حصيلة #في_الأولمبياد.. صدارة أمريكية ومفاجأة بريطانية ودول تُحقق المجد للمرة الأولى

انتهت حكاية دورة الألعاب الأوليمبية 2016 بريو دي جانيرو رسميا مساء الأحد بإقامة حفل ختام الدورة التي استمرت لأسبوعين.<br>

كتب : علي أبو طبل

الإثنين، 22 أغسطس 2016 - 11:50
انتهت حكاية دورة الألعاب الأوليمبية 2016 بريو دي جانيرو رسميا مساء الأحد بإقامة حفل ختام الدورة التي استمرت لأسبوعين.

وتسلمت عمدة طوكيو الراية الأوليمبية رسميا من عمدة ريو دي جانيرو لإطلاق العد التنازلي للتجمع الأوليمبي الجديد بعد 4 سنوات من الآن.

أرقام أوليمبية وعالمية كسرت في مختلف اللعبات في ريو 2016. دولٌ تصاعدت في جدول الترتيب مقارنة بالمشاركات السابقة، وأخرى هبطت قليلا. دولٌ حققت الذهب للمرة الأولى في تاريخها، ودول حققت الصعود لمنصات التتويج للمرة الأولى في تاريخها هي الأخرى.

دموع ذرفت فرحا، وأخرى إنكسارا وحزنا. هذا ما يحدث دوما خلال إسبوعين يتكرران كل 4 سنوات.

ونستعرض لكم في هذا التقرير أبرز ما حدث في دورة أوليمبية لن تنسى.

صدارة أمريكية معتادة

استمرت الولايات المتحدة الأمريكية في صدارة جدول ترتيب ميداليات الدورات الأوليمبية كما هو معتاد.

صدارة مستمرة خلال الدوريات الأوليمبية للمرة الـ17 من أصل 28 دورة، شاركت في 27 منهم بينما امتنعت عن نسخة 1980 في موسكو لأسباب سياسية، حيث لم تكسر الهيمة في القرن الجديد إلا عن طريق الصين التي تصدرت دورة 2008 التي أقيمت في ضيافة عاصمتها بكين.

وعادلت الولايات المتحدة عدد ذهبياتها في دورة لندن 2012 برصيد 46 ذهبية، متوفقة على أقرب الملاحقين بفارق 19 ميدالية ذهبية، بينما زادت فضياتها إلى 37 وبرونزياتها إلى 38، بمجموع 121 ميدالية متنوعة.

عدد الميداليات القياسي خلال دورة واحدة في حوزة الولايات المتحدة، حيث حققت 83 ميدالية ذهبية من أصل 174 ميدالية متنوعة في دورة لوس أنجلوس 1984، وهو رقم من الصعب معادلته.

أبرز ما حققته الولايات المتحدة خلال دورة ريو هو تجاوز ميدالياتها الذهبية طوال مشاركاتها الأوليمبية للرقم 1000، حيث بلغت 1022 ميدالية ذهبية من أصل 2520 ميدالية متنوعة طوال تاريخ المشاركات الأمريكية في الأوليمبياد.

مفاجآت

قبل إنطلاقة الدورة، وعدت الصين ملاحقة الولايات المتحدة ومنافستها بقوة على صدارة جدول الميداليات، ولكن هذا لم يحدث.

المفاجأة هنا كانت بريطانية، حيث تفوقت المملكة المتحدة على الصين في عدد الذهبيات بفارق ميدالية ذهبية واحدة، بواقع 27 لبريطانيا من أصل 67 متنوعة مقابل 26 للصين من أصل 70 ميدالية متنوعة.

وصافة الترتيب هو مركز لم تحققه بريطانيا طوال مشاركاتها الأوليمبية الـ28، بما فيها دورة 2012 التي استضافتها وحلت في المركز الثالث خلالها.

المناسبة الوحيدة التي تصدرت بيها المملكة العظمى جدول الميداليات كانت في الدورة التي استضافتها لندن في 1908 محققة 56 ميدالية ذهبية من أصل 146 متنوع.

المفاجأة الأخرى كانت استمرار روسيا في المركز الرابع في جدول ترتيب الميداليات للدورة الثانية على التوالي رغم تقلص عدد البعثة المشاركة إلى النصف بسبب أزمة المنشطات، وبرصيد 19 ميدالية ذهبية ومثلهم من البرونز، و18 ميدالية فضية.

البرازيل - الدولة المنظمة - حققت المركز الـ 13 في جدول ترتيب الميداليات، برصيد 7 ذهبيات و6 فضيات ومثلهم من البرونز. 19 ميدالية بعدد ذهبيات غير مسبوق لبلاد السامبا في أي من مشاركاتها الأوليمبية السابقة، حيث كان أفضل مركز تم تحقيقه هو الـ15 دورة أنتويرب البلجيكية في عام 1920، وكان عدد الدول المشاركة حينها أقل، برصيد ذهبية وفضية وبرونزية فقط!

