حوار مع أسطورة - باجيو: تسجيل الأهداف بدون مراوغة خصمك أمر غير ممتع

"تسجيل الهدف يجب أن يكون مصحوبا بمرواغة أو خدعة جديدة، إحرازها بشكل عادي أمر غير ممتع" هكذا يؤمن صاحب المركز الرابع في ترتيب أفضل اللاعبين في القرن الماضي، المهاجم الإيطالي روبرتو باجيو.

كتب : رامي جمال

السبت، 18 فبراير 2017 - 12:33
روبرتو باجيو يحتفل بأحد أهدافه الحاسمة في كأس العالم 1994

"تسجيل الهدف يجب أن يكون مصحوبا بمرواغة أو خدعة جديدة، إحرازها بشكل عادي أمر غير ممتع" هكذا يؤمن صاحب المركز الرابع في ترتيب أفضل اللاعبين في القرن الماضي، المهاجم الإيطالي روبرتو باجيو.

يحتفل اليوم روبيرتو باجيو النجم الإيطالي التاريخي بعيد ميلاده الخمسين.

من صحيفة "جازيتا ديللو سبورت" يقدم FilGoal.com حوارا رائعا مع أحد أساطير كرة القدم على مر التاريخ، باجيو.

اختراع الأهداف

باجيو سجل طوال مسيرته 222 هدفا، ويحتل المركز الرابع في ترتيب هدافي المنتخب الإيطالي على مر التاريخ برصيد 27 هدفا بفارق ثمانية أهداف عن لويجي ريفا، ومن يعلم لولا الإصابات العديدة التي طاردته في الركبة، أين كان سوف ينتهي به المطاف.

اللاعب الذي سبق وارتدى قمصان أشهر الأندية الإيطالية يوفنتوس، ميلان، إنتر، فيورنتينا، يؤمن أنه على المهاجم دائما أن يسجل الأهداف بطريقة جديدة ومبتكرة.

وعلق باجيو على هذا الأمر قائلا:"تسجيل الهدف يجب أن يكون مصحوبا بمرواغة أو خدعة جديدة، إحرازها بشكل عادي أمر غير ممتع"..

وأضاف "كنت أتمتع ببرود غير عادي داخل منطقة الجزاء، وكنت أستمتع بالبحث عن الحلول الصعبة، ما هي المخاطرة في أي حال؟ فقدان الكرة؟ لا يهم في تلك المنطقة من الملعب".

ويكمل"لكن إذا ارتكب المدافع خطأ أمامي، فهي لحظة التسديدة الحاسمة، أنا عشت كرة القدم هكذا دائما".

صناعة مجد لاعب من كعب

باجيو يرى أن كرة القدم تتطور بشكل سريع جدا خلال الفترة الأخيرة، مؤكدا أن في التسعينات اللعبة كانت مختلفة كليا عن نظيرتها في الثامنينات، وأن ما يحدث في الألفينات تطور أكثر عن العقد الذي سبقه.

"هذا هو التطور ولا يمكن لك أن تقف في وجهه، لكن الآن، ينصنعون من لاعب مرر الكرة بالكعب مرة، نجما!".

"هل تمزحون معي؟ في أمريكا الجنوبية شغفهم بكرة القدم وتعلقهم بها مختلف كليا عن رياضتنا التي نعرفها نحن هنا".

"لم أستطع تحريك قدمي"

باجيو قرر تعليق حذائه عام 2004 بعد كثرة تعرضه للإصابات وعدم قدرته على الاستمرار في الملاعب أكثر من ذلك، وهو القرار الذي يشعر بالندم عليه.

وقال باجيو: "نعم، أشعر بالندم على الاعتزال، كانت لدي رغبة كبيرة في الاستمرار أكثر، لكنها الإصابات هي التي حرمتني من إكمال مسيرتي"

وتابع: "في بعض الأحيان أثناء وجودي مع بريشيا كنت أقود سيارتي بعد المران للعودة إلى المنزل، وفور وصولي لا أستطيع تحريك قدمي نهائيا من كثرة الألم الذي كنت أشعر به، كانت أوقات حزينة حقا".

"إنقاذ الشباب هدفي"

لاعب الأتزوري السابق لم يتوجه إلى عالم التدريب، بل ظل عدة سنوات يقضي الأيام بجوار أسرته التي ابتعد عنها العديد من الأعوام بسبب مسيرته الكروية، قبل أن يقرر أن يعود لكرة القدم عن طريق اللاعبين الناشئين، ويتم تعيينه رئيسا لقطاع الناشئين بالاتحاد الإيطالي.

