الحضري.. متعة تحطيم قوانين الطبيعة

من السهل أن تتحدى منافس أقوى منك فتبذل مجهودا مضاعفا، أو لاعب أسرع منك فتستغل ذكائك.. لكن الوقت هو أصعب منافس يمكنك أن تتفوق عليه.

كتب : محمد البنا

الأحد، 08 أكتوبر 2017 - 23:17
الحضري - مصر - الكونغو

من السهل أن تتحدى منافس أقوى منك فتبذل مجهودا مضاعفا، أو لاعب أسرع منك فتستغل ذكائك.. لكن الوقت هو أصعب منافس يمكنك أن تتفوق عليه.

44 عاما ويقود مصر للوصول إلى كأس العالم.. هو أمر ليس عاديا أو منطقيا، لم يكن حارسا بالخبرة فقط، بل حافظ على سرعة رد فعله في فرصة كادت تقتلنا مبكرا.

ابن دمياط الذي بدأ الكرة في 1993، كان يبلغ من العمر 17 عاما وشاهد مصر تلعب في كأس العالم بإيطاليا 1990 لم يكن يعلم أنه سيحرس عرينها في مونديال روسيا 2018.

وبالتأكيد لم يكن يخطط أن يظل لائقا بدنيا ونفسيا وفنيا لقيادة الفراعنة، ليس هذا فحسب.. بل ليصبح أكبر لاعب يشارك في نهائيات كأس العالم عبر التاريخ عن عمر 45 عاما وخمسة أشهر. وقد يحتفظ بهذا الرقم طويلا.

التحدي الأول

اتخذ الحضري قرارات خاطئة عديدة، مثل الرحيل عن الأهلي.. خلافات مع المدربين، وغيرها.. لكنه كان يملك إصرارا كبيرا على الحفاظ على موقعه في منتخب مصر.

استعان به حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب للمشاركة في تصفيات كأس العالم جنوب إفريقيا 2010.. وسط اعتراضات من الأهلي وجماهيره التي رأت المعلم يكافيء لاعبا هاربا.

هتافات معادية للحارس من المدرجات لكنه تحدى الطبيعة، ووصل إلى المرحلة النهائية مع الفراعنة ومواجهة الجزائر.

تلك المواجهة التي أحبطت الجميع.. إلا الحضري، عندما صرح: "سأواصل العمل مع المنتخب من أجل التأهل لكأس العالم 2014".

بحسابات بسيطة.. توقع الجميع صعوبة لحاق الحضري بنسخة البرازيل 2014 لأن عمره وقتها سيصبح 40 عاما.

التحدي الثاني

تولى بوب برادلي المدير الفني الأمريكي مسؤولية المنتخب واشتعلت خلافات بينه وبين زكي عبد الفتاح مدرب حراس المرمى.

استعان برادلي بالحارس شريف إكرامي في مباراة تشيلي الودية في إسبانيا والتي أعقبها إعلان الحضري اعتزاله اللعب الدولي.

لم تكن العلاقة على خير ما يرام بين الحارس المخضرم ومدربه في 2013.

وظلت استعانة مصر بالحضري متجمدة ولم يشارك في تصفيات كأس العالم 2014 وابتعد عن حسابات برادلي، حتى تعرض أحمد الشناوي للإصابة في مباراة السنغال واستكمل محمد صبحي المباراة.

فانضم الحضري للمعسكر وحرس عرين الفراعنة في مباراة تونس التي خسرتها مصر 2-1 في تصفيات أمم إفريقيا.

التحدي الأكبر

وسط الفشل في التأهل لكأس العالم 2014، كان الحضري بعيدا عن الصورة تماما، لكنه عزم على العودة في هذا السن الكبير.

ونجح الحضري في استعادة لياقته ومستواه ليجبر الجهاز الفني للمنتخب في وجود أحمد ناجي وهيكتور كوبر على الاستعانة به بعد الاعتماد على أحمد الشناوي وشريف إكرامي.

ناجي في بداية مهمته كان قد صرح في أكثر من مناسبة "نعد جيلا جديدا يشارك في كأس العالم، نعتمد على اللاعبين الذين سنستعين بهم في المستقبل".

وفي المقابل كان الحضري يؤكد كلما ظهر: "هدفي هو المشاركة في كأس العالم بروسيا 2018".

بالتأكيد لم يكن ينطبق هذا الحديث "منطقيا" على عصام الحضري. لكن صاحب الـ43 عاما وقتها لم ييأس ونجح في إنقاص وزنه واستعادة مرونته ورشاقته مع وادي دجلة.

فعاد الحضري وشارك أمام تنزانيا في فوز مصر 2-0 ليواصل الحفاظ على موقعه كأساسي في عرين الفراعنة.

شارك في كأس الأمم وقاد مصر للنهائي بركلات الترجيح على حساب بوركينا فاسو.

وفي تصفيات كأس العالم.. قاد حامل الشارة منتخب بلاده للتأهل إلى مونديال روسيا 2018، لننتظر مشاركته الأولى ويكتب تاريخا جديدا كأكبر لاعبي العالم مشاركة بالمونديال.

وصل الحضري إلى مباراته رقم 154 دوليا مع منتخب مصر.. وننتظر المزيد في كأس العالم.