المجد الأوليمبي الأول..

دول عديدة خلال دورة ريو 2016 حققت ميدالياتها الأوليمبية الأولى على الإطلاق خلال تاريخ مشاركاتها.

البداية كانت من فيتنام التي حققت ميداليتين في منافسات الرماية، واحدة من الذهب والأخرى من الفضة، وهما أول ميداليات تحقق في تاريخ تلك الدولة الآسيوية عبر مشاركاتها الأوليمبية.

الأمر نفسه يعود على دول كالأردن وجزر فيجي. حيث حققت الأردن ميداليتها الأولى على الإطلاق والتي كانت من الذهب لحسن الحظ عن طريق أحمد أبو غوش في رياضة التايكوندو، وكانت ميدالية فيجي الأولى تاريخيا لها من الذهب أيضا عن طريق منتخب لعبة الرجبي السباعي، والتي أضيفت حديثا لأول مرة في دورة ريو.

ولم يختلف الأمر بالنسبة لكوسوفو، الدولة التي تشارك مستقلة أوليمبيا لأول مرة خلال دورة ريو، حيث حققت ميدالية ذهبية في رياضة الجودو.

بعض الدول سبق وأن حققت ميداليات أوليمبية، ولكنها عانقت الذهب للمرة الأولى في ريو 2016.

البداية كانت من البحرين التي حققت الذهب لأول مرة خلال منافسات ألعاب القوى عن طريق روث جيبيت بالإضافة إلى فضية. وانضمت لها دولة بورتريكو عن طريق لاعبة التنس مونيكا بويج التي حققت مفاجأة كبيرة في منافسات فردي السيدات.

وانضمت للقائمة كذلك دولة سنغافورة عن طريق مفاجأة السباحة جوزيف شولينج الذي تفوق على مايكل فيليبس وتشاد لوكلو في سباق 100 متر فراشة.

وحققت دولة طاجكستان ذهبيتها الأولى في منافسات رمي المطرقة الحديدية ضمن ألعاب القوى عن طريق لاعبها ديلشود نازاروف.كما عانقت كوت ديفوار الذهب لأول مرة خلال منافسات التايكوندو عن طريق شيخ صلاح سيسيه.

أما دولة النيجر الإفريقية، فقد حققت ميدالية فضية في رياضة التايكوندو هي الأولى لها في المشاركات الأوليمبية منذ دورة ميونيخ 1972 التي حققت فيها ميدالية برونزية في الملاكمة، ليرتفع رصيدها الأوليمبي إلى ميداليتين متنوعتين ينقصهما الذهب.

وفي كرة القدم، حققت البرازيل المجد الذي كان ينقصها طوال تاريخها بتحقيق ذهب الأوليمبياد، بعد تغلّبها على ألمانيا في النهائي، لتنتهي عقدة طويلة لازمت منتخب السامبا لعقود.

أساطير تنتهي حكايتها وأخرى تولد ..

اعتدنا خلال النسخ الـ3 الأخيرة من الأوليمبياد على مشاهدة الأمريكي مايكل فيليبس والجامايكي أوساين بولت وهم يحققون المجد.

وكان فيليبس ذو الـ31 عاما في الموعد في ريو 2016، التي أعلن أنها ستكون مشاركته الأخيرة، حيث حقق 5 ميداليات ذهبية متنوعة سواء في سباقات فردية أو في سباقات التتابع، واكتفى بفضية، من أصل 6 سباقات خاضها في منافسات السباحة. ليستقر رصيده من الميداليات الذهبية عند 23 ميدالية من أصل 28 ميدالية متنوعة.

واستمر الجامايكي بولت في السيطرة على سباقات الـ100 متر والـ200 متر محققا الذهب للدورة الأوليمبية الثالثة على التوالي، والأمر نفسه تحقق في سباق 400 متر تتابع مع الفريق الجامايكي، ليصبح رصيده من الذهب 9 ميداليات طوال مشاركاته الأوليمبية.

وأعلن بولت -30 عاما- أن ريو 2016 ستكون مشاركته الأوليمبية الأخيرة كذلك.

في المصارعة الرومانية، كانت اليابانية كاوري إيكو -32 عاما- في الموعد بتحقيقها الذهبية الرابعة على التوالي في مشاركاتها الأوليمبية، لتخلد إسمها كأسطورة من الأساطير الأوليمبية.

في المقابل ولدت أساطير جديدة. الأولى منها كانت الأمريكية سيمون بايلز لاعبة الجمباز التي حققت 4 ميداليات ذهبية في مشاركتها الأوليمبية الأولى وهي لازالت بعمر الـ19، بالإضافة إلى برونزية.

