إييرو.. القائد الذي لا يستسلم أبدا

كمدرب، لا يمتلك فيرناندو إييرو تاريخا ناصعا مثلما كان لاعبا لكن حكمته ستكون وقوده لقيادة إسبانيا في كأس العالم من مقعد المدير الفني في مفاجأة غير متوقعة.

كتب : محمد يسري

الأربعاء، 13 يونيو 2018 - 16:31
إييرو

كمدرب، لا يمتلك فيرناندو إييرو تاريخا ناصعا مثلما كان لاعبا لكن حكمته ستكون وقوده لقيادة إسبانيا في كأس العالم من مقعد المدير الفني في مفاجأة غير متوقعة.

لم يتوقع أحد أن يجلس شخص آخر غير جولين لوبيتيجي على مقعد القيادة الفنية لإسبانيا في كأس العالم لكن ما فعله وبحسب الاتحاد الإسباني أقصاه من كرسي المدير الفني.

لوبيتيجي اتفق على تدريب ريال مدريد وبالفعل أعلن النادي الملكي عن تعيينه للمدرب الإسباني على أن يتسلم مهتمه بعد نهاية مشوار إسبانيا في كأس العالم، لكن اتفاق لوبيتيجي مع ريال مدريد تم دون الرجوع إلى الاتحاد الإسباني مما أثار غضب المسؤولين لتتم إقالته بقرار للويس روبيليس رئيس الاتحاد وتعيين إييرو مدربا للمنتخب.

لماذا إييرو تحديدا؟

لم يتمتع روبيليس بحرية كبيرة لاختيار بديل لوبيتيجي نظرا لضيق الوقت واستبعاد موافقة أي مدرب - نظريا ومنطقيا - أو حتى التفاوض مع مدرب على مهمة تدريب منتخب مثل إسبانيا قبل حوالي 30 ساعة على بداية أول مباراة. تلك السويعات لن تكفي حتى لسفر المدرب الجديد إلى روسيا، لذلك خرج ألبرتو سيلادس مدرب منتخب الشباب من الترشيحات.

ولما سبق قرر روبيليس تعيين إييرو، الذي يعمل مديرا رياضيا للمنتخب ويتواجد بالفعل في روسيا.

روبيليس وقع بين شقي الرحى لاختيار بديل لوبيتيجي. فإما تعيين إييرو صاحب التجربة التدريبية الوحيدة كرجل أول مع ريال أوفييدو في الدرجة الثانية بجانب العمل مساعدا مع كارلو أنشيلوتي في ريال مدريد لـ59 مباراة أو تصعيد بابلو سانز صاحب الـ44 عاما خريج أكاديمية برشلونة ولاعب رايو فاييكانو ونومانسيا السابق الذي لم يشغل أي مناصب تدريبية سوى العمل مساعدا للوبيتجي في المنتخب.

خبرة لاعب ريال مدريد السابق وفترته القليلة كمدرب مساعد في النادي الملكي جعلت روبيليس يميل لاختياره، فخبرته قد تجعله يتحمل ضغوط المنصب بقدر أكبر من سانز.

كما يبدو أن إييرو نفسه لم يعترض على المنصب رغم خطورته وفضل أن يتحمل المسؤولية والتأكيد على شخصية القائد.

فسبق وصرح حين كان مدربا لريال أوفييدو "لطالما رأيت في الحياة أشياء عدة وغريبة لكني آمنت بالحياة دائما".

وأكمل "لدى الفريق شعار مكتوب في النفق المؤدي للملعب يقول (لا تستلم أبدا) وهذا ما أفهمه، لأن الحياة علمتني أن أفهم هذا جيدا".

وأتم بخصوص سياسته في الحياة التي تعكس شخصيته القيادية "لا أنظر يمينا أو يسارا (يقصد عدم خلقه للمبررات) دائما أنظر لنفسي وعلي أن أحاول بكل قوتي. بوضوح علي أن أفعل لأني اعتدت أن أكون مسؤولا وأنا أشعر بذلك في كل مرة عملت بها في أي جانب من جوانب كرة القدم".

سياسة إييرو المدرب

تجربة وحيدة لإييرو كرجل أول كانت مع ريال أوفييدو في الدرجة الثانية للدوري الإسباني، إييرو لطالما فضل العمل في المناصب الإدارية فشغل منصب المدير الرياضي لمنتخب الشباب بإسبانيا وعمل لفترة في نادي مالاجا.

وخلال موسم 2016-2017 لعب ريال أوفييدو 43 مباراة تحت قيادة إييرو. 42 مباراة في الدرجة الثانية ومباراة في الكأس الذي ودعه الفريق من الدور الثاني على يد فريق أوكام مورسيا التابع لجامعة مورسيا.

أما في الدوري، ففاز في 17 مباراة وخسر 15 مرة وتعادل في 10 مباريات.

جمع ريال أوفييدو 61 نقطة وأنهى الدوري في المركز الثامن، وكان على بعد نقطتين من المشاركة في التصفيات المؤهلة للدرجة الأولى ليرحل إييرو بعد نهاية الموسم.

ويفضل إييرو طريقة 4-2-3-1 أو 4-4-2 وذلك على عكس الطريقة التي يفضلها لوبتيجي قبل إقالته من تدريب إسبانيا، حيث اعتمد على طريقة 4-3-3، إلا أن ضيق الوقت ولوجود إييرو فترة طويلة مع لوبتيجي يحتمل ألا يغير كثيرا في تشكيل المنتخب.

الآن إييرو، "لن يستلم أبدا" وسينقل تلك الحالة إلى اللاعبين بعدم الاستسلام والقتال لتحقيق المونديال رغم الظروف الطارئة.

من يدري؟ ربما يكتب إييرو ملحمة في روسيا يُغنى بها النشيد الوطني الإسباني الذي لا توجد كلمات رسمية له.