وعن سبب حبه للعمل مع اللاعبين الناشئين برر باجيو الاختيار "أحب العمل مع هؤلاء الصغار، إرشادهم وحمياتهم من الأخطار الكثيرة التي تحيط بهم".

وأكمل "كلمة واحدة فقط من الممكن أن تنهي مسيرة لاعب، وكلمة مماثلة من الممكن أن تحيي مسيرة آخر، أود أن أعلم اللاعبين القيم الهامة والتي سوف تساعدهم في حياتهم".

"المدربون يبحثون عن الضوء على حساب اللاعبين"

رغم كونه لاعبا لا يختلف عليه اثنان داخل الملعب، إلا أن خلافاته مع مدربيه كانت متعددة خارجه، دخل في عدة أزمات مع فابيو كابيللو، أريجو ساكي، مارشيلو ليبي، وآخرين.

ويرى باجيو سبب تلك المشاكل الرئيسي بأن حب الجماهير له وبقائه في دائرة الاهتمام والضوء كان يؤثر على علاقته مع المديرين الفنيين.

وأفصح "بالطبع ارتكبت بعض الأخطاء، ربما كان علي أن أضرب بعض الأشخاص، أزمتي الكبرى إنني كنت شخص محترم إلى أبعد حد".

أما عن حادثته الشهيرة في كأس العالم 1994 حينما قرر أريجو ساكي استبداله أمام النرويج بعد طرد الحارس جان لوكا باليوكا ليخرج من الملعب قائلا:"هذا الرجل مجنون"، يرى باجيو إنها كانت لحظة انفعال ليس أكثر من ذلك، ويأتي ذلك بسبب رغبته الكبيرة في كونه جزءا من الفريق داخل الملعب الذي يساهم في تحقيق الفوز.

وأكمل متحدثا عن ساكي"هو مدرب قوي وكانت لديه العديد من الأفكار الجيدة، لكن رغبته الكبيرة في أن يصبح هو البطل الأوحد وتسليط الضوء عليه دائما، حرمه من الفوز بالعديد من الألقاب".

في الوقت ذاته نفي باجيو ما كان يتردد بشكل دائم عن وجود خلافات مع أليساندرو ديل بييرو، مؤكدا أن علاقتهما سويا دائما كانت جيدة، عكس ما كانت تشير إليه الصحافة الإيطالية في ذلك الوقت.

"لقد حاولوا صناعة العديد من الخلافات بيني وبين أليكس في المنتخب، لكن ذلك لم يحدث مطلقا".

"أجد شيئا مني في ميسي"

يفصح باجيو "مارادونا وفان باستن بالطبع من أفضل اللاعبين القدامي، أما في الوقت الحالي فهو ميسي، أجد شيئا مني في طريقة وأسلوب لعبه".. مضيفا"عندما تكون الكرة مع ميسي، فيكون لديك توقع قوي بأن هناك شيئا هاما سوف يحدث".

وأردف"هناك أيضا العديد من اللاعبين العظام رونالدينيو، كاكا، كريسيتيانو رونالدو، توتي، وإبراهيموفيتش، لا أحب تصنيفهم أمام بعض، ذلك سوف يعني قلة احترام مني لأحدهم".

"حينما أموت، أحرقوا جثتي وانثروا رمادها في بونبونيرا"

هذه هي إحدى أشهر عبارات مشجعي بوكا جونيورز ويبدو أن باجيو قد تأثر بشغف جمهور البوكا بفريقه الكبير ليقرر تشجيع الفريق بعد رؤيته في إحدى المباريات، ولهذا قصة غريبة يرويها المهاجم الإيطالي.

"في أحد الأيام كنت أشاهد مباراة لبوكا مع صديقي، والتقطت الكاميرا لقطات للجمهور وهم يقفزون وينشدون الأهازيج، فقلت هذا عادي وأنت منتصر بأربعة أهداف نظيفة"..

ويتابع "لكن وجدت صديقي يبلغني إن بوكا جونيورز هو الفريق المهزوم، وقد صعقت لذلك الرد"

منذ تلك اللحظة قرر باجيو أن يكون مشجعا لبوكا جونيورز، مؤكدا أن في أحد المرات ذهب إلى ملعب بونبونيرا من أجل رؤية الجمهور بعد المباراة وهم يحملون قرابة 150 مترا من الأعلام على أكتفاهم في صفوف طويلة من أجل فريقهم، واصفا تلك التجربة بالمثيرة والتي لا تصدق.