رحلة لينيكر المنسية.. من اليابان إلى بي بي سي

لم يتحصل أبدا على بطاقة ملونة طوال فترته كلاعب كرة قدم، لعقد من الزمن كان جاري لينكر أسطورة وأيقونة إنجليزية، الجميع وقف وصفق له.

كتب : إسلام مجدي

الأربعاء، 30 نوفمبر 2016 - 17:10
جاري لينيكر

لم يتحصل أبدا على بطاقة ملونة طوال فترته كلاعب كرة قدم، لعقد من الزمن كان جاري لينكر أسطورة وأيقونة إنجليزية، الجميع وقف وصفق له.

في مايو 1992 كانت أخر مباراة لجاري لينكر ضد مانشستر يونايتد مع توتنام، سجل هدفه الأخير في الملاعب الإنجليزية ثم قرر الرحيل إلى اليابان، مع فريق ناجويا جرامبوس إيت.

العرض كان كبيرا للغاية وبدت صفقة غريبة جدا للاعب لازال يعتبر في ذلك الوقت كواحد من أعظم لاعبي إنجلترا في تاريخها، ففي النهاية إنه ثاني هدافي الدوري الإنجليزي خلف إيان رايت لاعب أرسنال، الصحافة الإنجليزية تساءلت عن صحة تلك الصفقة، ثم بعد ذلك شككت في عقلية لينكر، مرورا بتقارير مهينة للغاية تخص اللاعب.

وكتبت أحد الصحف حسبما نقلت صحيفة "ميرور" الإنجليزية عنه "لينكر سيكون سعيدا للغاية لكي يحصل على راتب كبير، ويلتزم بقراره بالتقاعد من المنافسة في أوروبا ليلعب في ملاعب من الدرجة الثالثة".

الأموال كانت حافز لينيكر ولا يوجد شك في ذلك، وأيضا الرغبة في تجربة شيء جديد كانت الحافز خلف قراره حسب اعترافه هو شخصيا بذلك.

في الوقت حاليا فعل ستيفن جيرارد وفرانك لامبارد المثل بالانضمام إلى الدوري الأمريكي، لكن طريقة تعامل الصحافة مع لينيكر كانت الأغرب، خاصة بعدما كشفوا أنه رفض الانضمام إلى بلاكبيرن روفرز ومدربه حاليا جاك والكر.

خطوة انضمام نجم برشلونة السابق إلى فريق جرامبوس كان يفترض بها أن تكون الخطوة الأهم للإعلان للعالم أن اليابان أصبحت تمتلك كرة قدم محترفة، ولعقود اعتبرت اليابان منقطة نائية لا تلعب كرة قدم محترفة، منعزلة عن مجتمعات كرة القدم المختلفة.

وفي 1993 حينما انضم لينيكر إلى اليابان، افترض الكثيرين أن لينيكر سيكون النجم الأوحد، لكن على عكس ذلك، المهاجم عانى من الشرح لزملائه من هو وماذا كان في إنجلترا، الصحافة الإنجليزية استمرت في السخرية منه ومن نطق اسمه بالصحافة اليابانية، خاصة مع السؤال الشهير لمراسل ياباني محلي حينما سأله :"هل كان جا ري رينكا؟ أو جا ري رينكا؟".

قضى لينيكر وزوجته 6 أشهر في لندن يتعلم اللغة اليابانية قبل انتقاله رسميا، وعانى الثنائي من صعوبة التكيف.

وقال لينيكر عما حدث له فور وصوله لليابان :"حاولت إيجاد المنزل من التاكسي وكان الأمر كابوسا، لم أكن أعلم حتى أين نذهب".

وفور وصوله لمنطقة ناجويا قامت شركة "تويوتا" بطبع لوجو له كنجم كرة القدم على إعلاناتها بالصحف، وحملات تلفزيونية، وفي مايو أصبحت كل المتاجر بها ألعاب وأشياء تخصه كقمصان وشارات.

قبل أن يقوم لينيكر بركل الكرة كان اسم لينيكر تجاريا ومشهورا بشكل كبير هناك، ووجهه كان منتشر في اليابان من خلال الإعلانات والبضائع، الصفقة ساعدت أيضا في معرفة الناس باسم فريق جرامبوس.

في أول مباراة له مع جرامبوس كانت ودية تحضيرية ضد شيميزو بولز وفاز فريقه بنتيجة 2-1، وتأثيره كان متميزا للغاية على زملائه وكان ملتزما للغاية، لكنه وللأسف فشل في التسجيل.

تحدث عنه هيراكي مدرب الفريق عقب المباراة "تأثير لينيكر على اللاعبين كان جيدا". حاول المدرب نقل ثقته إلى لاعبه الذي لم يسجل لكي يستعيد قدراته التهديفية مع النادي في أقرب فرصة.

في يونيو 1993 تأثير لينيكر كان قد بدأ يتلاشى، تعرض لإصابة أبعدته لـ3 أشهر بعد كسر في قدمه عانى منه ضد فريق جامبا أوساكا، المهاجم الإنجليزي كان قد أصيب في ديسمبر 1992 وللأسف لم يعالجها بالشكل الصحيح.

عاد لينيكر في شهر سبتمبر وساد فريقه في الفوز على سانفريس هيروشيما، ساعدهم ذلك على الخروج من قاع الجدول، لكنه تعرض لانتكاسة أخرى كسر جديد، وتلك التي جعلت لينيكر يتساءل هل يعتزل الكرة أم لا؟

قرر لينيكر ألا يفعل واستمر حتى نهاية عقده مع فريقه الياباني باحترافية شديدة حتى وإن كانت الإصابة هي ما سيقف في طريقه، وهو ما أسعد زملائه ومدربه.

في تلك الفترة أطلق لينيكر كتابا عن سيرته الذاتية، صدم به جماهير الكرة حول العالم، لأنه هاجم من خلاله جرهام تايلور مدرب منتخب إنجلترا خلال ذلك الوقت، وذلك لأنه وفي الصيف الذي سبق عام الكتاب في اليورو، قام تايلور باستبدال لينيكر خلال مباراة إنجلترا والسويد التي انتهت بفوز الأخير بنتيجة 2-1 في دور المجموعات، وهو قرار سبب جدلا كبيرا، وانتقده لينيكر كثيرا واتهمه بأنه سمح لمشاعره الشخصية في التحكم بقراراته.

ذلك الكتاب ساهم بشكل كبير في بداية لينيكر الإعلامية، كانت تلك بداية مستقبله الحالي، وعد بموسم أخير مع جرامبوس مع الكثير من الآمال للتحسن، لكن الإصابات كانت الحاجز الكبير أمامه.

بعد اعتزال لينيكر بشهرين، وقع على عقد لكتابة عمود ثابت في The Observer ثم انضم لشبكة "بي بي سي" تلك هي رحلته من اليابان إلى بي بي سي، تقاعد كأسطورة كرة ليصبح شخصية تلفزيونية يحترمها الجميع.