أنا سيد معوض (6) – الأهلي.. ودرس جوزيه

بعد نهاية كأس أمم إفريقيا 2008 ذهبت إلى طرابزون التركي. لكني ارتكبت خطأ احترافيا قتل رحلتي في أوروبا سريعا جدا.<br>

كتب : أحمد عز الدين

الإثنين، 05 سبتمبر 2016 - 13:27
بعد نهاية كأس أمم إفريقيا 2008 ذهبت إلى طرابزون التركي. لكني ارتكبت خطأ احترافيا قتل رحلتي في أوروبا سريعا جدا.

كنت أشاهد فيديوهات يومية للاعبي منتخب مصر يحتفلون ويتلقون التهاني في مجلس الشعب، مع الأمير فلان، في مبنى الرئاسة. كل يوم احتفال بإنجاز 2008 وأنا "باغني ظلموه" في تركيا.

ظهر في داخلي صوت يعلو كل يوم: ماذا سيحدث لو عدت إلى مصر؟

أنا سيد معوض وهذه الحلقة السادسة من سلسلة FilGoal.com أستعرض فيها أهم محطات حياتي مع كرة القدم.

مع دخول الشتاء في تركيا كنت قد قررت. وطلبت الأهلي.

هنا بدأت مرحلة أخطائي غير الاحترافية في تركيا. جعلت نادي طرابزون يعيش أوقاتا مريرة بسببي. كل أسبوع أطلب السفر إلى مصر وأعلن بصراحة رغبتي في الرحيل.

لهذا بعدما اتفق الأهلي مع طرابزون على المبلغ المالي، وأرسل النادي عدلي القيعي وخالد الدرندلي لإتمام الصفقة وجدا الطرف التركي يطلب 250 ألف جنيه إضافية.

طرابزون كان يريد مضايقتي أولا لأنه عانى مني كثيرا، وثانيا لأنه يعلم أني سأضغط بكل ما أتيت من قوة لإتمام الصفقة. لا يوجد حل آخر أمامي.

خفت ألا تتم الصفقة لأن الأهلي كان يحتاج لدراسة الطلبات الجديدة لطرابزون وهذا الأمر يحتاج لاجتماع مجلس إدارة. لهذا قررت دفع الفارق من جيبي الخاص.

جيلبرتو

استقبلني الجميع في الأهلي بحفاوة بالغة. مانويل جوزيه يحبني والكل في النادي زملائي في المنتخب والأمور كانت تسير بشكل رائع.

سافرت مع الأهلي إلى ألمانيا وكنت ألعب المباريات الودية كلها.. ونستعد لأول لقاء لنا في الموسم ضد الزمالك.

لم أتوقع لثانية أني لن ألعب بالذات أن جوزيه كان يستخدمني أنا وجيلبرتو سويا في خطته وبالتالي لا توجد منافسة أصلا على مركزي.

لكن جوزيه اختار جيلبرتو ووضعني على الدكة.

اجتمع كابتن حسام البدري معي المدرب العام وقتها وقال لي: جوزيه يحب اللاعبين الذين اعتادوا مواجهة الزمالك. لا تقلق.

بعدها بدأت ألعب، أنا مباراة وجيلبرتو أخرى حتى جاءت مرحلة 4 لقاءات متتالية لم أشم رائحة الملعب.

أصابني هذا الأمر بالجنون.

بدأت أبتعد عن المنتخب ووجدت كابتن حسن شحاتة يضع محمد بركات في مركز الظهير الأيسر! وجوزيه حين يستبدل جيلبرتو يدفع بأحمد السيد في مكانه وأظل أنا على الدكة.

ماذا يحدث؟ هكذا سألت نفسي وحسام البدري. لكن في الحقيقة وجدت رد فعل جوزيه غير متوقع.

عدت للتشكيل وقال لي ستجدني دوما بجوارك لا ضدك.

وفي مباراة الاتصالات كانت النتيجة 1-1 بعدما دخل مرمى الأهلي هدفا من ناحية جيلبرتو، وجدت جوزيه يطلب مني الاستعداد للدخول أنا وأسامة حسني.

كان شيتوس يلعب ناحية اليمين في الاتصالات، وقد جعله حسام حسن مدرب الفريق آنذاك يلعب على جيلبرتو وتسبب في خروجه مستبدلا.

حين دخلت قدمت مباراة رائعة على شيتوس وصنعت هدفا من ناحيته. وحتى اليوم أقول له أنت أحييت مسيرتي في الأهلي من جديد.

ظلت الأمور مستقرة حتى اقتربنا من حسم الدوري، وكانت لدينا مباراة هامة مع طلائع الجيش في الجولة الأخيرة من الموسم.

درس جوزيه

الأهلي تأخر بهدف. وفي الدقيقة 50 وجدت جوزيه يطلب مني الاستعداد للنزول.

وأنا على الخط وجدت جوزيه يسحب وائل جمعة من الملعب وأدخل أنا في مكانه!

جاء لي جوزيه قبل دخولي بلحظة، وقال لي: اسمع.. لو رأيتك في نصف ملعب الأهلي سأستبدلك مجددا.

في تلك المباراة لم أخرج من نصف ملعب الجيش. أرسلت كما من العرضيات لم أرسله في حياتي.

جوزيه كان مغامرا لدرجة غرسها فينا جميعا كلاعبين. أي نتيجة غير الفوز غير مقبولة وحتى تحقق الفوز عليك أن تفعل كل شيء ممكن.

كان قويا لكن بشكل مختلف. قوي لكن محبوب في الوقت نفسه. تعلمت منه الكثير في رحلتي.

هذه الروح المغامرة أفادتني كثيرا في كأس القارات ضد دانيل ألفيش وزامبروتا ونجوم العالم. لكن هذه قصة أخرى.