لعبة الذكاء وناقوس الخطر في ملامح انتصار سان جيرمان على بايرن

ثلاثية نارية ضرب بها فريق باريس سان جيرمان شباك ضيفه بايرن ميونيخ الألماني، ليوجه رسالة قوية إلى جميع منافسيه بأنه قادم هذا الموسم من أجل محاولة جادة لرفع الكأس ذات الأذنين.

كتب : لؤي هشام

الخميس، 28 سبتمبر 2017 - 00:19
حضن كافاني ونيمار

ثلاثية نارية ضرب بها فريق باريس سان جيرمان شباك ضيفه بايرن ميونيخ الألماني، ليوجه رسالة قوية إلى جميع منافسيه بأنه قادم هذا الموسم من أجل محاولة جادة لرفع الكأس ذات الأذنين.

لاعبو فريق العاصمة الفرنسية نجحوا في هز شباك الحارس سيفن أولريك بثلاثية بيضاء، في ثاني جولات دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، سجل الأهداف داني ألفيش وإدينسون كافاني ونيمار دا سيلفا، لتتواصل عقدة البافاري على ملعب حديقة الأمراء، إذ لم ينجح في تحقيق أي انتصار عليه خلال 4 مواجهات.

FilGoal.com يرصد لكم أبرز ملامح لقاء قمة المجموعة الثانية..

ذكاء أوناي إيمري

تعامل المدرب الإسباني مع هذه المباراة بذكاء كبير، فقد نجح المدير الفني السابق لإشبيلية في استدراج العملاق الألماني إلى حيث يريد بالضبط، وخرج من اللقاء وفي جعبته نقاط المباراة الثلاث ليضع فريقه على رأس مجموعته.

بدأ إيمري اللقاء بضغط عالي على دفاع بايرن من أجل حرمانه من محاولة بناء الهجمة وحصاره في مناطقه، ذلك بعد أن وقف التوفيق بجانب إيمري بعدما نجح لاعبو العاصمة الفرنسية في تسجيل أول الأهداف مبكرا بالدقيقة الثانية بعد مهارة رائعة واختراق من جانب نيمار ومن ثم تحرك ذكي من مواطنه داني ألفيش .

وبعد الهدف تراجع أمراء العاصمة تاركين الاستحواذ على الكرة لصالح ضيفهم. وهنا كانت الخطة الثانية. مساحات كبيرة في خط ظهر البافاري الذي يمتلك ثنائي دفاعي بطيء، خابي مارتينيز ونيكولاس زوله، وثلاثي هجومي لباريس السرعة من أبرز مميزاته بجانب المهارة بالتأكيد. وهذا كان يعني ثلاثية مدوية وووابل من الفرص المهدرة التي وإن تحققت لخرج الألمان برأس منكسة بفضيحة أكبر.

كارلو أنشيلوتي اعترف بتراجع فريقه في هذه المباراة فيما يخص هذا الأمر، وقال: "افتقدنا للتوازن في مواجهة هجماتهم المرتدة".

بايرن وانعدام الحلول

إن كان إيمري قد تمتع بالذكاء في هذه المواجهة، بالتأكيد كان في مقابلها سذاجة كبيرة من المخضرم كارلو أنشيلوتي. فريق المدرب الإيطالي انعدمت حلوله الهجومية بشكل كبير، رغم امتلاكه للكرة إذ وصلت نسبة استحواذه إلى 63% ولكنه كان في الحقيقة استحواذا سلبيا.

تركزت كل محاولات بايرن الهجومية في سلاح العرضيات والذي لم يكن مجديا مع غياب المساندة من الأظهرة وعدم تواجد أجنحة حقيقية، بعدما فضل أنشيلوتي الاعتماد على توماس مولر وجيمس رودريجيز على الطرفين.

ومن ثم عاد أنشيلوتي لتصحيح خطأه بعدما دفع بالثنائي كينجسلي كومان وآريين روبن، ولكن كان قد فات الأوان بعدما خرج من الشوط الأول وفي شباكه هدفين، وبعد أن ترك أظهرته في مواجهة فريق مرعب فيما يخص القوة على الأطراف.

