أحمد مختار

تحليل أهلاوي.. السر وراء تحول فتحي من صيد العصافير إلى هز الشباك

عاد الأهلي بفوز جديد، هذه المرة في بترو سبورت، على حساب اتحاد الشرطة هذه المرة، النادي الذي تلقى أكبر عدد ممكن من الأهداف هذا الموسم أمام المارد الأحمر في مباراة تسيدها الفريق في البداية لكنه عقدها على نفسه في الشوط الثاني، مع عرض فني مميز، فقط مع قليلا من الأخطاء الدفاعية، وكثيرا من الاستهتار والتسيب في بعض اللقطات.<br>
الإثنين، 04 أبريل 2016 - 00:29
عاد الأهلي بفوز جديد، هذه المرة في بترو سبورت، على حساب اتحاد الشرطة هذه المرة، النادي الذي تلقى أكبر عدد ممكن من الأهداف هذا الموسم أمام المارد الأحمر في مباراة تسيدها الفريق في البداية لكنه عقدها على نفسه في الشوط الثاني، مع عرض فني مميز، فقط مع قليلا من الأخطاء الدفاعية، وكثيرا من الاستهتار والتسيب في بعض اللقطات.

فتحي الجديد

يقدم أحمد فتحي أداء استثنائي في الفترة الأخيرة، المفاجأة أن تألقه جاء في خانة الارتكاز وليس في مركز الظهير، والقصة ليست مرتبطة بتسجيل هدف أو اثنين أو حتى هاتريك، بل تمركز مثالي بالكرة أو من دونها، وانتشار ذكي بطول الملعب وعرضه، مع تغطية مستمرة رفقة حسام غالي أمام رباعي الدفاع.

ما أضافه مارتن يول باختصار لفتحي، أنه وفر له المناخ المناسب لإظهار ميزته المتبقية، ألا وهي ميزة التسديد من بعيد، من خلال التحركات التي يقوم بها عبد الله السعيد أمامه، مع القيمة الكبيرة لرمضان صبحي، اللاعب الأميز في التشكيلة، والذي يراقبه أكثر من لاعب كلما اقترب من اللعبة، لذلك يحصل فتحي على المساحة المطلوبة خارج منطقة الجزاء.

تصل الكرة إلى فتحي في الغالب، عن طريق التحركات المشتركة بين عبد الله ورمضان، مع الفوضى المقصودة من جانب مؤمن زكريا وعمرو جمال، الثنائي الذي يصنع الكثافة العددية داخل منطقة الجزاء، لذلك استفاد مؤمن أيضا من تحركات المهاجم المتقدم، لأنه يأتي دائما من الخلف إلى الفراغ الأمامي، وهذا ما جعله يسجل هدف الافتتاح.

أماكن تسديد فتحي للهدفين، من حافة منطقة الجزاء تقريبا، لاعب الارتكاز الذي يأتي من الخلف دون رقابة.

CutBack

عندما تقود سيارتك بسرعة تصل الى 180 كيلو متر في الساعة وفجأة وبدون مقدمات، يظهر أمامك شيء ما، طفل صغير، شيخ عجوز، حيوان ما، والمسافة بينكما قريبة للغاية. وقتها، إما أن تدهس من وضعه قدره أمامك، أو تحاول قلب عجلة القيادة بأقصي وضعية ممكنة، والأقرب أن تنقلب بك السيارة وقتها .

هذا هو حال المدافع الذي يتمركز داخل منطقة الجزاء، يبحث عن المهاجم الذي يراقبه، لا يجده، أين هو؟ المهاجم ذهب ولم يعد. نوعية المهاجمين الذين يهربون خارج المنطقة، ورغم أن عمرو جمال في الأساس 9 صريح، إلا أنه تطور كثيرا مؤخرا، وأصبح يتحرك أكثر في كل مكان خارج وداخل منطقة الجزاء.

يتحول الي الخط كي يسمح للجناح بالدخول الي منطقة الجزاء، أو يخلق المساحة اللازمة لانطلاق لاعب الوسط وتحوله الي مهاجم ثاني أو رأس حربة وهمي، وبالتالي تحركات عمرو تفتح الطريق دائما لدخول مؤمن إلى منطقة الجزاء، أو لأحمد فتحي، لاعب الارتكاز القادم من بعيد دون رقابة، لذلك جاء الهدف الرابع عن طريق هذه اللعبة، تمريرة عرضية من الأمام إلى الخلف، وفتحي يسدد في المرمى.

