أمير عبد الحليم

لماذا قدم الزمالك صفقاته قبل المدرب

يجلس 20 لاعبا بقميص الزمالك أمام رئيس النادي الذي يصرخ في الميكروفون ليؤكد أنه تعاقد مع أفضل لاعبين في مصر وفي الوطن العربي.
الإثنين، 21 أغسطس 2017 - 15:51
مؤتمر تقديم صفقات الزمالك الصيفية

يجلس 20 لاعبا بقميص الزمالك أمام رئيس النادي الذي يصرخ في الميكروفون ليؤكد أنه تعاقد مع أفضل لاعبين في مصر وفي الوطن العربي.

20 لاعبا ينتظرون القيد في قائمة ستضم 30 اسما فقط، ولايزال بحث الزمالك مستمرا عمن سيدرب الفريق.

هذا المدرب الذي لا نعرف هل هو محظوظ أم منحوس، عليه أن يقبل باختيارات الإدارة في موسم الانتقالات ولن يتنازل رئيس الزمالك عن أن يقول له في مؤتمر تقديمه وهو يربت على كتفه "جبتلك أحسن لاعيبة في مصر".

أحسن لاعبين في مصر

في الموسم الماضي، تعاقد الزمالك مع 14 لاعبا كانوا في رأي رئيس النادي وقتها أحسن لاعبين في مصر، وفي النهاية خسر الزمالك كل البطولات.

ينوي الزمالك الاستغناء عن 8 من الـ14 قبل بداية الموسم الجديد، لتبدأ رحلة جديدة من البحث عن أحسن لاعبين في مصر.

في خلال كل هذه الفترة يرى الزمالك أن الخلل في اللاعبين. فترة شهدت جلوس 5 مدربين على مقعد المدرب مع نفس اللاعبين.

ببساطة سنصل إلى أن معدل استمرار كل مدرب من الـ5 مع الزمالك كان حوالي شهرين ونصف. هذا يعني أن اللاعبين عليهم أن يفهموا فكر المدرب ويحفظون طريقته ثم يبدأ تأثير ذلك على النتائج في أقل من 75 يوما!

أتذكر أن الفترة التي كانت تحتاجها منتجات "تميمة" لتخسيس الأرداف بطريقة سحرية كانت أطول.

وطبعا هذا لا يحدث في ظروف عمل طبيعية، فالمدرب يوميا يتلقى تهديدات بالإقالة من رئيس النادي في وسائل الإعلام مع بعض الانتقادات - خليها انتقادات - للاعبين.

تنتهي هذه الفترة، ثم تعود الأمور إلى نقطة الصفر مع مدرب جديد ويستمر الزمالك في الدوران في حلقة مفرغة.

-----

هذا ينقلنا إلى السؤال الأهم.. لماذا لا يتعلم الزمالك من الأخطاء ويختار مدربه قبل اللاعبين؟

الإجابة ببساطة هي أن رئيس النادي يرى أن المدرب لا يفعل أي شي سوى اختيار أي 11 لاعبا للتشكيل.

الكرة بالنسبة لرئيس الزمالك هي وضع 11 لاعبا في الملعب، هم طبعا في رأيه أحسن لاعبين في مصر وبالتالي النتيجة مضمونة.

لو فاز يقول للمدرب "عندما لعبت بخطتي فزت".. ولو خسر يقول "أنا جايب لك أحسن لاعيبة في مصر يا بيه".

ولذلك رهان الزمالك الأكبر في البطولات على مباريات خروج المغلوب التي تنتهي في النهاية ببطولة، مباراة تفوز بها تأهلك للدور التالي في أي ظروف عكس الدوري الذي يحتاج استقرارا من أول الموسم.

فيخرج رئيس الزمالك في النهاية يفتخر ويقول "جبت 4 كأس وسوبر ودوري".

والحقيقة أن جزء كبيرا من القناعة التي وصل لها رئيس الزمالك سببه أنه في كل مرة يطلب مدربا من أبناء النادي كانت الموافقة حاضرة حتى لو كان نفس الاسم رحل بطريقة مهينة.

كم مرة تولى محمد صلاح منصب المدير الفني والمدرب العام والمدرب المساعد من 2014 حتى الآن؟ محمد حلمي تولى المهمة مرتين وميدو مثله وطارق يحيى الذي قاد أكثر من نصف فرق الدوري ينتظر مدربا أجنبيا للعمل معه.

هذا طبعا بخلاف المدربين الذين تحولوا إلى مديرين للكرة والعكس.

مدرب أجنبي؟

امتلك الزمالك فرصة البحث عن مدرب جديد منذ الخسارة من كابس يونايتد في أول يوليو الماضي، وبعد حوالي 40 يوما لم يستقر حتى على اسم واحد.

قبل بداية الموسم بأقل من 20 يوما يأمل الزمالك في التعاقد مع مدرب "أجنبي" ثم يبدأ رحلة التعرف على اللاعبين وينتظر أن تكون النتائج مختلفة.

الآن يريد الزمالك استقدام مدرب أجنبي كبير يقبل بسقف مادي في راتبه، مع كل الصفقات التي أبرمها النادي قبله، بالإضافة إلى شرط جزائي في عقده لن يحصل عليه إذا أراد إقالته والأهم ألا يكون مثل فيريرا.

فيريرا كان المدرب الوحيد في ولاية رئيس النادي الحالي الذي حصل على مساحته للعمل مع الفريق لدرجة أن لاعبين تألقوا في عهده لم يظهروا حتى الآن، وهذه المساحة اقتنصها لنفسه بعدما طرد كل ما يخص الإدارة من غرفة ملابس الفريق.

ولن يضيع رئيس النادي وقتا في انتظار التعاقد مع مدرب حتى يخرج يعلن عن انتصاراته بضم 20 لاعبا أكثر من منافسه في الانتخابات الذي تعاقد مع لاعبين أقل في موسم 2014-2015.

في الأساس، الزمالك لايزال يعيش في ظلال موسم 2014-2015 الذي حقق فيه ثنائية الدوري والكأس، والحقيقة أن أيام الأهلي السعيدة الآن سببها نتائجه السيئة في هذا الموسم.

الانتقادات التي توجهها لرئيس الزمالك بسبب التعاقد مع لاعبين كثيرين في أول كل موسم وتغيير المدربين، دائما الرد عليها بأنه فاز بدوري وكأس بنفس الطريقة.

تحول الاستثناء الذي تحقق في هذا الموسم إلى قاعدة للزمالك، رغم أن سوء حالة الأهلي لعبت دورا أيضا فيما تحقق مع طريقة فيريرا الصارمة مع الإدارة قبل اللاعبين.

تعلم الأهلي من أخطاء هذا الموسم وبات يحسم الدوري بسهولة، ولايزال الزمالك يعتقد أن أخطائه هي التي حققت له النجاح.

حتى الدرس الوحيد الذي تعلمه الزمالك من رحيل باتشيكو بسبب عدم وجود شرط جزائي، جعله يبقي على مدربين حتى ينجح في تطفيشهم بأبناء النادي لتجنب دفع الشرط الجزائي.

بالتأكيد، كان على الزمالك أن يقدم لاعبيه قبل المدرب.

ناقشني:

<a href="https://twitter.com/AmirAbdElhalim" class="twitter-follow-button" data-show-count="false">Follow @AmirAbdElhalimdata-size="xlarge"></a><script async src="//platform.twitter.com/widgets.js" charset="utf-8"></script>