عن كاتدرائية كرويف

سيجمند فرويد وتلامذته وأعداءه غيروا الطريقة التي نفهم بها العقل، كارل ماركس وأتباعه شكلوا إطار القرن العشرين، الكوميديا السيريالية البريطانية لم تكن لتتواجد لولا سبايك ميليجان ومعجبينه.

كتب : هشام إسماعيل

الخميس، 24 مارس 2016 - 16:48
سيجمند فرويد وتلامذته وأعداءه غيروا الطريقة التي نفهم بها العقل، كارل ماركس وأتباعه وضعه شكلوا إطار القرن العشرين، الكوميديا السيريالية البريطانية لم تكن لتتواجد لولا سبايك ميليجان ومعجبينه.

الحال نفسه في كرة القدم، هناك العديد من أيقونات كرة القدم لكن لم يكن منهم مثل يوهان كرويف استطاع أن يضع علامة بارزة مثلما التي وضعها الهولندي الطائر.

"كنيسة كرويف لنشر رسالة كرة القدم" هكذا كان عنوان تقرير بليتشر ريبورت.. قصة السيد المسيح ورسالته الدينية ألهمت كرويف ليضع فلسفة كروية مختلفة عما يسير وراءه الناس في تلك الفترة.

الكاتدرائية

بالعودة لعام 2008 عندما تولى جوارديولا مسؤولية تدريب برشلونة قال في تصريح مقتضب "كرويف هو من بنى هذه الكاتدرائية.. هدفنا الآن أن نعيد صيانتها".

كرويف كانت تصريحاته غريبة ربما جعل البعض يعتقد أن الهولندية لغة منفصلة.. من ضمن هذه التصريحات.

- إذا لم تستطع الفوز فحاول ألا تخسر.

- كل عيب له ميزة.

- إذا لم تتواجد في مكان ما فأنت إما ذهب مبكرا أو متأخرا.

- إذا أردتني أن أفهمك سأشرح لك الأمر بشكل أفضل.

على الرغم من تصريحات جوارديولا التي أكد فيها أن كرويف هو من بنى الكاتدرائية لكن الهولندي لم يكن ذلك المتدين فعلى سبيل المثال لم يكن يرى جدوى من رسم اللاعبين للصليب كنوع من الصلاة أثناء المباراة وعلل ذلك قائلا "هل لو فعلها جميع اللاعبين ستنتهي المباراة بالتعادل بين الفريقين؟".

من ضمن التناقضات في حياته كان اسم ابنه "جوردي" الذي أطلق عليه هذا الاسم تيمنا بالقديس مارجرجس والذي يطلق عليه جوردي في الثقافة الكاتالونية.

..

أياكس في فترة السبعينات كان مثالا لاختراع الكرة الشاملة، العملاق الهولندي كان المنبع الذي اتخذ منه جميع تلاميذ هذه المدرسة النسخة التي طوروها فيما بعد.

كرويف وقتها لم يكن فقط لاعبا بل كانت نظرته التدريبية حاضرة، الفريق كان يلعب في نصف ملعب الخصم دائما مع مصيدة التسلل هذا ما جعل الهولندي يفكر في تطوير مركز حراسة المرمى.

قبل هذا مهمة الحارس كانت فقط التصدي للتسديدات لكن في كأس العالم 1974 أقنع مدربه بضم الحارس يان يونجبلويد الذي يجيد استخدام قدميه ويستطيع الخروج ولعب دور الليبرو والذي ينفذه الآن نوير مثلا.

نسخة كرويف التدريبية من مدرسة أياكس كانت الأفضل والتي يعيش عليها برشلونة الآن.. هي التي طورت بها ألمانيا كرتها بعد السقوط في فترة 2000 وحتى 2004، مدربو الكبار في الدوري الإنجليزي أرسين فينجر وفان جال وهيدينك ويورجن كلوب وروبرتو مارتينيز هم تلاميذ تلك المدرسة.

أريجو ساكي في أواخر الثمانينات مع ميلان حول الروسونيري لنسخة هولندية تلعب الكرة الشاملة صنعت مجدا عظيما للفريق.