إسلام مجدي

مقال رأي - الهوس الدفاعي لجوزيه مورينيو

هناك فارق كبير بين اللعب من أجل الفوز، واللعب خوفا من عدم الخسارة، أن تتمحور أفكارك كلها حول إيقاف الخصم فقط عن التسجيل ضدك لأنك على ما يبدو لا تعلم ماذا ستفعل تاليا.
الأربعاء، 14 مارس 2018 - 18:14
مورينيو

هناك فارق كبير بين اللعب من أجل الفوز، واللعب خوفا من عدم الخسارة، أن تتمحور أفكارك كلها حول إيقاف الخصم فقط عن التسجيل ضدك لأنك على ما يبدو لا تعلم ماذا ستفعل تاليا.

مانشستر يونايتد تحول إلى فريق يحاول طيلة المباراة إيقاف الخصوم لا محاولة الفوز ضدهم، بالأرقام هو ثاني أقوى خط دفاع في الدوري باستقبال 23 هدفا لكن بنفس اللغة أيضا يحتل المركز الثاني بفارق 16 نقطة عن المتصدر.

قد يكون يونايتد قد استقبل عدد أهداف أقل من مانشستر سيتي بـ3 أهداف، لكن إن نظرنا إلى هذه الأهداف فإنه استقبل أهدافا حيوية للغاية كلفته الكثير من النقاط خسر 5 وتعادل 5 مباريات.

جوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد يتحمل الجانب الأكبر مما يعانيه الفريق، وكما اعتاد فهو حاليا يلقي الكرة في ملعب النادي وليس أي أحد أخر.

"جلست على هذا المقعد وخسر يونايتد من بورتو والأمر ذاته مع ريال مدريد". كانت تلك كلماته عقب الخسارة من إشبيلية.

في المقابل كان سير أليكس فيرجسون يقول للاعبيه : "لا يمكنكم أن تخسروا لأن هذا مانشستر يونايتد، لا يهم من كان خصمك سنقاتل من أجل الفوز في كل مباراة".

توجيه الرسالة بشكل معين قد يضر صورتك وصورة النادي ويجعلك تتعرض للانتقادات طيلة الوقت وهو ما يحدث دائما مع مورينيو.

تكتيك مورينيو أصبح يرتكز على شيء واحد فقط وهو إيقاف الخصم، حاليا لاعبوه يلعبون بحرية هجومية أقل عما كانت تلعب به أنديته التي نجح معها، إنتر ميلان وبورتو وتشيلسي وحتى ريال مدريد.

ربما يرتبط الأمر بأنه لم يعد لديه جديدا يقدمه، أو قد انتهى عند مرحلة معينة مما جعله يصبح حريصا أكثر على عدم استقبال أهداف أكثر من تسجيلها.

لازال اسم مورينيو متواجدا ضمن أكبر الأسماء في أوروبا والعالم، لا شك في ذلك، لكن في يونايتد الوضع مختلف كليا، هناك حالة سلبية وطريقة سلبية للغاية أثرت كليا على فاعلية لاعبي يونايتد.

يمتلك مورينيو روميلو لوكاكو وأليكسيس سانشيز وأنطوني مارسيال وماركوس راشفورد وخوان ماتا وبول بوجبا، كل تلك خيارات ممتازة تمكنك من لعب كرة هجومية ببراعة.

تشعر وكأن لاعبي يونايتد في الملعب مجرد موظفين يؤدون مهمتهم طيلة الوقت من دون استمتاع بما يفعلونه، لكنهم يحفظون تعليمات بعينها ويكررونها.

في مرات نادرة خلال الموسم الجاري رأينا هدفا يتشارك فيه الثلاثي الهجومي بأكثر من تمريرة، والأمر ذاته يتكرر حينما يسجل الفريق تشعر وكأنها اجتهادات فردية فقط.

هل غاب اللاعبون عن مانشستر يونايتد ضد إشبيلية؟ امتلك الشياطين الحمر كتيبة كانت قادرة على تدمير فريق استقبل 5 أهداف من ريال بيتيس وإيبار. لكن هل سمح مورينيو بحرية للاعبيه؟ بالطبع لا.

مشكلة أخرى واجهها مورينيو في موسمه الثاني مع مانشستر يونايتد هي ما يقدمه مانشستر سيتي وليفربول، يمتلك الشياطين الحمر خيارات هجومية رائعة تجعله مؤهلا لتقديم نفس المتعة الهجومية التي يقدمها خصماه، لكن المدرب البرتغالي اختار أولويات أخرى وأصبح ينتمي للدفاع أكثر في فريق أفضل ما يمتلكه هو المهاجمين وخط الوسط.

