لماذا أصبح نابولي "حكاية جميلة غير مكتملة"

"تعبنا من الاستماع إلى الجميع وهم يتحدثون عن أننا نلعب بطريقة جيدة وفي المقابل لا نفوز أو نحقق أي شيء". كانت تلك هي كلمات لورينزو إنسيني الحزينة في شهر سبتمبر الماضي عن حال فريقه نابولي.

كتب : إسلام مجدي

الخميس، 02 نوفمبر 2017 - 18:23
نابولي

"تعبنا من الاستماع إلى الجميع وهم يتحدثون عن أننا نلعب بطريقة جيدة وفي المقابل لا نفوز أو نحقق أي شيء". كانت تلك هي كلمات لورينزو إنسيني الحزينة في شهر سبتمبر الماضي عن حال فريقه نابولي.

هناك العديد من الأندية التي تشاهدها وتقول إنها تقدم كرة جميلة لكن لماذا لا يفوز نابولي بالألقاب؟ لماذا يقف دائما عند نقطة أخيرة لا يمتلك نفسا طويلا، في الموسم الماضي احتل المركز الثالث، وفي 2015-2016 كان ثانيا. ما الذي يقف بين نابولي والبطولات؟

نابولي دائما ما ينجح في الفوز بعدة مباريات صغيرة ما يسميها المدربون "المباريات التي قد تفوز لك بلقب الدوري". لكن في المقابل يخسر المباريات الكبيرة.

رافا بينيتث مدرب النادي السابق كان قد تحدث حول تلك المشكلة في عام 2013 قائلا :"علينا أن نحسن من أدائنا في المباريات الكبيرة للفوز بها".

وأضاف "نابولي يجب أن يتحسن في المباريات الكبيرة إن أراد الفوز بشيء ما".

وأردف "هناك أخطاء ترتكب في بعض المباريات وهذه يحدث ضد الأندية القوية حدث ذلك مثلا ضد يوفنتوس وروما وحتى أرسنال، يجب أن نكون دقيقين للغاية ونهتم بأدق التفاصيل للتطور ومن ثم نفوز بالمباريات الكبيرة".

لكن منذ ذلك الحين ونابولي لم يفز سوى بكأس إيطاليا وكأس السوبر الإيطالية، لكن هل هناك تطورا؟

مع ماوريسيو ساري نابولي أصبح فريقا مخيفا على الصعيد الهجومي وذكرنا بما كان يقدمه إزيكيل لافيتزي وإدينسون كافاني وجوران بانديف بجانب لورينزو إينسيني والجميع كان يتغنى بهجومه لكن ما الذي حدث؟

نابولي طوال تلك المدة من الأندية التي تجيد لعب كرة هجومية وتسجيل الأهداف في أي وقت لكن طريقته أيضا تجعله يستقبل الأهداف في أي وقت.

قال بيبي رينا حارس نابولي في وقت سابق :"نحن فريق أساسه كان البراعة الدفاعية، لكننا لا نمتلك ذلك".

وأضاف "لو امتلكنا دفاعا قويا فحينها سيكون لدينا كل شيء، نأمل أن نستقبل أهدافا أقل في المستقبل، وحينها سيكون بكل تأكيد الفوز سهل لأننا نعرف كيف نسجل".

نابولي دائما يعرف كيف يسجل لكنه لم يتعلم في أي وقت كيف يدافع، طوال الوقت يمكنه أن يقدم مباراة هجومية جميلة لكنه سيستقبل الأهداف، الأمر حدث فعليا ضد مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا ضمن منافسات الجولة الرابعة التي انتهت بنتيجة 4-2.

نابولي في موسم 2015-2016 كان ثاني أقوى خط هجوم في الدوري الإيطالي برصيد 80 هدفا أقل من روما الذي سجل 83 هدفا، لكنه في المقابل لم يفز بالدوري وذلك لأنه كان يستقبل بسهولة عدد كبير من الأهداف، في نهاية الموسم كان الأزرق قد استقبل 32 هدفا وفارق الأهداف بين المسجل والمستقبل 48، ليحتل المركز الثاني على بعد 8 نقاط من يوفنتوس المتصدر.

