فورزا كالشيو (6) - يوفنتوس وحكاية الرقم 10 ومفترق طرق أمام ديبالا

عاد الرقم 10 مرة أخرى للظهور على قميص أحد لاعبي يوفنتوس لينشر إبداعاته وينثر سحره على أرضية الملعب بعد أن اختفى الموسم الماضي.

كتب : عمر ناصف

الخميس، 17 أغسطس 2017 - 14:46
ديبالا

عاد الرقم 10 مرة أخرى للظهور على قميص أحد لاعبي يوفنتوس لينشر إبداعاته وينثر سحره على أرضية الملعب بعد أن اختفى الموسم الماضي.

بول بوجبا كان آخر من ارتدى هذا الرقم ولكن موسم واحد فقط قبل أن يقرر الرحيل والعودة إلى بيته الذي تربى فيه مانشستر يونايتد في صفقة قياسية مقابل 100 مليون يورو.

"لقد كان من الخطأ إعطاء بوجبا الرقم فهو لم يكن ليمثل مستقبل الفريق" هكذا علق أحد مشجعي يوفنتوس لموقع "بليتشر ريبورت" الإنجليزي عن شعوره بعد خروج لاعب الوسط الفرنسي من الفريق.

باولو ديبالا أصبح هو المختار ليرتدي هذا الرقم 10 حلم كل طفل في تورينو والرقم الذي تتراقص الجماهير في المدرجات على الأنغام التي يرسمها صاحبه على أرضية الملعب دائما.

"لا جويا" هو لقبه منذ انضمامه إلى صفوف يوفنتوس قادما من باليرمو وتعني الجوهرة وقد كان بالفعل جوهرة حقيقية على أرضية الملعب بفضل أهدافه ومهاراته التي أمتع بها الجماهير وخطف الأهات وكلمات الإعجاب والثناء من الجميع مرتديا الرقم 21 الذي حمله من قبله العديد من الأساطير أيضا كزين الدين زيدان وأندريا بيرلو.

لقد حان وقت التغير للجوهرة ليتحول إلى الرقم 10 رقم الأساطير المخلدة في تاريخ يوفنتوس والذي سيضيف إلى تاريخ اللاعب أنه كان يحمل يوما ما الرقم التاريخي في صفوف الفريق.

اختياره لارتداء هذا الرقم رسالة وجهها اللاعب إلى جميع الراغبين في التعاقد معه من يوفنتوس مفادها لاجويا لن يرحل سيبقى هنا لسنوات عديدة.

قبل الفرنسي بوجبا كان القميص يحمله أرجنيتني أخر هو كارلوس تيفيز والذي رغم تواجده لموسمين فقط مع السيدة العجوز إلا أنه قدم كل ما لديه للفريق وقادهم في النهاية إلى نهائي دوري أبطال أوروبا والفوز بكل البطولات المحلية.

ودعت جماهير يوفنتوس تيفيز عند رحيله قائلة:"شكرا تيفيز لقد جعلت الرقم 10 فخورا بك".

17 عاما ظل فيها الرقم 10 محجوزا للاعب واحد فقط هو أليساندرو ديل بييرو قدم به كل شيء ممكن للفريق بأهدافه الـ290 منها ما تم تسجيله في الدوري ومنها من قاد الفريق إلى حصد الكؤوس الواحدة تلو الأخرى فوصل مجموعها إلى 17 بطولة.

ارتبط الرقم 10 بديل بييرو لدى الجيل الحالي حتى أنه بتركه النادي بدأ الحديث عن حجب هذا الرقم التاريخي حتى لا يضعه لاعب أخر بعد الملك.

"أتمنى ألا يمثل الرقم 10 حملا ثقيلا على من يحمله من بعدي أتمنى أن تشهد مسيرته نجاحا كالذي حققته وهكذا يظل حلم كل طفل صغير ارتداء هذا الرقم" هكذا ودع ديل بييرو رقمه وناديه يوفنتوس بتلك الكلمات ليؤكد ضرورة التراجع عن أي محاولات لحجب هذا الرقم من الفريق مستقبلا.

هل كان ديل بييرو من صنع الرقم 10 في يوفنتوس؟ لا الحكاية بدأت منذ زمن ربما مع وصول عمر سيفوري من ريفر بليت الأرجنتيني ليجد هذا الرقم خاليا ويقرر الرقص مع مدافعي الخصوم مرتديا إياه طوال 8 سنوات متتالية محققا ثلاث بطولات للدوري وبطولتي كأس ومعهم الكرة الذهبية.

استمرت الحكاية مع ليام برادي الذي ارتداه في أوائل الثمانينيات فقاد الأسود والأبيض لبطولتي دوري وكانت اللقطة الأخيرة له أيضا بركلة الجزاء الحاسمة للقب الأخير مسجلا إياها لتحتفي الجماهير بفضل صحاب الرقم 10.

سريعا بعد رحيل برادي وصل الفرنسي ميشيل بلاتيني وما الرقم المناسب ليحمله هذا الساحر سوى الرقم 10؟ ربما كانت مسيرة بلاتيني في يوفنتوس هي الأنجح للاعب في التاريخ من ناحية الاستمرارية والنجاح.

يعزف أحلى الألحان على أرضية الملعب لخمسة مواسم متتالية ليقود يوفنتوس لحصد سبع بطولات مختلفة منها المحلية ومنها الأوروبية ولذلك نجح في الحفاظ على الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لثلاث مواسم متتالية.

برحيله فقد يوفنتوس والرقم 10 بريقه لفترة طويلة حتى عاد سحره للظهور ونشر الفرحة على جماهير الفريق بفضل روبرتو باجيو الذي أنهى بأهدافه غياب لقب الدوري عن خزائن الفريق لتسع سنوات بجانب بطولة أوروبية قبل أن يرحل إلى ميلان وينتقل الرقم إلى الساحر الجديد والملك أليساندرو ديل بييرو.

ليس كل من ارتدى الرقم 10 أضاف إلى يوفنتوس فالبعض مر من تورينو بدون وضع بصمة تذكر نظرا لثقل الحمل الموضوع على ظهره فرحل نسيا منسيا.

استقبل ديبالا الرقم 10 بنشره لكلمات تلخص أهميته"اليوم حلم الطفولة يصبح حقيقة ولكنه يضع عليا الكثير من المسؤوليات لقيادة الفريق للفوز في كل المباريات وكل البطولات".

وأضاف"هو شرف كبير أن أرتدي الرقم 10 الذي ينتمي إلى تاريخ يوفنتوس".

يقف ديبالا الآن في مفترق طريق إما أن يسلك طريق النجاح ويعسكر في قلوب جماهير فريقه ليلحق بديل بييرو وسيفوري وبلاتيني وإما يسلك طريق النسيان الذي سلكه من قبله بوجبا ومايكل لاودروب.