأول مرة يقدمه لاعب قديم للمجموعة ككل مما يعطيه إحساس بالفخر والمسؤولية الملقاة على عاتقه.

وكايل ووكر مدافع إنجلترا تحدث عن ذلك قائلا: "عندما كنا نأتي سابقا كنا نلعب للمنتخب ونعود ولكن الآن نحن نلعب كأنه مثل النادي الذي ننتمي له، كنا نتدرب سابقا ونعود إلى غرفنا لكن الآن كل منا يجلس في غرفة الآخر ونتشارك كل شيء سويا وهذا لم يكن يحدث في السابق وكل ذلك بسبب المدرب".

إنجلترا المجهولة

لكن رغم كل تلك الإشادة بعمل ساوثجيت مع إنجلترا لكنها يظل منتخب مجهول وكما قال موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لا تستطيع تحديد نقطة قوة واحدة لها عدا العرضيات يعمل بها الفريق دائما في أسلوب لعبه أو في طريقته.

وهذا ما أكده بول ميرسون لاعب المنتخب الإنجليزي السابق والمحلل الحالي بشبكة "سكاي سبورتس" الإنجليزية الذي قال: "لم أشاهد أي لقاء لإنجلترا وأقول يا إلهي بل على العكس هناك منتخبات لعبت أفضل منا ولكن أهم شيء هو الفوز فالميدالية الذهبية لن تقول كيف لعبت بل ستقول إننا أصبحنا أبطالا، وأنا واثق في الفريق على قدرته في الفوز على كرواتيا".

منتخب إنجلترا وصل لنصف النهائي دون أن يقابل خصما قويا عدا كولومبيا وفي كل مباراة كان يطبق فكرة مختلفة وهذا يعني أنه فريق متنوع يستطيع اللعب بأكثر من أسلوب وطريقة.

ولكن في الوقت ذاته هذا يخلق صعوبة للمنافس فيجعل الأسود الثلاثة أشبه بالمجهولين لعدم معرفة الخصم كيفية لعبهم قبل مواجهته.

ملوك الشطرنج

على علم كرواتيا تجد قطع الشطرنج حيث تقول الأسطورة أن الكروات دائما ما امتازوا فيها وينتصرون فيها دائما.

وفي كرة القدم وسط الملعب هو أهم شيء فهو الوقود للأمام وحامي الدفاع وفي كرواتيا يتمثل الأمر في الثنائي مودريتش وراكيتيتش.

يعاني منتخب كرواتيا الأمرين من الإرهاق إذ أنه خاض 240 دقيقة خلال أقل من أسبوع أمام الدنمارك ثم روسيا وتغلب عليهما بركلات الترجيح للتأهل لنصف النهائي.

وأمام إنجلترا سيكون ذلك هو التحدي الأصعب للمدرب زلاتكو داليتش فإن نجح في إعادة لاعبيه للياقتهم فسيشكلون خطرا على المنتخب الإنجليزي.

وهنا سيكون العبء الأكبر ملقى على كاهل مودريتش وراكيتيتش اللذان أبدعا طوال البطولة.

ويمتاز منتخب كرواتيا أيضا بأنه سجل له ثمانية لاعبين أهدافا خلال المونديال الجاري وهذا سيشكل خطرا كبيرا أيضا على إنجلترا.

الثأر

الذكرى الأبرز لمنتخب إنجلترا أمام كرواتيا هي السقوط أمامهم في ملعب ويمبلي بنتيجة 3-2 في تصفيات يورو 2008 وإقصائهم من البطولة لصالح روسيا رغم ضمان الكروات التأهل وقتها للمسابقة بالفعل.

ويرغب المنتخب الإنجليزي في بلوغ النهائي للمرة الأولى له منذ عام 1966 بالثأر ممن حرمهم من يورو 2008.

في الناحية الأخرى يرغب منتخب كرواتيا في التأهل للنهائي للمرة الأولى في تاريخه بعد معادلة إنجازه الأبرز بالوصول لنصف النهائي مثلما حدث في عام 1998.