منافس الأهلي - مارادونا المدرب.. مرآة لا تعكس صورته كأيقونة كرة القدم

انسوا ما رأيتموه منه كلاعب، تجنبوا حبكم له، انظروا إلى المدرب الذي أصبح عليه، ذلك الذي صنف كواحد من أفضل اللاعبين في التاريخ، حتى الآن لم يجد طريقه الصحيح في عالم التدريب.

كتب : إسلام مجدي

الثلاثاء، 27 مارس 2018 - 12:41
مارادونا

انسوا ما رأيتموه منه كلاعب، تجنبوا حبكم له، انظروا إلى المدرب الذي أصبح عليه، ذلك الذي صنف كواحد من أفضل اللاعبين في التاريخ، حتى الآن لم يجد طريقه الصحيح في عالم التدريب.

دييجو مارادونا، اسم لاعب كرة لا يمكن تجاهله أو إنكار معرفته، لكن كمدرب؟ لن تتذكر الكثير، ربما تتذكر منتخب الأرجنتين في 2010 حينما كان مدربه وبعض اللمحات، لكن ليس أبعد من ذلك.

لماذا لا نتذكر مسيرة مارادونا التدريبية؟ ما الذي أصابها؟

واحدة من أغرب السير التدريبية تلك التي يتمتع بها مارادونا، بدأ التدريب مع مانديو دي كورينتيس ولم يدم ذلك لفترة أكثر من أشهر قلائل ثم راسينج كلوب وتجربة مثل سابقتها عام 1995، وتوقف لأسبابه الشخصية حتى عام 2008. (طالع التفاصيل)

كان مارادونا في تلك الفترة قد خضع لأكثر من محاولة للعلاج سواء صحيا أو نفسيا لكن النهاية كانت دوما واحدة، الانهيار.

كل من كان يهتم بأمر مارادونا كان يخشى شيئا واحدا أن يختفي إلى الأبد، أن توافيه المنية سريعا قبل أن يتم شفائه، بدا وكأن عودته للحياة تعد أمرا مستحيلا، لكنه وبعد أعوام قليلة حقق المستحيل.

قصة مارادونا في ذلك الوقت تحديدا تحولت تحولا كبيرا من أسطورة أهدرت مسيرتها واستهترت إلى بطل كروي استعاد حياته وقاتل من أجلها وعاد من نقطة الموت ليصل إلى القمة.

كُتب في صحيفة "إندبندنت" البريطانية نقلا عن ماركو ريسي المخرج الإيطالي :"ذهلت من مفاجأة حينما زرت أمريكا الجنوبية، ألا وهي أن مارادونا محبوب بصورة غيرة طبيعية حتى أكثر من بيليه، دييجو محبوب لأكثر من مجرد موهبته في كرة القدم وأكثر من بيكام أو أي لاعب ولد في الغرب".

أزمة قلبية حادة ومشاكل شخصية وفحوصات منشطات ومخدرات وسيرة ذاتية من المفترض بأنها لأعظم لاعب في التاريخ، اعترف خلالها أنه أدمن المخدرات.

دام اندثار أسطورة مارادونا لفترة طويلة 10 أعوام من الحرب ضد المرض والإدمان حتى أتى برنامجه الشهير عام 2005 لينتشله من كل شيء.

بعد كل شيء حدث وبعد 14 عاما من الاندثار أتى خبر كالصاعقة مفاجئ للغاية. تعيين دييجو مارادونا كمدرب لمنتخب الأرجنتين، لواحد من أفضل الأجيال الواعدة في تاريخ الدولة وفي مرحلة حيوية للغاية من مسيرتهم.

أقال الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم أليفيو باسيلي ولم يجد مدربا يتولى المهمة خاصة في ظل وجود التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010.

التقارير الصحفية قالت إن عددا من المدربين تقدموا بسيرتهم الذاتية وهم دييجو سيميوني وميجيل أنخيل روسو وسيرخيو باتيستا وكارلوس بيانكي وبالطبع دييجو مارادونا.

ليخرج خوليو جروندونا رئيس الاتحاد بعد ذلك ويعلن عن تولي مارادونا للمهمة، ليقود المنتخب في نوفمبر 2008 في أول مباراة بمدينة جلاسجو ضد إسكتلندا وفاز بنتيجة 1-0.

