أمير عبد الحليم

متى يرحل بيسيرو عن الأهلي؟

تخيل صعوبة عمل مدرب في بلد للمرة الأولى مع فريق له طموحات كبيرة ولاعبين قد يكون يعرف بعضهم بالاسم فقط، وأمام كل هذا لم يخض حتى فترة إعداد مع الفريق. <br>
السبت، 07 نوفمبر 2015 - 23:32
لم يكن جوزيه بيسيرو كسولا ولم يدخر وقتا منذ الاتفاق مع الأهلي. وبدأ في طلب تقارير عن اللاعبين منذ كان في البرتغال، لكن هل هذا كاف للمطالبة برحيله بعد أول خسارة؟

نتحدث هنا عن مطالب برحيل مدرب من فريق لم يفز ببطولة في الموسم الماضي لإنه خسر مباراة من أصل 4 مع الفريق لعبهم خلال 14 يوما فقط.

لو بات هذا الأمر واقعا. متى يكون الوقت المناسب لنقيم بيسيرو، فيرحل أو يستمر.

------

فلنبدأ بقصة ربما تكون ليست جديدة على الكثيرين، ولكنها ستوضح أكثر أزمة بيسيرو. عندما جاء مانويل جوزيه في فترته الأولى مع الأهلي وجد في التدريبات أن هناك مشكلة في عدد العرضيات الصحيحة، أوقف مانويل جوزيه المران ثم بدأ في تدريب اللاعبين بنفسه على إرسال العرضيات.

من الواضح تماما للجميع أن بيسيرو يعاني مع جناحي الأهلي. لكن هل لو قرر الرجل إتباع نفس أسلوب مانويل جوزيه، سيجد وقتا لذلك؟

تخيل صعوبة عمل مدرب في بلد للمرة الأولى مع فريق له طموحات كبيرة ولاعبين قد يكون يعرف بعضهم بالاسم فقط، وأمام كل هذا لم يخض حتى فترة إعداد مع الفريق.

هذا المدرب وجد نفسه في ظروف عمل صعبة تتطلب خوض مباراة كل 3 أيام، ويقضي أول يومين منهم في تدريبات استشفائية وبدنية للاعبين.

هنا لن يجد بيسيرو وقتا للعمل مع لاعبيه سوى في تدريب واحد لن يستطيع أن يرفع الحمل التدريبي فيه خوفا من تعرضهم للإصابات. وهذا يصل بنا في النهاية إلى استحالة وجود فرصة للعمل الفني أو تحفيظ اللاعبين لجمل جديدة.

في هذه الفترة، يكون من الصعب أن تسأل المدرب لماذا أشرك هذا اللاعب دون غيره أو لماذا أخرج لاعبا ثالثا من قائمته. لأنه يحكم على اللاعبين بناء على ما يراه في أيام التدريبات.

وهذا ما يصل بنا في النهاية، إلى أن اللاعبين هم المسؤولون أكثر من بيسيرو عن النتائج في تلك المرحلة، فهم من يقدمون أنفسهم للمدرب، ومن المنطقي أن من يبدأ كل مباراة هم من كانوا الأفضل في التدريبات.

------

لا تتفق مع أن اللاعبين يتحملون المسؤولية الأكبر؟ لايزال ينتقد جوزفالدو فيريرا جدول مباريات الدوري المصري حتى الآن، والذي لا يسمح له بالعمل مع فريقه.

فيريرا حتى مؤتمر المباراة الأخيرة، شكر لاعبيه لإنهم من حققوا الفوز في ظروف لا يجد فيها وقتا مناسبا للعمل على تطويرهم فنيا.

حتى فيريرا كان أفضل حالا من بيسيرو، فهو تولى قيادة الزمالك بعد كارثة الدفاع الجوي واستغل فترة توقف استمرت لأكثر من شهر ونصف للتأقلم والتعرف على اللاعبين على الأقل.

مع بيسيرو، نحن نتحدث عن مدرب سيكون من الإنجاز أن يحفظ أسماء قائمة لاعبيه خلال الفترة التي مضت عليه منذ بداية عمله مع الأهلي.

نتحدث عن مدرب لم يكن له حتى حرية اختيار ملعب فريقه في الدوري، وهذا من حقه تماما.