لن أكون أوساين بولت أو مايكل فيليبس جديدة، بل سأكون سيمون بايلز الأولى.

عبارة قبل بداية المنافسات كانت كفيلة بإيضاح ما تطمح إليه البطلة الصاعدة.

أما الثانية فهي أيضا صاحبة جنسية أمريكية، السبّاحة كاتي ليديكي التي ماثلت مواطنتها بايلز بنفس عدد الذهبيات وبنفس العمر خلال مشاركتها الأوليمبية الأولى، بالإضافة إلى ميدالية فضية. ومن المتوقع أن تكون ليديكي هي الإسم الجديد الذي ستعول عليه الولايات المتحدة في افتراس ميداليات السباحة بعد اعتزال فيليبس.

الثالث كان عربيا أردنيا، حيث حقق أحمد أبو غوش ذهبية وزن 68 كجم في التايكوندو وهو بعمر الـ20 عاما فقط، وبأداء مميز إن استمر عليه، قد يحصد ميداليات أخرى خلال الدورات الأوليمبية المقبلة.

مشاركة إفريقية وعربية مميزة

16 ميدالية متنوعة هي حصيلة العرب من الميداليات في دورة ريو 2016.

الصدارة كانت للبحرين التي حققت ذهبية وفضية في ألعاب القوى، وتليها الكويت التي شاركت تحت العلم الأوليمبي محققة ذهبية وبرونزية في الرماية، وأتت الأردن ثالثة بذهبية أبو غوش.

وحلت الجزائر رابعة بفضيتين في منافسات ألعاب القوى، وكانت الإثنتان بإسم توفيق مخلوفي، بينما حلت قطر خامسة بفضية معتز برشم في الوثب العالي.

مصر وتونس تعادلا في المركز السادس برصيد 3 برونزيات لكل منهم، حيث أتت برونزيات مصر لـ محمد إيهاب وسارة سمير في رفع الأثقال، وهداية ملاك في التايكوندو، بينما كانت برونزيات تونس لـ إيناس بوبكري في المبارزة ومروة العامري في المصارعة الرومانية وأسامة الوسلاتي في التايكوندو.

وحلت المغرب سادسة ببرونزية واحدة لـ محمد ربيع في الملاكمة، متعادلة مع الإمارات العربية المتحدة التي حققت ميداليتها الأوليمبية الثانية على الإطلاق عن طريق سيرجيو توما في الجودو.

وفي صدارة الدول الأفريقية، جاءت كينيا، التي احتلت المركز الـ15 في جدول الترتيب العام بـ13 ميدالية متنوعة، 6 منها من الذهب، ومثلهم من الفضة بالإضافة إلى برونزية واحدة، جميعهم كانوا في منافسات ألعاب القوى.

المركز الأفضل على الإطلاق لكينيا في مشاركة أوليمبية كان المركز الـ13 في بكين 2008، بنفس عدد الذهبيات في ريو ولكن بمجموع 14 ميدالية.

وحلت جنوب أفريقيا ثانية في ترتيب الدول الأفريقية، وفي المركز 30 في الترتيب العام، برصيد ذهبيتين وبرونزيتين و6 فضيات، بينما حلت أثيوبيا ثالثة إفريقيا برصيد ذهبية وفضيتين و5 برونزيات.

وتواجدت كوت ديفوار رابعة برصيد ذهبية وبرونزية، والجزائر خامسة والنيجر سادسة، وكلا من مصر وتونس في المركز السابع، وتساوت المغرب مع نيجيريا التي حققت برونزية وحيدة خلال الدورة في منافسات كرة القدم.

احتواء الثقافات

أبرز ما ميّز أوليمبياد ريو 2016 كان احتواء ثقافات وظواهر مختلفة.

حيث شهدت الدورة مشاركة العدد الأكبر من الرياضيات المحجبات من مختلف الجنسيات.

أبرز الظواهر كانت مشاركة الثنائي المصري ندى ودعاء في منافسات الكرة الطائرة الشاطئية في زي لم يعتد متابعو اللعبة على مشاهدته، ولكنه نال احترام المتابعين في ريو.

كما شهدت الدورة مشاركة أول رياضية أمريكية محجبة ابتهاج محمد، والتي تمارس رياضة المبارزة، وحصلت على ميدالية برونزية رفقة الفريق الأمريكي للسيدات.

الظاهرة الأفضل على الإطلاق كانت مشاركة مجموعة من الرياضين اللاجئين تحت علم موحد بإسم فريق اللاجئين الأوليمبي، في بادرة هي الأولى على الإطلاق طوال تاريخ الدورات الأوليمبية.