لمن يفتح التاريخ أبوابه في الدار البيضاء.. الأهلي يعرف الإجابة

تعادل الأهلي جعل من أحلام الصفاقسي حقيقة، احتفلوا باللقب باكرا في القاهرة.. أما الصورة في معسكرات الأهلي سوداء وكأن الأهلي خسر اللقب بالفعل.

كتب : مصطفى عصام

الأحد، 29 أكتوبر 2017 - 13:22
الأهلي والصفاقسي

النهائي 42 في يوم 11 شهر 11.

الحلم: أن الأهلي يثق في مقدرة الفوز للمرة الخامسة.

الكابوس: أن يحقق الصفاقسي الحلم للمرة الأولى

الفعل: جوزيه حدد المهام.. صحح الأخطاء.. جهز المفاجأة

رد الفعل: المحجوبي حائر في بديل وسام العابدي.. الرهان على الجمهور وطارق الزيادي.

كان ذلك تفريغا لأبرز عناوين مجلة الأهرام الرياضي بيوم 8 نوفمبر عام 2006، أي قبل يسارية تريكة القاتلة بثلاثة أيام.. قدم الأهلي بالقاهرة عرضا لم يتناسب مع طموحات الجماهير مناسبا لعرض اليوم أمام الوداد.. الأجواء ضبابية قبل العودة في مركب محمد الخامس مثلما كانت في رادس قبل 11 عام وتزد يومين.. التشابه أيضا في درجات الايمان.. لا أعرف إن كانت جماهير الأهلي تؤمن بتريكة، بركات، متعب وفلافيو إلخ إلخ.. أم تؤمن بـ 14 فردا على أقل تقدير سيرتدون قميص الأهلي يوم 4-11-2017.

تعادل الأهلي جعل من أحلام الصفاقسي حقيقة، احتفلوا باللقب باكرا في القاهرة.. أما الصورة في معسكرات الأهلي سوداء وكأن الأهلي خسر اللقب بالفعل.

مانويل جوزيه: "الفرصة موجودة.. بل وكبيرة.. سنلعب من أجل الفوز في تونس".

حسن حمدي في اجتماعه مع الخطيب وطارق سليم: "الأداء الرجولي أهم من أي لقب، إن حدث فالبطولة معنا".

حسام البدري مساعد جوزيه وقتئذ: "أي تكتيك سيقوم به الصفاقسي في مصلحة الأهلي، فإذا التزم بالدفاع سنضغط من كل أرجاء الملعب وهذا لا يضمن له أبدا عدم دخول أهداف، أما إذا كان اللعب مفتوحا من الجانبين.. ستظهر قدرات كلا الفريقين.. ومن يملك قدرات أعلى سيفوز".

البدري منذ 11 عاما ألقى الكرة في ملعب المحجوبي.. وقد تكون تلك الجملة مفتاحا سحريا لغزو معاقل الوداد.. لما لا!

الفارق هنا أن جوزيه استفاد من أخطاءه، فمن المؤكد أنه لن يلعب ببركات في الجانب الأيمن على حساب إسلام الشاطر ولن يترك المساحات الخالية للاعبي الصفاقسي كما حدث على ملعب القاهرة.. فما الخطأ المطلوب إدراكه من المدرب المصري حسام البدري بعد 11 عام.

تعادل كوتوكو عام 1970 على ملعبه أمام الأنجلبير بطل زائير.. وفاز عليه بالخارج 2-1 وتوج باللقب.

تعادل كانون ياوندي عام 1980 على ملعبه أمام إس بالما بطل زائير 2-2، وفاز خارج ملعبه 3-0 وتوج باللقب.

تعادل أورلاندو الجنوب افريقي بجوهانسبرج 2-2 أمام أسيك الإيفواري. وانتزع اللقب بهدف غالي في أبيدجان.

لماذا نذهب بعيدا.. فعلها الأهلي من قبل.. لن أسبق معطيات 2006، فبداخلك تؤمن وتحفظ تلك اللحظات السعيدة.. التي لم يخفت إيماننا بها بعد.

الايمان "باللحظات".. أم "بالقدرات"

- مراسل الأهرام الرياضي جودة أبو النور لمحمد أبو تريكة: كيف ترى موقعة رادس؟

تريكة: ليس جديدا على تاريخ الأهلي تلك المواقف، طوال الفترة الماضية نواجه غيابات وإيقافات، ولكن البدلاء نجحوا في إثبات وجودهم لأننا نلعب باسم الأهلي، قادرون على الرد في رادس مثلما فعلنا على ملعب الشبيبة في ظروفه الصعبة.. وإحراز اللقب خارج الأرض له مذاق خاص، أقول للمحجوبي حول تصريحه بأن "الأهلي كبير لكن الصفاقسي أفضل".. بأن خير رد على أرض الملعب".

ولكن ماذا عن الصفاقسي، والذي صنفه البعض بأنه أفضل فرقة عربية واجهت الأهلي في الألفية الثالثة، أسماء لامعة برزت على ملعب الطيب المهيري مثل (الجواشي حارس المرمى- أمير الحاج مسعود- فاتح الغربي- عصام المرداسي- بوجلبان- هيثم مرابط- شادي الهمامي- عبد الكريم النفطي- طارق الزيادي- أسامواه)..

تعليمات وتشديدات المحجوبي وصلت بمراقبة تريكة مع أقرب لاعب من وسط الملعب مع الظهير الأيمن أو الأيسر حسب حركة اللاعب، فالمحجوبي بدا منزعجا وقلقا من فوز الأهلي على المصري بهدفين نظيفين، ليس بسبب الفوز.. بل بسبب الطريقة التي وصل بها تريكة للمرمى متسللا خلف الدفاعت ومشاركته في بناء الهجمة مرتين قبل إنهاءها بالرأس.

موضع الرهان إثنين:

الأولى هي الحرية الواسعة التي سيأخذها عبد الكريم النفطي رهانا على قلة خبرة اللاعب الناشئ حسام عاشور، والذي طوعا سيجبر جوزيه على إشراكه بديلا للغائب موقوفا بإنذارين محمد شوقي!

الثانية: ضعف دفاع الأهلي وبطئه الشديد، رغم وجود الحضري ووائل جمعة الأسماء المتميزة، ولكن يبقى ارتباكا يصب دوما الأهلي بالشوط الثاني نتيجة الأعمار الكبيرة بالفريق وانخفاض معدلات اللياقة.

جمهور نادي الصفاقسي بارك كثيرا لإقامة النهائي في رادس تيمنا بخطف الفوز في نفس الشهر عام 2004 أمام الترجي بهدفين نظيفين وحصد كأس تونس، وما زادهم تفاؤلا إن وسام العابدي لم يلعب المباراة للإيقاف.. واللاعب كذلك سيغيب عن لقاء الأهلي بنهائي الأميرة القارية.

كان السؤال ومازال مفتوحا منذ رادس 2006 مرورا بجاروا 2008 ثم رادس 2012 وملعب المقاولون 2013 وأخيرا مركب محمد الخامس 2017.. هل كالعادة سيقرع الأهلي أبواب المجد.

أصدق الإجابات أتت من سامي الطرابلسي عام 2006.. أثق إنه يحمل نفس الإجابة عام 2017.

"الصفاقسي حقق نصف الفوز فقط بملعب القاهرة.. الأهلي فريق كبير لا يستسلم بسهولة.. حتى لا نستفق على كارثة سيذكرها التاريخ كثيرا".