أنا الزئبقي بركات – (3) عن أفضل موسم في حياتي.. وباتستوتا

يقولون إن الزمالك حاول ضمي حين كنت لاعبا في الإسماعيلي، في الحقيقة لا. لم يحدث في أي مرة أن كنت قريبا من الانتقال إلى القلعة البيضاء. لا أعرف السبب، لكن هذا ما حدث.

كتب : أحمد عز الدين

الأربعاء، 05 أكتوبر 2016 - 16:04
محمد بركات

يقولون إن الزمالك حاول ضمي حين كنت لاعبا في الإسماعيلي، في الحقيقة لا. لم يحدث في أي مرة أن كنت قريبا من الانتقال إلى القلعة البيضاء. لا أعرف السبب، لكن هذا ما حدث.

دوما كان الأهلي هو المهتم بضمي من الإسماعيلي، لكن لم يكن الانتقال إلى القلعة الحمراء سهلا أو حتى ممكنا في تلك الفترة.

بعد فوزي مع الإسماعيلي بالدوري في 2001 فكرت. يتبقى في عقدي موسم واحد مع والنادي في ظروف مالية سيئة، فهل يكون الرحيل هو الحل الصحيح؟

هنا ظهر الأهلي، لكن في السعودية هذه المرة. أهلي جدة الذي قدمت معه أفضل موسم في حياتي الكروية كلها.

أنا محمد بركات، وهذه الحلقة الثالثة من سلسلة FilGoal.com عن أبرز محطاتي مع كرة القدم. وتلك الحكاية عن الاحتراف في الخليج.

في أهلي جدة قدمت أفضل موسم في حياتي، لم ألعب بهذه الروعة لا قبلها ولا بعدها. توفيق غير عادي.

"أحط وش رجلي في الكورة وأنا أصلا مش شويط، ألاقيها تروح قذيفة لوب من فوق الجول".

"أجي ألف غصب عني، ألاقي نفسي أرقص 2 في وقت واحد".

تقريبا بارك الله في رحلتي لأني بدأتها بعمرة :)

في هذا الموسم فزت بجائزة أفضل لاعب أجنبي في الدوري السعودي، وهنا جاء عرض أخر لي ورحلة جديدة.

يقولون إن الاحتراف في السعودية بمثابة "كوبري" للأهلي المصري!

حسنا إلى هؤلاء الأذكياء هل لاحظتم أني ذهبت بعد أهلي جدة إلى العربي القطري.

ما أغراني في تجربة العربي القطري أن الفريق أراد ضم 3 محترفين أجانب: جابريل باتستوتا + ستيفن إيفنبرج + محمد بركات :)

يقود الفريق كارلوس كابرال الذي يعرفني جيدا من الدوري المصري. كل شيء مهيء حتى أقدم موسما استثنائيا.

والنتيجة؟ قدمت أسوأ موسم في حياتي.

لو كنت لعبت موسما إضافيا في قطر، ربما لأعلنت اعتزالي بعدها.

حين أفكر في سبب انهيار مستواي، أجد أن قطر وقتها لم تكن مهتمة بكرة القدم إلى الحد الموجود حاليا.

مدرجات خالية، لا توجد معسكرات، اللاعب يبيت ليلة المباراة في منزله ويذهب بسيارته إلى الاستاد يرتدي القميص ويلعب.. لا يوجد إعلام يسلط عليك الضوء سلبا أو إيجابا، لا شيء على الإطلاق.

لكني لعبت بجوار جابريل باتستوتا، وهذا سبب كافي للسعادة:

<iframe width="600" height="360" src="https://www.youtube.com/embed/YiRW5NOYbTA" frameborder="0" allowfullscreen></iframe>

كان لاعبا متواضعا للغاية، تفهم منه معنى كلمة النجم العالمي.

في مصر عرفت لاعبين لا يوجد من يحفظ أسمائهم، وينتظرون معاملة النجوم. يرغبون في أن يكونوا محور الفريق بالكامل.

أما باتستوتا، فخارج الملعب لطيف، وداخل الملعب يتحرك لفتح مساحة أمامك، يمرر حين يجدك في مكان أفضل. نجم بمعنى الكلمة.

إيفنبيرج كان نجما هو الأخر، ويتمتع بنفس سمات باتيجول، لكن مع بعض العنف :)

حين يحاول لاعب استفزازه، يعرف الألماني جيدا كيف يأخذ حقه بذراعه.

على كل حال كنت أتلهف انتهاء تلك التجربة، فكرت في مصر كثيرا. حتى جائتني مكالمة ربما انتظرتها طويلا. مهندس الصفقات عدلي القيعي.

لكن هذه حكاية أخرى.