"التواجد ضمن المربع الذهبي في كأس العالم لا يهمني، لكنني أريد أن أكون الأول، لدي مجموعة من اللاعبين قادرة على فعل ذلك". دييجو مارادونا 2008.

الضربة الحقيقية والتي كانت بمثابة ناقوس الخطر لأن مارادونا كان ينقصه الخبرة التدريبية والخطة المحكمة، كانت حينما خسرت الأرجنتين بنتيجة 6-1 من بوليفيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم.

شخصية الأسطورة لم تكن دوما هادئة وبالطبع لا يمكنه التعايش مع الضغوط الكبيرة التي يشكلها عالم التدريب. الكثير من الحديث حول الكذب والخيانة، والقليل جدا من العمل الحقيقي مع جيل واعد جدا.

تضمنت قائمة مارادونا في ذلك الوقت لاعبين مثل خافيير زانيتي وماكسي رودريجيز وخافيير ماسكيرانو وفيرناندو جاجو وجوناس جوتيريز وإزيكيل لافيتزي وليونيل ميسي وكارلوس تيفيز وغيرهم من النجوم.

في أطول فترة تدريبية لمارادونا خلال عامين خاض 24 مباراة فاز في 18 وخسر 6 مباريات وكانت نتائجها كالتالي: الخسارة بنتيجة 6-1 من بوليفيا وبنتيجة 2-0 من الإكوادور و3-1 من البرازيل و1-0 من باراجواي و2-1 من إسبانيا وأخيرا الضربة القاضية جاءت من ألمانيا بنتيجة 4-0.

وصف جوناثان ويلسون أسلوب مارادونا التدريبي قائلا :"يمتلك موهبة رائعة في لعب الكرة، لكن كمدرب كان ساذجا للغاية سواء في اختياراته أو التكتيك، لم أر في حياتي قط أسلوبا ساذجا هكذا وكأنه لا توجد خطة".

حالة الغضب انتابت الجميع فور إعلانه عن قائمة المنتخب لكأس العالم، لا يوجد زانيتي ولا إستيبان كامبياسو وخرج مارادونا بعد توديع البطولة ليقول :"شعرت بندم كبير لعدم تواجد فيرناندو جاجو في القائمة".

تواجدت أسماء مثل خوان فيرون ووالتر صامويل ومارتين باليرمو ودييجو ميليتو والأخير تحديدا كان قد توج بلقب دوري أبطال أوروبا وحقق الكثير مع إنتر ميلان لكنه لم يحصل على فرصة كافية أبدا مع الأرجنتين في كأس العالم.

ليونيل ميسي الذي كان في الـ22 من عمره وأنخيل دي ماريا وجونزالو إيجوايين اللذان كانا في نفس السن وحتى نيكولاس أوتاميندي جميعهم كانوا بحاجة إلى مدرب يجيد التعامل مع تلك المواهب لكي يحصل على نتيجة لكن لم تكن تلك الحالة مع مارادونا.

اتهم مارادونا الاتحاد الأرجنتيني بالكذب والخيانة بعد إقالته. والكثير من المشاكل، قبل أن يدرب فريق الوصل الإماراتي.

تولى مارادونا تدريب الوصل في 2011، النادي الإماراتي كان يتطلع في ذلك الوقت لبدء ثورة فيما يخص الأداء وتحقيق نتائج كبيرة.

قال بيان الاتفاق:" "الخبر الرائع الذي يشكل إضافة لتاريخ النادي العامر بالبطولات والأرقام القياسية العديدة ويضيف مزيدا من التألق على سلسلة الألقاب والإنجازات المشرفة التي حاز عليها حتى اليوم".

وأضاف النادي أن تعيين مارادونا كمدرب "يجسد رؤية النادي الذي يتطلع لإرساء معايير غير مسبوقة في المنطقة على المستوى الرياضي".

لكن الواقع كان مختلفا للغاية، لم يحدث أي شيء تراجع الأداء والنتائج واحتل الفريق المركز الثامن وغضبت الجماهير ليقال مارادونا بعد موسم وحيد ومع تبقي آخر في عقده.

غاب مارادونا عن التدريب لـ5 أعوام قبل أن يتولى تدريب نادي الفجيرة الإماراتي الذي سيواجه الأهلي المصري اليوم، والعديد من التطلعات مع الآمال بأن يكون أسطورة كرة القدم كلاعب، قد وجد طريقا لبدء مسيرته التدريبية بشكل أفضل من الماضي.