أحمد فتحي قريب من معظم اللاعبين، باستثناء أحمد عادل ومحمد هاني، استلم فتحي تمريرات وكرات من كل لاعبي الفريق.

وبالتالي زادت المساحة أمام لاعب الارتكاز، من خلال تمتعه بحرية أكبر،

حسام غالي

عاد اتحاد الشرطة إلى المباراة بفعل فاعل، الفاعل هذه المرة هو خط وسط الأهلي ودفاعه، تمريرات خاطئة بدون أي مبرر، ووقوف المدافعين في وضعية تسمح بعدم التسلل، مع أداء سلبي معتاد من الحارس أحمد عادل، لذلك سجل اتحاد الشرطة ثلاثة أهداف، من الصعب وصفها بأنها نتاج قصور تكتيكي أو خططي، لكنها هفوات فردية تعبر عن جانب مهم من شخصية الفريق الحالي.

تمريرات حسام غالي، بكل تأكيد نسبة التمريرات الصحيحة "الخضراء" أكبر من الخاطئة "الحمراء"، لكن أماكن التمريرات الخاطئة خطيرة ومقلقة، لأن اي كرة يتم قطعها تنقلب بهجمة على مرمى الأهلي، في العمق وعلى الأطراف، 3 تمريرات في نصف ملعب الأهلي!

هذا عن الجانب الفردي، بينما فيما يخص التكتيك، فقد الأهلي قدرته على التحكم في المباراة، مسافات بعيدة بين الدفاع والهجوم، وحضور سيء للغاية لمنطقة الارتكاز، خصوصا حسام غالي، الكابتن قلت لياقته كثيرا، وفقد كرات عديدة تحت ضغط لاعبي اتحاد الشرطة، لذلك صنع المنافس فرص عديدة ناتجة عن ضياع الكرة في نصف ملعب الأهلي.

الفريق الأهلاوي الحالي يقل تركيزه كثيرا في معظم المباريات، الأمر ليس له علاقة بكونه متقدم أو متأخر في النتيجة، لكن يبدو أنه مرتبط أكثر بعقلية بعض النجوم داخل التشكيلة، لذلك كان مارتين يول على حق عندما أخرج غالي وأشرك عمرو السولية، تغيير منطقي جدا لأن منطقة العمق صارت أضعف، وفقد الأهلي سيطرته الكاملة على المباراة.

الدفاع جاني أم مجني عليه؟

أصبح الدفاع الأهلاوي معضلة كبيرة في الفترة الأخيرة، وحلقة نقاش رئيسية بين مختلف المشجعين، هل حجازي وربيعة ثنائي مميز أم لا؟ وما السر في اهتزاز الشباك بأكثر من هدف في معظم المباريات، سواء فاز الأهلي أو تعادل؟

في البداية ثنائي مثل حجازي وربيعة هو الأفضل في الدوري المصري، وأعتقد هو الأجدر أيضا بالخانة الأساسية في المنتخب، لكن هذا الثنائي يعاني بعض الشيء في حالة اللعب بدفاع متقدم، بسبب سرعة بعض المهاجمين في التحولات، لذلك تجد خلفه مساحات واضحة في حالة التقدم المبالغ فيه للأمام، لذلك يلعب مارتين يول في آخر مباراة بدفاع متأخر بعض الشيء، وذلك لتقليل المسافة بين أحمد عادل وثنائي الدفاع، مما يجعل الأمر أسهل كثيرا، خصوصا مع لاعب بارع في قراءة اللعب كحجازي، وآخر يتميز في الكرات الطولية مثل ربيعة، لكن الأهداف التي دخلت مرمى عادل أمام الشرطة، لا تتعلق فقط بتكتيك الدفاع، لأنها أتت بعد تمريرات مقطوعة.

لكن بسبب تأخر تمركز المدافعين، لم يقع أبدا مهاجمي الشرطة في التسلل، مما جعلهم في موقع أفضل للتسجيل، خصوصا في الهدفين الثاني والثالث، وبالتالي مع تكتيك مارتين يول الحالي بعودة المدافعين بضع خطوات للخلف، يجب على خط الوسط إخراج الكرات بشكل أفضل من الخلف إلى الأمام، وفي حالة صعوبة ذلك، إلعب كرة طولية مباشرة! في انتظار القادم.