كيف تحول الدوري الإنجليزي لعامل جذب للشباب البرازيلي بعد إيطاليا

كان من الصعب أن تجد لاعبا برازيليا يحترف في الدوري الإنجليزي حتى سنوات قريبة عندما بدأ لاعبو السامبا في اقتحام الملاعب الإنجليزية مفضلينه عن الدوريات الإيطالية والإسبانية والبرتغالية التي شهدت ظهورهم وتألقهم تاريخيا.

كتب : عمر ناصف

الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017 - 21:28
جابريال خيسوس

كان من الصعب أن تجد لاعبا برازيليا يحترف في الدوري الإنجليزي حتى سنوات قريبة عندما بدأ لاعبو السامبا في اقتحام الملاعب الإنجليزية مفضلينه عن الدوريات الإيطالية والإسبانية والبرتغالية التي شهدت ظهورهم وتألقهم تاريخيا.

سابقا لم يكن من السهل تذكر اسم برازيلي لعب وتألق في الدوري الإنجليزي فالأسماء كانت قليلة كجلبيرتو سيلفا وجونينهو وإيلانو وجو والنجاح لم يكن حليفهم في أغلبية التجارب حتى بدأ الغزو فأصبحت الأندية الإنجليزية تعج بالنجوم من راقصي السامبا ففي مانشستر سيتي تجد فيرناندينيو وجابريل خيسوس ودانيلو وتشيلسي يمتلك ديفيد لويز وويليان وليفربول لديه فيليبي كوتينيو وروبرت فيرمينو وأحد أبرز الأسماء الصاعدة في الدوري هو ريتشارليسون جناح واتفورد.

ماذا حدث ليحدث هذا التحول إذا؟ سؤال طرحه صحفي "الجارديان" توم ساندرسون وقرر البحث خلفه.

الإجابة عليه كانت الأسباب الاقتصادية والتي تغيرت بداية من العام 2002، قبل ذلك كانت الأغلبية في البرازيل غارقة في فقر ومشاكل اقتصادية فكان من المستحيل على شريحة كبرى من المجتمع دفع أموال لشراء أجهزة تلفزيون وليس حتى دفع اشتراك لمشاهدة مباريات الدوري الإنجليزي المشفرة.

لذلك اقتصرت متابعة الجمهور البرازيلي على مباريات الدوري الإيطالي والإسباني التي كانت تذاع على التلفزيون المفتوح وتعلق الشباب بأنديتها فأصبحت كل آمالهم وأهدافهم اللعب هناك، ظهور الأندية الإنجليزية ومنتخباتها في تلك الفترة في التسعينيات كان محدودا وغير مقنع للمتابعين هناك.

فاز مانشستر يونايتد بدوري أبطال أوروبا في 1999 كأول فريق إنجليزي بعد 15 عاما ولكنه فشل في تجاوز مجموعة تضم ملبورن ونيكساكا المكسيكي وفاسكو دي جاما في بطولة كأس العالم للأندية بمسماها ونظامها القديم فلم ينجح في جذب الاهتمام البرازيلي لإنجلترا.

المنتخب الإنجليزي فشل في التأهل لمونديال 1994 وفي فرنسا 1998 لم يظهر المنتخب الإنجليزي بشكل جيد يستحق أن يجذب الأنظار في ظل تألق السامبا ووصلهم للنهائي قبل الخسارة من فرنسا والحصول على وصافة البطولة ثم الحصول على اللقب في 2002 بنجوم محترفه في أسبانيا وإيطاليا وفرنسا.

لم يشهد هذا العام التتويج الخامس للبرازيل بكأس العالم ولكن أيضا وصول لولا داسيلفا لرئاسة البرازيل ليبدأ عصر جديد ونهضة اقتصادية للدولة اللاتينية ساهمت في زيادة دخل المواطن البرازيلي وارتفاع الحد الأدنى من الأجور إلى 200 دولار كفيلة لشراء أجهزة كهربائية جديدة ودفع اشتراك مشاهدة القنوات المشفرة التي تعرض مباريات الدوري الإنجليزي.

