مصطفى عصام

110 سنة أهلي.. ابتسامة ولو بعد حين

(ع الحلوة والمرة معاه).. لم يكن مجرد هتاف خرج من الثالثة شمال. هو دستور أصيل عرف به الأهلي وعلاقته بجمهوره.
الإثنين، 24 أبريل 2017 - 19:17
101 سنة أهلي

(ع الحلوة والمرة معاه).. لم يكن مجرد هتاف خرج من الثالثة شمال. هو دستور أصيل عرف به الأهلي وعلاقته بجمهوره.

العقبات التي تعرض لها هذا النادي العريق طيلة تاريخه لم تقلل من شعبيته أو تكاثر جماهيره.

الأهلي لم يولد ليشقى في النعيم. ليست كل الأيام في تاريخه مثل الأيام بين 2005 إلى 2014. حتى في عز الرخاء لم يذهب لكأس العالم للأندية كل سنة. خسر الدوري في كثير من المحطات المفصلية. ودع كثير من الكؤوس بطرق درامية، ولإن الجمهور كان ولا يزال هو المعلم الأول، استمر الأهلي في تصحيح مساره نحو الأفضل بقوة مؤيديه.

حتما يسقط و يخضع لكامل المعادلات الفيزيائية التي تسير ناموس الكون.. ولكن عودته تأتي ولو بعد حين، أشرس مما كان عليه.

دوري 1974-1975.. الألفة والتلامذة

101 سنة أهلي

الخمسينات شهدت تفوقا كاسحا للأهلي، سجل مع بداية الدوري المصري احتكارا شهد تسع بطولات لها مع ست بطولات لكأس مصر، مع الستينات دخل الأهلي دوامة هي الأعنف في تاريخه الواصل وقتها لحوالي 53 سنة، بطولتي دوري متتاليتين فقط مع بطولتي كأس، هذا العدد الضئيل كان منذ عام 1963 وحتى 1974.

مع الاعتراف بأن الكرة في مصر توقفت قبل بدء موسم 1967-1968، بدأ الأهلي بإعداد جيل التلامذة، فريق موازي للفريق الأول والذي اعتزل أغلب نجومه أمثال صالح سليم وطه إسماعيل ومحمود الجوهري وطارق سليم.

الجيل الناشئ بدأ بإبراهيم عبد الصمد ومصطفى عبده وإكرامي الشحات ومحمود الخطيب ومصطفى يونس وعبد العزيز عبد الشافي "زيزو" مع بقايا نجوم الفريق الأول مثل حسن حمدي وفتحي مبروك وسمير حسن وصفوت عبد الحليم ومروان كنفاني وفؤاد أبو غيدة وقيادة الفريق لميمي الشربيني الذي أطلق عليه وقتها حسن المستكاوي لقب (الألفة) والفريق كله جيل التلامذة.. فلم تتخط أعمارهم وقتها الـ19 عاما.

101 سنة أهلي

بدأت مسابقة الدوري المصري عام 1974، تفوق كاسح للنادي الأهلي، لعب 34 مباراة.. فاز في 26.. تعادل في سبع.. خسارة يتيمة فقط من المصري بعد حسم الدوري.. سجل 69 هدفا ودخل مرماه 11 فقط.

وكأنه ينتقم. الإسماعيلي أضاع عليه بطولة الدوري سنة 1966-1967 بهزيمته بهدف علي أبو جريشة، ففاز عليه بهدفين في القاهرة لمحسن صالح والخطيب وفي الإسماعيلية تعادل بهدف، ووقتها الخروج بنقطة من ملعب الإسماعيلية بمثابة الكنز.

الترسانة أضاع عليه بطولة الدوري موسم 1963-1964، وحسم الدوري أمامه في الأسبوع الـ30 قبل نهاية الدوري بأربع أسابيع بهدفي أيضا محسن صالح ومحمود الخطيب، ليوسع الفارق بينه وبين الترسانة لتسع نقاط، فارق لا يمكن تعويضه نظرا لأن الفوز وقتها بنقطتين.

الزمالك الغريم التقليدي كسر سلسلة الفوز المتتالي ببطولة الدوري (تسع مرات في الخمسينات) وأقرب المنافسين إليه بثلاث بطولات للدوري ففاز عليه 2-1 بهدفي زيزو ومصطفى عبده.. وتعادل إيابا بدون أهداف.

خرجت جماهير القلعة الحمراء دون استثناء لتعبر عن فرحتها بالقاهرة، لقب الدوري عاد أخيرا مع الثعلب المجري ناندور هيديكوتي والنجم الأول لها محمود الخطيب هداف الفريق بالدوري بـ22 هدفا.

101 سنة أهلي

كأس إفريقيا أبطال الدوري عام 1982

101 سنة أهلي

حاول الأهلي مرارا وتكرارا الفوز بتلك البطولة مع أولى محاولاته عام 1976، ليواجه الخروج المبكر أمام مولودية الجزائر بعد أن غابت أغلب قوته الرئيسية عن المباراة بالجزائر بسبب الامتحانات، ليفوز في القاهرة بهدف نظيف من ركلة جزاء للخطيب، ويخرج بمجموع المباراتين مبكرا.

