محمود سليم

ماذا ينقص البدري لتطبيق الـ٤-٣-٣ بشكل مختلف

"أميل إلى طريقة لعب 4-3-3 لتطبيقها خلال الموسم المقبل مع أدوار مختلفة نوعًا ما لبعض اللاعبين" هكذا كان أحد أبرز تصريحات حسام البدري في حوار سابق لـFilGoal.com.
الإثنين، 11 سبتمبر 2017 - 21:22
الأهلي - طلائع الجيش

"أميل إلى طريقة لعب 4-3-3 لتطبيقها خلال الموسم المقبل مع أدوار مختلفة نوعًا ما لبعض اللاعبين" هكذا كان أحد أبرز تصريحات حسام البدري في حوار سابق لـFilGoal.com.

بالفعل افتتح البدري مشواره في بطولة الدوري بهذه الطريقة بتواجد عبد الله السعيد وعمرو السولية متقدمين على يسار ويمين حسام عاشور.

وحتى بعد تغيير وليد سليمان في بداية الشوط الثاني استمر بنفس الطريقة.

أما في الحالة الدفاعية التي اعتدنا على تنظيم الفريق خلالها بالـ4-4-2 بتقدم السعيد مع المهاجم وارتداد الجناحين بجوار ثنائي الارتكاز، فالأمر اختلف تمامًا وكان التنظيم الدفاعي للفريق 4-1-4-1 بتواجد الثنائي السعيد والسولية في العمق بين الجناحين وليد والشيخ ومن خلفهم يأتي حسام عاشور أمام رباعي الدفاع.

هذا ما حدث على صعيد التنظيم الدفاعي فكيف كان التنظيم الهجومي وأسلوب وأفكار المدرب في الهجوم بهذه الطريقة؟

قبل توضيح ذلك دعنا نسلط الضوء على أبرز ما اعتمد عليه فريق الجيش منذ بداية المباراة، رقابة وضغط قوي للغاية على ثلاثي وسط ملعب الأهلي دائمًا لمنع بناء اللعب والتدرج بالكرة.

نعود مجددًا لتنظيم الأهلي الهجومي، في الـ4-3-3 هناك العديد من أفكار الهجوم لاستغلال ثنائي الوسط على يمين ويسار لاعب المحور منها مثلا عمل overlap على الأطراف مع توغل الجناحين للعمق (خروج لاعب الارتكاز الأيمن للطرف كجناح ودخول الجناح لعمق الملعب) ولكن هذا لم يطلبه البدري.

الفكرة كانت في استغلال أنصاف المساحات بين الظهير وقلب الدفاع الايمن والأيسر في دفاع الجيش، بتحركات لعمرو السولية بالجانب الأيمن وعبد الله السعيد بالجانب الأيسر ولكن التحرك يأتي بعد استلام أحدهما الكرة بجوار حسام عاشور(بمعنى عند استلام السعيد على يسار عاشور ينطلق السولية ليتسلم التمريرة في اليمين وعند استلام السولية على يمين عاشور ينطلق السعيد لاستلام التمريرة في اليسار) هذا يحدث فقط عندما يراقب ظهير الخصم جناحك على الخط فتظهر تلك المساحة أما عندما ينضم الظهير مع جناحك للعمق يتم نفس التحرك خلف ولكن في المساحة خلف الظهير ما يُسمى بالمنطقة العمياء blind side area.

دعنا نوضح الأمر أكثر عن طريق الحالات التالية، لاحظ تحركات السولية في الجانب الأيمن كما أوضحنا.

وكذلك على الجانب الآخر تحركات السعيد.

وكأنك تنظر في المرآة ما يحدث من السولية في اليمين يتكرر تمامًا في اليسار عن طريق السعيد، ولكن لم تنجح تلك الفكرة سوى في حالة واحدة تسلم فيها السولية الكرة وأرسلها عرضية أرضية مرت من أمام أزارو في الشوط الأول، بخلاف تلك الحالة لم يكن هناك اللاعب الذي يمتلك الرؤية والقدرة لإرسال التمرير المتقن للاعب المنطلق (نعم الحديث هُنا عن هشام محمد الذي يمكن استغلال قدراته في إنجاح هذا الأسلوب وكذلك صالح جمعة).

ولكن الحل الأفضل لاختراق دفاع الجيش كان دائمًا من توغل الجناحين للعمق مع تقدم الظهيرين خاصة حسين السيد، ففرصة الانفراد التي صوبها اللاعب في الشوط الأول جاءت ببساطة نتيجة استدراج وليد لظهير أيمن الجيش ليتحرك خلفه إلى وسط الملعب فظهرت الثغرة التي أرسل بها السعيد تمريرته.

ولكي تكرر مثل هذه الفكرة مع تأمين وسط ملعبك ودفاعك عليك إجراء تعديل بسيط وهو الانتشار العرضي لثلاثي الوسط فيصبح السعيد يسارًا والسولية يمينًا ويتحول ظهيريك إلى أجنحة والجناحين إلى ثنائي خلف المهاجم في العمق لتسهيل بناء اللعب أو بجواره داخل المنطقة عند إرسال العرضية.

خروج السولية والسعيد للأطراف سيجبر ارتكازي الجيش على الخروج خلفهما وهُنا سينكشف خط الدفاع فأصبح لا يوجد ساتر أمامهم وقتها كان سيتحرك الشيخ لاستلام الكرة في العمق لو تحرك معه الظهير ستظهر ثغرة خلف ذلك الظهير ولو تركه سيصبح الشيخ حرًا تمامًا.

في تلك الحالة كان الثنائي السولية والسعيد في العمق فانتهت الكرة بمطالبة السعيد لعاشور بالتحرك في المساحة على اليسار التي كان لابد أن يتواجد بها السعيد من الأساس.