سوكر الذي آمن بأحلامه فحولها إلى حقيقة

طفل صغير حلم مرتين، الأولى فوزه بالحذاء الذهبي في بطولة كأس العالم والثانية حلم أكبر لمزاملة دييجو مارادونا في ريال مدريد كواحد من أكبر أندية أوروبا.

كتب : إسلام مجدي

الأحد، 01 يناير 2017 - 16:58
دافور سوكر

طفل صغير حلم مرتين، الأولى فوزه بالحذاء الذهبي في بطولة كأس العالم والثانية حلم أكبر لمزاملة دييجو مارادونا في ريال مدريد كواحد من أكبر أندية أوروبا.

لم يدرك دافور سوكر أن حلمه قد يصبح حقيقة يوما ما، لكن عند سؤاله، كان إيمانه بما يمتلكه وقدراته وحلمه الكبير هو دافعه الأكبر نحو تحقيق ذلك الحلم.

قال سوكر :"حينما كنت طفلا كان لدي حلم أنني كنت ألعب في نفس الفريق مع دييجو مارادونا في واحد من أكبر أندية العالم ريال مدريد".

وأضاف "كان أيضا لدي حلم أخر هو أنني أفوز بالحذاء الذهبي في بطولة كأس العالم".

في عمر الـ16 خطا بقدمه على العشب الأخضر مع فريق أوسيجيك في بلدته، لم يدرك للحظة أنه سيكون في مصاف الكبار حتى انتقاله لدينامو زغرب في 1989 هنا لفت أنظار إشبيلية وينضم للنادي الأندلسي في فترة فيكتور إسباراجو، ثم إلى ريال مدريد.

موسم 1997-1998 حمل أنباء سعيدة للنادي الملكي مع مدربه الألماني يوب هاينكس، الموسم المحلي لم يكن بخير أن تخسر لقب الدوري الإسباني وتحتل المركز الرابع ليس أمرا جيدا مع نادي بحجم ريال مدريد، الأمر ذاته مع بطولة كأس الملك ودعها من دور الـ16.

ثلاثي هجوم النادي الملكي كان مخيفا للغاية، إننا نتحدث عن راؤول جونزاليز وبريدراج مياتوفيتش وثالثهما الذي انضم للقلعة البيضاء منذ موسم وحيد دافور سوكر.

دوري أبطال أوروبا حمل الأنباء السعيد للمدرب الألماني وكتيبته، التتويج على حساب يوفنتوس بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة السابعة في تاريخ الملكي، والأولى منذ 32 عاما من الانتظار.

3 مواسم مع ريال مدريد كانت كافية لسوكر ليسطر اسمه في مصاف الأساطير ليتذكره التاريخ دوما كما حلم وليحقق شقا هاما من حلمه، قبل أن يدخل في صدام مع مدربه جون توشاك ويرحل إلى أرسنال خلفا لنيكولاس أنيلكا.

ربما يمتلك سوكر ذكرى خاصة به وبجماهير الملكي، لكن بالنسبة لشهر يوليو 1998 والشعب الكرواتي؟ الأمر مختلف هناك ذكرى أكبر وقصة بطولية ستظل عالقة بالأذهان.

في تلك الفترة كرواتيا كانت دولة شابة جديدة على الساحة الدولية بعد انتهاء الحرب، وبالطبع خلف ذلك العديد من الذكريات السيئة لدى الجميع لذا أي شيء قد يحققه أي أحد سيعتبر إنجازا لكن لم يتوقع أحد أن تكون قصة ملحمية.

أيضا كان لسوكر حلم أخر وهو الفوز بالحذاء الذهبي كهداف لبطولة كأس العالم، لطالما قال ذلك في بداية مسيرته وفي سيرته الذاتية.

صرح سوكر بعد ذلك لمجلة FourFourTwo "لقد كانت أفضل لحظة في مسيرتي، وأيضا لحظة خاصة لمنتخب كرواتيا حققت حلم الطفولة لدي، بالنسبة لنا كان أمرا رائعا أن ننهي البطولة في المركز الثالث متفوقين على منتخبات كبيرة مثل إنجلترا والأرجنتين وهولندا وإسبانيا وألمانيا".

على هامش إنجازات سوكر يأتي ما فعله نفس اللاعب ضد منتخب ألمانيا في ربع نهائي البطولة، حينما حطم أسطورة جيل وأنهى مسيرة معظم لاعبيه الدولية.

منتخب ألمانيا في ذلك الوقت ضم أسماء مثل يورجن كلينسمان وأوليفر كان وأوليفر بيرهوف وماريو باسلر ولوثار ماتيوس وديتر مولر وستيفان إيفنبرج وغيرهم، الجيل كان مرعبا للغاية الأسماء قوية جدا.

قال جاري لينيكر النجم الإنجليزي ذات مرة:"كرة القدم هي لعبة بين فريقين وفي النهاية ألمانيا تفوز". لكن سوكر كان يسخر من تلك النكتة، ربما احترم قدرة الألمان لكن قدراته وثقته وإيمانه بموهبته كانت أكبر ورغبته برزت في ذلك الفوز بنتيجة 3-0.

لم يعترف سوكر أن ما فعتله كرواتيا في كأس العالم 1998، نظرا للجيل الذي امتلكه الفريق جميعهم كانوا نجوما في كبار أندية أوروبا مثل بوبان وسلافان بيليتش وغيرهم.

صرح سوكر قائلا:"في بعض النواحي بدا ما فعله منتخب كرواتيا مفاجأة، لكن من ناحيتنا لم يكن الأمر كذلك، إن نظرت إلى تشكيلتنا كان لدينا عدد كبير من اللاعبين الرائعين يلعبون في كبار الأندية الأوروبية".

فيما يخص تحقيق الأحلام إلى واقع فسوكر كان بارعا في تحويلها لحقيقة، على الرغم من انطفاء نجمه بعد رحيله عن صفوف ريال مدريد، إلا أن اسمه كأسطورة كرواتية لازال محفورا الجميع يتذكره دوما إنه المهاجم صاحب الأهداف الرائعة، ذلك الكرواتي الذي سجل هدفا رائعا ضد رومانيا وضد ألمانيا وضد فرنسا وغيرهم، إنه سوكر الذي جعل أحلامه حقيقة.