.

وإن كنت من هواة الأرقام فيكفي أن تعرف أن الفريق البافاري حصل على 18 ركنية في مقابل ركنية وحيدة لأصحاب الأرض، ولم ينجح في الاستفادة من واحدة فيهم على الأقل.

ناقوس الخطر يدق أبواب بايرن

سياسة التعاقدات في سوق الانتقالات بأوروبا تعتمد على طريقتين، إما أن تنفق الأموال ببذخ على صفقات كبيرة مثلما يفعل باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي، وإما أن تتعاقد مع مواهب شابة تتمتع بالجودة دون أن تكون سخيا في أسعارهم مثلما يفعل بوروسيا دورتموند مثلا.

في الحقيقة هناك طريقة ثالثة، وهي طريقة بايرن ميونيخ، لا إنفاق ببذخ ولا حتى مواهب حقيقية تحتاج إلى الوقت للانسجام مع الفريق.

كارل هاينز رومينيجه، رئيس النادي التنفيذي، صرح قبل أسابيع بأن النادي لن ينجر إلى هذا السباق المجنون فيما يخص أسعار الانتقالات وأن الجماهير أيضا تتفق معه في هذا الشأن، ولكن ربما تغير الجماهير رأيها بعد هذا الأداء المتراجع للفريق منذ بداية الموسم.

دكة البافاريين تعاني بشكل واضح، وما يثبت ذلك هو عدم نجاح الحارس أولريك في انتزاع ثقة الجميع منذ إصابة الفذ مانويل نوير، فلا حارس شتوتجارت السابق يجيد التحكم في الكرة بقدميه ومساعدة فريقه في بناء الهجمة، وهو ما ظهر جليا في مباراة باريس سان جيرمان وظهر ضعيفا بين القائمين والعارضة.

في المقابل كان ألفونس أريولا، حارس باريس، على قدر ثقة مدربه وقدم أداء جيدا بعدما اكتسب الخبرة التي يحتاجها في فترتي إعارة إلى باستيا وفياريال على الترتيب.

أولريك كلف بايرن ثلاثة ملايين يورو ونصف المليون، أريولا لم يكلف باريس مليما واحدا. المال بالفعل ليس كل شيء بل الذكاء.

باريس والنظر إلى ما هو أبعد

في الطريق إلى معانقة المجد هناك ما هو أهم من تلك اللحظة، هناك الرحلة التي مررت بها من أجل الوصول إلى ما تريده، وفريق العاصمة الفرنسية قد مر وسيمر بالكثير من التجارب التي ستصقل من شخصيته وتساعده على تحقيق هدفه الأهم.

ولكنه لن تحين تلك اللحظة أبدا دون روح الفريق، فروح الجماعة دائما هي الأهم، أوناي إيمري بدا أنه نجح في الوصول إلى حل مع أزمة نيمار وكافاني الأخيرة، وشاهدنا الثنائي في المباراة يتناوب على تنفيذ الركلات الحرة محاولا أن يُظهر الجميع أنه لا يوجد مشكلة.

ربما توصل إيمري لحل فيما يخص هذه المعضلة ولكن الأهم هو إرساء هذا المبدأ على الجميع، ذلك الشعور لن ينتقل إلى اللاعبين ما لم يكن مدربهم حاسما وواضحا منذ البداية.

في الدقيقة 79 وحينما توجهت عدسات الكاميرا نحو كيليان مبابي، قال معلق المباراة رؤوف خليف "انت من سيتم تبديلك يا مبابي لا تحاول تجاهل الأمر" وما أن رفع الحكم الرابع لوحة الأرقام معلنا عن خروجه ونزول دي ماريا، أظهر مبابي على مُحياه الامتعاض ولكنه خرج دون أن يثير أزمة.

لكن من يدري ما قد يحدث في المرة المقبلة، لذلك إيصال الرسالة مهم للجميع.