تحليل في المونديال – إسبانيا.. أفكار هجومية غزيرة وثغرات دفاعية قاتلة

رغم أنه مثل فريقي ريال مدريد وبرشلونة كحارس مرمى إلا أنه كمدير فني للمنتخب الإسباني فاق كل التوقعات، جولين لوبيتيجي المدرب الإسباني بطل أوروبا للناشئين مع منتخب إسبانيا في 2012 تحت19 عاما ثم بطل أوروبا تحت 21 عاما في 2013، ثم قاد فريق بورتو...

كتب : محمود سليم

الأربعاء، 06 يونيو 2018 - 14:17
إسبانيا

رغم أنه مثل فريقي ريال مدريد وبرشلونة كحارس مرمى إلا أنه كمدير فني للمنتخب الإسباني فاق كل التوقعات، جولين لوبيتيجي المدرب الإسباني بطل أوروبا للناشئين مع منتخب إسبانيا في 2012 تحت19 عاما ثم بطل أوروبا تحت 21 عاما في 2013، ثم قاد فريق بورتو البرتغالي للوصول إلى دور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا، لينجح بعدها في كسب ثقة المسئولين لتولي قيادة المنتخب الأول.

لوبيتيجي يعتمد على طريقة لعب 4-3-3 مع بعض التغييرات الاضطرارية في بعض المراكز فعند غياب سيرجو بوسكيتس لاعب الارتكاز الدفاعي في وسط الملعب استعاضه بتوظيف أحد الثنائي تياجو ألكانتارا وساؤول نيجيز في هذا المركز رقم 6، ومع تواجد بوسكيتس يتم التضحية باللاعب كوكي ويشارك تياجو في مركز 8 على يمين بوسكيتس في ظل حجز إنييستا مكانه على يسار لاعب الارتكاز المدافع، فيما يعد ديفيد سيلفا وإيسكو الثنائي الأقرب للمشاركة خلف المهاجم دييجو كوستا أو رودريجو مورينو، بل ومن الممكن في بعض المواجهات استبعاد الثنائي وإشراك ياجو أسباس أو توظيف سيلفا في مركز المهاجم الوهمي كما حدث في مواجهة إيطاليا.

أو في الشوط الثاني من مواجهة الأرجنتين حيث شارك أسباس استغلالا لاعتماد الخصم على خط دفاع عالي وهو ما نجح فيه بالفعل وأحرز أسباس الهدف الخامس لفريقه وصنع هدفا لإيسكو.

** بناء اللعب:

المنتخب الإسباني خلال بناء اللعب يعتمد على أفكار محددة أبرزها تقدم الظهيرين وتحرك ثنائي الارتكاز المساند (إنييستا وكوكي) في المساحة خلفهما.

بعدها يبحث عن أمرين إما الاختراق من الجبهة التي يتواجد بها الكرة وذلك يحدث بشرط وحيد وهو خلق التفوق العددي في تلك الجبهة مثل تلك الحالة.

يتواجد في الجانب الأيمن خماسي إسباني هم ساؤول وكوكي ثنائي الارتكاز ولوكاس فاسكيز وسيلفا ثنائي الجناح بالإضافة للظهير الأيمن ألفارو أودريوزولا، ليتم التمرير لكوكي الذي يلعبها مباشرة لألفارو بدون رقابة ليتقدم ويرسل العرضية والتي تعامل معها في النهاية جوردي ألبا الظهير الأيسر داخل منطقة الجزاء كما هي عادته وكأنه مهاجم أو جناح مهاجم.

أما الأمر الثاني فهي عند عدم توافر التفوق العددي يتحول الفريق للاعتماد على التمرير القطري لتغيير وجهة الهجوم للجانب الآخر ومحاولة خلق التفوق به، ويجيد إرسال تلك التمريرات سيرجو راموس قلب الدفاع وتياجو وإنييستا وبوسكيتس وأيضا جيرارد بيكيه.

نعود للأفكار الرئيسية في بناء اللعب ليست فقط التمريرات القصيرة سمة أسلوب لعب الفريق بل هناك فكرة استدراج خصم يفضل بطبعه انتهاج أسلوب الضغط العالي من أجل خلق مساحات خلف دفاعه ثم استغلالها بإرسال تمريرات طولية، هذا ما حدث أمام الأرجنتين بارتداد تياجو بين قلبي الدفاع ثم إرسال راموس التمريرة الطولية خلف الدفاع.

** الضغط:

أسلوب الضغط الإسباني رغم كونه السلاح الهجومي الأهم إلا أنه يعد كذلك سلاح ذو حدين حيث يعتمد الفريق على تواجد جميع لاعبيه في منتصف ملعب المنافس من أجل تضييق المساحات وتقارب الخطوط، نجاحه يعني إحراز هدف وفشله يعني استقبال هدف في شباكهم.