اختراع "الوصلة" تواجد في البرازيل أيضا فأصبح بإمكانك دفع 10 دولار فقط شهريا لمشاهدة المباريات والمحطات المشفرة من منزلك.

دخل البريميرليج أخيرا إلى منازل الشعب البرازيلي رويدا رويدا ورغم أنه حتى الآن لا يزال هناك شركات بث تلفزيوني ترفض الوصول إلى بعض القرى البرازيلية بسبب الفقر الذي يعيشه سكان تلك المناطق إلا أن شريحة كبيرة من الشعب أصبحت قادرة على الوصول ومتابعة نجوم الدوري الإنجليزي.

بدأ التعلق بهم وأصبح لتلك الأندية الإنجليزية مشجعين من الشباب الصغير الذي أصبح من ضمن أحلامه الكروية اللعب في إنجلترا، قبل 2002 كان من النادر أن تجد طفلا يرتدي قميص ناد إنجليزيا ولكن الآن أصبح من العادي أن تسير في شوارع ساو باولو لتجد قمصان الأندية الإنجليزي منتشرة في ملاعبها الخرسانية والأطفال أحلامها اللعب في تشيلسي ومانشستر سيتي.

خسر ليفربول في 2005 نهائي كأس العالم للأندية أمام كورينثيانز بهدف نظيف ولم يتواجد في قائمة النادي الإنجليزي لاعب برازيلي واحد بينما في 2012 كان النهائي بين إنجليزي أخر وهو تشيلسي أمام نفس الفريق كورينثيانز.

هذه المرة كان الزرق يمتلكون بين صفوفهم على أرضية الملعب الثلاثي ديفيد لويز وراميريز وأوسكار وانضم إليهم بعد ذلك أوسكار الذي انتقل مباشرة من الدوري البرازيلي إلى إنجلترا في سابقة لم تكن تحدث كثيرا.

تغير كبير أعلنت عنه تلك الصفقة فالأندية الإنجليزية فتحت سوقا لها داخل البرازيل وبدلا من انتظار تألق اللاعب في أوروبا مع أحد الأندية الأخرى يتم شراءه مباشرة من بلده الأم.

العديد من المعوقات كانت تواجه المحترفين البرازيليين في إنجلترا خاصة فصل الشتاء وبرودته القاسية والأجواء الإنجليزية المملة لهم مقارنة بأسلوب المعيشة المفتوح أكثر والمناسب لراقصي السامبا في إيطاليا واسبانيا والبرتغال.

لكن اللاعب البرازيلي استطاع تجاوز ذلك ربما حالة كوتينيو تستحق الذكر فنجم ليفربول وصل قادما من على دكة بدلاء إنتر ميلان بعد أن فشل في إثبات قدراته في النادي الإيطالي لينتقل إلى إنجلترا ويحقق نجاحا فوريا.

مازال ريال مدريد وبرشلونة هما التهديد الأكبر للأندية الإنجليزية في التعاقد مع المواهب والنجوم من البرازيل إضافة إلى الاتحاد الإنجليزي الذي قرر وضع صعوبات أكثر أمام أنديته للتعاقد مع لاعبين من خارج الاتحاد الأوروبي في الفترة الأخيرة مما يجعل من الصعب عليهم جلب اللاعبين خاصت أن حصول البرازيلي على جواز سفر إسباني أو إيطالي أو برتغالي يبدو أسهل من حصوله على تصريح العمل في إنجلترا للعب هناك.

الظهور المميز للأسماء البرازيلية المتواجدة في بريميرليج جعل الأندية تتشجع أكثر في دفع الأموال لجلب المواهب من هناك فدفع سيتي 32 مليون يورو العام الماضي للتعاقد مع مهاجم بالميراس الشاب جابريل خيسوس وأصبح الدوري الإنجليزي هدفا للاعبين القادمين من هناك كريتشارليسون جناح فلومينزي الذي رفض الصيف الماضي الانتقال إلى أياكس الهولندي للعب في واتفورد.

أصبح للشباب البرازيلي حاليا أسماء ناجحة في الدوري الإنجليزي يمكن أن يتخذها مثلا أعلى له وتصبح من أحلامه الانتقال إلى إنجلترا للسير على خطاهم ومواصلة نجاحات البرازيليين هناك.