حكاية حارس أيسلندا - مخرج الإعلانات الأفضل ضد الأرجنتين "الجميع رآوني فاشلا إلا أنا"

هناك في حي بريهولت الصغير بالعاصمة الأيسلندية ريكيافيك، شاب صغير يحب الفن والرياضة.. يدرس الإخراج في الثانوية ويتصدى للكرات التي ترتد من حائط منزله.. ومن ليونيل ميسي أيضاً بعد سنوات.

كتب : إسلام حسن

السبت، 16 يونيو 2018 - 22:03
أيسلندا - ميسي - الأرجنتين

هناك في حي بريهولت الصغير بالعاصمة الأيسلندية ريكيافيك، شاب صغير يحب الفن والرياضة.. يدرس الإخراج في الثانوية ويتصدى للكرات التي ترتد من حائط منزله.. ومن ليونيل ميسي أيضاً بعد سنوات.

حارس مرمى في العشرين من عمره كاد أن يترك كرة القدم الذي بدى لا جدوى من الاستمرار بها.. وانتهى به المطاف أن يكون الحارس الآيسلندي الوحيد في كأس العالم، وربما يخلد في تاريخ البطولة إلى الأبد.. إنه هانس ثورهالدروسون.

الحائط صديقه

لم يعرف هالدروسون سوى صديق واحد، أو بمعنى أقرب، مدرب حراس مرمى خاص به، وهو حائط منزله، الذي استخدمه لركل الكرة به بكل قوة والتصدي لها، هذا ما بوسعه فعله، فلم يكن هناك اهتمام بتدريب حراس المرمى في آيسلندا.

جائت فرصة ربما لن تتكرر، دعوة لحضور حصة تدريبية والخضوع للاختبار في ناد صغير في الدرجة الثانية يُدعى نومي، ولكن تم رفضه.

يحكي هالدروسون في تصريحات سابقة لصحيفة (جارديان) عن رفضه قائلاً: " لم يمنحونني الفرصة كاملة لإظهار إمكانياتي، لقد رفضوني قبل أن أفعل أي شئ".

الجميع رآني فاشل.. إلا واحدا

عاد هالدرسون إلى فريق مدينته ليكنير، وأخيراً حصل على فرصة للمشاركة في المباراة الأخيرة.. ولكنه ارتكب خطأ فادحا وكان السبب الرئيسي في هبوط فريقه.

"كنت في مرحلة لا يعرفني أحد فيها ولا أحد مقتنع بقدرتي على لعب كرة القدم.. الشخص الوحيد الذي كان يؤمن بذلك هو أنا".

"كان الجميع يراني فاشل إلا أنا".

الحلم

بعدها بسبع سنوات حقق ما كان يحلم به – أو ربما جزء منه – حيث حصل على جائزة أفضل حارس في آيسلندا بالتصويت بعد الفوز بالثنائية مع نادي كي آر، وهو لم يكن انضم للمنتخب بعد.

آيسلندا كانت تستعد للمباراة الأولى بالتصفيات المؤهلة ليورو 2012، ولكن الحارس الأساسي كان قد تعرض للإيقاف، أما بديله أصيب.

كان القدر يمهد إلى أن يشارك هالدروسون في المباراة الدولية الأولى له أمام قبرص التي خرج منها بشباك نظيفة.

لم ينس هالدروسون ما درسه في المدرسة الثانوية، الإخراج.. حتى بعد أن أصبح لاعبا دوليا، هذا لم يمنعه من ممارسة كل شئ يحبه.

بدأ في إخراج بعض المقاطع الفيديو دون مقابل مادي، ليظهر تميزه بعدها ويبدأ في إخراج الإعلانات ويصبح واحداً من أكثر المميزين في مجاليه.. مخرجاً مميزاً وحارس مرمى منتخب بلاده.

كان الحارس المميز الوحيد ولا منافسة تحت قيادة هيمير هالجريمسون المدير الفني لآيسلندا، ومعه صنع التاريخ لنفسه ولبلاده في فرنسا.. يورو 2016 الذي جعل العالم يعرف أن في آيسلندا تلعب كرة القدم.

شيء مختلف

إخراج الإعلانات الدعائية وحراسة المرمى.. ليس بينهما علاقة، ولكن مع هالدرسون النظرة للأمور مختلفة.

بعد أن أصبح الحارس الآيسلندي مميزاً في عمله تعاقد مع أحد شركات المشروبات الغازية ليخرج الإعلان الخاص بها، وكان الممثلون فيه هم زملاؤه بالمنتخب، هالدرسون وزملائه شاركو في الإعلان التحفيذي لآيسلندا بعد التأهل لمونديال روسيا 2018.

الحائط

15 عاما تفصل بين التصدي لكرة ترتد من حائط وأخرى ترتد من أحد أفضل لاعبي العالم في المباراة الافتتاحية بمونديال روسيا.

كان هالدرسون محبطاً هناك في ركريافيك، وها هو يحتفل في موسكو.