لا يمكن تحديد مشكلة في يونايتد حاليا أكثر من طريقة اللعب التي يقدمها الفريق مع مورينيو. بجانب تواجد فريق أخر من نفس المدينة مع مدرب اقترن اسمه دائما مع البرتغالي هو جوسيب جوارديولا، ذلك الذي طور فريقه وفي موسمه الثاني بعدما أكمل قائمته من لاعبيه اللذين اختارهم أصبح على بعد نقاط قليلة من التتويج بلقب الدوري وفي ربع نهائي دوري الأبطال، ما يدفع الجميع في إنجلترا للتساؤل ما الذي ينقص يونايتد لتقديم أداء جيد؟

الطموحات لدى الشياطين الحمر تلاشت شيئا فشيء، وأصبحت الجماهير لا تنتظر شيئا من فريقها، ضد إشبيلية كنا نستطيع سماع الهتاف "هاجم هاجم هاجم" لكن هل نفذ الفريق شيئا؟

متى انتفض مورينيو ضد إشبيلية؟ حينما استقبل أهدافا. دفع بخوان ماتا وبول بوجبا ومارسيال ليتحول شكل الفريق.

افتقار يونايتد للشجاعة جعله عاجزا في عدد كبير من الاختبارات الهامة خلال الموسم الجاري، أبرزها مباراة مانشستر سيتي وكذلك تشيلسي في الدور الأول وهدرسفيلد تاون وغيرها.

يونايتد كاد أن يودع دوري أبطال أوروبا من دور المجموعات وكان ذلك أشبه بناقوس الخطر.

أتذكر جيدا عنوان إذاعة "توك سبورت" البريطانية حينما أعلنت القرعة بمواجهة إشبيلية. كان :"هل سيدخل إشبيلية ضمن أندية منتصف الجدول إن نافس في إنجلترا؟".

فيما بعد أثبت إشبيلية الذي لم يتوج بألقاب أو يمتلك إمكانيات وموارد أو أسماء بحجم مانشستر يونايتد أنه يمتلك شخصية أكبر من النادي الإنجليزي.

توقف جوزيه مورينيو بالزمن عند نقطة واحدة، لم يعد في كامل تركيزه كما يجب، منذ رحيله في الحقبة الثانية لتدريب تشيلسي في الموسم الثالث ولم يبد أنه بخير.

المدرب البرتغالي أصبح يكرر نفسه في كل مباراة، نفس الأداء الدفاعي لا يهم إن كانت المباراة على أرضك أو ضد خصم ضعيف أقل منك في كل شيء، نعم بإمكانك تجنب المفاجآت لكن يستحيل أن تكون خائفا في كل مباراة، لأنك بهذا الشكل لن تفوز حتى بنتيجة 1-0 أنت كمن ينتظر الخصم بأن يسجل، بجانب أن هناك احتمالية لانتهاء المباراة بنتيجة سلبية.

"لن أكون استثنائيا إن لم أفز بشيء مع مانشستر يونايتد". كان ذلك تصريحا لجوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد في وقت سابق خلال الموسم الماضي.

لكن هذا الموسم هو معرض للخروج بلا ألقاب تماما، سواء بسبب اختياره للتشكيل أو أسلوبه الدفاعي المستمر.

ربما تأثر مورينيو بالضغط المستمر من منافسة بيب، وربما من الضغط بالتتويج بشيء كبير خاصة بعد الفوز بالدوري الأوروبي وكأس الرابطة في الموسم الأول. وربما لأنه لم يطور بعد نظامه في حين أن بيب طور تكتيكه أكثر.

الكرة تغيرت كثيرا منذ عام 2012 حينما كان ريال مدريد مورينيو يلعب أفضل هجمة مرتدة في كرة القدم وقتها كان الاحتفاء بها كبيرا، لكن مع الوقت لم تعد تلك المرتدة كافية للفوز والإمتاع، مواكبة التطور أمر إلزامي من أجل الاستمرار بين الكبار. لذا التحدي المقبل لمورينيو ليس الفوز بشيء ما بل الاستمرار في منصبه إن لم يطور من تكتيكه.

للتواصل مع الكاتب

Follow @EslaMagdi