-----

لم يخترع بيسيرو أو يغير في تشكيل الأهلي الذي فاز بالسوبر. فقط تعامل مع غياب رامي ربيعة وماليك إيفونا في مباراة الجيش، ثم بدأ خطوة بخطوة في التغيير بناء على الخطة التي ينوي اللعب بها.

أشرك بيسيرو 16 لاعبا خلال المباريات الأربعة الأولى له مع الفريق، ولايزال يحتاج لمنح الفرصة لـ10 لاعبين على الأقل ليستقر على تشكيل واحد.

وفي نفس الوقت، مطالبة بيسيرو بالاعتماد على لاعبين جدد على الأهلي غير منطقية أيضا، فهذا يضر هذا اللاعب أكثر من المدرب أساسا.

إذا تحدثنا عن الواقع، فبيسيرو معجب بأداء محمد حمدي زكي في التدريبات، ولكنه يدرك تماما أن الدفع به وهو لم يشارك سوى لدقائق مع الأهلي الآن سيكون في غير صالح اللاعب وقد ينهي مشواره قبل أن يبدأ.

هذا الأمر ينطبق على أحمد الشيخ الذي لم يلعب حتى دقيقة واحدة رسمية.

هذا يعني أن بيسيرو قرر الحفاظ على لاعبيه رغم أنه يدرك تماما مشكلة الجناحين في فريقه، وهذا المركز تحديدا شهد أكثر تغييرات الرجل على مدار أول الـ4 مباريات.. بداية من الاستمرار في الاعتماد على رمضان صبحي ثم تجربة مؤمن زكريا وبعدها نقل عبد الله السعيد للجناح.

يظهر لنا هذا أكثر مشكلة عدم وجود فترة إعداد لمدرب جديد، فهو سيكون مضطرا للتجربة في مباريات رسمية حتى يتعرف على لاعبيه أكثر. وفي نفس الوقت يحتوي غضب من لا يشارك بشكل مستمر.

الغريب في حالة بيسيرو، إنه يجد في المؤتمرات الصحفية من ينتقده لعدم الثبات على تشكيل واحد. وفي الاستوديوهات التحليلية من لا يعجبه عدم إشراك صفقات جديدة.

-----

كان في صالح الأهلي وبيسيرو فوزه في أول 3 مباريات، حتى يحصل على الثقة المضاعفة التي احتاجها بعد الهجوم من الجماهير قبل أن يتولى حتى المسؤولية.

وقبل كل ذلك، كان من حظ بيسيرو تتويج الأهلي بالسوبر، فلو كان الفريق خسر هذه المباراة لاختلف الأمر وحدث التعثر في وقت أقرب من مباراة المقاصة.

لذلك، في رأيي، الخسارة جاءت في الوقت الأمثل للأهلي. فالفريق يدخل الآن فترة توقف وهو يدرك تماما أنه يعاني خللا يحتاج إلى إصلاحه خلال 40 يوما ولن يكون مقبولا بعدها أن يستمر موجودا.

ربما لو كان حدث ذلك في بداية الدوري، لأصبح سقف التطلعات من فترة التوقف أقل بسبب انتصارين أو ثلاثة مسكنين وليس أكثر.

وفي الفترة الحالية، يكون اللاعبون هم عين الإدارة على المدرب. وفي حالة بيسيرو أغلب اللاعبين اتفقوا على إعجابهم بطريقة عمل الرجل وتدريباته.

ولكن إذا اتفقنا على أن جوزيه بيسيرو لم يقدم أي جديد مع الأهلي حتى الآن ورحيله ممكن، فمتى يكون الوقت المناسب لتقول كفى للمدرب للمرة السادسة منذ تولي محمود طاهر إدارة النادي؟

لا أستطيع أن أجزم إذا كان بيسيرو مدربا جيدا أم لا. هل سينجح ويستمر لنهاية الموسم وما بعده أم سيكون مصيره مثل جاريدو. ولكن ما يجب أن نتفق عليه هو أن تقييم الرجل لن يكون منطقيا قبل نهاية الدور الأول.

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر ناقشني Follow @AmirAbdElhalim

ناقشني عبر فيسبوك