في المقابل يوفنتوس سجل 75 هدفا واستقبل 20 وفارق الأهداف المسجلة والمستقبلة 55 هدفا.

صرح بيتور زيلينسكي لاعب نابولي بعد التعادل مع بورنموث وديا في إنجلترا في وقت سابق خلال الصيف الماضي :"علينا أن نغلق المساحات في دفاعنا".

نابولي في تلك المباراة سيطر على الشوط الأول لكنه في النهاية سجل هدفين واستقبل هدفين.

قال أنطونيو كوربو الصحفي الإيطالي أثناء تحليل المباراة :"كم مرة قلنا إن دفاع نابولي لا يعمل بشكل صحيح وليس مناسبا للفريق؟".

وأضاف "المشكلة لم تكن يوما في المدرب، مثلا ساري حاليا يقدم كرة هجومية ممتعة لكنه لا يمتلك الأسماء القوية التي تؤهله للتتويج بالألقاب".

وتابع "ساري يعاني وبشدة مع الفريق، وكأنه يحاول البناء لكنه يأخذ قالبا من القرميد من الأساس ويعزز به المناطق الأمامية وبالتالي ينهار البناء في المباريات الكبيرة أو تلك التي تحتاج لخط دفاع متماسك".

وأردف "نابولي مثلا حاول العودة ضد مانشستر سيتي لكن البنية كلها لم تكن قوية، من يوقف سترلينج مثلا عن تسجيل هدفه؟ لم يكن هناك أحد، تلك اللحظات التي تحدد مصير البطل أحيانا، مباراة إن تكن كبيرا لها وتتمكن من الوقوف على قدميك طيلة الـ90 دقيقة وربما 120 دقيقة فلن تفوز بأي شيء، هذا ما يسمى بالشخصية".

لكن نابولي كذلك يفتقر للنجوم الكبار القادرين على فرض شخصيتهم والتركيز في لحظات قد يغفل خلالها من هم أقل وضعا منهم في الفريق، مثلا الفريق الكبير إن خسر في مباراة ما يكون له ردة فعل، ريال مدريد في 2015-2016 مر بنصف أول من الموسم كارثي للغاية، ثم بعد ذلك مع زين الدين زيدان نجح في الفوز بدوري أبطال أوروبا خاصة مع قوة كريستيانو رونالدو وسيرخيو راموس وغيرهم، هؤلاء امتلكوا الشخصية والتركيز للفوز بالبطولة.

تطرق كوربو للحديث حول شخصية نجوم الفريق قائلا :"هناك قصص صغيرة وبائسة دوما في مبارياتنا الهامة، مثلا نقدم أداء قويا للغاية ونتعادل ونعود في مباراة ثم نخسر بهدفين إضافيين بسبب سوء الرقابة ولقطات تجعلنا بحاجة لمدافعين وليس مهاجمين".

واسترسل :"إن أردت الفوز بأي لقب هذا الموسم عليك بالتحرك فورا في يناير يجب أن تستثمر بعض الأموال لضم مدافعين ولاعب ارتكاز إضافي، إما يناير أو سيستمر الفريق في نفس الدائرة".

فيما قال ألفريدو بيدولا في الاستوديو التحليلي لفوز نابولي بنتيجة 5-3 ضد تورينو عام 2016 :"لا أرى أن نابولي بحاجة لقوة دفاعية كبيرة مثلما يقال فقط أرى أنه بحاجة لبعض التركيز وتواجد لاعبين أو ثلاثة مما نصنفهم بالأسماء الكبيرة أو النجوم الكبار".

نابولي لم يتمكن من الحفاظ على لافيتزي أو كافاني أو إيجواين لفترة طويلة وخسرهم لفرق أكبر لأنه أولا لم يدعم بنجوم إضافيين وثانيا لأنه لم يفز بألقاب.

قال أليجري مدرب يوفنتوس بعد الفوز بنتيجة 1-0 ضد موناكو في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا :"إن أردتم المتعة فاذهبوا إلى السيرك".