هذه حالة ناجحة.

وهنا حالة ضغط عالي فشلوا فيها بسبب تواجد إيسكو بعيدا عن المجموعة فالفريق كله لابد أن يطبق عملية الترحيل جهة تواجد الكرة ليغلق كافة حلول التمرير، تحرك إيسكو متأخرا للضغط على ماسكيرانو الذي مررها بأريحية للظهير الذي تركه إيسكو وخلقت فرصة هدف أهدرها هيجواين في النهاية.

وبالطبع هناك تنوع في أساليب الضغط التي ينتهجها الفريق فعند فشل الضغط العكسي يتراجع لاعبوه سريعا إلى منتصف الملعب وتطبيق ضغط متوسط وهو ما نجح أمام الأرجنتين في الهدف الرابع بعد استخلاص تياجو للكرة.

الضغط أمام ألبانيا كان مثاليا ونتج عنه هدفا أيضا.

وهو ما نجح أيضا أمام ألمانيا حيث أجبروا دفاع الخصم على إخراج الكرة للتماس لينجح إنييستا في إرسال تمريرة بينية لينفرد رودريجو ويسكنها الشباك.

** ركلات المرمى هجوما ودفاعا:

باتت ركلات المرمى أحد أهم مفاتيح حسم المباريات سواء كانت على الجانب الهجومي أو الدفاعي.

دفاعيا في حالة امتلاك المنافس لركلة مرمى يطبق إسبانيا الضغط العالي في منتصف ملعب المنافس ومع استخلاص الكرة في ظل تباعد لاعبي الخصم وفتح خطوطه يصبح من السهل الوصول لمرماه، هذا ما حدث بسهولة أمام الأرجنتين في الهدف الثاني.

وأيضا أمام كوستاريكا في الهدف الرابع.

أما على الجانب الهجومي فإن الفريق يتمركز لاعبوه خلال بشكل رائع لخلق أكبر قدر ممكن من زوايا وحلول التمرير حيث يتمركز قلبا الدفاع على يمين ويسار منطقة الجزاء فيما يتواجد ثنائي من ثلاثي الوسط على خط المنطقة في العمق ومن خلفهم اللاعب الثالث ومعه يتحرك سيلفا كلاعب رابع لخلق التفوق العددي في منطقة عمق وسط الملعب وكذلك توسيع المساحات في خطوط المنافس عن طريق فتح عرض الملعب بالثنائي الهجومي حيث يتحرك رودريجو في المساحة على الجانب الأيمن التي تركها سيلفا ويتواجد إيسكو أقصى الجانب الأيسر.

يتم أحيانا إرسال الطولية إلى المهاجم استغلالا لقدرات رودريجيو وكوستا البدنية الرائعة في الالتحامات الهوائية ليعمل كمحطة يخرج عليها الفريق بالكرة.

وأخرى يتم العمل بالأسلوب المعتاد تمرير قصير وتحرك لخلخة خطوط المنافس، لاحظ دخول سيلفا للعمق يخلق مساحة لرودريجو ليتسلم الكرة على الجانب الأيمن ويوفر أكثر حلولا للتمرير.

الأمر يتكرر دائما.

** الثغرات الدفاعية:

تعد أبرز الثغرات الدفاعية خلال الركلات الركنية هي ترك أحد مدافعي الخصم دون رقابة رجل لرجل في ظل الاعتماد على مزيج من أسلوبي رقابة المنطقة ورقابة المنافس.

لاحظ الحالات التالية في مواجهة الأرجنتين ونجح بالفعل نيكولاس أوتاميندي في إحراز هدف.

الأمر تكرر أيضا أمام ألمانيا تركوا ماتس هوملز دون رقابة أيضا.

أما الثغرات على صعيد اللعب المفتوح فهناك خلل في الجبهة اليسرى بالتأكيد خلف اللاعب ألبا ولكن أبرز ما ظهر في مواجهة ألمانيا كانت المساحة بين الثنائي بيكيه وكارفخال.

كما ظهرت ثغرة في وسط الملعب في المساحة بين الخطوط مما أجبر أحد قلبي الدفاع على تغطيتها بالتقدم وبالتالي تظهر خلفه ثغرة أخرى.لاحظ هذه الحالة تقدم تياجو للضغط فظهرت خلفه المساحة فتقدم بيكيه للتغطية فظهرت خلفه مساحات أيضا.

نفس الفكرة من راموس.

أما على صعيد الركلات الثابتة هجوميا فالاعتماد بشكل كبير يكون على تمرير الكرة خاصة الركلات الركنية بين ثلاثة لاعبين مع التحرك ليتفرغ أحدهم من الرقابة ويخترق المنطقة ويرسل العرضية.