اللاعب الجوكر.. كنز المدربين حتى لو لم يكونوا الأفضل

متعدد المراكز في اللاعبين هو كنز للمدربين. قد لا يكونوا الأفضل في مراكزهم لكن إجادتهم لأكثر من دور تمنحهم الأفضلية لأن يكونوا بين أعمدة الفريق الأساسية.

كتب : أحمد العريان وإسلام مجدي

الجمعة، 27 أكتوبر 2017 - 15:52
الجوكر

"أنت ظهير أيسر الفريق؟ عليك أن تعلم بأنك لن تلعب أبدا في هذا المركز معي لأنك لا تجيد حتى أساسياته". كان هذا هو حديث جوزفالدو فيريرا مدرب الزمالك الأسبق لحمادة طلبة في أول مران جمعهما لكن المستقبل كان مغايرا بعد أن ظل طلبة هو اللاعب الأساسي في هذا المركز.

متعدد المراكز في اللاعبين هو كنز للمدربين. قد لا يكونوا الأفضل في مراكزهم لكن إجادتهم لأكثر من دور تمنحهم الأفضلية لأن يكونوا بين أعمدة الفريق الأساسية.

"أفضل هذا النهج دائما، لقد أثبتنا مع الوقت أن أفضل وقت لسد العجز في أي قائمة هو امتلاك لاعبين يجيدون اللعب في أكثر من مركز". تصريح سابق لسير أليكس فيرجسون

منذ 2004 وعدا رود فان نيستلروي لم يلعب لاعب في مانشستر يونايتد مع فيرجسون في مركز واحد أبدا.

"لا أحب التقيد بالمراكز. أفضل دائما اللاعب الذي يجيد اللعب في أكثر من مكان

"إنني أفضل اللاعب الذي يجيد اللعب في أكثر من مركز، خلقت في توتنام نظاما جعل إريك داير يشعر براحة كبيرة في داخله". كانت تلك كلمات ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنام عن لاعبه إريك داير.

بالنظر إلى ما قدمه إريك داير لاعب توتنام وتحوله للعب من ظهير أيمن إلى قلب دفاع ومحور ارتكاز فهو وجد ضالته في اللعب بأكثر من مركز.

وصرح الدولي الإنجليزي في هذا الصدد قائلا :"بكل وضوح أصبحت قادرا على التكيف على كل مركز لعبت فيه، لكنني أشعر أنني أتطور بسهولة الآن وذلك لأنني ألعب بانتظام وأبدل مراكزي بطريقة ثابتة لذا أجد أنه من السهل التكيف والاستمتاع بذلك الأمر".

القائمة تطول وعامرة بالأسماء التي أجادت اللعب في مراكز عدة، فاكتسبت ثقة مدربيها.

جون أوشيه ودارين فليتشر وبارك جي سونج وويس براون من مانشستر يونايتد كأبرز النماذج فترات تألقهم كانت محدودة بنمط معين وطريقة اختصها بهم سير أليكس فيرجسون مدرب الفريق الأسطوري وفي مصر أيضا لم يختلف الأمر كثيرا.

حمادة طلبة أجاد اللعب في أكثر من مركز فوصل إلى منتخب مصر في الـ34 من عمره؟

وهناك أيضا محمد الشامي مهاجم إنبي الذي أجاد مع المصري حتى حينما لعب كظهير أيمن، وكذلك أحمد جمعة الذي لعب كمهاجم وصانع ألعاب وجناح، وعمرو موسى سواء في خط الوسط أو الدفاع والأمر ذاته مع فريد شوقي وجميعهم في المصري، وهناك حسين الشحات مع إيهاب جلال في مصر للمقاصة.

لماذا كان يفضل فيرجسون هذه النوعية من اللاعبين؟ هؤلاء الذين يجيدون اللعب في أكثر من مركز؟ كتب أندي ميتين الصحفي الإنجليزي المختص بأخبار مانشستر يونايتد: "فيرجسون كان يفضل هذه النوعية تحديدا بجانب تواجد لاعب أو اثنين أو 3 من طراز النجوم الكبار، كان يخلق توليفة قادرة على الفوز باللقب، لم يكن يحب ضم لاعب يجيد اللعب في مركز وحيد فقط".

وأضاف "فيرجسون ضم لاعبين كثر طوال مسيرته ولا أتذكر سوى أن معظمهم شارك في أكثر من مركز".

وصرح جوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد الحالي عن أهمية أن يلعب اللاعب في أكثر من مركز قائلا :"حينما أرى خصمي قد اتجه للعب بـ5 مدافعين، أتجه في المقابل للعب بـ3 مهاجمين".

وأضاف "من هنا أختبر جاهزية لاعبيني للعب في أكثر من مركز، التنوع هو طريق مانشستر يونايتد الرئيسي للفوز باللقب".

هناك أيضا في إيطاليا الثنائي لوتشيانو سباليتي وأنطونيو كونتي، والأخير تحديدا قد نراه يتجه لنوعية مختلفة من اللاعبين أشبه بأليكس فيرجسون، فمثلا ضد دافيدي زاباكوستا الذي يجيد اللعب كظهير وجناح. وهناك كذلك مارسيلو بيلسا، المدرب الأرجنتيني الذي يلعب أحيانا بلاعب وسط يجيد اللعب في مركز قلب الدفاع أو ليبرو.

