السنغال.. هل تتكرر؟ رحلة تبديد الشكوك التي اعتقدها البعض يقينا

حامل اللقب يواجه الفريق الذي تأهل لأول مرة إلى البطولة العالمية. الجميع يتوقع مباراة سهلة لمن توجوا بالكأس الذهبية قبلها بأربع سنوات، والظنون تتحول إلى تأكيدات مع تهديد أول مبكر ولكن العارضة وقفت بالمرصاد.

كتب : لؤي هشام

السبت، 02 يونيو 2018 - 11:32
السنغال

حامل اللقب يواجه الفريق الذي تأهل لأول مرة إلى البطولة العالمية. الجميع يتوقع مباراة سهلة لمن توجوا بالكأس الذهبية قبلها بأربع سنوات، والشكوك تتحول إلى يقين مع تهديد أول مبكر ولكن العارضة وقفت بالمرصاد.

حسنا، نحن الآن في الدقيقة 90، فمن تعتقد أنه فائز؟ بالتأكيد ليست فرنسا. السنغال فعلتها وانتصرت بهدف نظيف على حامل اللقب في أولى مشاركاتها بمونديال 2002 لتصنع واحدة من كبرى مفاجآت البطولة.

لم تتمتع أسود التيرانجا بطبيعة الحال بسابق ذكر في المونديال إذ كانت البطولة المقامة في كوريا واليابان هي الوصول الأول للمنتخب الإفريقي إلى الحدث العالمي.

ولكنها في تلك النسخة أبت إلا أن تترك بصمتها بعدما قدمت مستوى مذهل نجحت به في الوصول إلى ربع النهائي.

بابا ديوب، أليو سيسيه، هنري كامارا، خليلو فاديجا، الحاج ضيوف، ساليف دياو.. أسماء ستتذكرها في تلك النسخة بالتأكيد والتي حصدت تشجيع وتضامن باقي بلاد القارة السمراء.

رحلة تبديد الظنون

بعد عدد كبير من المرات غابت فيها عن البطولة إما بسبب عدم اختيارها أو بسبب انسحابها وأخيرا فشلها في التأهل، كانت بطولة 2002 هي النسخة الأولى لأسود التيرانجا.

الجميع توقع خروج مبكر بعدما وقعت في المجموعة الأولى إلى جوار فرنسا حاملة لقب 98، وأوروجواي والدنمارك.

ولكن ما توقعه الجميع ذهب أدراج الرياح بعدما ظهر الديك الفرنسي، الذي هيمن على البرازيل قبلها بأربع سنوات مسجلا ثلاثية تاريخية، مهلهلا مفتقدا للشخصية ليسقط بفضل هدف بابا ديوب بعد تمريرة من الحاج ضيوف.

ولكن الأمر لم يتوقف عند التمثيل المشرف فرحلة السنغال استمرت.

تعادل مع الدنمارك بهدف لمثله شهد تسجيل واحد من أجمل أهداف البطولة، ثم تعادل آخر مع أوروجواي بثلاثة أهداف لمثلهما بعدما كانت متقدمة بثلاثية نظيفة.

مرة أخرى بددت السنغال الشكوك التي أعتقدها البعض يقينا ونجحت في التأهل.

لم يعن ذلك سوى التأهل إلى الدور التالي كثاني المجموعة خلف الدنمارك التي احتلت صدارتها بـ7 نقاط في مفاجأة كبيرة بخروج فرنسا من الدور الأول وإلى جوارها أوروجواي.

في دور الـ16 توجه أسود التيرانجا لمواجهة السويد التي يقود هجومها الثنائي هينريك لارسون وزلاتان إبراهيموفيتش، وكالعادة مالت الكفة إلى الفريق الإسكندنافي.

ومرة أخرى تأكدت شكوك البعض بهدف مبكر من لارسون في الدقيقة 11 ولكن الرد السنغالي لم يتأخر إذ تعادل هنري كامارا في الدقيقة 37 لتستمر نفس النتيجة حتى النهاية.

يلجأ الفريقان إلى الأشواط الإضافية التي كان هنري كامارا بطلها مجددا بهدف في الدقيقة 104 كتب وصول السنغال إلى ربع النهائي كثاني منتخب إفريقي في التاريخ يفعلها بعد الكاميرون في مونديال 90.

مرة بعد مرة تثبت السنغال أن شكوك الأغلبية ما هي إلا أوهام، وما اعتبره البعض فريقا أتى بحثا عن التمثيل المشرف نجح في الوصول إلى أبعد مدى.

هذه المرة لم يتوقع البعض إقصاء السنغال، فما فعلته جعلها جديرة بالاحترام وأجبر الجميع على النظر إلى مجموعة من اللاعبين المتألقين تحت قيادة مدربهم برونو ميتسو.

المواجهة في ربع النهائي كانت أمام تركيا. طرف آخر حقق المفاجأة في البطولة حتى وصل إلى هذا الدور، وحلم القارة السمراء بالوصول إلى نصف النهائي لأول مرة كان يداعب الجميع.