الأمر مختلف كليا في منطق نابولي بإمكانه أن يخسر مباراة لعبها بحدة وقوة هجومية نارية للغاية ويخسرون لكن لا يتنازلون قط عن هويتهم الهجومية أو يخرجون مثلا من مباراة بنتيجة مرضية فعلى سبيل المثال الفريق لعب بقوة من أجل الفوز ولم يفكر مثلا في التراجع للدفاع وخطف المباراة.

قال آدم سامرتون معلق ومحلل التلفزيون البريطاني: "التوازن هو ما جعل يوفنتوس يهيمن على قمة جدول ترتيب الدوري الإيطالي".

وأضاف "من الأفضل دوما أن تكون متوازنا هكذا تكتسب شخصية البطل، قد يبدوا الأمر غريبا أن يحاول نابولي ألا يستحوذ على الكرة ويتراجع للخلف ويفوز بنتيجة 1-0، لكن حسنا تشيلسي فاز بنتيجة 1-0 خلال سلسلة فوزه بـ13 مباراة متتالية خلال الموسم الماضي 4 مرات لم يقل هوية أو يجب أن أثبت نفسي، للفوز بالألقاب يجب أن تكون متوازنا وهو ما ليس موجودا في نابولي".

مجددا وجهت بعض الانتقادات لنابولي في إيطاليا لأنه ينهك لاعبيه ولا يداور بينهم وبالتالي أصبح تعويض أي لاعب أمرا صعبا للغاية.

قال سامرتون :"هل ساري صنع عمقا إضافيا في تشكيل نابولي؟ هل يثق في كل لاعبيه؟ حينما ضربته الإصابات هل حاول تجربة لاعب أخر غير ميتريتنز مثلا؟ في يوفنتوس يداور أليجري ويمنح الفرصة لعدد كبير من اللاعبين خاصة في بعض المباريات، ضد فيورنتينا مثلا اعترف أليجري علنا أنه سيداور، تلك ليست شجاعة بل توازنا".

ردا على ذلك قال خوسيه كاييخون مهاجم نابولي في وقت سابق :"نشعر وكأننا فريق مهم لكننا بحاجة لأن نعرف وليس مجرد الشعور، يجب أن نؤمن بذلك في قرارة أنفسنا، لكن في بعض الأحيان لا أعتقد أن لدينا مثل هذه العقلية".

وأضاف "هؤلاء من هم على دكة البدلاء بحاجة لأن يشعروا مثلنا أننا فريق قوي وبإمكاننا الفوز بشيء ما، وفي الملعب نحن بحاجة لإمتاع أنفسنا والجماهير وزملائنا".

يوضح ذلك الفارق بين يوفنتوس ونابولي، في السيدة العجوز يمنح أليجري لاعبيه الشعور بأنهم جميعا مطلوبين وأنهم في فريق بطل طيلة الوقت.

قال بيبي ماروتا المدير التنفيذي ليوفنتوس :"أنا معجب للغاية بنظام المداورة الذي يتبعه أليجري مع يوفنتوس، إنها نقطة تحول دائما في مشوار الفريق".

وتابع "أليجري سيجد كل اللاعبين متاحين أمامه في مختلف البطولات، لأن المداورة تسمح له بتقليل حجم الإصابات والإرهاق الذي يتعرض له اللاعبون طوال الوقت".

نقطة أخرى هامة تضاف إلى رغبة نابولي التي تبدو صعبة دوما هي أنه بحاجة لاستمرار ساري أكثر من ذلك في قيادة الفريق، نعم هناك لاعبون مثل لورينزو إنسيني قد جددوا عقودهم، وبالتالي الفريق بحاجة للاستقرار على مدرب وتواجد قاعدة يبني عليها لفترة من الزمن لا أن يغير خط هجومه أو تركيبته كل فترة.

أتم سامرتون :"جماهير نابولي تعلم أنه لازال أمامها الكثير في طريق التطور، الكثير من العمل الشاق قد تم والفريق تطور فعليا، لكن على ساري أن يجد تركيبة الفوز وأقصد هنا تركيبة الفوز بالألقاب وإلا سيظل نابولي دوما حكاية جميلة غير مكتملة".