فالفيردي.. ابن كرويف والباسك بالتبني

منذ أن أعلن لويس إنريكي مدرب برشلونة عن رحيله خلال الصيف الجاري بعد 3 أعوام قضاها مع النادي الكتالوني، الكثير من الأسماء برزت لخلافته.

كتب : إسلام مجدي

الإثنين، 29 مايو 2017 - 15:15
فالفيردي

منذ أن أعلن لويس إنريكي مدرب برشلونة عن رحيله خلال الصيف الجاري بعد 3 أعوام قضاها مع النادي الكتالوني، الكثير من الأسماء برزت لخلافته.

الاسم الوحيد الذي ظل ثابتا ويتردد في كل مكان كان إيرنستو فالفيردي مدرب أتليتك بلباو، خلال الأشهر القليلة الماضية ووسط تواجد أسماء مثل أرسين فينجر مدرب أرسنال وخورخي سامباولي وخوان أونزي وآخرون، كان اسم فالفيردي الثابت الوحيد وسط كل المتغيرات.

ما جعل برشلونة قويا خلال فترتي جوسيب جوارديولا وبعض فترات ولاية لويس إنريكي، كانت قدرة الثنائي على الفوز بمعركته ضد النجوم، وسيطرته على غرفة الملابس.

فالفيردي لعب لبرشلونة عامين، في الفترة من 1988-2000، كمهاجم فاز وقتها ببطولة الأندية أبطال الكؤوس والدوري الأوروبي، قبل أن ينضم إلى أتليتك بلباو ويقضي هناك 6 أعوام.

كلاعب كرة قدم لم يكن متميزا على الإطلاق فيما يخص إنشاء علاقة خاصة أو رابطة مع الجماهير، كان أقل بكثير في الشعبية من مهاجمي وصناع لعب هذا العصر ونجومه.

صحيفة "سبورت" الكتالونية قالت إن برشلونة يخشى ألا يكون فالفيردي قادرا على قيادة البلوجرانا، خاصة وأنه لا يمتلك السيرة الذاتية القوية، نظرا لأنه لم يحقق شيئا قويا مع بلباو، وكذلك سياسته في سوق الانتقالات ليست واضحة، لأنها متأثرة بسياسة النادي الباسكي بضم لاعبين من المنطقة فقط.

فالفيردي كان دائما خيارا لبرشلونة، في 2014 حينما رحل تاتا مارتينيو لأنه كان يلائم احتياجات الفريق، ونظرا لأن إدارة النادي رأت أنها بحاجة لشخص ينظم الصفوف أكثر من تدريب الفريق.

هناك شيء أخر ميز فالفيردي عن منافسيه وهو خبرته بالكرة الإسبانية مقارنة بمنافسيه، كلاعب كرة قدم في الدرجة الأولى والثانية لعب أكثر من 300 مباراة، وقضى ما يقرب من العقد في التدريب في إسبانيا واليونان.

فالفيردي يعرف جيدا حجم المنافسة بين ريال مدريد وبرشلونة، لأن في إسبانيا أهم شيء بالنسبة لأي مدرب هو أن يفهم ثقافة الكرة وطريقة لعبها هناك، ويتضمن ذلك طريقة اللعب والمواجهات الأسبوعية في الدوري مع كافة الفرق المختلفة.

فالفيردي قاد بلباو للتتويج بلقب كأس السوبر الإسبانية عام 2015، قد يبدو الأمر سهلا، لكن بالنظر إلى أنه عمل ويداه مقيدتان بسبب سياسة انتقالات النادي فهذا دليل على خبرة المدرب ومعرفته بحجم المنافسة.

نفس اللاعب نفس المدرب

عمر توريل نائب رئيس نادي إسبانيول قال عن فالفيردي عام 1986 :"تم تشكيل شخصيته في ألافيس، ثم انضم إلى سيساتو، إنه العنصر الذي نفتقده، اللاعب الصامت الذي يجيد العمل أكثر من الحديث".

وتابع "أردنا ضمه لأنه سيبدأ معنا فصل جديد في سياسة الانتقالات لتدعيم الفريق بقوة".

أما فالفيردي فصرح عن نفسه في عام 1986 حينما كان في الـ22 من عمر قائلا :"أحب أن أحلل أدائي بنفسي، بإمكاني فقط أن أقول إنني طموح للغاية بأن أكون قادرا على حمل راية الفريق في خط الهجوم".

وتابع "جل ما أريده هو أن أكون راضيا وأنام قرير العين، في أول مواجهة لي مع النادي سأؤكد على أنني أتيت لتسجيل الأهداف".

بدأ فالفيردي مسيرته التدريبية كمساعد مدرب لأتليتك بلباو في 2001-2002، ثم تولى مهمة تدريب إسبانيول في 2006 وقاده لنهائي الدوري الأوروبي ورحل في 2008، ليدرب أولمبياكوس ثم في 2009 تولى تدريب فياريال لكنه أقيل في شهر يناير.