التعادل السلبي يسيطر حتى الأشواط الإضافية، ولكن تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء عن طريق إلهان مانسيز في الدقيقة 94 كانت كافية لإقصاء أسود التيرانجا بعد مشوار رائع في كوريا واليابان بقاعدة الهدف الذهبي.

مشوار التصفيات

الرحلة المونديالية لم تتكرر مرة أخرى سوى في مونديال 2018 بالوصول الثاني لأسود التيرانجا بعد الفشل في التأهل خلال الثلاث نسخ الماضية من البطولة.

وقعت السنغال في المجموعة الرابعة إلى جوار بوركينا فاسو وجنوب إفريقيا والرأس الأخضر. المشوار لم يكن صعبا وأسود التيرانجا تأهلوا في الصدارة برصيد 14 نقطة.

الانتصار على الرأس الأخضر بثنائية قبل السقوط أمام جنوب إفريقيا 2-1 قبل أن تعاد المباراة بعدها بعام بسببة تهمة التلاعب من قبل الحكم جوزيف لامبتي، ثم تعادل سلبي مع بوركينا فاسو.

تكرر التعادل مجددا مع نفس الفريق 2-2، وعاودت الانتصار على الرأس الأخضر بهدفين قبل أن تنتصر على الأولاد في مباراة الإعادة لتعلن تأهلها للبطولة، والمباراة التي تلتها على نفس الفريق.

أسود التيرانجا كانوا ثالث من حسموا تأهلهم إلى روسيا بعد نيجيريا ومصر على الترتيب، وأكثر من حصد نقاطا بالتساوي مع تونس (14 نقطة).

نجوم التيرانجا

ساديو ماني

النجم الأول في صفوف السنغال وحامل آمال بلاده في البطولة. لاعب ليفربول يعيش فترة رائعة من التألق رفقة ناديه وساهم في وصول بلاده إلى روسيا.

التطلعات تنعقد عليه بشكل كبير إذ يُشكل تواجده على الجانب الأيسر محط انطلاقات وهجمات المنتخب الإفريقي.

مامي ضيوف

عنصر خبرة آخر في تشكيل المدرب أليو سيسيه، إذ يعتمد عليه في الطرف الأيمن مستغلا سرعة انطلاقاته أيضا ومهاراته الكبيرة.

لاعب ستوك سيتي سيكون الرجل الثاني خلف ساديو ماني.

كاليدو كوليبالي

صخرة الدفاع وصمام الأمان مع أسود التيرانجا، مدافع نابولي أحد أفضل المدافعين في العالم ليس في أوروبا فقط بالآونة الأخيرة.

وهناك أسماء أخرى مثل كيتا بالدي وشيخ كوياتي وديافرا ساخو وإدريسا جاي. مجموعة أخرى من الأسماء الشابة الواعدة كما كان في 2002.

المدرب أليو سيسيه

سيسيه كان أحد أبطال مونديال 2002 والوصول لربع النهائي، كما كان قائد المنتخب حينها، والآن أليو يكرر إنجازه ويشارك في التأهلين الوحيدين لأسود التيرانجا.

المدرب الذي يتولى المهمة منذ مارس 2015 يعتمد غالبا على خطة 4-3-3 وهي التي لجأ إليها في تصفيات المونديال، قبل أن تشهد الوديات الأخيرة لعبهبطريقة 4-2-3-1.

وتعتمد أسود التيرانجا على التوازن بين الأداء الدفاعي والهجومي واستغلال السرعات التي تمتلكها في الخط الأمامي من أجل صنع قوة هجومية، يجانبها تأمين من خط الوسط للدفاع ودعم للهجوم.

توقع FilGoal.com لمشوار السنغال

السنغال تقع في المجموعة الثامنة إلى جوار بولندا وكولومبيا واليابان، وتبدو فرصها متواجدة في التأهل وإن كانت أقل لأن الفرص الأكبر تذهب لكلا من بولندا وكولومبيا.

ولكن حال حققت ما يبدو ظنونا بالخروج المبكر فإنها ستكون في مواجهة صعبة أمام متصدر المجموعة السابعة الذي سيكون أغلب الظن حامل اللقب المنتخب الألماني.

مواجهة تبدو صعبة على أسود تيرانجا من الوهلة الأولى وقد تحسم ألمانيا من خلالها تأهلها.

ولكن هل تصنع السنغال المفاجأة مثلما فعلتها أمام حامل اللقب من قبل في 2002؟

تعرف على منتخبات المجموعة الثانية

تعرف على منتخبات المجموعة الثالثة

تعرف على منتخبات المجموعة الرابعة

تعرف على منتخبات المجموعة الخامسة

تعرف على منتخبات المجموعة السادسة

تعرف على منتخبات المجموعة السابعة

تعرف على منتخبات المجموعة الثامنة