بيشكتاش.. الحصان الأسود المحتمل في دوري أبطال أوروبا

عدة أندية في مجموعات دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم حققت العلامة الكاملة بعد مرور 3 جولات من عمر المنافسة.

كتب : علي أبو طبل

الجمعة، 20 أكتوبر 2017 - 18:34
بيشكتاش

عدة أندية في مجموعات دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم حققت العلامة الكاملة بعد مرور 3 جولات من عمر المنافسة.

منطقي أن تشاهد مانشستر سيتي أو جاره يونايتد أو باريس سان جيرمان أو برشلونة أو تشيلسي يمتلكون النقاط الـ9.

ولكن مفاجأة بارزة ظهرت خلال ما مر من عمر المنافسة.

حامل لقب الدوري التركي، بيشكتاش، يحقق العلامة الكاملة في مجموعة تضم موناكو الفرنسي ولايبزيج الألماني وبورتو البرتغالي.

الفريق التركي تمكن من تحقيق الانتصار في أولى الجولات خارج ملعبه على حساب بورتو بنتيجة 3-1، قبل أن يشعل ملعب "فودافون أرينا" في أسطنبول بانتصار بهدفين نظيفين على لايبزيج.

آخر مبارياته في أمسية الثلاثاء كانت خارج ملعبه، وبالتحديد في ملعب "لويس الثاني" معقل موناكو الذي تأهل لنصف النهائي خلال الموسم الماضي.

وبكل ثبات حقق بيشكتاش انتصاره الثاني خارج ملعبه والثالث على التوالي بهدفين مقابل هدف.

7 أهداف هي حصيلة الفريق خلال مبارياته، مقابل هدفين فقط هزوا شباك حارس المرمى الإسباني فابريسيو.

في حملة الدفاع عن اللقب المحلي، لا يزال الفريق يترنح قليلا بعد مرور 8 جولات تعرض خلالها لهزيمتين وتعادلين، ويحل في المركز السادس برصيد 14 نقطة، متخلفا عن المتصدر جلطة سراي الذي يمتلك 22 نقطة.

ولكن ما هي العوامل التي تقود الفريق إلى التألق الأوروبي هذا الموسم؟

سينول جونيس

دعنا نتحدث قليلا عن هذا الاسم.

في أوائل السبعينيات، بدأ جونيس مسيرته كحارس مرمى هاو في فريق "سيبات جينشلك"، قبل أن ينتقل لأكاديميات نادي طرابزون سبور، ويتطور بشكل تدريجي حتى أصبح الحارس الأساسي للفريق.

في موسم 1978/1979، حقق جونيس رقما قياسيا في تاريخ الدوري التركي بعدم تلقي شباكه أي أهداف لمدة 1110 دقيقة متتالية.

خلال فترة لعبه مع ترابزون من 1972 وحتى الاعتزال في 1987، لعب "أسطورة ترابزون سبور" 532 مباراة رسمية مع الفريق في مختلف البطولات وحقق 6 ألقاب من المسابقة المحلية.

اعتزل جونيس اللعب، وبدأ التدريب منذ عام 1988 مع ناديه الذي لعب له.

4 ولايات مختلفة قاد جونيس فيها فريق طرابزون منذ بداية مشواره التدريبي وحتى عام 2013، من بين 9 محطات تدريبية مختلفة.

ولكن تظل علامته الأبرز هي قيادته للمنتخب التركي منذ عام 2000 وحتى عام 2004.

خلال تلك الفترة، قاد جونيس المنتخب الوطني إلى التأهل للمونديال، ولم يكتف بذلك، حيث ساهم في تحقيق تركيا لإنجاز كروي تاريخي بحلولها في المركز الثالث في مونديال 2002 بقيادة جيل تاريخي من اللاعبين مثل حسن شاش ونهاد قهوجي وباشتورك.

فاز جونيس بجائزة أفضل مدرب في القارة الأوروبية في عام 2002، وقرر الاستمرار مع تركيا رغم العديد من العروض، ولكن الفشل في التأهل لأمم أوروبا 2004 كتب نهاية مشواره مع المنتخب، ليعود لمسار تدريب الأندية من جديد.

بولو سبور، أسطنبول سبور، أنطاليا سبور، ساكاريا سبور، وبورصا سبور، جميعها محطات تدريبية مر بها الرجل الذي يبلغ من العمر الآن 65 عاما، بجانب نادي سيول الكوري الجنوبي الذي يعد تجربته الوحيدة خارج نطاق تركيا.

ولكن منذ 2015، يقود جونيس نادي بيشكتاش في مسار ناجح للغاية.

109 مباراة لعبها الفريق تحت قيادة جونيس، حقق خلالها 67 انتصارا و25 تعادلا وتلقى 17 هزيمة، بمعدل فوز بلغ 61.5%.

لقبان متتاليان من الدوري التركي خلال الموسمين الأخيرين يترجمان مدى النجاح الذي يحققه جونيس مع النادي، والذي يستمر بتألق أوروبي في الموسم الجاري.

سوق الانتقالات

تشكيلة بيشكتاش متناسقة وقوية للغاية لم تحتج الكثير من الإضافات.

انتهت إعارة فينسنت أبو بكر من بورتو وديمبا با من شنجهاي شينهوا الصيني، فتم التعويض بالمخضرم ألفارو نيجريدو في الهجوم.

تم تدعيم وسط الملعب الدفاعي بخدمات التشيلي جاري ميديل من إنتر ميلان، وتدعيم مراكز صناعة اللعب بالهولندي جيرمان لينس من سندرلاند الإنجليزي.

بينما كان التدعيم الأقوى في الدفاع بضم البرتغالي بيبي بشكل حر بعد نهاية عقده مع ريال مدريد.

بالإضافة إلى بعض الانتقالات الأخرى التي لم تكلف الكثير من أندية تركية، أنفق بيشكتاش على سوق الانتقالات مبلغ إجمالي لم يتجاوز 7 ملايين دولار.

والنتيجة نراها بمنتهى الوضوح أوروبيا.

التشكيلة الأمثل

يعتمد جونيس في أغلب مباريات الموسم الجاري على طريقة 4-2-3-1.

بوجود فابريسيو أوجوستو في حراسة المرمى، وأمامه جانير أركين والبرازيلي أدريانو كظهيرين، والصربيتي توسيتش مع البرتغالي المخضرم بيبي كقلبي دفاع، يبني المدير الفني التركي الخبير تشكيلته.

في وسط الملعب، يخوض تولجاي أرسلان مع الكندي هاتشينسون أغلب مباريات الموسم كأساسيين، ويعتمد الفريق في تركيبته الهجومية على الهولندي ريان بابل، والبرازيلي أندرسون تاليسكا، والبرتغالي المخضرم ريكاردو كواريزما، وفي الهجوم يتواجد مهاجم المنتخب التركي سينك توسون كأساسي.

توسون سجل 7 أهداف في 11 مباراة بمختلف البطولات هذا الموسم كهداف للفريق، ويليه الهولندي بابل الذي سجل 5 أهداف، ثم تاليسكا برصيد 4 أهداف.

الظهير الأيسر كانير إركين هو أفضل صانع أهداف للفريق رقميا هذا الموسم برصيد 5 أهداف، متفوقا على كواريزما الذي صنع 4 أهداف.

إلى أي مدي يمكن أن يصل بيشكتاش هذا الموسم؟ علينا انتظار الأشهر القادمة لمعرفة الإجابة، ورؤية ما إذا كان بيشكتاش سيصبح الحصان الأسود للموسم الأوروبي أم لا؟