فياريال خسر بنتيجة 2-0 ضد أوساسونا في ملعبه، وكان قد أتى ليخلف مانويل بيللجريني، وبعد أن كانت الغواصات الصفراء قد أنهت الموسم مع المدرب التشيلي في المركز الخامس، مع فالفيردي احتل المركز العاشر.

وجاء في بيان فياريال الرسمي وقتها :"نشكر فالفيردي على خدماته ونتمنى له الحظ في مسيرته الرياضية، لقد أقلناه بعد الخسارة من أوساسونا في المادريجال".

كانت تلك لحظة فارقة في مسيرة فالفيردي، إما النجاح أو الانتهاء قبل البداية، اتجه لتدريب أولمبياكوس في 2010، ليحقق لقب الدوري مرتين وكأس اليونان مرة.

بعد ذلك تولى تدريب فالنسيا لأسباب عائلية ليعود إلى إسبانيا بعد رحلة ناجحة في اليونان، أتى ليدرب الخفافيش خلفا لماوريسيو بيللجرينو، في يونيو من عام 2013 وبعد خسارته خارج ملعبه بنتيجة 4-3 من إشبيلية قرر النادي إنهاء عقده لعدم التأهل لدوري أبطال أوروبا، ويوم 20 من شهر يونيو تولى تدريب ناديه المفضل أتليتك بلباو، ليقوده للتأهل لدوري أبطال أوروبا في عامه الأول.

في كل مرة كان فالفيردي يتولى مهمة تدريب فريق، كان يشدد على أنه لن يحدد من يحتاج في سوق الانتقالات سوى بعد رؤية جميع من لديه في التدريبات أكثر من مرة ويتأكد أنه بحاجة لضم لاعبين.

يمتلك فالفيردي ميزة لازمته منذ أن كان لاعبا وهي الطموح والقدرة على التعامل مع الضغط، صرح سابقا لشبكة "سكاي" قائلا:"أجيد التعامل مع الضغط، وأعرف التوقعات، لكن أهم ما لدي هو التطلع لمنافسة الأندية الكبرى أو على الأقل مجاراتها حسب قدرتنا على فعل ذلك".

لويس إنريكي مدرب برشلونة السابق تحدث عنه قائلا :"إنه أحد أفضل المدربين المتواجدين في الكرة الإسبانية، وأحب طريقته في التدريب وأفكاره وشخصيته، والطريقة التي يحول بها اللاعبين، إنه مدرب جيد جدا، عليك فقط أن تراجع الأندية التي دربها لتعرف ذلك".

وأضاف "إنه أمر طبيعي أن يرتبط اسمه بتدريب برشلونة".

برشلونة احتاج لشخص يعرف النادي جيدا وكان لاعبا سابقا له، شخص دبلوماسي يجيد اللعب بطريقة هجومية، ويعرف كيف يستخدم أهم أسلحة الفريق ليونيل ميسي.

نقطة أخرى تميز فالفيردي أنه لعب تحت إمرة يوهان كرويف، أهم شخص في تاريخ برشلونة الحديث والرجل الذي ساعد على تشكيل النادي الذي نعرفه الآن.

بجانب كل من نعرفه من نجوم برشلونة مثل مايكل لاودروب ورونالد كومان وتشيكي بيجيرستين وبيب جوارديولا كان هناك فالفيردي قد عاصرهم جميعا، حتى إيزيبيو ساكريستان مدرب ريال سوسيداد الحالي كان زميلا لإيرنستو.

كل لاعب لعب تحت إمرة كرويف كتب قصته الخاصة، واكتسب خبرة لا بأس بها، وغير الكثير في الأفكار والطرق الخاصة بكرة القدم.

وإن كان جولين لوبيتجي مدرب منتخب إسبانيا وأونزي مدرب سيلتا فيجو ومساعد إنريكي السابق قد تعلموا من كرويف، ففالفيردي أيضا تعلم في تلك المدرسة.

بجانب ما تعلمه من كرويف، اكتسب الكثير من ثقافة الباسك، لأنه قضى 6 أعوام كلاعب وفترة تدريبية طويلة مع الأسود.

نتيجة ذلك الاختلاط كان اكتسابه خبرة واسعة مع كل من دربهم، أعلى نسبة فوز له كانت مع أولمبياكوس من 2010 حتى 2012 بـ75% وأقل نسبة له كانت في بداياته مع إسبانيول بـ39.39%.

ميشيل المدرب الذي تولى تدريب أولمبياكوس خلفا لفالفيردي قال عنه :"مع أولمبياكوس كان فالفيردي يلعب كرة غريبة للغاية على الدولة هنا، الاستحواذ والسيطرة على الخصم والهجوم بقوة، إنهم يقدسونه هنا".

كريوف هو ابن لمدرستي كرويف وبلباو، إنه يفهم ثقافتهما معا، لذا يوجد الكثير منتظر منه، قد يكون سامابولي الخيار الأشهر لكن ذلك لأن فالفيردي لم يكتسب يوما نفس الشهرة فقط، لديه تاريخه ودبلوماسيته في التعامل، وقدرة على الرد ببساطة على الإعلام، كل ذلك قد يقود لطفرة جديدة في تاريخ برشلونة الحديث، من يدري.