كونتي مع يوفنتوس حول الفريق إلى قوة تكتيكية كبيرة بإمكانها التحول لأكثر من خطة خلال المباراة الواحدة، ويرجع ذلك لعدد من الأسماء التي امتلكها المدرب الإيطالي ضمنت له القدرة على تحويل المراكز أثناء خط سير اللقاء. ومثال على ذلك مشاركة سيزار أزبليكويتا كقلب دفاع بعد أن لعب كظهير أيمن وأيسر.

جوني جيلس نجم مانشستر يونايتد السابق كتب في صحيفة "أيرش تايمز" :"اللاعب الذي يجيد اللعب في أكثر من مركز أصبح من متطلبات كرة القدم الحديثة، إنه يوفر أريحية لمدربه سواء تكتيكيا أو ماديا، لأن المدرب قد يمتلك ظهيرا أيسرا وحيدا واثنين يجيدان اللعب في ذلك المركز على الرغم من أنهما جناحين أو لاعبي وسط، تلك أريحية فنية مهمة للغاية".

وأضاف "مثلا يعاني يورجن كلوب مدرب ليفربول من الضعف الشديد دفاعية لكنه يعاني كذلك من قصور في ناحية التنوع، لديه شكل وحيد وأسلوب وحيد ويعتمد على لاعبي المقدمة دوما لحسم الأمور لذا حينما يصاب لديه لاعب أو يتم إيقاف أخر فإنه سيعاني من مشكلة كبيرة، عكس ما كان يحدث مع أليكس فيرجسون أو جوزيه مورينيو أو بوكيتينو".

وأوضح ماوريسيو بوكيتينو أهمية اللاعب الذي يجيد المشاركة في مراكز مختلفة قائلا :"أولى مبارياتي مع توتنام كانت ضد وست هام يونايتد في 2014، بدأ داير المباراة كقلب دفاع بجانب يونس كابول، بعد ذلك تعرض كايل نوتون للطرد، قمت بتحويل داير للعب في مركز الظهير، وفي ذلك الموسم لعب كظهير وقلب دفاع وفي الموسم الذي يليه لعب كلاعب وسط".

فيما يخص الدوري المصري لدينا تحديدا هذه النوعية، فبجانب أن هناك نجوم كبار أثبتوا نفسهم فيما يخص اللعب بأكثر من مركز مع فريق كبير مثل أحمد فتحي وحمادة طلبة، هناك أخرون لم يجربوا هذه الخاصية مع الأندية الكبيرة.

أبرز من استعملوا لاعبين يجيدون اللعب في أكثر من مركز مؤخرا بالدوري المصري كانا حسام حسن مدرب المصري وإيهاب جلال مع فريقه السابق مصر للمقاصة.

وبرز في الموسم الماضي عدد من هؤلاء اللاعبين مثل هشام محمد الذي انضم إلى الأهلي.

وقال عنه إيهاب جلال :"إنه لاعب كبير كان لديه بعض المشاكل في التركيز مثلا عندما يتعرض لاحتكاك عنيف ولكنه حل هذا الأمر، بجانب أنه لاعب يجيد اللعب وسط 3 لاعبين في وسط الملعب أو ضمن ثنائي خط الوسط أو كلاعب وسط على الأطراف".

أيضا هناك أحمد داوودا الذي انضم إلى الزمالك خلال السوق الصيفية الماضية.

قال عنه جلال :"تغيير مركزه من الجناح إلى وسط الملعب أبهرني، عرف أن هذا المكان يجعله مميزا".

وأضاف "قبل مواجهة المصري فكرت في نقل داوودا لوسط الملعب، لأنه يحب تسليم الكرة ولا يخطئ في تمريراته، وهذا جعلني أتغاضى عن أمور أخرى دفاعية".

إيهاب جلال غير مركز داوودا وحسين الشحات، وفي تلك العملية وجد أن الثنائي لا يجيد التغطية الدفاعية في مركزه الجديد سواء كلاعب وسط أو كظهير على الترتيب.

طلب جلال من الثنائي أن ينتظرا لبضعة ثواني إضافية لكي يحاول بقية لاعبي الفريق التمركز دفاعيا بصورة جيدة قبل تمريره للكرة من قدمه، كان يعلم أنهما يمرران بصورة جيدة جدا لكنه أمن فريقه دفاعيا قبل خروج الكرة.

أيضا هناك حسام حسن أبرز من يستعمل اللاعب في أكثر من مركز، أولا بسبب عدم توافر القدرة الشرائية الكبيرة وثانيا من أجل المرونة التكتيكية.

أحد أبرز عناصر المصري الذين غيروا مراكزهم كثيرا في أخر موسمين مع الفريق كان أحمد أيمن منصور والذي تحول إلى مركز قلب الدفاع بعدما كان جناحا وظهيرا.

وصرح أحمد أيمن قائلا :"حسام حسن مدرب الفريق هو كلمة السر في تألقي، تحدث معي في بداية العام نظرا لأنني أشارك في أكثر من مركز، وأخبرني أنه سيستفيد مني أكثر في مركز قلب الدفاع، وذلك لأنني جيد في الضربات الرأسية وأجيد اللعب في الضربات الثابتة عموما".

وأضاف "أنا ألعب في المصري كقلب دفاع، في الموسم الماضي كنت ظهيرا أيسرا، حسام حسن غير مركزي هذا الموسم، لكنني ألعب في الأساس كجناح أيمن وأيسر".

اللاعب متعدد الاستخدامات في الملعب والذي يجيد المشاركة في أكثر من مركز يمثل طوق نجاة لمدربه وقد يصبح أحد النجوم الذين ستتذكرهم لما قدموه ربما ليسوا مثل ميسي ورونالدو لكنهم بالفعل أحد ركائز الفريق القوية ولا غنى عنهم.