كان يمكن لعام 1981 أن يكون هو بداية غزو افريقيا، لولا تعرض البلاد لظروف قاسية بسبب اغتيال الرئيس السادات في حادث المنصة الشهير، ففرضت حالة الحداد الرسمية بالبلاد، حاول الأهلي إقامة مباراتي نصف النهائي أمام جيت تيزي أوزو بطل الجزائر (شبيبة القبائل حاليا) بعد فترة الحداد، ونظرا لحالة المقاطعة بين مصر والجزائر بسبب معاهدة السلام فرفضوا تماما. فاضطر الأهلي للانسحاب من البطولة.

البطولات المحلية أصبحت لا تسمن ولا تغني من جوع، جاءت ضربة البداية للمشوار الصعب في مقديشيو بيوم 9 أبريل 1982، فتعادل بدون أهداف أمام الأشغال الصومالي، فلعب لقاء الحسم بعد ثلاث أيام من عيد ميلاده الفضي - 75 عاما- وأمام 60ألف متفرج احترقت أعصابهم، لم يتمكن الأهلي من تحقيق الفوز إلا متأخرا في الوقت بدل الضائع بعد قدر كبير من الاستهتار بالمنافس عن طريق كرة ضالة لعلاء ميهوب، الجدير بالذكر أن طاهر أبو زيد أضاع ركلة جزاء في منتصف الشوط الثاني كانت كفيلة بإراحة الأعصاب.

أكمل الأهلي دور الـ16 بفوز مريح أمام يانج أفريكانز التنزاني بخماسية نظيفة بالقاهرة، انتهى شوط اللقاء الأول بتعادل سلبي فظن الجميع أن شبح لقاء الأشغال قريب من الحدوث مجددا، ولكن في الشوط الثاني أكرم الأهلي الضيوف بالأهداف الخمسة قبل أن يتعادل إيجابيا بتنزانيا 1-1.

في دور الثمانية فاز الأهلي على جرين بافلوز الزامبي بالقاهرة 3-1 قبل أن يخسر بلوساكا بهدف وحيد بعد أن لعب إكرامي مباراة العمر وأنقذ أكثر من هدف محقق.

الأحلام بدأت تكبر، والخسارة في نصف النهائي أمام إينوجو رينجرز بطل نيجيريا لهدف وحيد في لاجوس أزادت من الأماني والطموحات بالوصول لأول نهائي أفريقي.

في 7 نوفمبر، لا مكان بإستاد القاهرة. فاز الأهلي برباعية سجل في الشوط الأول نجم الشباك بلا منازع (محمود الخطيب)، وأضاف خالد جاد الله ومختار مختار هدفين أمنا الذهاب للنهائي.

في الدور النهائي لقاء الذهاب، يوم 28 نوفمبر بستاد القاهرة، فاز الأهلي على كوتوكو الغاني بثلاثية نظيفة، هدفان منها للخطيب وهدف لعلاء ميهوب، فريق كوتوكو حضر للقاهرة على طائرة خاصة قبل المباراة بـ٤٨ ساعة لظروف سياسية ببلده.

101 سنة أهلي

أما العودة، ظلت مصر كلها على أعصابها خوفا من انتقام قبائل الأشانتي من البعثة المصرية، لم يتم نقل اللقاء على الإذاعة، على الرغم من وجود ممثلي الإذاعة المصرية الممثلة في حسام الدين فرحات و ميمي الشربيني، و علقا على الماتش بالكامل، لكن التعليق كان (أمريكاني) و لم للجمهور بسبب خطأ تقني في نقطة الإذاعة و تضليل من مسؤول غاني في إذاعة غانا.

ميمي الشربيني وقتها قال للصحف بعد المباراة: "إننا كالعادة كنا هنذيع الشوط الثاني كما تعودنا على الأثير بالشباب والرياضة، و الموظف الغاني أبلغهم بأن خط الأذاعة المصري تم التقاط اشارته و البث اتفتح للتعليق".

ميمي: "أنا وقتها قلت أشعار في الأهلي، و في الولد الخطيب الخطير ده، أخر ربع ساعة حسيت إني بعلق على ماتش لإبني، إبني اللي ربيته و كنت كابتنه هو و الشقي التَّقي مصطفى عبده، كنت بعلق و الدموع مغرقة عيني فرحانة ببيتي وولادي اللي مخالطنيش شك في إيماني و هما "كتاكيت كانيش" أنهم هيرجعوا اسم النادي".

101 سنة أهلي

"نُقل الخبر ليلا من موظف بالسفارة المصرية بغانا للقدير فهمي عمر رئيس الإذاعة المصرية وقتها بتعادل الأهلي وحصوله على الكأس و إحراز مصطفى عبده لهدف التعادل خطأ بدل من ذكر "الخطيب" ليتم قطع إرسال صوتي لإيناس جوهر و إذاعة بيان من فهمي عمر أو أحمد الليثي و إذاعة النبأ العاجل للجمهور على الراديو بإحرازنا لأول كأس، و منه نقلت الصحف الخبر بأن مصطفي عبده من أحرز التعادل و ليس الخطيب".

تم تعديل الخطأ في الإذاعة ثاني أيام المباراة ليلا عقب وصول البعثة، و تم تسجيل شريط المباراة بصوّتي حسام الدين فرحات و ميمي الشربيني و منه بثت لقطات هدف الخطيب و رفع الكأس و رقص إكرامي و بكاء ربيع ياسين و حديث زيزو مدير الكرة هو والجوهري المدرب بقدر رائع من الإتزان.